تنشيطًا للسياحة.. إقامة حفل زفاف كازاخستاني في منتجع بشرم الشيخ    الكنيسة تمنع السلام والقبلات من غد حتى عيد القيامة.. ما السر؟    عيار 21 يستقر عند هذا المستوى.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 30-4-2024 في الصاغة    وزير التجارة والصناعة: الحكومة بذلت جهودا كبيرة لتحسين مناخ الاستثمار    كيف يؤثر التحول الرقمي على صناعة السياحة في مصر ؟    رغم الحديث عن تأجيل.. فتح باب التصالح على مخالفات البناء 7 مايو المقبل بالمنوفية    الأول بمصر.. «هاي تك» التايلاندية للملابس الرياضية توقع عقد تصنيع بالقنطرة غرب    في رسالة إلى عائلاتهم.. «القسام» تحمل حكومة الاحتلال استمرار وجود المحتجزين في الأسر    كتائب "القسام" توجه رسالة ملخصة بصورة إلى أهالي الرهائن الإسرائيليين    طيران الاحتلال يشن غارات كثيفة تستهدف مخيم النصيرات وسط غزة    موعد مباراة الاتحاد السكندري والزمالك في قبل نهائي كأس مصر للسلة    دوري أبطال أوروبا.. تاريخ المواجهات بين بايرن ميونيخ وريال مدريد    للعام الخامس على التوالي.. بنك مصر يرعى الاتحاد المصري للتنس    ضبط طن دقيق بلدي مدعم قبل بيعه في السوق السوداء بالإسماعيلية    أفضل عبارات التهنئة لعيد شم النسيم 2024: اختر التعبير المثالي لتشارك الفرحة مع أحبائك    أبوظبي تطلق مركز «التعاون العربي الصيني» لتعزيز النشر والتوزيع    موعد صرف إعانة بيت الزكاة والصدقات شهر مايو    على رأس وفد رسمي.. أمير الكويت يغادر بلاده متوجهًا لمصر | صور    الاتحاد الأوروبي يخصص 15 مليون يورو لرعاية اللاجئين السوريين بالأردن    كيف تجني أرباحًا من البيع على المكشوف في البورصة؟    «التنمية الشاملة» ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة بالأقصر (تفاصيل)    خطوات ل فحص السيارة المستعملة قبل شراءها ؟    فالفيردي: علينا استغلال حظ البطل.. وإيقاف موسيالا لن يكون سهلا    "دمرها ومش عاجبه".. حسين لبيب يوجه رسالة نارية لمجلس مرتضى منصور    لبيب: نحاول إصلاح ما أفسده الزمن في الزمالك.. وجوميز أعاد مدرسة الفن والهندسة    رئيس مجلس النواب يهنئ الرئيس السيسي بعيد العمال    سرعة جنونية.. شاهد في قضية تسنيم بسطاوي يدين المتهم| تفاصيل    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    تجارة القناة تكرم الطلاب المتفوقين من ذوي الهمم (صور)    وزير الأوقاف يعلن إطلاق مسابقة للواعظات للعمل بإذاعة القرآن الكريم خلال أيام    تكريم الفائزين بجائزة زايد العالمية للكتاب.. اليوم    الليلة.. حفل ختام الدورة العاشرة ل مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    مستشار زاهي حواس يكشف سبب عدم وجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن (تفاصيل)    طرح البوستر الدعائي ل فيلم "عنب" والعرض في صيف 2024    وزير التنمية المحلية يُهنئ الرئيس السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    كيف علقت "الصحة" على اعتراف "أسترازينيكا" بوجود أضرار مميتة للقاحها؟    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    المهندسين تبحث في الإسكندرية عن توافق جماعي على لائحة جديدة لمزاولة المهنة    إصابة 4 أشخاص بعملية طعن في لندن    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    طلاب النقل الثانوى الأزهرى يؤدون امتحانات التفسير والفلسفة والأحياء اليوم    اليوم.. آخر موعد لتلقي طلبات الاشتراك في مشروع العلاج بنقابة المحامين    الأرصاد تكشف موعد ارتفاع درجات الحرارة (فيديو)    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب