رصدت "المصريون" حالة من التخبط التى تمر بها جماعة الإخوان المسلمين في ظل محاولة التيار الإصلاحي التخلص من قبضة تيار "المحافظين" على الجماعة من سنوات، والتي أدت إلى إيصالها لتلك المرحلة.. وبين إصرار التيار المحافظ على المضي قدماً في عملية التصعيد ورفض القبول بالأمر الواقع وخارطة الطريق والمشاركة فيها, مما انعكس على التصريحات التي تخرج عن الجماعة والتي تعكس خلاف واضح في وجهات النظر. ودعا الدكتور حمزة زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، إلى الاندماج في الحياة السياسية من جديد واعترافه خلال، مقال له بجريدة الحرية والعدالة، بارتكابهم أخطاء خلال الفترة الماضية أ؟برزها الانفراد بالسلطة وعدم تكوين تحالف وطني عقب ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن الحل الآن هو تغليب مصلحة الوطن والدعوة إلى عودة الجيش إلى ثكناته والدخول في الانتخابات على أن تكون نزيهة لا يتدخل فيها الأمن بأي صورة. فيما جاءت رسالة من الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة مغايرة تمامًا لما جاء في المبادرة من دعوة الشباب إلى الاستمرار في الحشد والتصعيد من خلال العصيان المدني، وتأكيده على أن الحالة الاقتصادية المتردية والتي ساهم فيها العصيان ستمثل نهاية الانقلابيين، داعيا إلى تشكيل لجان لرعاية أهالي الشهداء والمصابين ولجان قانونية وإعلامية، فضلاً عن تصريحات جهاد الحداد نجل القيادي عصام الحداد، مساعد الرئيس السابق، والتي قال فيها إن مبادرة زوبع لا تعبر إلا عن وجهة نظره الشخصية وعن استمرارهم في التصعيد. وأرجع أحمد بان، الخبير في شئون الإسلام السياسي والمنشق عن جماعة الإخوان، ذلك التخبط في التصريحات إلى الصراع السري الذي تشهده جماعة الإخوان الآن بين القيادات القطبية، لافتا إلى أنها فقدت سيطرتها على الجماعة وتعاني من مشكلة حقيقية في التواصل مع القواعد، بعد اعتقال أقطابهم المؤثرين، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد والعقل المدبر للجماعة، على حد وصفه. وأشار إلى أن المرشد المؤقت محمود عزت، مختبئ في مكان ما داخل مصر، على عكس ما أشيع عن سفره، لافتا إلى أنه يخشى التحدث في الهاتف وهو وآخرين لا يستطيعون التواصل إلا من خلال رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعد غير كافية. وأشار بان إلى أن التيار الإصلاحي داخل الجماعة بقيادة الدكتور محمد على بشر والدكتور عمرو دراج، القياديين بالجماعة، متاحة لهم الفرصة الآن لانتشال الجماعة من السقوط أو تصعيد قد يتبناه التيار القطبي لن يؤدي إلا إلى فنائها، خاصة أنهم غير مطالبين قانونيًا ويجلسون في منازلهم وهواتفهم متاحة وتواصلهم مع القواعد مستمر. ولفت إلى أن مبادرة الدكتور حمزة زوبع، توحي برغبة حزب الحرية والعدالة في التراجع عن نغمة التصعيد والاندماج مرة أخرى في الحياة السياسية، مشيرا إلى أن أعضاء مجلس شورى الجماعة سيمثلون الفيصل في الاتجاه الذي ستسلكه الجماعة. وبدوره، توقع هيثم أبو خليل، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، أن تكون مبادرة الدكتور حمزة زوبع، تعبيرا عن اتجاه جديد يسلكه قيادات الإخوان المسئولين عن إدارة الجماعة حاليًا، وعلى رأسهم الدكتور "بشر"، قائلاً: "لا يمكن أن نضع مبادرة الدكتور زوبع في حيز التعبير عن رأيه الشخصي، ذلك أنه ليس مجرد عضو في الإخوان بل قيادي ومتحدث باسم الحزب وأبرز الوجوه الإصلاحية فيها". وأشار إلى أن المبادرة ستلقى صدى كبيرا من شباب الجماعة الذين رغبوا في إعلان فكرة المراجعات على منصة رابعة، ولكن الفض "الوحشي" للاعتصام، على حد قوله، حال دون ذلك، بالإضافة إلى القيادات التي تتولى مهمة إدارتها الآن، وعلى رأسهم الدكتور محمد علي بشر والدكتور عمرو دراج، خاصة بعد ضعف سيطرة التنظيم القطبي والذي تعرض معظم قياداته إلى الاعتقال أو المطاردة من قبل الأمن.