وقعت مواجهات عنيفة، الاثنين، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وأهالي بلدة سلوان الواقعة إلى الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى. وذكر لجنة الدفاع عن سلوان في بيان اليوم، أنّ قوات كبيرة من مخابرات وجيش الاحتلال اقتحمت بلدة سلوان ونفذت عمليات اعتقال واسعة شملت ستة فلسطينيين بينهم الناشطة الحقوقية سعاد أبو رموز وشقيقها جواد وآدم سمرين مؤذن مسجد عين سلوان. وقد رشق الأهالي قوات الاحتلال التي اقتحمت عدة منازل في سلوان بالحجارة والزجاجات الفارغة بينما أطلق الجنود الرصاص المطاطى وقنابل الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين. وأكّد فخرى أبو دياب عضو لجنة الدفاع عن سلوان، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى السيطرة على سلوان لأنها خط الدفاع الجنوبي عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى، الذي يقع محرابه في أرض سلوان، وأنّ بلدة سلوان تعتبر سلة الغذاء والمياه للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك. وأوضح أبو دياب أنّ هناك 53 بؤرة استيطانية في سلوان التي تصل مساحتها إلى 5640 دونم، وينتمي المستوطنون في هذه البؤر والذين يصل عددهم إلى نحو 380 مستوطنًا إلى التيار القومي الصهيوني الديني. وأشار أبو دياب إلى أنّ المستوطنين يريدون السيطرة على مسجد عين سلوان الذي يقومون بحفريات في منطقته لأن ذلك يمكن أن يتيح لهم شق أنفاق تصل إلى أسفل المسجد الأقصى، وإدخال آليات وأوناش كبيرة عبر هذه الأنفاق إذا تم هدم مسجد عين سلوان؛ لأنّ الأنفاق الحالية يصعب دخول آليات كبيرة فيها، وإذا حدث ذلك فإنّه سيعد تهديدًا خطيرًا للأقصى. وتحدث أبو دياب عن خطة وضعتها حكومة إسرائيلية سابقة برئاسة نتنياهو عام 1996 لإخلاء ما يسمى ب"الحوض المقدس"، الذي يشمل حي الشيخ جراح وحى سلوان في القدسالشرقية من السكان الفلسطينيين؛ لإقامة ما يسمى بالحدائق التلمودية التي يُراد لها أنّ تكون شاهدًا أثريًا وتاريخيًا مصطنعًا لتأكيد مزاعم إسرائيل في القدس. وأوضح أنّ الاحتلال يُطلق على بلدة سلوان اسم "مدينة داود"، وعلى بستان سلوان "بستان الملك"، ويريد السيطرة عليها لتنفيذ أهدافه الخفية والمعلنة؛ حيث أصدرت المحاكم الإسرائيلية بالفعل أوامر بهدم 88 منزلاً في سلوان لإقامة الحدائق التلمودية مكانها، كما يتوقع الأهالي وصول الجرافات الإسرائيلية في أي لحظة.