بعد الانتهاء من تصنيعه.. الاختبارات التجريبية للقطار السريع بألمانيا (فيديو)    النقل تنشر أول فيديو للقطار الكهربائي السريع أثناء اختباره في ألمانيا    مندوب مصر لدى الأمم المتحدة: الجرائم الإسرائيلية وصلت إلى حد قتل موظفي الأمم المتحدة    شاروخان يصور فيلما جديدا في مصر قريبا    الأهلي يتأهل لنهائي دوري سوبر السلة بفوز صعب على الزمالك    وزير الرياضة: توجيهات الرئيس السيسي وجهت الدفة نحو ذوي الهمم    مباحث الغربية تكشف لغز «الجثة المحترقة».. والمتهم في قبضة الأمن    في غياب حجازي| الاتفاق يزيد أوجاع اتحاد جدة بخماسية في الدوري السعودي    شهية ولذيذة.. طريقة تحضير مشروب «الكاكاو البارد»    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    أخبار كفر الشيخ اليوم.. تقلبات جوية بطقس المحافظة    عاجل.. طلب مفاجئ من الشيبي للتصالح مع الشحات.. ونجم الأهلي يرد    كيشو يتأهل إلى أولمبياد باريس 2024    نقابة المهندسين بالإسكندرية تنهي أزمة 21 مهندسا بشركة راكتا للورق    مصرع طفل وإصابة آخر فى حادثتين متفرقتين ببورسعيد    مقتل وإصابة 3 أشخاص خلال مشاجرات بالأسلحة البيضاء في بورسعيد    أمير الكويت يعلن حل مجلس الأمة ووقف بعض مواد الدستور    هل حسم محمد رمضان الجدل حول «جعفر العمدة 2»؟.. رد مفاجئ من الفنان (فيديو)    إقبال من أطفال الإسماعيلية على ورش الرسم والطباعة (صور)    اعرف حظك وتوقعات الأبراج السبت 11-5-2024، أبراج الحوت والدلو والجدي    ختام لقاء رؤساء الكنائس الأرثوذكسية بالشرق الأوسط    فيديو.. حسام موافي يحذر من أكل الشارع بسبب الميكروب الحلزوني: مرض لعين يعيش تحت الغشاء المخاطي    لتعزيز صحة القلب.. تعرف على فوائد تناول شاي الشعير    «حماة وطن» يدشن مركز الأمل للأعمال والحرف اليدوية في الإسماعيلية    بطولة العالم للإسكواش 2024.. تأهل مازن هشام ب 3 أشواط نظيفة    فرص للسفر إلى اليونان.. اتفاق لاستقدام 5000 عامل مصري بمجال الزراعة    شهادة من البنك الأهلي المصري تمنحك 5000 جنيه شهريا    لماذا سمي التنمر بهذا الاسم؟.. داعية اسلامي يجيب «فيديو»    محافظ الغربية يتابع جهود الوحدات المحلية في زراعة أشجار مثمرة وأخرى للزينة    محافظ الغربية يشدد على تكثيف الحملات التفتيشية على الأسواق    عاجل: موعد إعلان أرقام جلوس الثانوية العامة 2024.. طرق وخطوات الحصول عليها    نقاد: «السرب» يوثق ملحمة وطنية مهمة بأعلى التقنيات الفنية.. وأكد قدرة مصر على الثأر لأبنائها    تفاصيل هجوم روسيا على شرقي أوكرانيا.. وكييف تخلي بلدات في المنطقة    "سويلم": الترتيب لإنشاء متحف ل "الري" بمبنى الوزارة في العاصمة الإدارية    آداب حلوان توجه تعليمات مهمة لطلاب الفرقة الثالثة قبل بدء الامتحانات    في زمن التحوّلات.. لبنان يواجه تحديات في الشراكة الداخليّة ودوره بالمنطقة    حسام موافي يكشف أخطر أنواع ثقب القلب    مصرع طالب سقط من القطار بسوهاج    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    حماس: تعاملنا بكل مسؤولية وإيجابية لتسهيل الوصول لاتفاق يحقق وقف دائم لإطلاق النار    مصرع فتاة خنقًا في ظروف غامضة ببني سويف    د.آمال عثمان تكتب: المتحف المصري الكبير الأحق بعرض «نفرتيتي» و«حجر رشيد» و«الزودياك»    عبدالعزيز سلامة يكتب: غريبة بين أهلها    فضائل شهر ذي القعدة ولماذا سُمي بهذا الاسم.. 4 معلومات مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة، الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة    البرلمان العربى: ازدواجية المعايير الدولية تدعم الاحتلال الإسرائيلى فى إبادة الفلسطينيين    بعد زواجه من الإعلامية لينا طهطاوي.. معلومات لا تعرفها عن البلوجر محمد فرج    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    السيطرة على حريق شقة سكنية بمنطقة الوراق    "علم فلسطين في جامعة جورج واشنطن".. كيف دعم طلاب الغرب أهل غزة؟    محافظة الأقصر يناقش مع وفد من الرعاية الصحية سير أعمال منظومة التأمين الصحي الشامل    حملة بحي شرق القاهرة للتأكد من التزام المخابز بالأسعار الجديدة    محلل أداء منتخب الشباب يكشف نقاط قوة الترجي قبل مواجهة الأهلي    دعاء الجمعة للمتوفي .. «اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين»    فضل يوم الجمعة وأفضل الأعمال المستحبة فيه.. «الإفتاء» توضح    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لمن أشكوك .. يا نيل مصر .. ؟!
