وسط هذه الفورة السياسية التي يحياها المجتمع المصري بعد قيام ثورة يناير وظهور عدد من الكيانات السياسية في الآونة الأخيرة بأشكال كثيرة ومتعددة من ائتلافات وهيئات وحركات وتحزبات وانشقاقات ومجالس للوفاق وأخري للحوار هو ما أدي بهذه القوي السياسية إلي إعلان عزمها التحول إلي أحزاب سياسية وكان من البديهي ظهورها في مقدمة المشهد لتعلن عن نفسها صحيح أن أي منها حتي الآن لم يعلن قيامه علي أرض الواقع إلا أن مارثون ضم الاعضاء إليها علي قدم وساق في محاولة لجذب أكبر عدد يمكنهم من خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة وظهرت علي السطح أحزاب ذات اتجاهات ليبرالية مثل الحزب المصري الديمقراطي وحزب المصريين الأحرار وحزب العدل وحزب مصر الحرة وهناك أحزاب ذات خلفية إخوانية إن جاز التعبير مثل حزب الحرية والعدالة وحزب الوسط وحزب النهضة وغيرها من الأحزاب التي تموج بها الساحة حاليا ولكن هل هناك اهتمام حقيقي من الفنانين للانضمام لأحد تلك الأحزاب أم انهم سيحافظون علي أداء أدوارهم في المجتمع بعيدا عن السياسة . دعم الليبرالية البداية مع المخرج خالد يوسف الذي قال إنه من الواجب والحتمي الآن في هذه الفترة الانتقالية الحساسة التي تمر بها البلاد أن يتحرك الجميع بما فيهم الفنانون والمثقفون في اتجاه العمل السياسي والانضمام للأحزاب السياسية المختلفة لخلق مناخ ديمقراطي للوصول إلي الدولة المدنية التي خرجنا من أجلها ولذلك قررت المشاركة بشكل ايجابي وفعال عن طريق المسارعة بالانضمام لحزب المصريين الأحرار لأنه تقريبا الحزب الوحيد الذي يتحرك علي مستوي الشارع وبشكل حقيقي مع الجماهير وبشكل مكثف ويقوم بعمل ندوات دورية في جميع المحافظات صحيح أن الاهداف العامة تجمع العديد من الأحزاب الجديدة الظاهرة علي السطح الآن ولكنها تتعامل في اطار الاقوال والشعارات التي لم تنجح في الوصول بشكل حقيقي للشارع بكل طبقاته ونحن بحاجة للتحرك سريعا لأن الوقت يداهمنا واذا لم نتحرك سريعا، فمن المؤكد أن هناك فئات بعينها هي من ستصل إلي غالبية مجلس الشعب وهذا ما نخشاه ووجوب الانضمام إلي مختلف الأحزاب ولانكتفي بتقسيم البلد إلي فريقين أهلي وزمالك ولكن يجب المشاركة ودعم الحركات السياسية الليبرالية حتي لا نترك الساحة للتيارات الظلامية ويجب أن نشارك جميعا في صنع الوطن . أما الفنانة نهي العمروسي فتقول انها لم تنضم إلي حزب من الأحزاب السياسية إلي الآن ولكنني انضممت إلي الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية وهي جبهة سياسية تمثل قوة ضاغطة علي أصحاب القرار لتنفيذ مطالب محددة وهو ما أراه شيئا مهما ومؤثراً في هذه الفترة ولكني مع الحراك السياسي المتمثل في انشاء الأحزاب المختلفة إلا انني إلي الآن لم اقرر بعد الانضمام من عدمه لأي من تلك الأحزاب مازلت في مرحلة مراقبة لما يحدث فيها من خطوات لدراسة أهدافها وأغراضها فللأسف غالبيتنا غير مؤهلين سياسيا لنستطيع الحكم بصورة سريعة. مطالب الثورة أما المخرج داود عبد السيد فيؤكد هو الآخر علي ضرورة الانضمام إلي الأحزاب السياسية المختلفة للدفع بعجلة الانتاج الديمقراطي إلي الامام لقطع الطريق امام التيارات المتطرفة التي تحاول اختزال الثورة لصالحها وتجاهل مطلب الثورة الأساسي وهو مدنية الدولة ولهذا السبب بحثت في العديد من هذه الكيانات السياسية وقررت الانضمام للحزب المصري الديمقراطي لاني أراه حزبا يحمل العديد من الأهداف والاسس الجيدة التي تتفق مع أفكاري وقناعاتي السياسية فهو يدعم الحرية والعدالة . أما الناقد طارق الشناوي فيري أن طبيعة عمله تجبره أن يظل خارج الاطر السياسية المحددة بل ويجب أن يكون حرا في نقده لاي من الأحزاب الموجودة علي الساحة إلا انه يري أن تلك الأحزاب الكرتونية القديمة كانت جزءا من نظام فاسد وملطخة هي الأخري بكثير من الفساد فقبل الثورة في مصر صرح رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن مصر غير تونس وكان أول من صرح بمثل هذا التصريح فهذه الأحزاب القديمة لاتقل تشوها عن الحزب الوطني بل تعد شريكا أساسيا في المناخ السياسي الفاسد الذي أدي