عادت مفردات الحرب على الإرهاب والتهديد الكبير الذي يمثله تنظيم القاعدة في مناطق كثيرة حول العالم للأمن القومي الأمريكي، لتسيطر بقوة على الخطاب السياسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخرًا، بعد أن كانت قد خفتت بعض الشيء في العام الأول من عمر إدارة الرئيس باراك أوباما، حيث فجرت المحاولة الفاشلة لنسف الطائرة الأمريكية في احتفالات الكريسماس، من جانب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، كثيرًا من الانتقادات لأداء أجهزة المخابرات، وقدرة الرئيس أوباما على حماية الأمن القومي الأمريكي وأمن مواطنيها. وفي محاولة من جانب الإدارة لمواجهة هذه الانتقادات، أعلن أوباما عن عديدٍ من إجراءات الأمن الجديدة التي سيتم اتباعها في المطارات، فضلاً عن زيادة الاهتمام الأمريكي بما يَجري في اليمن، على اعتبار أنها – على حسب تصريحات القائد العام للقوات الأمريكية ديفيد بيترايوس David Petraeus – أضحت ملجأً آمنًا لمقاتلي القاعدة، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى تصعيد درجة التعاون الأمني والعسكري مع النظام اليمني من أجل مواجهة هذه التهديدات. حادث إرهابي مرتبط بسابقيه من جانبه استضاف كريس والاس Chris Wallace – في برنامجه FOX News Sunday الذي يذاع على شبكة فوكس نيوز – كلاً من السيناتور المستقل جوزيف ليبرمان Joseph Lieberman رئيس لجنة الأمن الوطني Homeland Security Committee في مجلس الشيوخ، وعضو مجلس النواب النائب بيت هوكسترا Pete Hoekstra أبرز النواب الجمهوريين الأعضاء في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب. في البداية أشار السيناتور ليبرمان Lieberman إلى أنه يريد أن يضع حادث محاولة نسف الطائرة الأمريكية في سياق أكبر، بدلاً من التركيز فقط عليه في حد ذاته، فالولاياتالمتحدة بدأت حربها ضد المتشددين الإسلاميين الذين هاجموا الولاياتالمتحدة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وإن الحرب على الإرهاب لا تدور رحاها فقط في دول أخرى حول العالم، ولكن أيضًَا على أرض الولاياتالمتحدة، فخلال هذا العام كانت الأراضي الأمريكية هدفًا لعديدٍ من الهجمات الإرهابية، ولكن تم إحباطها بفضل الإجراءات الصارمة الناتجة عن تطبيق القانون الأمريكي، والجهود الكبيرة التي بذلتها قوات الأمن الداخلي والاستخبارات. وبرغم هذه الجهود إلا أنه هناك ثلاث حالات اختراق أمنية أفلحت الجهود الأمريكية في إحباطها، أولها: حادثة قتل أحد المسئولين عن التجنيد في الجيش الأمريكي في ليتل روك Little Rock في مايو الماضي، والثانية: حادثة إطلاق النار من جانب الميجور نضال مالك حسن في قاعدة فورت هود، والثالثة: المحاولة الفاشلة من جانب عبد المطلب. وبخصوص الحادث الإرهابي الأخير ومن قبله حادث إطلاق النار في قاعدة فورت هود، لفت ليبرمان Lieberman الانتباه إلى أن هناك نقطة مشتركة بين الحادثتين، وهو الإمام الأسبق لمركز دار الهجرة الإسلامي بولاية فيرجينيا الشيخ "أنور العولقي"، والموجود على قوائم الإرهاب الأمريكية، وكان هذا الشيخ قد خضع لعديدٍ من التحقيقات الفيدرالية خلال حقبة التسعينيات حول علاقاته ببعض التنظيمات الإرهابية، ولكن لم يتم إثبات أيٍّ من التهم ضده، كما تم ذكر اسمه في تقرير اللجنة التي كلفت بالتحقيق في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، والمفترض وجوده في الوقت الحالي في اليمن. أما المتهم في حادث اختطاف الطائرة الأخير كان قد ذهب إلى اليمن وتلقى تدريبات هناك من جانب أفراد في تنظيم القاعدة، إلا أنه ليس واضحًا في الوقت الحالي إن كانت حدثت بينه وبين الشيخ العولقي أي اتصالات، وبالنسبة للميجور نضال أفادت التقارير الاستخباراتية بمحاولته الاتصال بالشيخ عندما كان مقيمًا في الولاياتالمتحدة. ومن ثم انطلق ليبرمان Lieberman من هذه الحقائق مشيرا إلى أن مثل هذه الأمور المشتركة بين هذه الحوادث الإرهابية يطرح كثيرًا من علامات الاستفهام، أولها ماذا حدث بعد أن اتصل والد عبد المطلب بالسفارة الأمريكية في نيجيريا وإخباره المسئولين بقلقه حيال توجهات ابنه المتطرفة؟ وماذا كان مصير المعلومات التي تلقتها السفارة بعد هذا الاتصال؟ وهل كانت هناك متابعة لهذه المعلومات، فضلاً عن التهديدات التي أصبحت تمثلها الأوضاع غير المستقرة في اليمن؟ وحول هذه النقطة لفت والاس Wallace الانتباه إلى أنه إذا كانت الولاياتالمتحدة على دراية بما يمكن أن يقوم به هذا الشخص، ولكن رغم ذلك ظل عبد المطلب محتفظًا بتأشيرة دخول الولاياتالمتحدة، وفي الوقت ذاته أشارت التقارير إلى أن المملكة المتحدة - والتي كان يدرس فيها عبد المطلب حتى مايو الماضي - قد رفضت إعطاءه تأشيرة عودة إليها. وفي هذا السياق أشار النائب هوكسترا Hoekstra إلى أنه عمل وقتًا طويلاً من أجل تمرير قانون إصلاح المخابرات، وذلك لإنجاز إصلاح شامل لأجهزة المخابرات، وتكللت هذه الجهود بإزالة كثيرٍ من العواقب والحواجز التي كانت تمنع الاتصال الفعال بين الأجهزة الأمنية المختلفة، وأحد مهامها هو مراقبة مثل هؤلاء الأشخاص وتحديد المخاطر التي تهدد أمن الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن ثم تساءل النائب الجمهوري هل يمكن اعتبار مثل هذا الأمر فشلاً لهذه الأجهزة في التعامل مع هذا الشخص؟ وعلى هذا الصعيد أكد هوكسترا Hoekstra أن هذه مشكلة شديدة الصعوبة، فالولاياتالمتحدة قد شهدت مؤخرًا صورًا مختلفة من الأنشطة الإرهابية على أراضيها، ومن ثم فإن على الولاياتالمتحدة التعامل باستمرار على تطوير قوانينها وإجراءاتها وخططها، من أجل تحديد الأشكال والصور الجديدة للمخاطر التي يمكن أن تهدد أمنها وأمن مواطنيها. الإرهاب يهزم أكثر التكنولوجيا تقدمًا.! وحول إجراءات الأمن والسلامة التي أضحت متعبة في كثير من المطارات حول العالم، تساءل النائب الجمهوري عن الكيفية التي مر بها عبد المطلب من خلال أجهزة المراقبة المختلفة وإجراءات الأمن الصارمة وهو يحمل هذه الشحنة شديدة التدمير معه إلى سطح الطائرة، مما يدفع المرء إلى التساؤل هل أصبح الإرهابيون قادرين على هزيمة التكنولوجيا الحديثة التي صممت خصيصًا من أجل منعهم من القيام بأي هجمات؟ وفي هذا السياق أشار ليبرمان إلى أن الإرهابيين توصلوا إلى عديدٍِ من الطرق والوسائل الجديدة، والتي من خلالها يمكن تنفيذ عملياتهم وأهدافهم دون يتم اكتشاف أمرهم، وهم باستمرار يحاولون التوصل إلى أساليب جديدة للتعامل مع كل تكنولوجيا تضعها الحكومات لمواجهة مخططاتهم، وهذا ما دفع القائمين على إعداد تقرير لجنة التحقيق في أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى التأكيد على أن السبب الأساسي في فشل التصدي لهجمات الحادي عشر من سبتمبر هو فشل الولاياتالمتحدة والقائمين على صيانة أمنها على التخيل، فهم لم يستطيعوا تخيل ما يمكن أن يقوم به هؤلاء. اليمن هاجس أمني جديد وعلى الصعيد ذاته اهتم برنامج Face the Nation الذي يذاع على شبكة CBS – والذي قدمه هذا الأسبوع المحلل السياسي للشبكة جون ديكرسون John Dickerson بواقعة الاعتداء الإرهابي على الطائرة الأمريكية، وفي معرض حديثه للبرنامج أكد المتحدث الصحفي باسم البيت الأبيض روبرت جيبس Robert Gibbs على أن عملية مراجعة لإجراءات الأمن ومكافحة هذا النوع من الإجراءات قد أخذ الرئيس أوباما قرارات بشأنها، وأن الحرب التي بدأتها الولاياتالأمريكية ضد هؤلاء الذين