أكثر من 100 حزب لا علاقة له بالشارع المصرى.. 15و حزبًا فقط داخل البرلمان سياسيون: أحزاب مصر وجاهة اجتماعية تستعطف النظام للحصول على خدمات تتكدس مصر بالعديد من الأحزاب السياسية المعروفة وغير المعروفة، فقد شهدت البلاد بعد اندلاع ثورة 25 يناير فى 2011، إنشاء العديد من الأحزاب السياسية بجانب الأحزاب السابقة، ليصل عددها إلى ما يقرب من 105 أحزاب سياسية على أرض الواقع، ولكن يبدو أن معظم تلك الأحزاب "حبر على ورق"، لعدم وجودها الفعال فى العمل السياسي، لأنه لا يمكن أن تقوم الديمقراطية دون وجود أحزاب سياسية قادرة على المشاركة فى العمل الديمقراطى فى مصر، فلا يوجد غير 15 حزبًا سياسيًا فى مصر داخل البرلمان، أما باقى الأحزاب السياسية فغير موجودة على أرض الواقع ولا يعرف عنها غير الاسم فقط. فالأحزاب السياسية يقع على عاتقها الدور الأكبر فى صناعة الحرية وحمايتها والحفاظ عليها, حيث تعتبر الأحزاب السياسية أهم أداة تستعمل فى ممارسة الحكم وإدارة العمل السياسي، ولا يمكن لأى سلطة حاكمة تؤمن بالديمقراطية كنظام للحكم أن تسير بصورة جيدة بدون وجود أحزاب سياسية حقيقية تشارك فى العمل السياسي. وتعتبر الأحزاب، أدوات لتكوين الرأى العام لكونها تحمل أهدافًا سياسية كبيرة لا يمكن الوصول إليها إلاّ بجمع المواطنين الذين يؤيدون نفس الأفكار ويتابعون نفس الأهداف والبرامج السياسية التى تحملها، إلا أن هذه الأهداف لا يوجد لها دور فعال على أرض الواقع فى ظل الأوضاع التى تعانى منها البلاد، فأصبح الجميع يفر من تلك الأحزاب حتى لا يكون مصيره السجن، نتيجة إبداء الرأي، خاصة إذا كان الرأى معارضًا لقرارات الحكومة. فقد اتسمت الأحزاب السياسية فى مصر الآن بالضعف، ومجرد أسماء فقط ينفر منها الشباب، لأنها لا تقدم أى جديد فى الحياة السياسية، وغير موجودة على أرض الواقع وبعيدة عن هموم المواطن، ولا تقدم أى خدمات للشارع المصري، رغم الوعى السياسى الذى حدث على الساحة السياسية مؤخرا بعد إزاحة نظامين من الحكم من خلال ثورتين متتاليتين. أحزاب كرتونية رغم مرور ثورتين على مصر خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الحياة السياسية فى مصر ما تزال ضعيفة وهشة، لعدم وجود أحزاب قوية قادرة على المشاركة فى العملية السياسية فى مصر، فتحولت الأحزاب إلى مجرد أسماء فقط وحبر على ورق، فلا يعرف عن الحزب إلا رئيسه أو اسمه فقط. ومن هذه الأحزاب، على سبيل المثال، "25 يناير, الاتحاد الديمقراطي، الأحرار الاشتراكيين، الأحرار الدستوريين، الاشتراكى المصري، الإصلاح والحرية، الإصلاح والمساواة، الإصلاح والنهضة، الأمة، الأمة المصرية، البداية، التحرير الشيعي، التحرير المصري، التضامن والتنمية، التعاون والتنمية، التغيير والتنمية التكافل الاجتماعي، التوحيد العربي، الثورة المصرية، الجبهة الشعبية، الجمهورى الحر، الخضر، الريادة، السلام الاجتماعي، الشعب الديمقراطى الشيوعي، العدالة الاجتماعية، العدالة والتنمية، العربى للعدل والمساواة، العمال الديمقراطي، الغد، الفضيلة، القومى المصري، المحافظين، تحالف القوى الوطنية، حراس الثورة، حقوق الإنسان والمواطنة، غد المستقلين الجدد، شباب الثورة القومي، صوت الحرية"· أحزاب البرلمان الأكثر فاعلية تعتبر الأحزاب السياسية التى لها تمثيل برلمانى داخل مجلس النواب، هى أكثر الأحزاب فاعلية فى مصر، ولها وجود على أرض الواقع، وهى لا تتجاوز ال15 حزبًا، ومن أشهر الأحزاب الممثلة تحت قبة البرلمان ولها دور فعال فى العملية السياسية "المصريين الأحرار، ومستقبل وطن"، وقد لمع نجم هذه الأحزاب بعد حصولها على عدد كبير من مقاعد مجلس النواب. فقد حصل "المصريين الأحرار" على 65 مقعدا, يليه "مستقبل وطن" ب50 نائبا تحت قبة البرلمان, ثم "الوفد" ب 45 مقعدًا, و"حماة الوطن" ب 17 مقعدا, و"الشعب الجمهوري" ب 13 مقعدا, و"المؤتمر" ب 12 نائبا, و"النور" ب 12 نائبًا, و"المحافظين" ب 6 مقاعد, و"الحركة الوطنية" ب 5 مقاعد, و"السلام الديمقراطي" ب 5 