شرق تايوان    اليوم.. محاكمة 7 متهمين باستعراض القوة والعنف بمنشأة القناطر    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    واشنطن: وحدات عسكرية إسرائيلية انتهكت حقوق الإنسان قبل 7 أكتوبر    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    سوهاج.. الدير الأحمر والحديقة المتحفية والمراكب النيلية تستقبل المواطنين فى عيد الربيع    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    حفل زفاف على الطريقة الفرعونية.. كليوباترا تتزوج فى إيطاليا "فيديو"    خطوة جديدة من الزمالك في أزمة فرجانى ساسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رواية حول قيام السادات بعزل مبارك من منصبه قبل اغتياله بيوم .. وتشكيك في أن الرئيس مازال يدير دفة الحكم .. تساؤلات حول من يتحمل تكاليف إقامة مبارك بشرم الشيخ .. وتشبيه الحرس القديم بالوطني بأبي جهل .. وتحذيرات من إفلات الفرصة السانحة للتغيير
نشر في المصريون يوم 19 - 06 - 2005

تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة للرئيس مبارك ونظامه ، بشكل غير مسبوق في صحف القاهرة اليوم ، بل ووصل الأمر للكشف عن رواية ، تنشر للمرة الأولى ، تؤكد أن الرئيس السادات وقع قرارا بإقالة نائبه محمد حسني مبارك من منصبه قبل يوم واحد من اغتياله ، لكن يد القدر كانت أسبق إليه من إعلان القرار . وبالإضافة لهذه الرواية ، فان الهجوم على الرئيس مبارك ، شمل أيضا تشكيكا في كونه مازال يدير دفة الأمور في البلاد ، فيما انتقد البعض بعنف تواجده شبه الدائم في مدينة شرم الشيخ ، للمرة الأولى تطرح الصحافة المصرية تساؤلا عمن يتحمل تكاليف تلك الإقامة ، بينما توجد قصور رئاسية فارهة في القاهرة وغيرها . الانتقادات كانت أيضا من نصيب الحرس القديم في الحزب الوطني ، حيث تم تشبيههم ب "أبو جهل " الذي رفض الإسلام ، أي الإصلاح بلغة هذا العصر ، ولم يخل الأمر أيضا من انتقادات للجناح الإصلاحي في الحزب الوطني . وفي التفاصيل مزيد من الرؤى والتحليلات . ونبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " العربي " المعارضة ، مع عبد الحليم قنديل رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة ، حيث جاء مقاله مباشرا وعنيفا في انتقاده للرئيس مبارك وأسرته ونظام حكمه ، حيث تسأل قنديل ساخرا " يسألونك عن البديل للرئيس مبارك ولا يخطر على بالهم السؤال الأكثر منطقية بإيحاءات وتداعيات ما يجري في مصر هذه الأيام ، السؤال – باختصار – أين هو الرئيس مبارك ؟ ، لا تقل لي انك قرأت تصريحا منسوبا إليه صبح اليوم أو انك رأيت صورة سيادته تملا الصفحات الأولى لصحف الببغاوات أو انك شاهدته متحركا مبتسما زائد العافية زاهي الوجه على شاشة التليفزيون أو ناطقا متأنيا بكلمة ثناء أو لمسة رضا في زيارة لمشروع عام أو خاص ولا تقل لي ما اعرفه فقد أكون قرأته أو شاهدته – مثلك – في لحظات السأم ، فأنا اعرف أن الرئيس مبارك والحمد لله حي يرزق ، وقد أدعو له – كما قد تفعل أنت – بطول العمر لكن مقعد الرئاسة – مع كل الاحترام للمقام الرفيع – يبدو خاليا وقد يكون زحام الصور تواطؤا بالضجيج لإخفاء حقيقة أنه لا أحد هناك فلا أحد يعرف من يحكم مصر الآن بالضبط هل هو الرئيس مبارك " المنزه عن الهوى" على حد عبارة شاذة متجاوزة بفظاظة لألف باء الذوق والعرف والنقل والعقل صدرت عن صفوف الشريف ؟ أم أنها حرم الرئيس سوزان مبارك " سيدة السلالة" – نصف الويلزية – بحسب تعليق نشرته مؤخرا صحيفة صاندي تايمز البريطانية أن انه النجل جمال مبارك الرئيس الفعلي الحاكم من وراء قناع حركي يحمل أسم لجنة السياسات أم أن الأمر صار بالشورى – اتفاقا أو خناقا – في عائلة الأب والأم والابن وهل مصر الكبيرة بعد أن جرى اختصارها في حزب واحد متحكم آلت إلى حكم العائلة الواحدة " . وانتقل قنديل للتعليق على استقالة إبراهيم سعدة ، قائلا " ربما يكون في مقال إبراهيم سعدة – الأخير كما نأمل – إشارة إلى رحيل متعثر لشيء أكبر من مجرد رئاسة مؤسسة " أخبار اليوم " ولا أحد يحزن بالطبع لاستقالة سعدة وربما لا تتوافر كميات كافية من " القلل القناوي" القابلة للكسر ابتهاجا برحيل سعدة وأقرانه ، ربما باستثناء مكرم محمد أحمد الذي لنفسه فوائض من احترام الناس ، لكن الذي يلفت النظر هو سعدة نفسه الذي بدأ في نوبة شجاعة مفاجئة حقا ، فهاجم جمال مبارك ورجاله في لجنة السياسات وهاجم رجال السيدة سوزان من عينة أنس الفقي وزير الإعلام وأشبعه سخرية ، بل وهاجم حرس الرئيس مبارك القديم من وزن صفوت الشريف أي أنه قرر إطلاق النار – الصحفية طبعا – على أضلاع المثلث الحاكم بالجملة ، فهل هذه صحوة الضمير بعد فوات الأوان ، أم أنها غرائز الحس بدنو نهاية سياسة أو أجل حكم ، وهل هي صدفة أن يظهر مقال إبراهيم سعدة قبل ساعات محدودة من زيارة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ، فآنسة السيقان الجميلة ، كما هو مفهوم ، تلبس ثياب المفتش العام في زيارتها الوشيكة القاهرة ، فهل من صلة بين شجاعة إبراهيم سعدة وملابسات الزيارة غير الكريمة " . ومضى قنديل مضيفا " على ما بدأ من مقال سعد ، قد لا يبدو فألا حسنا للرئيس مبارك نفسه ، فالرئيس مع كل الاحترام لمنصبه يبدو كما لو كان قد غادر طائرة الرئاسة أو قل أن أحدا ليس متأكدا من أن الرئيس لا يزال هناك في غرفة القيادة ، يتحكم في الأزرار ويستكشف طرق الملاحة ويتحسب لمواطئ الخطر ، فلم يعد السؤال بالاستفهام أو بالاستنكار عن بديل يصلح لخلافة الرئيس مبارك ، ففي مصر ألف بديل على الأقل واغلبهم ، ربما كلهم ، في صحة عقلية وبدنية تماثل أو تزيد ، نعم لم يعد السؤال عن بديل يصلح لرئيس مؤكد الحضور بالصور ملتبس الحضور في القرار ، بل ربما أصبح السؤال : ما هو أسم البديل بالضبط ؟ " . ونبقى في نفس الصحيفة ، بل ونفس الصفحة ، حيث كان الهجوم على المسبوق على الرئيس مبارك ، موضوع مقال سليمان الحكيم ، الذي التقط رسالة استغاثة نشرها بريد الأهرام لأب يطلب مساعدة المسئولين لإنقاذ طفله من مرض السرطان ، ثم علق قائلا " رئيس يقيم في مدينة ساحلية وسط سكان يشكل السياح الأجانب معظمهم ، معطيا ظهره لبقية البلاد بسكانها من أبناء الشعب وكل ما تعاني منه من مشكلات وصلت إلى حد الأزمة وتجاوزته إلى حد الاحتقان الذي أصبح يهدد بخطر داهم ولم يعد يعرف من مهام الرئاسة غير الاستقبالات الرسمية ومآدب العشاء والغداء ومصاحبة ضيوفه في جولات سياحية بسيارة يقودها بنفسه بينما سيارة الوطن لا تجد من يقودها غير السماسرة " . وأضاف الحكيم " لم يعد الرئيس يرى في مصر وشعبها غير ما يراه السائح ولم يعد يفعل إلا ما يفعله مسئول ألقى بكل مسئولياته خلف ظهره وراح يبحث عن راحته مستجما فألقى بنفسه وسط جموع السائحين ممن جاءوا من أطراف الأرض بحثاً عن الراحة والمتعة . من لهذا المواطن المسكين محمد الغرباوي وابنه الذي ينهش مرض السرطان اللعين في جسده النحيل إذا كان رئيسه مشغولاً عنه بالمتعة والاستجمام على شاطئ البحر بينما أصحاب الملايين قد انصرفوا إلى غسيل أموالهم في طشت الرياضة . ألم يسمع هؤلاء عن مشروع مستشفى سرطان الأطفال الذي ملأنا الدنيا صراخا عنه طلبا للتبرع "ولو بجنية" من أهل الخير . وتساءل الحكيم " ترى كم جنيها تتكلف إقامة الرئيس في شرم الشيخ مع ضيوفه ومن الذي يدفعها وما هو مبررها إذا كان لديه من القصور ما يكفي لإقامة زعماء العالم وقادته ، ولماذا لم نسمع عن تبرعه ولو بثمن ليله واحدة من لياليه هناك ولماذا نحن الغلابة الذين أنهكتهم طوابير العيش وزحمة المواصلات ودروس أبنائنا الخصوصية؟ لماذا نحن فقط الذين تطلبون منهم التبرع ولو بجنيه ؟ بينما أصحاب الملايين من الجنيهات بينما أصحاب الملايين من جنيهات يصرفونها في شراء الرقيق من اللاعبين وفي أسواق النخاسة؟ " . وأضاف الحكيم " لقد أصبح الجميع مشغولا بعزف النغمة التي تحلو له في ظل غياب "المايسترو" وعصاه فمن أراد أن يلهف فليلهف ومن أراد أن يسرق فليسرق ومن أراد أن يبلطج فليبلطج ومن أراد أن ينتحر فلينتحر المهم ألا يزعج أحدكم الشيخ ويفسد عليه متعته في "الشرم" الذي اتسع فأصبح وطنا بكامله. تتحدثون عن الإرهاب الذي ينخرط الشباب في صفوفه ولم يذكر أحدكم السبب الحقيقي وراء تلك الظاهرة وهو غياب الأمل بعد أن سدوا في وجهه كل النوافذ التي يمكن أن ينفذ منها شعاع يضيء أو بارقة تنعش فإذا كان الغد أسوأ من اليوم فلماذا الحياة ؟ " . وننتقل إلى صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، إذ وجه حمدي رزق انتقادات لاذعة للحرس القديم في الحزب الوطني ، معرجا أيضا على ما يسمى بالجناح الإصلاحي بالحزب ، وقال رزق " كلما شاهدت فيلم " فجر الإسلام " و ظهر " أبو جهل " بجبروته وسياطه وثورته علي الدين الجديد رثيت لحالة و تعاطفت مع هذا الرجل الذي أخلص لدين آبائه و أجداده و أغلق قلبه و عقلة دون الإسلام و رغم محاولاته المريعة للنيل من المسلمين ورسولهم الأمين "صلي الله علية و سلم " فإن هذا العنت من جانبه لم يغير أفكاري عنه باعتباره مخلصا لما أحب "هبل" وعبدا لما اعتقد " اللات و العزى " وعاشقا ( لإساف و نائلة ) و لم ينر الإسلام قلبه حتى نهاية الفيلم . الرثاء نفسه الذي يلقاه منى الحرس القديم في الحزب الوطني الذي يحتاج لعشرة أفلام من عينة أفلام أبو جهل ليعرف أن الإصلاح حق وأحق أن يتبع وأن المكابرة وقتها فات وفي ديله سبع لفات و أن الفكر الجديد يهدى للتي هي أقوم و أصلح في حكم البلاد و العباد ". وأضاف رزق " أبو جهل و الحرس القديم كلاهما متشابهان متشبثان بالماضي وبدين الآباء والأجداد وبنسبة ال 50% عمال و فلاحين ، وإذا خرجت عليهم وناديت بأفكار تعددية وقلت إن فضاء مصر يتسع لكل ألوان الطيف من الشيوعيين و حتى الإخوان ، قالوا لقد صبأ ووضعوا علي قلبك حجر الهرم الكبير و طالبوك في غلظة أن تذكر آباء الديموقراطية بسوء ولا تثريب عليهم في ذلك فإنك لا تهدى إلي الليبرالية من أحببت. أعذر أبو جهل السينمائي والحرس القديم الواقعي فكلاهم يدافع عن أوضاع مستقرة ولهم فيها منافع أخري كما أنهم دقة قديمة والسلفية السياسية تجري في عروقهم مسري الدم لكنهم بفعل الزمن و رياح السبعين السياسية زائلون الفيلم لازم يخلص ". واستدرك رزق قائلا " ولكن ما يقلقني بشدة الحالة السلفية التي نضحت علي الجناح الإصلاحي في الحزب الوطني فمنذ أن خرج سياسيا عن نظريات آبائه و أعلن عن أفكار أجداده العصيان وأعلن أفكارا جهنمية و خططا عبقرية في المسألة الإصلاحية ولكنه ظل يرتدى عبأة أبو جهل ويحمل فكر وقناعات الحرس القديم في قلبه وعقله وينطق بها لسانه عند التطبيق ، وقتها يتحول الحالمون عن حلمهم وينفض المبشرون عن دينهم وينسي الإصلاحيون ماذا أكلوا أمس بل ظهر اليوم. أبو جهل علي إيمانه بالدين القديم يدافع بثبات ويقين أما الجناح الإصلاحي فمثل المؤلفة قلوبهم ولما يدخل الإصلاح إلي قلوبهم ، لم يصلوا لمرحلة المعتقد والعقيدة يودون إصلاحا