قوات الاحتلال تداهم عددًا من المنازل خلال اقتحامها بلدة جيوس شرق قلقيلية    4 توصيات ل«اتصالات النواب» لسلامة الراكبين بشركات النقل الذكي    أسعار الدواجن واللحوم اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    زاخاروفا تعلق على التصريحات الأمريكية حول قرار الجنائية الدولية    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: لا حلول عسكرية في غزة.. يجب وقف الحرب والبدء بحل الدولتين    الصحة: منظومة التأمين الصحي الحالية متعاقدة مع 700 مستشفى قطاع خاص    احذروا الإجهاد الحراري.. الصحة يقدم إرشادات مهمة للتعامل مع الموجة الحارة    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    فرنسا: ندعم المحكمة الجنائية الدولية واستقلالها ومكافحة الإفلات من العقاب    «بلاش انت».. مدحت شلبي يسخر من موديست بسبب علي معلول    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    «بيتهان وهو بيبطل».. تعليق ناري من نجم الزمالك السابق على انتقادات الجماهير ل شيكابالا    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    اعرف موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة المنيا    أحمد حلمي يغازل منى زكي برومانسية طريفة.. ماذا فعل؟    «كداب» تقترب من 2 مليون مشاهدة.. سميرة سعيد تنجح في جذب انتباه الجمهور ب الصيف (فيديو)    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    وزير الصحة: العزوف عن مهنة الطب عالميا.. وهجرة الأطباء ليست في مصر فقط    محمود محيي الدين: الأوضاع غاية في التعاسة وزيادة تنافسية البلاد النامية هي الحل    سائق توك توك ينهي حياة صاحب شركة بسبب حادث تصادم في الهرم    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    دونجا: سعيد باللقب الأول لي مع الزمالك.. وأتمنى تتويج الأهلي بدوري الأبطال    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    مصطفى أبوزيد: احتياطات مصر النقدية وصلت إلى أكثر 45 مليار دولار فى 2018    7 مسلسلات وفيلم حصيلة أعمال سمير غانم مع ابنتيه دنيا وايمي    واشنطن: نرفض مساواة المحكمة الجنائية الدولية بين إسرائيل وحماس    خط ملاحى جديد بين ميناء الإسكندرية وإيطاليا.. تفاصيل    اتحاد منتجي الدواجن: السوق محكمة والسعر يحدده العرض والطلب    التصريح بدفن جثمان طفل صدمته سيارة نقل بكرداسة    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    وزير الرياضة يهنئ منتخب مصر بتأهله إلي دور الثمانية بالبطولة الأفريقية للساق الواحدة    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    "رياضة النواب" تطالب بحل إشكالية عدم إشهار22 نادي شعبي بالإسكندرية    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    وزير الصحة: 5600 مولود يوميًا ونحو 4 مواليد كل دقيقة في مصر    مراقبون: قرار مدعي "الجنائية الدولية" يشكك في استقلالية المحكمة بالمساواة بين الضحية والجلاد    إصابة شخصين في حريق شب بمزرعة بالفيوم    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي؟.. مصطفى أبوزيد يجيب    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    متى تنتهي الموجة الحارة؟ الأرصاد الجوية تُجيب وتكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء    على باب الوزير    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شكوك المعارضة في خطاب مبارك لم يخيب مرة واحدة .. والتصفيق المتواصل وتبادل اللكمات والشتائم يكشف تدني مستوى البرلمان الجديد .. وقلق دوائر الحكم من تخلي تشيني عن قواعد المجاملات الدبلوماسية .. وروز اليوسف تروج لحكمة الإبطاء في الإصلاح
نشر في المصريون يوم 20 - 12 - 2005

تباينت ردود الأفعال على خطاب مبارك أمام مجلس الشعب في الصحف المصرية الصادرة أمس (الثلاثاء) الذي تعهد فيه بإصلاحات تشريعية ودستورية جديدة ، مثل قانون السلطة القضائية ، وإلغاء الحبس الاحتياطي ، وتعديلات على قانون النشر .. بين أقلام حكومية مؤيدة ومصفقة دائما لكل ما يصدر عن الرئيس ، كتعليق احد كتاب روز اليوسف الذي قال فيه ان بطء الحكومة في قطع خطوات الإصلاح هو أمر حكيم لان (السلحفاة سبقت الأرنب !!) .. وأصوات معارضة أعربت عن شكوكها التي لم تخيب مرة واحدة في الخطاب الرسمي .. حيث لم تسمع منه كلاما جديدا وقال كعادته كلاما عاما مكررا لم يحدد فيه شيئا ملزما أو واضحا .. لكن الجديد هذه المرة جاء من القاعة وليس من المنصة ، حيث تبادل أعضاء المجلس الجديد اللكمات والشتائم بسبب التزاحم على احتلال المقاعد داخل القاعة .. فيما استمرت ظاهرة التصفيق المتواصل على كل جملة من الخطاب بلا مناسبة الأمر الذي كشف تدني مستوى هذا البرلمان البائس .. وبينما كانت تجري فصول هذه المسرحية الهزلية ، ضرب الشلل منطقة وسط البلد في القاهرة أثناء خطاب مبارك بسبب فرض إجراءات أمنية غير مسبوقة عطلت مصالح الناس .. ولكن هذا لا يهم ما دام الرئيس مرتاحا في نهاية الأمر !! .. إلى ذلك خرجت صحيفة الكرامة التي تصدر الثلاثاء بعناوين مثيرة تقول : تشيني يفتح ملفات الإصلاح ومبارك يسعى لإقناعه بأهمية دور جمال .. ملفات الإصلاح والإخوان وايمن نور تنتظر أوامر نائب الرئيس الأمريكي عند زيارته للقاهرة اليوم .. وتحدثت عن قلق دوائر الحكم من تخلي تشيني عن قواعد المجاملات الدبلوماسية وطرحه (علنا) انتقادات واشنطن للنظام .. وأكدت أن مبارك اسقط تحفظه عن فكرة تأسيس حزب لجمال وخروجه من الوطني .. ونشرت قائمة سوداء بأسماء ضباط الشرطة المساهمين في عمليات التزوير والبلطجة .. وقالت ان مكافأة التزوير بلغت 10الاف جنيه لكل ضابط شرطة شارك في الحرب على الناخبين ، في حين يبلغ الراتب الشهري لأصغر ضابط في امن الدولة 5 آلاف جنيه !! .. واستضافت خبراء قانونيون حددوا خطة وطنية لاسترداد منصب النائب العام من الحكومة ، وقالوا ان النائب العام ويحقق ويتهم ويحكم ويحبس بأوامر مباشرة من وزير العدل !! .. ومن أهم الأخبار والموضوعات الواردة في صحف القاهرة أمس ، الكشف عن السبب الحقيقي وراء غياب الفتاتان القبطيتان ، وهو الخلافات الأسرية ورغبتهما في الزواج من شابين مسلمين فيما شن أقباط متعصبون هجوما واسعا ضد جمال اسعد عبد الملاك لرفضه تصديق الرواية القبطية