توصل اثنان من خبراء “الإرهاب” الأمريكيين البارزين “دانيال بنجامين” و”ستيفن سايمون” إلى نتيجة شديدة الأهمية بشأن الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على “الإرهاب”, مفادها أن أمريكا تخسر هذه الحرب بالفعل. وعلى الرغم من النصر المبكّر الذي حققته الولاياتالمتحدة على حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان إلا أن مسئولي إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون يرون أن سياسات الرئيس الأمريكي جورج بوش قد خلقت ملجأ جديدًا ل”الإرهاب” في العراق؛ وهو ما صعّد إمكانية تزايد الخطر من وقوع تفجيرات على يد فدائيين إسلاميين في أوروبا والولاياتالمتحدة. ويرى هؤلاء المسؤولون أن صورة أمريكا المحطّمة بشدّة في العالم الإسلامي يمكن أن تأخذ أكثر من جيل لتصحيحها, وتسببت مشاكل بوش المتزايدة على الصعيد السياسي في تعزيز فرص فشل أيّة مبادرات أمريكية جريئة لمخاطبة الحقائق الاجتماعية المخيفة التي تساعد على تفشي الفكر “المتطرف”. ويقول بنجامين الذي عمل كمدير لقسم “مكافحة الإرهاب” في مجلس الأمن القومي الأمريكي من 1994 إلى 1999: “لقد كانت هذه السياسة خاطئة تمامًا وبشكل فادح, فصحيح أننا حققنا بعض النجاحات المهمة جدًا ولكنها كانت ضد “الإرهابيين” الفرديين, لكن أعتقد أنه على المستوى العام خطر الإرهاب استفحل أكثر وأكثر, ونحن غذينا نيران التطرف, وعملنا الكثير لنشجع الناس على كراهيتنا”. وقد اشترك بنجامين مع سايمون الذي كان مسؤولاً في وزارة الخارجية الأمريكية سابقًا في تأليف كتاب جديد بعنوان: “الهجوم القادم فشل الحرب على الإرهاب واستراتيجية الوصول إلى الحقيقة”. وبدا أن كتابهما أتى متابعة لكتاب صدر عام 2002 بعنوان “عهد الإرهاب المقدّس”, حيث أدرج بنجامين وسايمون كل ملاحظاتهما على الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها أمريكا منذ وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وتقول وكالة رويترز: إن أسلوب نقد بنجامين ونقد سايمون لإدارة بوش في العراق يتبع نفس طريقة نقّاد آخرين على رأسهم مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق برينت سكاوكروفت, ورئيس “مكافحة الإرهاب” في البيت الأبيض سابقًا ريتشارد كلارك. ويقول سايمون: “نحن قد نُهاجم من قِبل الإرهابيين الذين يتلقّون تدريبهم في العراق, أو نهاجم من قِبل الإرهابيين الذين يجدون الإلهام والتنظيم والتدريب من قِبل أناس كانوا في العراق”. ويضيف: “إن بوش رأى هدفًا أمريكيًا ممتازًا في العراق, لكن في خلال هذه العملية نشّط الجهاد, وأعطى الفدائيين نوعًا من التجربة على خوض حرب المدن, التي سترفع التهديد المستقبلي داخل الولاياتالمتحدة”. ويؤكد “بنجامين” و”سايمون” أن الحرب على الإرهاب كلّفت دافعي الضرائب الأمريكيين مئات المليارات من الدولارات, ولكنها أخفقت في مواجهة الحركة العالمية التي تسعى لضرب المدنيين, وهي مسؤولة عن هجمات وقعت في لندن, ومدريد, وبالي, وإندونيسيا, وشرم الشيخ . المصدر : مفكرة الإسلام