بآليات الجاهلية السياسية و يتحدثون بفصحى الأعشى و يرتدون من صنع بيير كاردان. لا تستغرب أن هذا الجناح الذي توفر له كل شئ بالساهل ولم يحمل الأمانة ولم يؤد الرسالة وترك الحبل علي الغارب للجناح القديم يفرض سطوته وأفكاره وأصنامه ، ومن دخل بيته فهو آمن " . تصرفات الحرس القديم كانت أيضا موضوعا لمقال سلام أحمد سلامة في صحيفة " الأهرام " الحكومية ، قائلا " تميزت المناقشات البرلمانية بمجلسي الشعب والشورى لتعديلات المادة ال‏76‏ بقدر كبير من التضارب والتخبط ،,‏ كشف بالفعل عن أن العمر الافتراضي لكثير من القيادات السياسية أوشك علي النفاد‏.‏ بل دل علي افتقار واضح لرؤية الواقع السياسي الراهن بتفاعلاته‏,‏ وعدم إدراك لمغزى تعديل نظام انتخاب رئيس الجمهورية‏.‏ فقد جاء تدخل الرئيس مبارك في اللحظات الأخيرة ليطلب إضافة تعديلات في شروط الترشيح تضمن عدم ازدواج الجنسية‏,‏ وتأدية الخدمة العسكرية أو الإعفاء منها‏,‏ وتقديم إقرار بالذمة المالية‏..‏ لتؤكد أن الحس الديمقراطي لدي الرئيس أعلي وأصدق من كثير من القيادات البرلمانية والحزبية‏,‏ التي ظلت ترفض وتتجاهل إضافة التعديلات المنطقية التي طالب بها الرأي العام وطالبت بها أحزاب المعارضة‏,‏ حتى يخرج القانون بعيدا عن شبهات كثيرة تحوم حول المقاصد الخفية للإصرار علي إصدار قانون يخلو من هذه الضمانات بالذات‏..‏ وكأن القانون جري تفصيله لحساب شخص بعينه‏!!‏ " . واعتبر سلامة أن " ما ترتكبه هذه القيادات من أخطاء في الممارسة بعدم الاستجابة لمطالب الرأي العام‏,‏ لا يسيء إليها بقدر ما يسيء إلي النظام‏.‏ فلم يكن من المتصور أن تتعرض تعديلات هذه المادة من الدستور لهذا القدر من المناورات والتحايلات علي البدهيات‏,‏ فلا يوافق مجلس الشعب عليها إلا بعد تدخل مباشر من رئيس الدولة‏,‏ ولا يخجل القائمون علي الأمر من ذلك‏.‏ وقد أظهرت المناقشات أيضا‏,‏ درجة احتدام الخلاف والتنافس بين قيادتي الشعب والشورى ليس من أجل تحقيق أهداف الإصلاح الديمقراطي‏,‏ ولكن في الإفراط في المديح والثناء والتشبث بمقعد السلطة‏.‏ لاشك أن هذا التضارب هو الذي دعا البعض إلي القول بوجود أجنحة متصارعة في الحزب الوطني‏,‏ وإلي وجود مقاومة شديدة من الحرس القديم للإصلاحات الدستورية والسياسية حفاظا علي مواقعهم‏..‏ رغم أن هذه القوي هي التي عملت علي إفراغ تعديلات المادة ال‏76‏ من
مضمونها "‏.‏ وفي مقابل هذه النظرة الهادئة والمتعقلة للأمور ، فان البعض في الصحف الحكومية مازال يتعامل مع المعارضين للحكومة على أنهم قلة موتورة وعناصر مندسة لبث الفوضى وزعزعة الأمن ، إذ رأى جلال دويدار رئيس تحرير صحيفة الأخبار الحكومية أنه " بعد إقرار تعديل المادة 76 من الدستور التي تقضي باختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب الشعبي الحر المباشر بدأت القوانين المكملة تتوالي لاستكمال حلقات الإصلاح السياسي وما يترتب عليها من ترسيخ لقاعدة الحرية والديمقراطية. ومهما قيل من تعليقات ايجابية أو سلبية حول هذا التحرك فإنه لا يوجد من ينكر أنه خطوة مهمة للغاية في مجال انطلاقة مسيرة الإصلاح التي لم تتوقف ويجب ألا تتوقف. (..) لقد حان الوقت كي يدرك الجميع أن مصير الوطن ومصير الشعب ومستقبله ليس لعبة في يد المغامرين الذين يجرون وراء الأوهام دون أي تقييم لقدراتهم وإمكانياتهم وكذلك الانتهازيون المخططون لركوب موجة الفوضي التي يتمنون أن تسود. أن سلاح هذه العناصر الموتورة لتحقيق أهدافهم المريبة هو الإرهاب والتهديد ونشر الشائعات وابتزاز كل صوت أو قلم يسعى إلي كشف حقيقتهم بأمانة ومصداقية " . وأضاف دويدار " أن قانون الإجراءات الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية والذي شهد نقاشا واسعا في مجلسي الشعب والشورى حقق توافقا كاملا بين كل الاراء رغم عصبية الصراخ والصيحات التي تشهدها الساحة السياسية عمال علي بطال. أنني وإذ كنت أعيب علي ممثلي الحكومة والحزب الوطني موقفهم السلبي تجاه الأصوات التي طالبت خلال المناقشات بعدم السماح بالترشيح لمزدوجي الجنسية وللذين لم يؤدوا الخدمة العسكرية وكذلك ضرورة تقديم إقرار الذمة المالية.. إلا أنه قد أسعدني بل وأسعد كل المواطنين تدخل الرئيس مبارك كي ينص القانون علي توافر الشروط الثلاثة وهي مبادرة جديدة تضاف إلي سابق مبادراته الرائدة التي تؤكد إخلاصه وإصراره علي مواصلة جهود الإصلاح ليس في المجال السياسي فحسب وإنما في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. إن إقرار القانون وإرساله للمحكمة الدستورية العليا بهذه الشروط الثلاثة جاء بمثابة إجهاض للضجة التي أثارها المزايدون وهو ما أصابهم بالخرس بعد أن تعرت مواقفهم ". عجيب موقف دويدار هذا ، فهو يعيب على أعضاء الحزب الوطني رفضهم للتعديلات التي وافق عليها الرئيس ، لكنه في الوقت نفسه يصف المطالبين بها بالمزايدين !! . نترك صحيفة الأخبار ، ونتحول إلى سيد عبد العاطي في صحيفة " الوفد" المعارضة ، والذي يعد بمقاييس دوايدار أحد المزايدين ، حيث اعتبر أن " تشكيل حكومة محايدة من كبار الشخصيات المستقلة ممن يعرفون بالنزاهة لإدارة شئون البلاد لفترة محددة ومؤقتة ليست بدعة، بل تمت في مصر عدة مرات قبل الثورة.. لأن الأزمة هي عدم الثقة في نتائج الانتخابات، ورغم القرار الصادر بتعديل قانون ممارسة الحقوق السياسية والإشراف القضائي علي الانتخابات، فإن الثقة في قيام حكومة الحزب الوطني بإدارة الدولة والانتخابات في ظل منافسة علي منصب رئيس الجمهورية هو أمر غير منطقي.. لكن الحزب الحاكم يرفض تشكيل الحكومة المحايدة.. ويرفض الإشراف الخارجي علي الانتخابات، ويرفض الإشراف الكامل علي العملية الانتخابية والتي تبدأ بتنقية الجداول حتي إعلان النتائج، ويرفض إلغاء حالة الطوارئ، ويرفض تحييد الإعلام ويصر علي اجراء الانتخابات القادمة تحت سيطرته الكاملة.. أتعرفون لماذا؟! " . وأجاب عبد العاطي قائلا " لأن الحزب الحاكم يعلم علم اليقين أنه لو أجريت انتخابات حرة ونزيهة فلن يحصل علي أكثر من 5% من عدد أصوات الناخبين، ومن ثم سيكون خارج اللعبة السياسية. ولأن الحزب الحاكم يعرف جيداً أن الناس في مصر ترفضه وتصر علي تغييره، لما أصاب المصريين، من فقر بسبب سياسات خاطئة وعشوائية. ويعرف قادة الحزب الحاكم قبل غيرهم أنه بدون تزوير الانتخابات وتزييف إرادة الأمة لن يستطيعوا البقاء في السلطة يوماً واحداً. وأخطر ما في هذه القضية، أن غالبية من هم في السلطة أثروا ثراء فاحشاً هم وأولادهم وزوجاتهم، ومعني خروجهم من السلطة، أنهم سيقدمون للمحاكمة بتهمة الفساد.. لذا فهم يقاتلون من أجل البقاء في السلطة، وهم يفضلون أن تحترق مصر بمن فيها علي أن يسلموا السلطة للشعب " . ونعود مرة أخرى إلى الحديث عن التغييرات في المؤسسات الصحفية ، والذي اشتعل بعد استقالة إبراهيم سعدة العلانية ، حيث قال شريف العبد في صحيفة الأهرام " لابد أن يكون هناك فائزون من التغييرات الصحفية يترقبونها ويتطلعون إليها ويعتبرونها صفحة بيضاء في تاريخ المهنة ثم يصابون بالإحباط وخيبة الأمل بعد إرجائها وتأجيلها إلي موعد لاحق‏..‏ ولابد أيضا أن يكون هناك خاسرون من تلك التغييرات طار النوم من عيونهم بمجرد التلويح بها وأصبحت وجوههم يكسوها القلق والشحوب والاصفرار غير المسبوق‏..