تعد محافظة سوهاج، واحدة من بين محافظات الجمهورية، التى يعانى فيها الشباب من ارتفاع نسبة البطالة، ما جعل الكثير منهم خاصةً خريجى الجامعات وحملة المؤهلات المتوسطة، يضطرون إلى امتهان مهن وحرف بعيدة كل البعد عن دراستهم الجامعية، أملًا منهم فى توفير لقمة العيش لهم ولأسرهم. ويضطر شباب المحافظة من حملة المؤهلات، نظرًا لقلة فرص العمل، إما إلى ترك البلد والسفر إلى الخارج بحثاً عن فرصة عمل كما يفعل شباب مركز البلينا جنوب المحافظة، حيث سجلت الإحصائيات أن غالبية شباب المركز خارج الجمهورية يفضلون السفر إلى السعودية والكويت. وهناك نوع آخر من شباب المحافظة يلجأ إلى العمل والبحث عن أية مهنة، وغالبيتهم يقوم بالعمل داخل محاجر الرمال والزلط المنتشرة على مستوى المحافظة، البالغ عددها 147 محجرًا. ويعد العمل فى المحاجر من أصعب الأعمال التى يمارسها أى شخص، فهم معرضون لأمراض التنفس نظرا للأتربة الناتجة عن تقطيع الآلات للحجارة، كذلك أمراض البصر التى قد تصل إلى حد العمى. ونظرا للحالة المتردية التى يعانى منها أغلب سكان المحافظة فإن الكثير من الشباب حملة المؤهلات المختلفة (عليا- متوسطة) يلجأون إلى تشغيل أطفالهم فى تلك المحاجر لكى يساعدوا أسرهم فى نفقات الحياة الباهظة. وعن المعاناة التى يعيشها عمال المحاجر فى سوهاج، يقول (محمد ربيع) 32 عامًا، من قرية أولاد يحيى بمركز دار السلام، "حصلت على ليسانس الحقوق منذ 9 سنوات وبحثت عن فرصة عمل دون جدوى، سافرت إلى الإسكندرية وهناك اشتغلت "شيال"، ونظرا لكونى أكبر إخوتى وأسرتى فقيرة ووالدى أصابه المرض، كان لا بد من العودة والبحث عن أية فرصة للعمل حتى أكون بجوار الأسرة، ولم أجد سوى أن اعمل فى أحد المحاجر بيومية قدرها 50 جنيهًا. وأضاف كمال أبوالنجا، حاصل على ليسانس آداب، أنه يعمل سائق لودر بأحد محاجر الرمال، بمنطقة الأحايوة، منذ 4 سنوات، بعد أن تقطعت به السبل، وفشل فى الحصول على فرصة عمل بالحكومة، بالرغم من أنه تقدم بأوراقه فى مختلف مسابقات الوظائف التى تم الإعلان عنها. وأوضح أنه يبدأ العمل فى السادسة صباحا، وينتهى منه الرابعة عصرا، إلى أن يستيقظ السائق الثانى، ويتسلم منى اللودر للوردية الثانية، وآخر اليوم نجتمع سويا والأكل والمعيشة تكون داخل "عشة" تم تجهيزها ونبيت فى داخلها. وتابع قائلا: "كل اللى أنا عايزه توفير لى معاش لما أكبر فى السن أو يحصل لى حاجة، أقدر أصرف على بيتى لأنى ممكن يجرالنا أى شيء واحنا بنشتغل ومالناش دية".