عن اختطافهما .. وعزم أقباط المهجر عقد مؤتمرهم الثالث بزيورخ في مارس المقبل ومقاطعتهم مايكل منير بعد زيارته الأخيرة للقاهرة .. وحصوله على ضوء اخضر بإنشاء حزب وصحيفة في مصر !! .. ونشرت الوفد تقريرا لنيويورك تايمز قالت فيه أن القاهرة أمدت بوش بمعلومات هامة عن علاقة صدام بتنظيم القاعدة .. إلى ذلك اهتمت معظم الصحف بنشر تفاصيل الانقلاب على نعمان جمعه في حزب الوفد الذي أسفر عن تحجيمه وضعه وتعاظم دور اللجنة العليا للحزب .. وكان تعليق منير فخري عبد النور على ذلك الاجتماع انه كان خطوة مهمة لاستعادة عافية الوفد .. وتحدثت الصحف عن عزم حركة كفاية الإعداد لمظاهرة حاشدة أمام قصر الرئاسة ، وإجراء تنسيق بين (خوارج) الأحزاب لوضع نواة حزب ليبرالي يطرح مشروعا وطنيا جديدا .. وقيام حركة "اليد المستقلة" بمظاهرة بالملابس السوداء أمام محكمة النقض ، تطالب بمحاكمة المسئولين عن البلطجة .. وإنهاء اعتصام 1500 لاجئ سوداني بحديقة مسجد مصطفى محمود بالمهندسين بعد استجابة مفوضية شئون اللاجئين لمطالبهم .. وطلعت السادات يتهم الحكومة بإهدار المال العام في بيع شركة شبين الكوم للغزل والنسيج ، وأجهزة المدن الجديدة تطارد المصانع وتهدد بالحجز الإداري عليها .. ووزير الزراعة انشغل بالانتخابات ونسي المبيدات وترك الدودة تلتهم محصول القطن . والى خطاب مبارك الذي أعلن عن بدء عملية إصلاح دستوري من دون ان يكشف عن محتواه ولكن الصحف المصرية وبعض مسؤولي الحزب الوطني الحاكم تحدثوا أخيرا خصوصا عن احتمال تغيير نظام الانتخابات التشريعية بالدوائر الفردية إلى نظام القوائم النسبية . وتعهد مبارك بإصدار قانون جديد للسلطة القضائية وتعديل نصوص قانون العقوبات التي تنص علي حبس الصحافيين في جرائم النشر . وقال ان الحكومة انتهت بالفعل من إعداد مشروع لتعديل قانون السلطة القضائية ، دعما لاستقلال القضاء وسيكون من بين مشروعات القوانين التي تعرض علي مجلس الشعب خلال دورة الانعقاد الحالي . ويطالب نادي قضاة مصر الذي تصاعدت احتجاجاته خلال الشهور الأخيرة ، بقانون جديد لضمان استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية وإلغاء الاختصاصات التي تتيح لوزير العدل التدخل في شؤون القضاء . ورفض نادي القضاة مشروع القانون المعدل الذي أعدته الحكومة الذي رأي انه لا يحقق استقلالا حقيقيا للقضاء وطالب باعتماد مشروع القانون الذي وضعته لجنة من أعضاء النادي وهو ما ينذر باستمرار الأزمة بين القضاة ونظام مبارك . وعلقت الصحف على الأحداث المؤسفة التي شهدتها الجلسة الافتتاحية للدورة البرلمانية الأولى لمجلس الشعب الجديد ، من خناقات وشتائم ومحاولات للاعتداء بالضرب بين بعض النواب . أن السبب الظاهري لتوتر الأعصاب هو صراع البحث عن مقعد داخل قاعة المجلس ، بعد أن تكدست بأعضاء مجلسي الشعب والشورى ، وأما السبب الحقيقي والخفي فكان وراءه حالة الاحتقان السياسي التي خلفتها الانتخابات البرلمانية وقضية التغيير الوزاري التي سيطرت علي الجلسة بعد ان تردد ترشيح بعض النواب لتولي حقائب وزارية في الحكومة الجديدة وخروج بعض الوزراء من النواب الحاليين وتوليهم مناصب برلمانية . وذكرت الوفد ان الخناقات بدأت بمشادة حادة بين نائب الحزب الوطني د.