‏ وفي كل الأحوال يمكن القول بان الرأي العام لا حديث له هذه الأيام سوي تلك التغييرات وهل هي واقع أم مجرد شائعات‏,‏ ولمصلحة من تأجيل التغيير بعد أن كان وشيكا؟ " . وأضاف " المؤكد أن هناك قيادات صحفية أصابها الهلع وتخشي شبح التغيير وتترنح وتفقد توازنها وتكاد تهوي وتسقط وضربات قلبها تدوي مع قرب حلوله‏,‏ قيادات تشعر بأسي ومرارة لفقدان المنصب والجاه أو لانصراف اقرب المقربين عنها وهرولتهم وراء القيادات الجديدة‏,‏ لكن هناك أيضا من يشعرون بالهلع ليس من الرحيل ذاته ولكنه فترة ما بعد الرحيل ومخاطرها وعواقبها‏..‏ هناك قيادات صحفية جعلت المصالح تسبق المبادئ وأبعدت الكفاءات وأطاحت بهم وأغلقت الأبواب أمامهم بينما فتحت أذنيها وذراعيها لأهل الثقة ممن ليست لهم علاقة بالمهنة وضربوا بأصولها عرض الحائط‏,‏ ولم يقرأ لهم أحد وهرولوا وراء مصالحهم وأعطت هؤلاء كل المزايا والسلطات والصلاحيات وبالتالي هم خاسرون من رحيل تلك القيادات‏...‏ الخاسر هم المنتفعون والمهرولون وراء منافعهم‏..‏ نعم الصحفيون الجادون أصحاب الكلمة الصادقة هم الفائزون حينما يرحل عنهم قيادة منفلتة منتفعة بقيت ملتصقة بمنصبها علي مدي سنوات طالت‏!‏ " . وعلى ذكر البقاء والرحيل ، نعود إلى صحيفة "العربي" المعارضة ، والتي نشرت رواية تنشر للمرة الأولى ، حول أن الرئيس السادات كان قد قرر بالفعل قبل يوم واحد من اغتياله إبعاد نائبه محمد حسني مبارك من منصبه وتعيين الدكتور عبد القادر حاتم بدلا منه ، لكن يد القدر كانت أسبق . وتقول الرواية ، والعهدة على راويها محمد الباز ، " عندما تولى أحمد بدوي وزارة الدفاع (..) ذهب غاضبا للرئيس السادات ليشكو من تدخل نائبه حسني مبارك في أعمال وزارة الدفاع ، كان بدوي يتصور أن هذا التدخل بناء على توجيهات من الرئيس السادات إلا أنه فوجئ باستنكار السادات لهذا الأسلوب بل كان واضحا أن السادات فوجئ تماما وترك بقية الأمور التي جاء بدوي من أجلها وركز حديثه عن مظاهر تدخل النائب في الجيش طلب السادات من فوزي عبد الحافظ سكرتير الرئيس الخاص أن يطلب كمال حسن علي وإحضاره فوراً " . وأضاف الباز " انتهت مقابلة أحمد بدوي وحضر كمال حسن علي وسأله السادات عما قاله بدوي ، حاول حسن على أن يرد على الرئيس السادات بدبلوماسية شديدة إلا أن السادات كان شديد اللهجة ووجه له سؤالا محددا طلب منه الإجابة عنه وهو هل تدخل حسني مبارك في شئون بعض الضباط بالقوات المسلحة وحاول كمال حسني علي أن يشرح الموقف فكرر السادات سؤاله وقال له قل لي: آه ولا لا.. مش عاوز إجابة غير كده يا كمال ..آه ولا لا فوجئ كمال حسن علي بلهجة السادات فقال له أيوه يا سيادة الرئيس حصل لم يرد السادات على كمال حسن علي لكنه قال لفوزي عبد الحافظ قل لمبارك يقعد في بيته ولما أعوزه ها بعت له وذهب حسني مبارك ليقيم في قرية مجاويش لمدة أسبوع حتى تهدأ الأمور " . وتمضى الرواية " ما حدث فعلا أن الرئيس السادات عرض منصب نائب رئيس الجمهورية على د. مصطفى خليل مرتين لكنه كان يرفض في كل مرة ويوصي الرئيس السادات خيرا بالنائب حسني مبارك ، كان الرئيس السادات قد قرر تعيين نائبا جديدا وكان أمامه اثنان.. الأول هو كمال حسن علي الذي تولى المخابرات العامة ثم وزارة الدفاع ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية لكن التقارير الطبية التي قدمت للرئيس السادات عن صحة الفريق كمال حسن علي أكدت إصابته بالسرطان فتم استبعاده . الثاني كان د. عبد القادر حاتم ، والذي كان الرئيس السادات قد كلفه برئاسة الوزراء قبل أن يكلف فؤاد محيي الدين ولكن وبعد أن بدأ د. حاتم في تشكيل الوزارة طلب منه الرئيس السادات إيقاف