أصدرت وزيرة الصحة قرارا يلزم المستشفيات بإذاعة السلام الجمهوري كل يوم. وغاية الوزيرة تربيةالانتماء عند أهل الجيرة والحنين إلى الديرة والوطنية الفائقة المنيرة. وكما قال الشاعر : أوردها سعد وسعد مشتمل. . . ما هكذا يا سعد تورد الإبل. وسعد كانت عليه شملة العرس والإبل لا يوردها إلا مشمر عن ساعديه. والوطنية ليست ادعاءا يدعى أو شعارا يرفع الكاذبون والدجالون بل الوطنية تطبيق يجيده المخلصون ولوطنهم يحبون ولترابه يعشقون . بلاد ألفناها على كل حالة. . وقد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن. ونستعذب الأرض التي لا هوا بها. .ولا ماؤها عذب ولكنها وطن. أتحدى كل مسئول في مصر يدعي حب مصر فمصر منه براء. وكل يدعي وصلا بليلى. ..وليلى لاتقر له بذاكا. إذا اشتبكت دموع في جفون. . تبين من بكى ممن تباكا . ولا يسوغ في عقل ان يسعي الخادم في احتقار مخدومه وإمتهان كرامته والاستخفاف به وعدم الالتفات الى انسانيته. فمصر شعب وأرض والحاكم متغير ويبقي الشعب. والحاكم ووزراؤه ومحافظوه وكافة المسئولين في خدمة الشعب المصري ولا يقبل ابدا أن يكون الخادم متألها والسيد المخدوم عبد عنده. أين التعليم وأين الصحة وأين ماء النيل الذي أصبح مصدرا للقتل الجماعي فالفشل الكلوي والكبد الوبائي والسرطانات وغيرها من الاوبئة بسبب مياه النيل الذي صار بركة سامة. ثم أين ماء النيل الذي استولى عليه الأحباش في سد الخراب . إن المستشفيات أصبحت أداة لقتل الشعب المصري. وبدلا من السلام الوطني يجب على وزيرة الصحة أن تصدر قرارا في المستشفيات بأن يذيعوا سلام الجنازات.