نشر في المصريون يوم 04 - 02 - 2014

الشكوى لغير الله مذلة .. ولكن ما الحيلة ، فقد كان المصريون يشكون من مياه النيل من قبل ، وكان الحكام يستجيبون لهم ... ولكن شكواهم كانت بسبب القحط ونقص مياه النيل لا بسبب تلوثه وتسمم مياهه القاتلة والتى تسبب تلف الجهاز المناعي والفشل الكلوي وغيره من الأمراض المنتشرة فى بين المصريين فى
ربوع مصر .. كانت الشكوى فى الماضى بسبب القحط أو جفاف النيل.. وكان المصريون يتخلصون من المشكلة بإلقاء فتاة بكر فى النيل ظنا أن ذلك سيؤدى إلى فيضان النيل .. وكان ذلك قبل الفتح الإسلامي ، .. فقصة عروس النيل معروفة فى التاريخ الفرعوني .. وبالطبع المجال لا يتسع ، فقط على سبيل الإجمال ، . ، فقد حدث بعد الفتح الإسلامي أن اشتكى المصريين القحط وجفاف النيل لعمرو بن العاص .. وأخبروه بقصة عروس النيل ، فنهاهم عن مثل هذه المساوئ ، فالإسلام كما قال لهم يجب ما قبله ، ثم كتب عمرو إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه بذلك ، فكتب اليه : انك قد أصبت بالذى فعلت ، وإنى قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابى هذا فألقها فى النيل. فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة ففتحها فإذا فيها " من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر .. أما بعد .. فإن كنت انما تجرى من قبلك فلا تجر ، وان كان الله الواحد القهار هو الذى يجريك فسأل الله أن يجريك. " قال : فألقى البطاقة فى النيل ، فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا فى ليلة واحدة ؛ وقطع الله تلك السُنة عن أهل مصر الى اليوم .. وبالطبع ، ليس ذلك اليوم مثل يومنا وحاضرنا الآن .. وليس حكامنا كعمر رضي الله عنه .. فقد كان ذلك من عمر رضي الله عنه كرامة .. ولا كانت المناسبة كتلك المناسبة التى نشكوا منها نحن المصريون الآن، فالذى نحن فيه منذ يوم الإثنين 13من يناير 2014م وحتى هذه اللحظة لا يطاق ولا أحد يهتم .. ولا يهولك أنهم فتحوا عينا أو عينين من قناطر إدفينا لتصريف الماء الموبوء .. فإن أثر ذلك على نقص ماء السد العالى كما يقال سنتيمتر .. فماذا بعد أن يتم بناء سد النهضة الأثيوبي وغيره .. – ومع ذلك - فإنه لم يؤثر على تنظيف المجرى من الملوثات والسموم ، ناهيك عن جنبات المجرى وما علق بحشائشه من سموم وأسماك ميتة مسمومة وميته .. فسراق المال العام تحت بصر وسمع الحكومات المتعاقبة كرشوا من قوت المصريين وكدهم وأسروا وتزايدة أرصدتهم فى البنوك الداخلية والخارجية ناهيك عما تم تهريبه ؛ فلا يهولك من تشكيل تلك اللجان من أجل استرداده ، فالتهويش والتهجيص والإنفاق على ذلك بما لا طاقة لنا به كمصريين .. ولا مصر تطيق ، والأعجب أن يطالب أحمد بهجب صاحب قناة دريم وحسين سالم ، يطالبون الببلاوى والحكومة المصرية بتعويضات بالمليارات .. هكذا .. بعدما كان يتمنى صديق مبارك أن تأخذ مصر نصف ثروته ولا ترفع عليه قضايا نهب المال العام وتهريبه خارج مصر ، فكل شيئ الآن محلك سر .. واشربوا بقى .. يا مصريون .. !
وعموما ، فشكوانا اليوم مختلفة لأن سببها وظروفها كلها مختلفة .. ، فليست بسبب القحط ، بل بسبب ماء النيل الراكد فى شمال الدلتا الذى تحول فيه فرع رشيد لبحيرة قذرة مغلقة .. راكدة من مياه الصرف .. ومخلفات المصانع.. ومزارع الأسماك تحت الماء .. وصناديق السمك .. وغيرها من صناديق الزبالة .. وأمعاء الحيوانات الميته التى تقدم كغذاء للأسماك بتلك البرك والمستنقعات المائية فى مجرى النيل؛ .. فلقد احتكرها تجار الأسماك كمزرعة يتكاثر فيه السمك على تلك الميتة من الغذاء القذر ، .. فتطاولوا فى البنيان .. وكبرت كروشهم .. وتزايدت أرصدتهم فى البنوك على حساب صحة المواطن المصري اليتيم.. ، فلا أب له ولا أم ، .. فكأنهم اتفقوا مع الحكومات المتعاقبة على إتلاف صحة وبنيان المصري البسيط ، .. فلقد امتدت أيدى أنظمة المافيا المصرية المتعددة من تجارة المخدرات وسرقة الأراضى وتهريب الأموال والإتجار فى لحوم البشر وحياتهم ومستقبلهم ؛ إمتدت إلى مزارع أسماك مائية تعرقل مسيرة الماء وانسيابه فى النهر إلى باقى الأماكن التى يجب أن يمر عليها منذ أن يخرج من القناطر الخيرية وحتى ينتهى إلى مصبه فى بحر رشيد – هذا إن وصل – مارا بمحافظة الغربية وكفر الزيات ومصانعها التى دأبت لا تأبه بحياة المصريين .. ، فليذهبوا إلى الجحيم كما يقول الأمريكيون فى أفلامهم .. فقد أصبح الناس لا قيمة لهم .. سلعة يتداولها تجار الموت كغيرهم من السياسيين اسما .. وكذلك من رجال الأعمال الذين سخروا الإعلام المشبوه فى خدمة أغراضهم وتغطية كل مسالبهم وعيوبهم حتى بات المصريون يضربون أخماسا فى أسداس ..
اشربوا بقى .. يا مصريون .. ! .. تلك الجملة الأمرية قد استعرتها من وائل الإبراشي ، قالها للمصريين بعد أن جلس الدكتور محمد مرسي على كرسي ( المزين ) كما يقول الليبيون لمن يجلس فى كرسي الحكم ، فكرسي المزين دوار .. يركبه الواحد تلو الآخر .. ، والمزين لا يميز بين زبائنه إلا بمن يعطيه أكثر.. ولكن الجالسون فى بلادنا العربية فيما يبدو كفرعون يأخذون كل شيئ ، فلا عطاء لهم ولا دياولوا ، بل لا يسلم المصريون من أذاهم .. ! .. ولكن – وقعت الفأس فى الرأس .. ( والعايط فى الفايط .. نقصان فى العقل ..) ، فذاك يوم لا ينفع فيه الندم وبخاصة أننا كغيرنا من الكتاب المحترمين حذرنا مما وقع .. كل بطريقته .. وطالبنا بسرعة تدارك تلك الأخطاء الوطنية الفادحة دون جدوى ؛ .. ناهيك أن كل القوى السياسية جميعها أخطأت خطأ العمر.. والجميع يتكلم باسم مصر .. ومصر لا تقر لهم بذاكا.... واشربوا بقى .. ..!.. .. يا رجل عيب .. ماذا نشرب ..؟ .. ألا تشم رائحة الماء النتنة ؟ ... ألا تتذوق طعم الماء اللاسع .. ألا ترى لون الماء .. وزبده القذر .. ؟... لقد فقد ماء النيل خصائصه التى خلقه الله تعالى عليها بسبب ما كسبته أيدى المصريين حكاما ومحكومين.. ! ... لقد فاض الكيل .. فالشكوى لغير الله مذلة ، فقط لا أحب أن أكون شيطان أخرس .. ولكن لمن أشكوك .. يا نيل مصر ..؟ .. أقصد لمن أشكيك يا فرع رشيد خاصة ؟ .. لقد قال بعضهم لما علم بكارثة تلوث فرع رشيد بسبب صرف مخلفات مصنع كفر الزيات قال لمحدثى : ليس عندنا مما تقوله شيئ .. الميه زى الفل .. ! وقال آخر : اشترى ميه ..
وكان علي أن أصمت رغما عنى ولسان حالى يقول لمثل هؤلاء : وماذا يفعل الناس البسطاء وأهلنا ممن لا يجدون قوت يومهم .. ؟ من أين لهم الإستطاعة على شراء الماء .. ؟ وإلى متى .. ؟ ومتى يتوقف هذا العبث بصحة المصريين .. ؟ هل تعرف عدد الأمراض القاتلة والمزمنة التى أصيب بها المصريين بسبب تلوث البيئة .. وبسب تلوث ماء النيل.. ؟ .. وهل يحق لشركات مياة الشرب أن تتقاضى ثمنا لتلك المياه الملوثة ؟! ... وهل يحق لي الآن أن أشكو النيل .. ولمن ؟ .. أم أن النيل هو من يكون له الحق أن يشكوا المصريون ؟
خاطبنى النيل مليما : كان ذلك يوما لن يعود ، فأما اليوم فقد حال بينى وبينكم سدين : السد العالى ، وسد النهضة .. وهذا يعنى أن المجرى سيظل موبوءا بالمياة الملوثة ومخلفات المصانع والأموات المائية من أسماك الصناديق .. ومزارع فى قاع المجرى وسطحه ، .. والحيوانات النافقة وأمعائها التى تقدم للأسماك غذاء مسموما قاتلا للإنسان ، فلا تنتظروا خيرا ممن يحاربون الفقراء حتى فى شربة الماء .. واشربوا بقى .. على رأى وائل الإبراشي .. ولعله إذا علم بذلك يتمم عبارته : وإيه يعنى .. كلها أربعة وعشرين ساعة ويرجع المجرى نظيف كما كان .... اصبورا شوية .. هى كل حاجة كده عايزينها فى غمضة عين .. وبالطبع يصدقه البسطاء .. ويصفق له أصحاب المصالح .. وترفع المسئولية عن الحكومة والوزرات المعنية والمحافظين ورؤساء المدن .. ترفع عن المسئولين ، ثم تلقى على كاهل الشعب الفقير ..
لا تهاون فى هذا الأمر الجلل ... فتلك مسألة حياة أو موت .. فينبغى مواجهتها .. وفورا .. وحلها جذريا .. فإنها مقدمة على كل شيئ حتى على تحصين الحصون .. فما قيمة الحصون .. وإنسان البلاد فى مصر يموت وتتلف صحته بسبب تهاون الحكام والحكومات المصرية .. أو بسبب مصنع له حيثية .. أو مصانع تلوث مياه النيل.. ؟!.. والحل ببساطة لا يريد أحد أن يراه .. 1- أن تحول مياه صرف مصانع كفر الزيات وغيرها إلى مجارى بعيدة عن مياه النيل .. ولا تسألنى كيف فتلك مهمة الحكومة كلها .. 2- أو تفككك المصانع الفاسدة المفسدة من مواقعها على نهر النيل .. وتنقل إلى الصحراء الغربية وصحراء سيناء بعدما يتم رسم خريطة للعمران دائمة مستقبلية .. فقد أن تخصص منطقة للمصانع بعيدا عن العمران كغيرها من مصانع الأسمنت والأسمدة .. فهل فى أدراج الدولة والحكومات المصرية ما يشبه تلك الخريطة أم أنكم ستقومون كالعادة باستيرادها أيضا .... ومعها الخبرا الأجانب (أدانب) كالعادة .. ؟! .. وإن كنت على استعداد لتقديم المساعدة بتصور تلك الخريطة فى جميع مجالاتها كموقف استرشادى لا غير .. !.. ولكن ذلك كله لا يعفى المسئولين عن تلوث وتسمم مياه النيل من المسئولية .. فأين أنت يا رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور ؟
1- أين أنتم يا حكومة الببلاوي ؟ .. أين وزير الري ؟
