عزيزتى الأستاذة أميمة, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, ترددت كثيراً قبل أن أكتب إليكِ,فموضوعى مخجل للغاية,أنا طالبة فى السنة الثانية من التعليم الجامعى,منذ سنوات وأبى يعمل بإحدى الدول العربية,وكنا نعيش معه أنا وأمى وأخين صبيان توأم وأنا الإبنة الكبيرة لأمى وأبى,ونظراً لظروف أبى التى تغيرت فى عمله إضطررنا للنزول إلى مصر والإستقرار بها,أنا وأمى وإخوتى حيث أكملت السنتان الأخيرتان من الثانوية العامة بمصر وإلتحقت بإحدى الكليات الفنية, العام الماضى كنت فى السنة الأولى,وحدثت لى صدمة كبيرة أفقدتنى النطق 3 شهور,وهو أننى علمت بعلاقة غير شريفة بين أمى وعمى الصغير,فى حين أننى كنت أحبه جداً وأعتبره أخى الكبير,ومثلى الأعلى ,هو متزوج وعلمنا ونحن فى سفرنا بإصابة زوجته بمرض شديد سبب لها عجز حركى تام منذ 3 سنوات ,ومن وقت نزولنا مصر وأمى دائماً تذهب لخدمتهم والتكفل بها وأنا الوحيدة التى رأيت ذلك الأمر وعلمت به وهم وقتها لم يرونى ويعلموا بأنى رأيتهم ,ومن شدة صدمتى فقدت صوابى وجريت من المكان وبعدها لم أستطيع النطق لمدة 3 شهور تقريبا, ومن وقتها سيدتى لم أعود كما كنت وقليلة الكلام مع الجميع ولا أطيق النظر إلى أمى,والدنيا سوداء فى عينى وأشعر وكأننى تائهة وفى عالم أخر ,صدقينى أ. أميمة لا أتكلم مع أحد إلا للضرورة وكان نفسى أصرخ وأنا بفضفض مع أى شخص أحبه وأثق فيه ولكنى للأسف فقدت الثقة بكل من حولى,ولكنى لا أدرى لماذا أحكى لكِ فقط لأن لدى شعور بأنى سأرتاح معكِ,إلى جانب أننى أريد مشورتك فى هل أخبر أبى أم لا؟؟فأبى شخص طيب وحنون وإنسان جميل لايستحق منهم ما فعلوه به ,ولكنى أخاف عليه من الصدمة فى أغلى إثنين بالنسبة له,خبرينى ماذا أفعل فالموقف يعاد أمامى كشريط السينما كل لحظة ولا أستطيع النسيان ولا الغفران,وسامحينى على الإطالة ,وشكراً. (الحل) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حبيبتى الغالية..أنا أيضاً لم أستطيع النطق للحظات الأولى بعد قرائتى لرسالتك,وصدمتى جاءت حزناً على تصرف والدتك بعد هذه العشرة الطيبة والطويلة مع أب جميل مثل والدك وكما وصفتيه,, حبيبتى ..أقدر معاناتك وألمك ومرارة ما تشعرين به من هول الموقف الذى كان مقدراً عليكِ أن تكونى فيه ,ومسئولية أمر جلل كالذى حدث بين أم وعم لفتاة فى مثل سنك الوردى الجميل,كانا هما من أقرب أحبائها ورمزان من أكبر رموز القدوة التى كانت يفترض فيها الصلاح, ولكن حبيبتى بالله عليكِ هونى على نفسك,فهناك فى الحياة ودروبها من الأهوال التى لا تصدق ما يشيب لها الولدان,حاولى أن تكونى أقوى من ظروفك مهما إن كانت ومهما فعلت بكِ الدنيا, ونصيحتى لكِ..