حرب الشائعات اخطر بكثير من كتيبة مدرعة ومسلحة بالصواريخ.. فالشائعة اقوي من النيران الملتهبة التي تحصد الغالي والثمين. والشائعة اذا انتشرت ستحمل معها الرعب والهلع والخوف وهي من اسلحة دمار خلايا مخ الانسان. فمصر عاشت بضع ساعات من الهلع نتيجة اطلاق شائعة تلوث مياه النيل وحتي الان لم يتم التوصل لمعرفة من صاحب المصلحة في اطلاقها. قيل محطة تليفزيونية فضائية اذاعت النبأ.. وقيل ان رسائل انطلقت عبر الهواتف المحمولة.. وقيل ان سيارات تحمل مكبرات صوت طالبت المواطنين بالامتناع عن استخدام المياه.. فمن صاحب المصلحة في ترويع المواطن المصري؟ أرجو الا ينبري احد ليقول ان الموساد وراء الشائعات.. وارجو ان نتريث في اطلاق الاتهامات، خاصة ان رئيس شركة مياه القاهرة الكبري اعلن ان الشائعات هدفها الترويج لمنتجات شركات انتاج المياه المعبأة في زجاجات وهي مياه طبيعية وليست معدنية كما يطلق عليها البعض. وهو بذلك يؤكد ما اعلنته منذ اكثر من عشر سنوات مضت وزيرة البحث العلمي فينيس كامل من ان بعض زجاجات المياه المعبأة تتم تعبئتها من الحنفيات.. نعم، الشائعة الخاصة بتلوث المياه تسببت في تزايد الاقبال علي شراء المياه المعدنية كما هو مدون علي الزجاجات والا اذا كانت غير معدنية فأين رقابة الدولة علي هذه الشركات؟ واين جمعيات حماية المستهلك؟ واين وزارة التموين؟ واين وزارة التجارة واين وزارة الصحة؟ أتمني ان نصل لمعرفة من وراء اطلاق شائعة تلوث مياه الشرب؛ لكي لا تتكرر هذه المأساة التي لا تقل عن مأساة عبارة الموت وانفلونزا الطيور والحمي القلاعية. ولا ندري ماذا تخبئ لنا الاقدار غدا.. امام مأساة الشائعات لايسعني الا ان اردد هذه السطور: يا مروج الشائعات يا قاصد التضليل يا مفرق سمومك علي السامعين اباطيل تحيات وصفعات تحية للدكتور فتحي سرور الذي وجه الدعوة للنواب لتناول الدجاج في مطعم مجلس الشعب في حضور التليفزيون الذي يسجل بالصوت والصورة اكل الدجاج حتي تطمئن الجماهير. وتحية للنائب مصطفي عوض الله الذي كان سباقا بتناول قطعة من الدجاج تحت قبة البرلمان وهو يتحدث عن موضوع انفلونزا الطيور ليثبت ان المشاركة الايجابية والجماعية هي الافضل لتطويق الازمة. وتحية لوزير الاعلام الذي خرج للمواطنين بنفسه علي شاشة التليفزيون لينفي شائعة تلوث مياه النيل. وتحية لوزير الموارد المائية الذي اكد سلامة المياه بصفته المسئول الاول عن نهر النيل. ولا تحية لوكيل اول وزارة التعليم بالقاهرة الذي اعلن انه غير مسئول عن مياه الشرب بالمدارس باحالة اولياء الامور الي مديرية الصحة!! فكلنا شركاء في ادارة الازمات والضعفاء وحدهم هم الذين لا يتحملون المسئولية.. فوزارة التعليم هي المسئولة عن طلابها منذ دخولهم الي المدارس وحتي خروجهم منها.