شمس أنور والمتحدث باسم نواب الإخوان د. حمدي حسن، حاول كل منهما الإمساك بملابس الآخر بسبب مقعد. ووجه كل منهما الشتائم إلى الأخر وتدخل عدد من النواب في مقدمتهم محمد أبو العينين والدكتورة آمال عثمان لتهدئة الموقف . وبعد دقائق نشبت مشادة كلامية بين نائب جديد وأحد مسئولي حفظ النظام داخل القاعة . ووجه النائب إلى الطرف الآخر ألفاظا نابية، وقال له نحن نواب الشعب، ونحن الذين ننتخب رئيس الجمهورية، ولنا حق الجلوس في القاعة قيل أي أحد آخر ، وحاول ضرب الشخص المنظم لولا تدخل النواب . أثار هجوم النائب علي المنظمين موجة من الغضب ، وصدرت تعليمات بإغلاق أبواب القاعة لعدم وجود أماكن، وتم التنبيه علي النواب بالتوجه إلى البهو الفرعوني لمشاهدة وقائع خطاب الرئيس مبارك من خلال شاشات العرض . رفض بعض النواب الامتثال للتعليمات ، وهددوا بمغادرة المجلس ، وأصروا علي دخول القاعة ، وتمت الاستجابة لبعضهم عن طريق إضافة مقاعد خشبية للجلوس عليها في الطرقات وأثناء عملية إضافة المقاعد الجديدة نشبت مشادة حفلت بالألفاظ النابية بين النائب فتحي قنديل ونائب آخر. وعاد الهدوء مرة أخري إلي القاعة بعد دخول الوزراء الذين كان يبدو علي وجوه بعضهم العبوس بسبب اقتراب التغيير الوزاري . وتبادل سامح فهمي وزير البترول الحديث الهامس مع حسن يونس وزير الكهرباء وانشغل الدكتور محمد عوض تاج الدين بحديث مع فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي ، وانشغل أنس الفقي وزير الإعلام بإجراء اتصالات هاتفية من المحمول، وجلس احمد الليثي وزير الزراعة صامتا . وامتنع عن الكلام وزراء التعليم والشباب وتبادل الدكتور احمد نظيف كلمات قليلة مع فاروق حسني وزير الثقافة . والى موضوع العلاقات مع أمريكا حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن مصر هي التي أمدت حكومة الرئيس جورج بوش بوجود علاقة بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة ، وهي العلاقة التي اتخذ منها بوش سبباً رئيسياً لغزو العراق . وحسب الوفد ان الصحيفة قالت في عددها الصادر في 9 ديسمبر الجاري وأعادت نشره "الديلي ميل" في معرض تعليقها علي ظهور ابن الليبي "الهارب من السجون الأمريكية" في أفغانستان لإعادة بناء تنظيم القاعدة ، ان المخابرات المركزية الأمريكية كانت قد سلمت "ابن الليبي" سراً للحكومة المصرية في يناير 2002 لاستجوابه . وقالت الصحيفة ان هذا التسليم كان إحدى الصفقات التي تمت فيما عرف مؤخراً برحلات الطيران السرية لنقل المعتقلين واستجوابهم في بلاد أخرى . وذكرت الصحيفة ان "ابن الليبي" لم يدل بأية معلومات ذات أهمية عن العلاقة بين تنظيم القاعدة وحكومة صدام حسين في العراق ، لجهاز المخابرات الأمريكية ، وعللت الصحيفة إدلاء "ابن الليبي" بهذه المعلومات الهامة للأجهزة التي استجوبته في مصر، بأنها استخدمت معه أساليب أكثر صرامة . وشككت الصحيفة - لهذه الأسباب- في قدرة المخابرات الأمريكية على استخلاص المعلومات من المعتقلين والمشتبه فيهم بالارتباط بالتنظيمات الإرهابية . وأكدت