أولاً : أن تكونى إيجابية,ولا تنسحبى من المواقف,فربما ما حدث لك,هو تدبير من الله تعالى بأن إختارك لتكونى سبب فى منع علاقة حرمها فى أرضه,ولابد أن تكونى على قدر المسئولية وهذه الأمانة الكبيرة التى تحملتيها فى عنقك أمام الله, فعليكِ غاليتى أن تواجهى الأمر بمنتهى الشجاعة والأدب ,فلابد وأن تواجهى والدتك بما رأيتيه وعلمتى به,حتى لاتستمر تلك المهزلة, وعليها أن تعلم بأن ما فعلته هو ما تسبب لكِ فى فقدان النطق وفى أزمتك النفسية التى أنتِ عليها الأن,ولكن من الضرورى عندما تحدثيها فى هذا الأمر أن يكون بعيداً عن إخوتك,ولاتحتدى عليها فى الكلام ولا النظرات,فلا تنسى وقتها أنها أمك,تحدثى إليها حيث الصديق اللائم جداً دون تجريح,ذكريها بالله وعقابه لها إن تمادت فى هذه العلاقة ,وأنه هو سبحانه الغفور الرحيم,الذى سيقبل توبتها بشرط الندم وعدم العودة لذلك الذنب العظيم,ثم ذكريها بأباكِ الطيب وعشرتهما الطيبة معاً وأنه لايستحق منها هذه الخيانة ,إشعريها بخوفك من أن الله يمكن أن يصيبك أنتِ أو إخوتك بمكروه لاقدر الله فى حال إستمرارها فى هذه الكبيرة والرذيلة ووقتها سيكون عقابه لها حتى تفيق مما هى فيه, فإن إستجابت فخيراً ,وإن إستمرت على هذه العلاقة الأثمة,فهدديها بأنك ستخبرى والدك مهما إن كانت العواقب حتى تبترى تلك العلاقة التى تفجعك,ثم واجهى عمك بعلمك بالموضوع عن يقين,واطلبى منه بتر تلك العلاقة وإلا أخبرتى والدك وكبار العائلة أيضاً, وأذكرك حبيبتى.. أن يكون هذا تهديداً فقط فى حال عدم إستجابة أمك لكلامك الأول,ولكن أرجو ألا تعلمى والدك بالفعل ولا أى شخص مهما إن كان,فالستر هنا واجب حبيبتى ,فأنتِ للأسف أول المتضررين من التشهير بمثل ذلك الموضوع ,فسمعتك ومستقبلك من سمعة أمك, كما يجب أن تفكرى فى الصدمة الكبيرة التى قد تُلحق بأباكِ أضراراً صحية أنتم جميعاً فى غنىً عنها, كما تذكرى أن تدعى الله دائماً لأمك ولعمك بالهداية وتذللى إلى الله ليتوب عليهم, مع محاولتك فى إقناع والدك بالعودة والإستقرار معكم,أو أن يدبر لكم الأمور لتعودوا وتستقروا أنتم معه جميعاً ,حاولى كثيراً وجدى فى هذا الأمر,فوجوده معكم سيفرق كثيراً وسيغير كثيراً من الأمور التى يمكن أن تستقيم بوجوده معكم , وما حدث أكبر دليل على ذلك. ونصيحتى الأخيرة لكِ غاليتى... صحتك ومستقبلك وإستقرارك النفسى لن ينفعك أى شخص إن فقدتيهم ,ولن تجدى من يعوضك إياهم مهما قدموا لكِ من مساعدات بعد أن يكون قد فات الأوان,فالدنيا حبيبتى مليئة بالهموم والمصائب والابتلاءات,التى إن وقفنا عندها لن نحقق فيها ما يجعلنا نُقبل على مستقبل أفضل ينسينا ما ألمّ بنا من آللام ومعاناة فى أيامنا الماضية,, كما يجب عليكِ حبيبتى أن تدركى بأننا جميعاً مذنبون وليس منا معصوم ,فإن تابت أمك وعادت لرشدها فسامحيها وإغفرى لها خطيئتها ,فالله عز وجل يغفر ويسامح ,فكما أخبرنا الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم : " كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون " وأدعوالله أن يهدى أمك وعمك وأن يوفقك ويستركم جميعاً,ويعوضك خيراً عما أصابك. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected]