عبدالتواب عبدالحي حرب جورج بوش ضد الارهاب حرب جوفاء، تناصب الهدف الصحيح لتلك الحرب التجاهل والعداء! في الوقت الذي يطور الارهاب التخطيط لهجماته ويحتشد لها بصورة علمية دقيقة.. خبراء الارهاب في أمريكا يتوقعون من لحظة للحظة ضربة ارهاب رقمية digital pearl hrbor للبنية الأساسية الأمريكية.. ويستعمل الارهابيون شبكة المعلومات الدولية "الانترنت" كأداة مشفرة للتنظيم والحشد وجمع الأموال، وتوصيل المناهج والأفكار والخطط المفزعة! وتخسر الولاياتالمتحدة حربها ضد الارهابيين بمتوالية هندسية وكأنها تقبض بيدها علي حفنة ماء.. تتابعهم باستراتيجية دفاعية.. تحمي أخطر أنظمة الكمبيوتر في البنتاجون وإدارة الطيران الاتحادية التي تهيمن علي أجواء أمريكا بخط الكتروني مثل خط ماجينو في الحرب العالمية الثانية يمكن دهسه واختراقه، لتعم الفوضي والدمار! جون ميلر أستاذ علم السياسة بجامعة أوهايو له كتاب تحت الطبع يصدر أوائل العام القادم، عنوانه: ردود الفعل علي الارهاب Reactions to terrorism.. ميلر يقدم عرضا لكتابه في المجلة الفصلية "فورين افيرز" عدد سبتمبر، أكتوبر يتضمن اضاءة نقدية كاشفة. نقلب معا صفحات عرضه الشيق. في العام 2003 اجتمع 200 من كبار المسئولين بالإدارة الأمريكية والمديرين التنفيذيين أغلبهم متخصصون في شئون الأمن والارهاب.. بعد جلسات استماع طويلة انتهوا إلي احتمال داهم: سوف تتعرض الولاياتالمتحدة لضربة ارهاب وشيكة أكثر تدميرا من ضربة سبتمبر ،2001 والمرجح أن تستخدم فيها أسلحة دمار شامل.. وتوقع المؤتمرون أن تتم الضربة قبل نهاية ذلك العام! وفي مايو 2004 حذر وزير العدل جون اشكروفت من أن القاعدة سوف توجه لأمريكا ضربة قاسية خلال الاشهر القليلة المقبلة، وأن 90% من ترتيبات هذه الضربة قد تم تنفيذها بنجاح!.. وفي خريف نفس العام أعلن خبراء مقاومة الارهاب أن الضربة سوف تواكب انتخابات الرئاسة في نوفمبر من ذات العام.. وفي أواخر أكتوبر أصدر أسامة بن لادن تعميما لأعوانه داخل الولاياتالمتحدة أنه لأسباب صحية تأجلت ساعة الصفر لشهور قليلة تعقب انتخابات الرئاسة! تأسست وزارة الأمن الداخلي.. وفي يوم مولدها كان أول تعميم وطني أصدرته مرتعش وهو ينطق: "اليوم يمكن للارهابيين أن يواجهوا ضربتهم إلي أي مكان داخل الولاياتالمتحدة.. في أي توقيت.. بأي سلاح.. منتهي الذعر الرسمي الأمريكي! إزاء هذه القدرة الكلية للقاعدة علي ضبط مواعيد عملياتها وارجائها، لماذا لم تطلق بالفعل ضربتها؟! الشرح الوحيد لما جري.. أو لما لم يجر.. أنه لا وجود ارهابيا لعناصر القاعدة داخل الولاياتالمتحدة.. وقليلون خارج حدودها يملكون الميل والوسيلة لتوجيه ضربة لها! .. هل يعقل؟! محل شبهة وحذر! تغيرت نغمة الأمن المعزوفة.. سلطات الأمن التي حذرت من ضربة ارهاب وشيكة ربما بسلاح دمار شامل، لحست انذارها، وأدارت اسطوانة راقصة جديدة.. نغماتها: الحال عال.. وغيبة ضربات الارهاب إنما ترجع للاحتياطيات الأمنية التي تم اتخاذها علي عجل وبكلفة مالية كثيرة الأصفار! وبفضل هذه الاحتياطات الجبارة.. هكذا ادعت وزارة الأمن الداخلي، مرت 5 سنوات علي ضربة سبتمبر دون أن يحدث ما يعكر الصفو، وتناسوا أن السنوات ال5 السابقة لضربة سبتمبر ذاتها مرت هي الأخري بسلام وأمان، في غيبة مثل هذه الاحتياطات الجبارة! من بين احتياطات الأمن المنيعة تم تضييق اجراءات الهجرة عبر الحدود الأمريكية والنتيجة: يدخل الولاياتالمتحدة 300 مليون مسافر في السنة بطريقة شرعية.. مقابل 4000 في اليوم يدخلون بطريقة غير مشروعة.. معظم مهم من دول عربية واسلامية قادمين عبر المكسيك.. يحملون جوازات سفر من إحدي دول أوروبا أو جنوب شرق اسيا. لم يعد القادمون من أفغانستان أو باكستان وحدهم محل شبهة وحذر.. الارهابيون الذين فجروا قطارات مدريد في العام 2004 لم يزورا أفغانستان ولا تدربوا في معسكرات القاعدة ولا ينتمون إليها.. ومع ذلك استعملوا أسلوب عملياتها: 13 قنبلة تم تفجيرها عن بُعد.. ضحاياها 191 قتيلا و1800 جريح.. لم يحملوا معهم متفجراتهم، وإنما حصلوا عليها من الداخل الاسباني، وكذلك فعل مفجرو قطارات لندن العام الماضي، وهم يتبعون القاعدة الذهبية لسفر الارهابي إلي موقع عملياته، كما يقول بها خبيرا مكافحة الارهاب دانييل بنجامين وستيفن سايمون: "لنجاح العملية الارهابية عليك أن تحمل معك فقط كل ما هو ضروري.. وقابل للحمل.. ولا يثير الشبهات!! مالا تراه العين! أهم حلقات العملية الارهابية هي: التوقيت.. ويلاحظ خبراءالارهاب أن تنظيم القاعدة بارع في عمليات التوقيت وانتهاز الفرصة الملائمة للعملية biding its time ضربة سبتمبر الأمريكية أخذت من القاعدة عامين كاملين من الضبط والتجهيز، عملية مدريد خططت من الصفر ونفذت في 6 أشهر.. وتمت التفجيرات بنجاح بعد شهرين فقط من شراء كميات الديناميت، وإن كانوا قد دفعوا ثمنها