الصحيفة انه رغم تشكك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في هذه المعلومات، ورغم ما أعلنه السيناتور كارل ليفن من الحصول علي وثائق وكالة الاستخبارات الدفاعية والتي تؤكد ان "ابن الليبي" اعتاد تلفيق هذه الاتهامات، رغم كل ذلك استخدم بوش هذه العلاقة بين "القاعدة وصدام" ذريعة في الهجوم علي العراق ضمن الحرب ضد الإرهاب . والى المقالات حيث كتب فهمي هويدي في الأهرام عن موضوع الدين والسياسة وقال انه سؤال من وحي نتائج الانتخابات التي جرت في مصر‏:‏ لماذا لا نحاول استثمار الطاقة الإيمانية المتوافرة لدينا في النهوض بالوطن والأمة‏ ,‏ بحيث نحولها إلي رافعة للبناء‏ ,‏ بدلا من أن يختطفها غيرنا ليوظفها في التخريب والهدم؟ .. وذكر هويدي نكتة إسرائيلية معاصرة تحدثت عن يهود ملحدين ,‏ لا يؤمنون بالله ,‏ لكنهم مع ذلك يعتقدون انه منح أرض إسرائيل لليهود . وهي نكتة أوردها ناشط حقوق الإنسان الشهير إسرائيل شاحاك في بحث له عن فكرة الطرد الترانسفير في العقيدة الصهيونية‏ .‏ المعني في النكتة انه حتى الملحدين لم يجدوا غضاضة في تأييد وتبني فكرة الحق الإلهي في ارض فلسطين ,‏ مادام يسوغ الاستيلاء عليها وطرد أهلها ,‏ حيث تقتضي المصلحة العليا أن ينعقد الإجماع الوطني حول ذلك الهدف الذي هو من وجهة نظرنا جريمة بحق الإنسانية ,‏ المعني أيضا أن ثمة لحظات في التاريخ تتقرر فيها المصائر ,‏ وتفرض المسئولية التاريخية علي المعنيين بالأمر أن يرتفعوا فوق قناعاتهم وذواتهم بحيث تصبح مصلحة الوطن مقدمة علي كل ما عداها‏ . هويدي أوضح ان الأمر عندنا مختلف في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر خلال الشهر المنصرم .. حيث كان أحد أهم محاور حملة التعبئة الجماهيرية ,‏ هو كيفية محاصرة ما سمي بالتيار الديني ,‏ وفض الناس من حوله‏ ,‏ من ثم كان التركيز شديدا علي الإلحاح علي فصل الدين عن السياسة‏ ،‏ وإخراج المقدس من الشأن العام‏ ,‏ وهو ما استصحب حديثا متواترا عن خطر ما سمي بالدولة الدينية وتهديدها للمجتمع المدني ,‏ والعلمانية كضرورة وحل‏ ,‏ الأمر الذي غدا متصادما مع نقيضا لشعار الإسلام هو الحل ,‏ الذي تصدر عناوين المعركة‏ .‏ صحيح أن نسبة غير قليلة من الناس العاديين لم تصدق الكلام ولم تقتنع به لا تنس أن‏35%‏ صوتوا للتيار الديني إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن الحملة أثرت سلبا في الأجواء العامة‏,‏ وكانت لها تجلياتها في سلوك بعض المؤسسات الرسمية‏ ,‏ التي صارت أكثر حذرا وحساسية‏ ,‏ ليس فقط إزاء ما سمي بالتيار الديني‏ ,‏ وإنما أيضا بالنسبة للدين نفسه .‏ قال لي أحد الزملاء ممن لا علاقة لهم بالتيار الديني إنه وسط تلك الأجواء كلف بتقديم مطبوعة تتعلق بشئون الأسرة ,‏ فأشار في افتتاحيتها إلي رؤية القرآن للحياة وللموت ,‏ وكيف أن نصوصه تدل علي أن حفاوة الإسلام بالحياة أكبر بكثير من إشاراته إلي الموت‏.‏ لكن مسئولا في الجهاز المعني قرأ الافتتاحية‏,‏ وعبر عن إعجابه بها‏,‏ وكان له تحفظا واحدا‏,‏ انصب علي الاستشهاد بما ورد في القرآن عن الحياة والموت .‏ فرجاه أن يحذف الإشارة حتى لا تكون للنص صبغة دينية .‏ حين سمعت القصة قلت‏:‏ إلي هذا الحد بلغت الحساسية؟ وهل يصبح الكلام أكثر قبولا لو أن الإشارة كانت لقاموس أوكسفورد أو معجم لاروس؟ .. وأشار هويدي إلى نفر من المثقفين أصبح إقصاء الدين مطلبا مسلما به‏ عندهم ,‏ كما أصبح كل
