لم تكتف الدولة الشيعية إيران بما تفعله في المنطقة العربية من تخريب وتدخلات سافرة في الشئون الداخلية لهم وزعزعة الأمن، لكنها آلت على نفسها أن تكون لها بصمة واضحة على قراء القرآن الكريم المصريين في محاولة خسيسة منها لتدميرهم وقتلهم أحياء وحرقهم أمام محبيهم في الوطن العربي بالمداومة على دعوة البعض منهم للمشاركة في مسابقات القرآن الكريم التي تُعقد بين الفينة والأخرى في العاصمة الفارسية طهران وتحت إشراف مباشر من خامنئي وباقي العصابة في المراقد الحسنية وغيرها من الأماكن ذات القدسية الشيعية رغبةً في تشويه صورتهم وتارةً إجبارهم وإغرائهم بالمال من أجل رفع الأذان الشيعي وغيرها من الوسائل التي تستطيع إيران تنفيذها لبراعتها الدائمة فيها. كان الشعب المصري قد استيقظ من بضعة أيام على أخبار تناولتها بعض الصحف الإيرانية عن مشاركة خمسة قراء مصريين في مسابقة للقرآن الكريم بطهران ليفوزوا بأموال الدولة الصفوية ضاربين بكل قرارات الأزهر الشريف ونقابتهم عرض الحائط وكأنَّ المال والقرآن وسيلتان للمقايضة دون مراعاة للبُعد الأمني أو السياسي أو المذهبي. ولم تتوقف الدناءة الإيرانية عن محاولتها الدائمة لتوريط صغار المقرئين في مسابقتهم التي تُعقد تحت مزاعم الاحتفال بالثورة الإسلامية الإيرانية التي قامت 1979م، لكنها وبوسائلها المتعددة تجعل قرَّاء القرآن المشهورين يؤدون الآذان الشيعي، وكان من أبرز القراء المشاهير الذين ارتكبوا هذه الفعلة الدكتور فرج الله الشاذلي والذي أقْدَم على فعلته في مسجد الكوفة بالعراق في العام 2014. ولم تشفع اعتذارات الشاذلي المتكررة للشعب المصري والأمة السنية على فعلته التي أقْدَم عليها ويكفيه خزيًا رفعه أذان الشيعة مرددًا " أشهد أن عليًا ولي الله، أشهد أن عليا حجة الله، وكذلك حي على خير العمل" حيث أُتِّهم وقتها أيضا بأنه قد وعد مشايخ الشيعة بأنه سيمهد لظهور المهدي المنتظر. ورغم قرار نقابة القرَّاء إيقاف الشيخ فرج الله عن القراءة، وتقديمه اعتذارًا بل ومُنع الشيخ فرج الله الشاذلي من السفر في العام 2015 إلا أن هذه العقوبات لا تكفي. أمَّا الكارثة الحقيقية التي لا ينبته إليها كثيرًا من المصريين أنَّ القرَّاء يلهثون وراء المال الإيراني وإغراءاتهم، فلربما لا يعرف البعض أنَّ الدكتور فرج الله الشاذلي لم يكن أول من أدَّى أذان الشيعة 2014، حيث سبقه الشيخ عبد الفتاح الطاروطي الذي يُعدُّ الرائد في هذا المجال فهو أول من قام برفع الأذان الشيعي 2003. وهناك عشر حالات أخري من مشايخ مصريين قاموا برفع الأذان الشيعي أشهرهم الدكتور أحمد أحمد نعينع والذي سافر إلى إيران، والشيخ طه محمد النعماني سافر إلى إيران أيضا، والشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي حيث كانت رحلته إلى العراق، و معه الشيخ ياسر عبد الباسط عبد الصمد ونحن هنا لسنا بصدد ذكر أسماء من سافر للعراق أو إيران وقام بتأدية الآذان الشيعي، لكن لدينا بعض التساؤلات التي نتمنى من مسئولينا أن يجيبوا عليها حيث أن دولة إيران لا يمكن السفر إليها من القراء المصريين إلا بعد الحصول على موافقة النقابة ووزير الأوقاف بموجب القانون 90 لسنة 82 الذى يجعل وزير الأوقاف سلطة أعلى للنقابة، فكيف لهؤلاء أن يسافروا إيران للقراءة دون حصولهم على الإذن، وهل تم منحهم إذن أم أنهم سافروا دون الرجوع للنقابة والوزارة، وهل الإذن لقراءة القرآن فقط أم يشمل الأذان