2- أين وزير الزراعة ؟ .. وأين وزير التنمية ؟ .. أين وزير المسطحات المائية ؟
3- أين وزيرة الإعلام وكاميرات الإعلام واستطلاع الرأى ؟
لقد اختفت كاميرات التلفزيون الرسمي والخاص كما اختفى المراسلون ، وحتى ما يسمى بالإعلام المصري الرسمي أو غير الرسمي .. فلا أحد ينقل للحكومة حقيقة الكارثة وكأن شعب مصر دمية يلعبون بها لا حق لهم فى الحياة وإن تجرأ أحد قيل له : اسكت .. هذا أمن قومى .. فلا شأن لك .. وكأن حياة المصريين ليست أمن قومى .. واختفى محمود سعد وغيره من الذين يتباكون على العشوائيات والغلابة .. كما اختفى الممثل الكومدى المهتم بالعشاوئيات ، فلا أسكت الله لكم حسا فإما أن تكونوا تمارسون عملكم أكل عيش وبالوظة ، فذلك سحت ... وإما أنكم تمارسونه من أجل هدف أعلى وليس أعظم من طلب مرضاة الله تعالى ، .. فارحموا من فى الأرض إنسان كان أو حيوان أو نبات وإلا قولوا لنا ما تعرفونه عن شعب مصر .. وبما تصنفونه .. ؟
هذا ، وقد تحول مجرى النيل فرع رشيد إلى مستنقع ومقلب زبالة لتربية لأسماك الأقفاص ، فكل محافظ يهدد ويتوعد وتأتى كراكات المسطحات المائية أو جهة ما على طريقة العلضمة والهمبكة المصرية ، فتزيل بعض ما يحدد لهم من الأقفاص وما تحتها من ميتة ونتن .. ذرا للرماد .. كما يقولون .. ثم يعود الموال من جديد وكأنك يا دار ما دخلك شر.. أو كالتى نقضت غزلها ، وكما يقولون - وشعبنا أشطر ناس فى ضرب المثل ونشر النكت والشائعات- : وعادت ريمة لعاتها القديمة .. !
ليس شعب مصر الآن مهما لا عند الحكومة ، ولا فى حساب الإعلام ولا غيره .. فالجميع من رجال الأعمال .. والسياسيين – إن كان عندنا الآن فى مصر سياسيين - والفنانين والعاملين فى حقل الإعلام وغيرهم ممن يقيمون فى فنادق وبروج وشقق وفيلات بقاهرة المعز لا يشربون مما نحن نشرب منه .. لا يشربون من ماء النيل الملوث ،... ولا تسألنى من أين ؟ ... فلعلهم يستوردون الماء من بئر( الكفرة ) أو بئر( بن غشير ) الشهير بليبا ، ولم لا يكون من فرنسا مثلا ؟ .. فلم يقل لنا الإبراشي هذه المرة : اشربوا بقى .. ، فقد اختفى وغيره كثير من مشهد الموت الذى يطل برأسه من مياه نيل مصر ... فلم يقل لنا أحد تعالوا اشربوا معنا .. ولكن - فعلها أصحاب صناديق الموت ومزارع الأسماك .. بل فعلها القائمون على الإدارة بمصنع كفر الزيات هم من قالوا لنا هذه المرة : اشربوا بقى .. فلقد قاموا بالمهمة على التمام .. وبما لا يتمناه أى إنسان لأخيه الإنسان ، فقد أساءوا لنا كمواطنين ، وأساءوا لنا كآدميين ، وعرضوا حياتنا وحيات أبنائنا للهلاك المبين ، وكذلك تضرر منهم الفلاحين الذين يحذرهم التلفزيون الرسمي للدولة ليل نهار بين كل فقرة وأخرى من نشرة أخباره ؛ يحذرهم من إلقاء مياه الصرف والزبالة والحيوانات النافقة فى مياه نهر النيل والترع والمساقي لأنها بالطبع ضارة بالصحة ومفسده لحياة الإنسان والحيوان والنمو النبات نموا طبيعيا وصحيا !
