شهدت بلدة سلوان المقدسية، الواقعة جنوب المسجد الأقصى المبارك، مواجهات عنيفة مساء أمس، بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، التي حاولت اعتقال سيدة فلسطينية، ما أدى إلى نشوب هذه المواجهات. وقد انتهت، فجر اليوم السبت، الحملة الكبيرة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على بلدة سلوان، واعتقلت خلالها عددا من الفتيان والشبان والأطفال بمساعدة طائرة مروحية وكلاب بوليسية. وقال فخري أبو دياب عضو لجنة الدفاع عن سلوان، إن العشرات من جنود ومخابرات وشرطة الاحتلال هاجموا حي بطن الهوى (الحارة الوسطى) في سلوان، وأطلقوا الرصاص المعدني والقنابل الصوتية الحارقة، وقنابل الغاز السامة المسيلة للدموع بكثافة على منازل المواطنين. وذكر شهود عيان، أن مواجهات عنيفة دارت في الحي، بسبب تحرش عناصر من جنود الاحتلال بسيدة فلسطينية، وأكدوا أن أبناء الحي خرجوا بشكل جماعي إلى الشوارع للتصدي لجنود الاحتلال، وقد أصيب عدد كبير منهم، وتم معالجة عدد منهم في المنطقة، بينما نقل عدد آخر إلى المستشفيات. كان شبان المنطقة قد رشقوا الجنود، الذين داهموا المنطقة، بالحجارة والزجاجات الفارغة، كما وصلوا إلى بؤرة "بيت يوناتان" الاستيطانية في الحي، وأمطروها بالحجارة والزجاجات الفارغة، بينما أطلق جنود الاحتلال وابلا من الرصاص وقنابل الغاز على المواطنين. واضطر الأهالي إلى الخروج من منازلهم، بعد تعمد جنود الاحتلال إطلاق القنابل الغازية السامة عليها. وسمعت الليلة الماضية نداءات الاستغاثة وأصوات التكبير والهتافات، في الوقت الذي لجأت فيه قوات الاحتلال إلى استخدام قنابل إضاءة، للتعرف على المشاركين في المواجهات، بهدف اعتقالهم، فضلا عن الضوء المسلط من طائرة مروحية شاركت لأول مرة في مثل هذه المواجهات. وأشار فخري أبو دياب، عضو لجنة الدفاع عن سلوان، إلى وقوع مواجهات محدودة، يوم أمس عقب صلاة الجمعة، في حي البستان في سلوان، ولكن قوات الاحتلال حاولت، عند منتصف الليلة الماضية، اعتقال سيدة فلسطينية بحجة مشاركتها في المواجهات، الأمر الذي استفز مشاعر المواطنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال. واعترفت شرطة الاحتلال بإصابة عدد من عناصرها بحجارة أهالي سلوان، وأكدت أنها ستواصل حملتها في سلوان، حتى القضاء على ما وصفته ب"حالة الفوضى والعبث بالنظام العام". كانت المواجهات قد امتدت، لتشمل محيط خيمة الاعتصام في حي البستان، ومنطقة بئر أيوب، وعين اللوزة، وحي وادي حلوة، ووادي الربابة، بالإضافة إلى المواجهات التي تواصلت، حتى ساعات الفجر الأولى، في حي بطن الهوى. وما زالت بلدة سلوان تشهد توترا مشوبا بالحذر، خاصة في ظل انتشار قوات الاحتلال في شوارع البلدة، ونصب المتاريس العسكرية لفحص بطاقات المواطنين، بحثا عمن أسمتهم سلطات الاحتلال بالمطلوبين للأجهزة الأمنية.