كمنحة لا ترد من مصر ... الأمر يحتاج إلى شفافية في التحقيق ومعرفة من يريد تهديد الأمة السنية. لكن الشيء المضحك في الأمر هو أنَّ المتحدث الرسمي لنقابة القرَّاء قرَّر تحويل القرَّاء الذين سافروا إلى إيران للتحقيق الذي سيُعقد لهم في الثاني من يوليو المقبل لدى أول جلسة انعقاد للنقابة أي بعد عيد الفطر بأكثر من خمسة عشر يومًا فلماذا التأخير يا نقابة القراء، وهل المشايخ الآن في مصر أم في إيران، فلو كانوا هناك فعليكم استدعاؤهم وقطع متعتهم والتحقيق معهم، وإن كانوا هنا فيجب على الفور سؤالهم الآن فالأمر أمن قومي وليست رحلة مصيف. إن ما يحدث من الدولة الصفوية تجاه مصر، ومحاولتهم الدائمة للوقيعة بين بعض قرَّاء القرآن ومستمعيهم هو أمر مخزٍ ولا يمت للإسلام بصلة، فليس معقولًا أن نُرسل مشايخ لدولة كل واجبها هو سب ولعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشتمهم وبناء أضرحة لمن قتلوا الصحابة، ثم نرسل لهم من يقرأ عندهم القرآن فهذا ليس أمر يصب في المصلحة الإسلامية، فمن القرَّاء من يعيش ظروفًا مادية قاسية ولديهم بضاعة وإيران تعرف كيف تشتري هذه البضاعة وتسوقها وتكسب منها بالدولارات فهل ننتظر حتى يتحول الأمر من مجرد قراءة قرآن إلى التلبث بالدين الشيعي من اجل دولارات ايران. نقابة القراء ضعيفة ولا تملك فعل أي شيء تجاه من يخالف قراراتها سواء فصله من النقابة، فهي نقابة "هشة" لا تملك شيئًا ولا تعطي امتيازات لأعضائها وغلقها أفضل من وجودها وللتدليل على كلامي، خلال الأزمة الشهيرة التي كان بطلها أحمد نعينع وكان مشاركًا هو والشاذلي في احدى المرات بإيران جلسوا أسفل قدم خاميني على الأرض وهو متوسد كرسيه في المنتصف كأنه الحاكم بأمر الله وهم أذلاء ينتظرون المنح والعطايا، حيث قررت النقابة في اجتماع عاجل فصل الشاذلي والشيخ طه محمد النعماني والشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي والشيخ ياسر عبد الباسط عبد الصمد ود. أحمد نعينع. المثير هو تصريحات الشيخ محمد الطبلاوي نقيب القرَّاء الذي أشار إلى أن د. أحمد نعينع ليس عضوًا بنقابة القرَّاء ومع ذلك شمله قرار النقابة اليوم بالفصل ليكون عبرة لمن يَقْدُم على تأدية الأذان الشيعي حفاظًا على الأمن القومي لمصر، لكن المثير هو أن قرار الفصل لا يمنع ممارستهم مهنة قراءة القرآن حيث إن القرار هو إجراء لمنع سفرهم للعراق وإيران فقط، أمَّا سبوبة القرَّاء فلا يملك ذلك إلا المستمعين أنفسهم لأنهم هم من يدفعون للمشايخ أجورهم إضافة إلى أن قرَّاء الفصل لا يمنع الإذاعة المصرية والقنوات الخاصة من إذاعة القرآن بأصوات المشايخ المفصولين فهل هذا أمر يقبله عقل أو منطق؟! فعلى الدولة أن تحمي آخر ما تبقي من وسائل دفاعنا عن كتاب الله من تدخلات إيران وحمايته، فقرَّاء القرآن الكريم المصريين هم أخر الدروع التي نحتمي بها فنستمتع إلى كتاب الله منهم، لكنهم عندما يهرعون إلى دولارات الملالي، فعندها لن نأمن على أنفسنا من الاستماع إلى تلاوتهم خشية استعمالهم قراءات شاذَّة أو غير مألوفة أو لا قدر الآن تبديل وتغير وكما قام الشيعة بإدخال أحاديث موضوعة وملفقة على رسول الله، فلن نأمن على أنفسنا من مكرهم .... فيا أزهرنا عليك أن تقوم بدورك في مواجهة المد الشيعي، عليك ان تنظر للآمر بعين الريبة فإيران والملالي فيها لا يرجون للعامل السني خيرًا وهناك فئة ضالة تساعدهم فهلَّا قطعنا أذنابهم؟!