المشاورات وقال لمن حوله وقتها أنا بأجهز حاتم لحاجة أكبر من الوزارة وفعلا في 5 أكتوبر كان هناك قراران وقعهما السادات الأول تعيين د. عبد القادر حاتم نائبا لرئيس الجمهورية بدلا من النائب محمد حسني مبارك والثاني تعيين المهندس حسين عثمان بدرجة نائب رئيس الوزراء وعندما طلب معاونو السادات منه إبلاغ القرار الأول للنائب حسني مبارك قال لهم أبلغوه غدا حتى يتمكن من حضور العرض العسكري ، فقال لهم السادات بلاش خلوا حسني يحضر بكره وبعدين بلغوه بالقرار وهو ما لم يحدث حيث تمت عملية الاغتيال " . هذه الرواية كانت نشرت في صحيفة العربي ، ولا تعليق من جانبها على ما جاء بها ، فمعظم من جاءت أسمائهم إما ماتوا أو لن يتكلموا ، حتى الرئيس مبارك نفسه ، فحسب الرواية لم يكن يعلم بالأمر . ونختتم جولة اليوم ، بالمقال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ، القيادي الإخواني البارز ، في صحيفة العربي ، حيث انتقد بمرارة صمت المثقفين عن استمرار اعتقال العديد من قادة الجماعة ، قائلا " ليس أقسى ولا أمر على نفسي من (أسر وسجن) عصام العريان وإخوته في سجون ( أمن الحزب الوطني) إلا تجاهل وإهمال أصدقائنا وإخواننا من المثقفين والسياسيين لهذا الأسر والسجن الذي يعلم الجميع أن كل يوم يمر عليه وعلى من معه من أبناء الوطن الشرفاء الذين يحملون جنسية بلدهم وأدوا الخدمة العسكرية في جيش وطنهم ولم تصحف صحفهم بجنايات نهب وفساد وتزوير ولم يفعلوا ما يسيء إلى شرفهم وشرف وطنهم إلا الخروج في مظاهرات يوزعون فيها الورد والحلوى ويهتفون بحقهم وحق شعبهم في العيش الكريم الحر . وبدوري أسأل إخواننا المثقفين والمفكرين والسياسيين من كل من أحب هذا الوطن ونذر نفسه لرفعته وإصلاح أموره وأحواله لم هذا الصمت المطبق تجاه عصام العريان وإخوته ال 861 مصريا . ألم يتبين ويتأكد لديكم جدية وصدقية مسعاهم من أجل وطنهم وشعبهم هل تظنون بهم ظن السوء وتكادون تصدقون ما يشيعه الخبثاء والمنافقون من أنهم يعملون لحساب أنفسهم لا لحساب وطنهم وشعبهم حتى تتركوهم هكذا وحدهم هل رأيتم السجون التي يقضون فيها أيامهم ولياليهم وأضاف أبو الفتوح " هل رأيتم سجانيهم الغلاظ الذين لا يعرفون للآدمية كرماة ولا للإنسانية مقامة .. لا تسل عن دين ولا عن خلق ولا عن مشاعر سأفتح لكم من تاريخ هذا البلد صفحة عساها تذكركم بمراجعة موقفكم من إخوتكم في هذه اللحظة التاريخية من تلك اللحظات التي تأتي في كل جيل مرة واحدة على الأكثر هل تذكرون موقف السيد عمر مكرم وصاحبه الشيخ المحروقي حين واجهوا رغبة محمد علي الجنونية في احتكار السلطة برغبتهم ورغبة الأمة في ترسيخ الحقوق والواجبات وتحديد الحدود للسلطة ورأوا أن تلك المرحلة هي أنسب مرحلة لتحقيق ذلك فقاموا وقام الناس من ورائهم يطالبون محمد علي بتلك المطالب ولم تقف باقي القوي الشعبية والسياسية إلى جانبهم وتركوهم يواجهون مصيرهم وحدهم فكان ما كان وانتصرت أجهزة الدولة الفتية على أحلام وأماني الشعب في تحديد حدود للسلطة التي أتى بها لتخدمه وتقوم على شئونه بعد ما عاني مر المعاناة من حكام يستخفون به وتلاعبون بسماحته وطيبته ولأن التاريخ هو التاريخ فقد أستفرد محمد علي بالمهدي والشرقاوي والسادات والبكري والدواخلي بعد ذلك. وأكاد أشك أن ما نحن فيه الآن ما هو إلا نتاج ضياع تلك الفرصة التاريخية في متاهات التاريخ ودهاليز الأحقاد والأحساد وسامح الله كل من أسهم في ضياع هذه الفرصة التي تحولت إلى غصة تيبست في حلق الوطن حتى يومنا هذا فهل لنا لن ننتبه ونبادر جميعا مخلصين متحدين لإزالة هذه الغصة " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.