6 مشاهد وحدها، ترسم ملامح المشهد الذى وصل إليه حال جماعة الإخوان المسلمين.. الجماعة التى اشتهرت وظهرت قوتها ب"التنظيم" والحشد، والقدرة الهائلة فى السيطرة على قواعدها التنظيمية منذ بداية نشأته، إلا أن الأمر بدأ يتجه نحو"التفكك" خطوة بخطوة، وصولا للانهيار، بعدما ظهر لها أكثر من قائد خلال الفترة الأخيرة وبعد القبض على العديد من قياداتها، لتصبح قيادة الجماعة من مرشدها محمد بديع لسعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة وكافة القيادات "تائهة" بين الوجوه المغمورة. المشهد الأول هنا يمثل بداية النهاية، حينما تتناقض الرؤى بين القيادات التنظيمية الكبرى المتمثلة فى كل من الدكتور عمرو دراج عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة، والدكتور محمد على بشر وزير التنمية المحلية السابق فى حكومة الدكتور هشام قنديل والقيادى الإخوانى، ليظهر بطل المشهد الدكتور حمزة زوبع المتحدث باسم الحزب، وغير المعروف فى الأوساط الإعلامية بالشكل الذى كان يحظى به الدكتور مراد على مثلا باعتباره متحدثا رسميا باسم الحزب، وحبيس سجن طره حاليا. ظهور "زوبع" وإطلاقه لمبادرة الخروج من الأزمة واعترافه الصريح بأخطاء الجماعة فى انفرادها بالحكم وأخطاء الدكتور محمد مرسى، جاء ليرسم ملامح المشهد الأخير للجماعة الذى يناقض مواقف القيادات المتبقية منها. المشهد الثانى يتمثل فى تصريحات الدكتور عمرو دراج القيادى بالحزب، والذى غالبا ما تأتى بالتأكيد على عدم المصالحة ورفض مبادرات الحوار والاندماج فى الحياة السياسية، رافضين الاعتراف بثورة 30 يونيو والحشود التى خرجت رفضا لحكم الإخوان المسلمين. المشهد الثالث يظهر فيه الدكتور محمد على بشر، معلقا على مبادرات المصالحة، وإعلانه عدم تواصل الرئاسة معهم بشأن أى مبادرات للمصالحة، بخلاف لقاءاته مع عدد من ممثلى المؤسسات الدولية والاتحاد الأوربى. المشهد الرابع يتصدره الدكتور عصام العريان القيادى الإخوانى، الهارب والذى ظهر خلال الفترة الماضية عبر الفيديوهات التى تبثها قناة الجزيرة، رافضا لمساعى المصالحة، وفى محاولة لإقناع أنصار الجماعة باستمرارية وجودهم على الساحة السياسية رغم القبض على غالبيتهم، وإقناعهم بالنزول والحشد، الذى بدأ فى التلاشى خلال الدعوات التى أطلقها الإخوان خلال الأسابيع الماضية. المشهد الخامس يتمثل فى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، الذى يعقد جلساته السرية لوضع لمسات التحرك على مستوى الشارع والتخطيط والتمويل لهذه التحركات، بخلاف رعايته لبعض العمليات الإرهابية، والتى وجهت إليه أصابع الاتهام فى محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بمدينة نصر، وكذلك التورط فى بعض الأعمال الإرهابية فى سيناء. المشهد السادس هم شباب جماعة الإخوان المنقسمين بين عدة تيارات، فمنهم من انشق عن الجماعة بعد أحداث العنف الأخيرة التى تورط وحرض عليها قادتهم، ومنهم من شكل مجموعات تطالب بوقف العنف والبدء فى مصالحة والاندماج مرة أخرى فى الحياة السياسية، والفئة الثالثة من المرابطين لقيادات طرة وفيديوهات الجزيرة، والذين مازالوا يطلقون الدعوات للنزول والحشد والتمسك بما يسمونه "الشرعية"، والتى كانت آخرها دعوات النزول لميدان طلعت حرب الثلاثاء المقبل.