اقتراب منه مصدرا للقلق .‏ والإقصاء صار يتراوح بين مجرد التهميش الذي قد يقبل بالعبادات ويدعو إلي استبعاد ما يتعلق بالمعاملات ,‏ وبين الحذف والإلغاء الذي يرفع شعار‏:‏ الباب الذي يأتيك منه الريح أغلقه لتستريح .‏ من هؤلاء من له مواقفه الفكرية المسبقة المتأثرة بالثقافة العلمانية الغربية‏,‏ ومنهم من تأثر بالتعبئة الإعلامية التي اعتبرت نظام طالبان في أفغانستان هو النموذج المعتمد‏,‏ الذي لن يحيد عنه أي متعلق بالنموذج الإسلامي‏.‏ ليس ذلك فحسب‏,‏ وإنما نجحت ثقافة الصورة في إقناع هؤلاء بأنهم سيرجعون إلي الوراء‏,‏ كلما اقتربت خطاهم من الإسلام‏.‏ وبالتالي فقد جري تلطيخ الراية الإسلامية عندهم حتى أصبحت مرتبطة بمصادرة الحريات وإقصاء الآخر‏,‏ وبالإرهاب والتخلف واغتيال الأدباء والعداء للفن والإبداع‏,‏ وانتهاك مختلف قيم حقوق الإنسان بعامة ,‏ والمرأة وغير المسلمين بوجه أخص‏ ..‏ إلي آخر قائمة المثالب والرزايا .‏ ذلك كله حاصل بدرجة أو أخري في بعض النماذج والدوائر‏ ,‏ ولذلك فليس عندي دفاع عن شيء منه‏ ,‏ لكنه يظل جزءا من الحقيقة أو وجها واحدا لها‏ ,‏ بائسا ان شئت الدقة والموضوعية والإنصاف يقتضيان أن نطالع الأوجه الأخرى ,‏ لنعرف ما إذا كان ذلك الوجه يمثل قاعدة أم استثناء ,‏ والتزاما بالمقاصد والتعاليم أم خروجا وافتئاتا عليها .‏ وأضاف في مناسبات عدة عبرت عن تصوري للأمر علي النحو التالي‏:‏ يمثل الإيمان الديني طاقة كامنة لدي شعوبنا ,‏ وهي من القوة بحيث يتعذر حبسها أو حصارها‏ .‏ وهذه الطاقة يمكن استخدامها لتحقيق أنبل المقاصد كما يمكن توظيفها لصالح أتعس الأهداف .‏ وعادة ما أشبهها بالطاقة الذرية‏,‏ التي بها تصنع القنابل التي تشيع الخراب والموت‏,‏ كما أنها تستخدم في الدفاع عن الحياة من خلال العلاج بالإشعاع لحالات الأورام الخبيثة ,‏ علي سبيل المثال .‏ بالتالي فالمشكلة ليست في ذات الطاقة التي يعد التنديد بها نوعا من البلاهة والغباء لأن الأهم هو الكيفية التي توظف بها والوعاء الذي تصب فيه‏ .‏ واختتم الكاتب بالقول أننا أمام خياران لا ثالث لهما‏ ,‏ فإما أن نبادر إلي توظيف الحالة الإيمانية في الدفاع عن الحياة‏,‏ أو يوظفها غيرنا في تشويه تلك الحياة وتخريبها .‏ أدري أن بيننا للأسف الشديد أناسا تمكن منهم الشعور بالضغينة إلي الحد الذي جعلهم لا يبالون باستمرار تخريب الحياة‏,‏ فقط لكي يثبتوا أن الطاقة الإيمانية شر كلها‏,‏ إلا أن هؤلاء يمثلون شريحة ميئوسا منها ,‏ ولا تؤتمن علي أي حديث جاد عن المصير والمصالح العليا المرجوة ,‏ من ثم فالسؤال الكبير الذي ينبغي أن ينشغل الراشدون بالإجابة عنه هو‏:‏ كيف يمكن أن توظف الطاقة الإيمانية لمصلحة المجتمع وليس ضده؟ . والى موضوع القضاة حيث تعرض الكاتب جمال بدوي إلى وقائع الانتهاكات التي تعرضوا لها أثناء إشرافهم على الانتخابات البرلمانية المنتهية وقال : إنها بيانات خطيرة جدا.. تلك التي تضمنها خطاب المستشار زكريا عبد العزيز في الجمعية العمومية للقضاة يوم الجمعة الماضي ، وأبشعها ضرب القضاة أثناء الانتخابات الأخيرة، ولا أتصور أن تمر هذه الجرائم دون حساب ومساءلة .. وإلا .. سوف يزداد الحال تدهورا، وتضيع المسئولية، ويتحول حارس القطيع إلى ذئب يفتك ويقتل ، ولا يجد من يردعه (!!). لقد سرد المستشار زكريا وقائع رآها بنفسه ، وذكر وقائع أخري حدثت لرجال القضاء ، ففي بورسعيد ضرب الأمن حصارا محكما علي أحدي لجان السيدات حتى الساعة الخامسة مساء ، وعندها انقطع التيار الكهربائي ، وفوجئ القاضي داخل اللجنة بهجوم ثلاثين بلطجيا مسلحين بالسيوف والسنج ، وقام أحدهم بإلقاء مادة حارقة علي الصندوق ، واضطر قاض آخر إلي حمل الصندوق والهروب به من النافذة ، والاختباء وراء سور المبني، ولملم الرجل أوراق التصويت في حقيبته ، ورفضت الشرطة حمايته ، ولم تسمح له بركوب سيارة الأمن المصفحة لتوصيله إلى مقر المحكمة (!!). وفي دمياط والمنصورة وكفر الشيخ: تقاعس رجال الأمن عن حماية القضاة ، وتركوهم عرضة للعدوان الهمجي ، بل إن بعض الضباط اعتدوا علي القضاة ، وصدرت أوامر بضبط وإحضار نائب مأمور ديرب نجم وضابط المباحث، فهربا إلي جهة غير معلومة . وقال رئيس نادي القضاة إنه لا يطالب بإقالة أحد ، فقط يطالب بمحاكمة المسئولين عن هذه المهزلة التي أساءت لسمعة مصر أمام العالم، وتساءل ونحن معه: هل يعقل أن يكون في مصر قضاة يضربون؟! وقال: إننا نطالب بإعفائنا من الإشراف علي الانتخابات ، لأننا أدينا واجبنا.. فضربنا واعتدي علينا، ولابد من محاكمة من الذي أصدر تعليمات التعدي علي القضاة ، ومنع الناخبين من أداء واجبهم، ولدينا أسماء الضباط المتهمين بضرب القضاة . وعقب الفراغ من إلقاء بيان رئيس النادي: استمع الأعضاء إلى شهادات حية من القضاة الذين تعرضوا للضرب والإهانات، وظهر وكيل نيابة سيدي جابر بالإسكندرية وذراعه معلق في رقبته بعد ان أصيب بكسر بفعل أحد ضباط الشرطة ، ولكن وكيل النيابة امتنع عن الكلام تنفيذا لتعليمات النائب العام بعدم الحديث. الأمر الذي أثار أعضاء الجمعية العمومية ، وقال رئيس النادي إن أحدا لا يستطيع منع قاض من الحديث ، وطالب بمحاكمة الضابط محبوسا.. وإلا.. سيدعو النادي إلى عقد جمعية طارئة ، وفوضت الجمعية العمومية مجلس الإدارة في رصد هذه الجرائم وإصدارها في تقرير شامل حتى يتكشف الجانب المظلم في العملية الانتخابية . لقد كنت علي وشك تأييد مطلب نادي القضاة بإنشاء شرطة قضائية لحماية رجال القضاء ، علي غرار حرس البرلمان، والحرس الجامعي وحرس الوزراء ولكني توقفت عن تأييد هذا الطلب حتى يتم البت في عمليات الاعتداء علي رجال القضاء ، وحتى يلقي هؤلاء المعتدون جزاءهم ، لأن بقاء هؤلاء المعتدين بدون حساب أو تحقيق سوف يضع شرخا بين السلطة القضائية والسلطة التنفيذية . وقد يتسع الشرخ إلي فجوة يصعب علاجها إذا لم تسارع وزارة الداخلية بمحاسبة الضباط الذين اعتدوا علي القضاة . فهذا العدوان وصمة لا يمكن إنكارها ..

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.