مقاعد, و"الحزب المصرى الديمقراطي" ب 4 مقاعد, و"الحرية" ب 4 مقاعد, و"مصر بلدي" ب3 نواب, و"مصر الحديثة" ب3 مقاعد, و"التجمع" بمقعد واحد. ثورات أطاحت بأحزاب شهدت مصر عقب قيام ثورة يناير، العديد من الإجراءات والتغيرات فى المناخ السياسي، فقد تم حل الحزب الوطني، وهو الحزب الحاكم فيما قبل ثورة يناير, كما تم حل حزب الحرية والعدالة، الذى أسس عقب ثورة ال25 من يناير 2011، والذى أسسته جماعة الإخوان المسلمين، وتم حله عقب ثورة 30 يونيو2013، التى أطاحت بحكم الجماعة. أحزاب العواجيز فى البداية، يقول الدكتور عبد الخير عطا الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، إن العديد من الأحزاب السياسية فى مصر ليس لها وجود على أرض الواقع، فهناك العديد من الأحزاب تم إنشاؤها لدعم الحاكم حتى لا تكون هناك معارضة حقيقية للحكومة، وإنما تكون المعارضة وهمية مثل ما مرت به البلاد قبل ثورة يناير ثم اختفت تماما مع مرور الوقت. وأضاف عطا الله، أنه غالبا ما ينشأ الحزب السياسى للوصول إلى السلطة وسدة الحكم، فغالبا ما نجد أحزابًا تبدأ قوية ثم تختفى بعد حصولها على ما سعت إليه من مصالح شخصية، وهناك العديد من الأحزاب نشأت ضعيفة، ومن خلال تقديم أفكار وحلول بديلة، أصبحت فعالة، نتيجة وقوفها بجانب الديمقراطية والمسار الصحيح فى العمل السياسي. وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن هناك العديد من الأحزاب السياسية لا يوجد بها هيكل تنظيمى من قبل المشرفين عليها، فلا يوجد تواصل حقيقى بين الحزب والشارع، لعدم وجود فاعلية، بسبب الديكتاتورية التى تهيمن على أصحاب الحزب والقائمين عليه، فدائما ما نجد اختلافات على المناصب داخل الأحزاب السياسية. وأشار عطا الله إلى أن هناك العديد من الأحزاب قد قامت بالاندماج مع أحزاب أخرى، إلا أن دمج الأحزاب له قواعد وأصول، منها التقارب فى الأفكار والعمل لمصلحة البلاد لا لمصلحة شخص معين، هكذا يكون الاندماج. وأشار عطا الله إلى أن معظم الأحزاب السياسية فى مصر تمتلئ بالعواجيز، وينفر منها الشباب، لعدم مصداقيتها وفاعليتها فى تقديم حلول وأفكار يستفيد منها الشباب، بدلاً من وجود شيوخ تقود الأحزاب التى لا تعرف إلا الديكتاتورية. أحزاب الزعامات من جانبه، أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، أن الأحزاب السياسية فى مصر أصبحت عبارة عن مكاتب، مما أضعف من وجودها على أرض الواقع، فأصبح لا يوجد لها أى صورة جدية أو أهمية حقيقية، كما كانت فى السابق، فأصبحنا نرى معظم الأحزاب تعمل فى خدمة الحكومة والتصفيق لها، مما أضعف من وجودها وأعدم مصداقيتها فى العمل السياسي. وأضاف صادق أنه قبل ثورة يناير، كانت الأحزاب محدودة وهى ما يقارب من 25 حزبًا، أما الآن أصبح تكوين الأحزاب عبارة عن وجاهة اجتماعية، للحصول على خدمات من الدولة مقابل دعم الحزب للنظام وموافقة الحكومة على قراراتها. وتابع أستاذ علم الاجتماع، أن المستفيد من وجود تلك الأحزاب بأكثرية هو النظام، حتى تضعف المعارضة، لأن من المفترض من مهام الحزب، المعارضة ومقاومة الفساد فى الحكومة وتقديم اقتراحات بديلة ووجود نقد بناء للنهوض بالبلاد. وأشار صادق إلى أن معظم الأحزاب السياسية تسطر عليها الهيمنة والزعامة من قبل أشخاص لا ترى إلا مصلحتها الشخصية، فنجد الدانى والقاصى يريد أن يتزعم الحزب، فغالبا ما نجد معظم رؤساء الأحزاب بدون خلفية سياسية ولا يفقهون شيئًا فى العمل السياسي، بل هى مجرد مناصب يحصلون عليها، لذلك لا نجد اندماجًا حقيقيًا بين الأحزاب والشارع المصري. وتابع: يوجد أكثر من حزب ليبرالى أو اشتراكى وغيرها الأحزاب التى تنتمى إلى تلك الصفة، إلا أنه لا يوجد توحد فى الأفكار والأيديولوجية بينها، لذلك لا نجد اندماجا بين الأحزاب الاشتراكية أو أليبرالية. ودعا صادق، الأحزاب السياسية إلى التوحد والعمل فى ديمقراطية حقيقية، لأن الشعب المصرى يريد أن يرى بالفعل أحزابًا قوية، لا أحزاب تعمل فى خدمة أنظمة، وإنما تعمل لخدمة الشعب.