يسعون إلى إلحاق الضرر بمصالحها استدعى أن التحرك من العراق ليتم توجيه الموارد باتجاه مناطق أخرى أكثر أهمية لهذه المواجهة في كل من أفغانستان وباكستان فضلاً عن توثيق التعاون الأمني مع دول مثل اليمن والصومال، وهو التعاون الذي أدى إلى استهداف القاعدة والقضاء على كثيرٍ من قادتها. أما جوان زاراتي Juan Zarate محلل الأمن القومي في شبكة CBS فقد أشار إلى أن هناك سياقًا أكبر لهذه الحادثة هو أن هذا الشخص قد تلقى تدريبات عن طريق أفراد موجودين في اليمن ينتمون لتنظيم القاعدة، وهذا يعني أن قواعد اللعبة يمكن أن تكون قد تغيرت، على أساس أنه ولأول مرة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر تتم مهاجمة الولاياتالمتحدة عن طريق عمليات إرهابية يقوم بها أشخاص تلقوا تدريباتهم في أماكن أخرى بعيدًا عن المسرح الأفغاني الباكستاني، ومن ثم فإن ذلك قد يؤدي إلى تغيير السياق الذي من خلاله تدرك الولاياتالمتحدة التهديدات الإرهابية لأمنها ولمصالحها، وعلى ذلك يُثار التساؤل حول الكيفية التي ستتعامل بها الولايات مع إمكانية أن يتحول اليمن إلى ملاذ آمن للإرهاب ولأفراد تنظيم القاعدة، ولكن الأمر أيضًا ليس مقتصرًا على اليمن فقط بل يمتد أيضًا إلى أماكن أخرى مثل الصومال ومنطقة شمال إفريقيا. وأضاف زاراتي Zarate أن اليمن تمثل إشكالية أمنية معقدة، لعوامل كثيرة، أهمها أن نظام الحكم هناك غير مستقر، مضيفًا أنه يمكن القول: إن هناك ثلاثة أوضاع أمنية مختلفة تشهدها اليمن في الوقت الحالي، فهناك أولاً: التمرد الشيعي في الشمال، وهناك ثانيًا: النزعة الانفصالية في الجنوب، وهناك أخيرًا: تواجد تنظيم القاعدة على الأراضي اليمنية. ومن ثم فإن استدعاء حادثة مركز التدريب في ليتل روك Little Rock، حيث تلقى كارلوي ليون بيلدوسي Carlos Leon Bledsoe – الذي قام بإطلاق النار على الجنود في المركز - تدريبًا على الأراضي اليمنية من ناحية أولى، واستحضار حادثة إطلاق النار في قاعدة فورت هود، وعلاقة الميجور نضال بالشيخ العولقي من ناحية ثانية، وأخيرًا التقارير التي أفادت أن عبد المطلب كان قد تلقى تدريبًا هو الآخر في اليمن، وأنه حصل على المواد المتفجرة من هناك، فإن هذا يعني أن اليمن أصبح يمثل مشكلة أمنية حقيقية، تستدعى اقترابًا أكثر شدة للتعامل مع الأوضاع الأمنية فيه. اليمن ملجأ آمن للقاعدة وفي برنامجها CNN'S Amanpour – الذي يذاع على شبكة CNN – تناولت كريستياني أمانبور Christiane Amanpour خطورة التهديدات الأمنية التي يمثلها تنظيم القاعدة في اليمن، مستهلة الحلقة بالتأكيد على أن اليمن هي الحرب الجديدة، وفي تقريره للبرنامج أشار بول نيوتون Paula Newton إلى أن المسئولين اليمنيين حذروا مرارًا وتكرارًا الولاياتالمتحدة من التهديد الذي يمثل تنظيم القاعدة في بلادهم، وطلبوا كثيرًا من المساعدات العسكرية والدعم المخابراتي، واليمن في الوقت الحالي تعاني ليس فقط من عودة نشاط تنظيم القاعدة ولكن أيضًا حركات التمرد في الشمال والحركة الانفصالية في الجنوب، علاوة على الفقر المدقع الذي يُعاني منه الشعب اليمني، ونقص إمدادات المياه، بالإضافة إلى تنامي شعور الكراهية ضد كل ما هو أمريكي. ولفت نيوتون Newton الانتباه إلى التفجير الانتحاري الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في اليمن في عام 2008، وبالرغم من أن الهجوم لم يصب السفارة بسوء إلا أنه أودى بحياة عشرين شخصًا، واعتبر أن الإرهابيين في اليمن لهم علاقات وروابط متشعبة، فوالد أسامة بن لادن يمني الأصل، كما أن القادة الكبار في تنظيم القاعدة هم أيضًا يمنيون، وحوالي نصف المعتقلين في معتقل جوانتانامو يمنيون، والمشكلة أن كثيرًا من هؤلاء تم