لقد قالها مصنع كفر الزيات وإدارته التى دائما لا يشير إليها أحد بالإتهام .. ولا حياة لمن تنادى .. ، فجميع الأجهزة المسئولة فى الدولة تركتنا فى حيص بيص .. عقابا لنا كمواطنين على جرم لم تقترفه أيدينا ، ... وكما يقول المثل : يسيب الحمار ويمسك فى البردعة ..
أنا لا أريد أن أؤذى أحد بما يعانيه الناس ، .. ولكن – ما الحيلة ، فرائحة ماء النيل فرع رشيد نتنة ، ولونه لا يطاق من القذارة ، وطبيعته مختلفة عن الماء الذى خلقه الله تعالى الذى هو " ماء طهورا " ، لقد فقد ماء نهر النيل خاصيته التى خلقه الله تعالى عليها بسبب إهمال المصريين حكاما ومحكومين ، فى الوقت الذى تبنى فيه إثيوبيا سد النهضة .. ولا أعرف سد ماذا أيضا بعده .. !
ولم يبق إلا أن أطالب كل من له حق الفتوى فى مصر من علماء الأزهر وغيرهم وحتى أدعياء العلم ممن صدعونا حتى خربوا البلاد وأضاعوا حقوق العباد ، أطالبهم جميعا بأن يجتمعوا فى صعيد واحد ويقولوا لنا : أين ما يحدث للمصريين من أفعال غير مسئولة تدفعهم دفعا إلى الهلاك وكأنه أمر متعمد ؟ ! وأين ذلك الفساد والإفساد من مقاصد الشريعة الغراء ؟ .. فكثيرا ما كلمتم المصريين وخطب فيهم من فوق المنابر والقنوات التلفزيونية من يعرف ومن لا يعرف عن مقاصد الشريعة ، بل كثيرا ما يستعرض بعضكم دراساته فى الفقه المقارن وكأنه بلغ المنتهى ، كأنه أتى بما لم يأت به الأوائل ، ولكن – لا أحد منهم يدافع عنها لا أمام حاكم ولا محكوم ، فقط ( هلضمة ) على رأى المثل القديم محمود إسماعيل ومساعده ( شلاضيموا ) .. والآخر يخوفنا من أي مساس بعلماء .. وكل مدعى يقولك / احذر .. لحم العلماء مسموم .. ولم أكن أعرف السبب قبل اليوم حتى تسمم لحم المصريين جميعا أحياء وأمواتا .. فتلك مصيبة المصائب إنا لله وإنا إليه راجعون .. !
والأعجب ؛ أن الشوارع امتلأت بزجاجات ماء ما يطلق عليه شركة البركة .. وادفعوا بقى يا أيها المصريون البؤساء .. واشربوا حتى من ( كيعانكم ) .. فلا أحد يهتم بكم .. فلعلها مكيدة الغرض منها بيع المياه المخزونة بمعامل شركات تعبئة الماء والتى يسميها الناس مياه معدنية .. انظر كم وكيف استغفلوا الناس البسطاء حتى ممن يظنون أنفسهم متعلمون ومثقفون بالشهادة المتوسطة .. وحتى الجامعية .. !
قلت لنفسى : يا واد أنت ما لكشى فى السياسة ، .. ادى العيش لخبازه .. !..
ألم تعلم بأن الحكومة أرسلت لجان لمعرفة إن كان الماء ملوث مسمم أم لا ؟ ألم تعرف أنهم فتحوا قناطر إدفيتا لتصريف الماء الراكد فى البحر ؟ ألم تعلم أنهم سيعملون على تطهير الماء بفتح بفتحات فى السد العالي .. ؟ .. أليس هم يعملون وغيرهم كمثلك يوجه الاتهامات .. المصريون بخير طالما لجان الحكومة تعمل .. أليس كذلك .. ؟!
هذا ، ولما كان درء المفسدة واجب بالنصيحة بالنسبة لي على الأقل ... ، فالواجب على الحكومة فرض عين أن تقوم بمسئولياتها ، وإلا عليها إحتراما لهذا الشعب أن تقدم استقالتها فورا ... ، فهى اليوم أمانة .. ويوم القيامة خزي وندامة.
( والله غالب على أمره )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.