الإفراج عنهم مؤخرًا وعادوا ليقاتلوا من أجل تنظيم القاعدة مرة أخرى، ومن أبرز هؤلاء سعيد علي الشهري، الذي تم إطلاق سراحه من جوانتانامو في نوفمبر 2007. وعلى الصعيد ذاته أكد جون بيرنان John Brennan مساعد الرئيس لشئون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب لبرنامج Fox News Sunday أن هناك تعاونًا وثيقًا بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا من أجل تنسيق الجهود لمواجهة المعضلات الأمنية التي أضحت بارزة في اليمن، وأن الولاياتالمتحدة سوف تفعل ما في وسعها لمنع أفراد تنظيم القاعدة من تحقيق أي مكاسب في اليمن، وحماية المواطنين الأمريكيين في الخارج، وحول ما إذا كانت هذا الجهود قد تتضمن إرسال قوات أمريكية إلى الأراضي اليمنية، أشار بيرنان Brennan إلى أنه لم يتم التطرق إلى مناقشة هذا الأمر، خاصة وأن الحكومة اليمنية قد أظهرت رغبة كبيرة في أن تقود هي هذه المعركة ضد التنظيم، وهم في هذا السياق في حاجة إلى تقديم كافة أشكال الدعم، ولذلك فإن الولاياتالمتحدة سوف تقدم كل ما سوف يحتاجه اليمن لإنجاز هذه المهمة، واعتبر بيرنان Brennan أن الحكومة اليمنية قد حققت تقدمًا في هذا الاتجاه بفضل تصميمها على توجيه ضربات قوية لأفراد التنظيم في البلاد. كيف يدرك الأمريكيون الحادثة؟ ومن جانبها أعدت ليز هالوران Liz Halloran تقريرًا لراديو NPR تناولت فيه رد فعل المواطنين الأمريكيين على هذه الواقعة، حيث أشارت إلى أن المسافرين على رحلات الطيران تراجعوا عن إدراكهم السابق لبعض الإجراءات الأمنية المتبعة في المطارات، والتي كانوا يرونها بمثابة انتهاكًا لخصوصيتهم، وقد شملت هذه الاحتياطات الجديدة تضيق مساحة استخدام أجهزة الحاسب المحمولة واستعمال دورات المياه على متن الطائرات، فضلا عن القبول باستخدام ماسحات الجسد بشكل كامل. مما يستدعي التساؤل حول زيادة مخاوف الأمريكيين من الإرهاب الذي يمكن أن يتعرضوا له أثناء رحلات الطيران. ولفتت هالوران Halloran الانتباه إلى أن خبراء المخاطر أكدوا أن المواطنين والمسافرين الأمريكيين تعاملوا مع الحادثة في حجمها الطبيعي، ولم يكن رد فعلهم متجاوزًا لحدود الحدث. وعن الصورة التي أدرك بها الأمريكيون هذا الحدث أكد ديفيد روبيك David Ropeik - الذي يعمل في مجال استشارات المخاطر ويعمل مدرسًا في جامعة هارفارد – أن مسألة الإدراك تعتمد على الظروف والسياق المحيط بالواقعة، فضلا عن كيفية استجابة الأفراد لهذين العاملين، وأوضح أن الأمريكيين استجابوا بصورة عاطفية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولذلك أكدت الإحصاءات أن معدل إحساسهم بالمخاطرة لديهم قبل الأحداث ظل كما هو لم يتغير حتى عقب الأحداث، وفي هذه الحالة فإن عبد المطلب بالنسبة لكثيرٍ منهم لم يكن سوى شخص غير مؤهل، لم يستطع أن ينفذ المهمة المطلوبة منه، ومن ثم فإن مثل هذه المحاولة لن يتم تكرارها من جديد. وعلى صعيد آخر أكد بول سلوفك Paul Slovic أستاذ علم النفس في جامعة أوريجون University of Oregon أن فشل محاولة عبد المطلب لم يؤدِ إلى حدوث ما يسميه خبراء المخاطر "الرهبة النوعية" "Dread Quality" وهو مصطلح يشير إلى تلك الأشياء والعوامل والأحداث التي تزيد مشاعر الخوف لدى الإنسان وتزيد من إدراكه للمخاطر المحيطة به، ويضيف أن هذه الرهبة النوعية – في حال حدوثها – تدفع الإنسان إلى اتخاذ كل الاحتياطات والإجراءات التي تضمن عدم وقوع الحدث الذي تسبب في هذه الرهبة النوعية، حتى لو أدى ذلك إلى الإمعان في تشديد الإجراءات والأساليب والتكتيكات بشكل لا يتوافق مع حجم المخاطر، والتي يمكن مواجهتها بإجراءات وأساليب للحماية أقل مما هو مستخدم فعلاً. المصدر: تقرير واشنطن