إلي الثورة اما الأحزاب السياسية الجديدة وخصوصا الليبرالي منها مثل المصريين الأحرار أو المصري الديمقراطي أو مصر الحرية كلها أحزاب تبشر بالخير ولكن الشيء الذي يجب أن يحدث أن يتحرك شباب الثورة في الاتجاه الصحيح نحو الانضمام إلي الأحزاب ولكني سأظل مراقباً حراً. حالة تشرذم أي أحزاب التي تتكلمون عنها كلها أحزاب متشابهة في الأهداف والسياسات والشعارات كانت هذه وجهة نظر السيناريست طارق عبد الجليل الذي اكد أن ما يحدث حالة من التشرذم والتفتت فما هذه الفئوية الشديدة التي تقوم علي أساسها تلك الأحزاب فمثلا الاشتراكيون انشأوا وحدهم مايقارب الخمسة أحزاب وكذلك الليبراليون الذين انشأوا أربعة أحزاب وائتلافات أخري تحمل أسماء مختلفة بتنويعات غريبة للثورة فهذا شباب الثورة وهذا ائتلاف الميدان وآخر التحرير والإخوان كذلك ظهروا في عدد آخر من الأحزاب حتي السلفيين فلا أدري لماذا هذه الحالة الفئوية المشتتة بالاضافة إلي كيفية انشاء أحزاب وسط هذه الصورة الضبابية ومازلنا لانعرف اذا كنا سنتقدم للانتخابات تحت مظلة القائمة أم الفردية أم الاثنين؟ هذا غير أن الناس في الشارع لايوجد عندها ادني معرفة بتلك الأحزاب وطبيعتها فأنا أري أن طبيعة المرحلة تستدعي تكتل الجميع في كيانات قوية تقف بقوة أمام تلك التيارات الظلامية وكفانا حالة التخبط التي تعيشها الحكومة وبالأخص وزارة الثقافة التي آثرت الغاء المهرجانات السينمائية في تقهقر واضح للدور التنويري بضرورة الدولة المدنية. إسقاط النظام اما الفنانة نيللي كريم فتؤكد عدم انضمامها لأي من الأحزاب حتي الآن لأن الصورة لم تتضح بعد فتقول عندما نعود للعمل مرة أخري سوف افكر جديا فما يحدث الآن ما هو إلا صورة من صور الفوضي ففي اعتقادي أن الثورة لم يكن هذا هو المقصود منها أن تعم حالة الفوضي هذه التي ضربت كل أركان الحياة وكأننا كنا نريد اسقاط النظام وليس اسقاط رموز نظام سابق وهو الشيء المرفوض كليا فكيف تقوم دولة دون نظام قوي تقوم عليه ولا أدري لمصلحة من ما يحدث من وقف حال فأنا أعرف أن الثورة يجب أن تهتم بالتعليم والنظافة والنظام والصحة وهو ما لم يتوفر حتي الآن فكل شيء كما هو بل علي العكس إلي الاسوأ والحال لن ينصلح بالأحزاب بل بالعمل والعمل فقط فسواء بمبارك أو بدونه يجب أن نعود للعمل وما يؤكد كلامي أنني كنت قريبا في الغردقة ووجدت غالبية الفنادق قد أغلقت وسرحت العاملين ولا أدري لماذا لا ننظر لهؤلاء من تضرروا بالفعل من هذا الوضع المتردي وكأننا ندور في حلقة مفرغة فهناك من يقول الأمن أولا واخر لا الدستور واخر مجلس الشعب ولا أدري إلي متي هذا الوضع ولكن اقول في النهاية عندما يأتي الوقت الذي أري فيه أن هناك نظاماً حقيقياً استطاعوا الوصول اليه فبالتأكيد سأنضم إلي أحد الأحزاب ولكن حتي الآن أريد نظاما أولا لا شعارات . فنان حر لن أنضم لأي حزب ولن أتقلد أي منصب حكومي ولن امثل أي ائتلاف أو انضم لاحد التيارات ولن أقبل المشاركة في أي من الكيانات السياسية الحالية كان هذا مبدأ الفنان محمد صبحي مبررا ذلك بقوله انا فنان حر يجب ألا احتسب علي أي من التيارات أو الأحزاب فمواقفي يجب أن تكون متحررة من القيود حتي لا أحسب علي اتجاه بعينه وحتي أستطيع أن أري الصورة بوضوح اكثر من بعيد لأتمكن من دق ناقوس الخطر أو التحذير متي لزم الامر وهو ما افعله الآن دون أي حسابات فأنا من اليوم الأول من الثورة وحتي من قبلها بسنوات احذر من سيناريو الفوضي الخلاقة والمؤامرة الصهيوأمريكية التي تحاول النيل من الوطن العربي الذي للأسف اصبح اسمه الشرق الأوسط الكبير وهذا هو الهدف من المؤامرة التي تحاك ضدنا الآن فرغم أننا قمنا بثورة كبيرة إلا أن امريكا واسرائيل يحاولان قيادتها لحسابهما لخدمة مخططاتهما في تقسيم المنطقة فأمريكا تحاول الآن زرع الفتن لضرب الثقة المتبادلة بين الجيش والشعب حتي يحكمنا مجلس رئاسي حتي يتكرر سيناريو العراق الذي حدث 2003 ويكون من السهل زرع الفتن والعنف بين أطياف الشعب فمن المستغرب اننا كنا في السابق مسيحيين ومسلمين وجماعة محظورة ولكننا الآن أصبحنا عدة طوائف لا أدري متي حدث هذا وكيف؟ واعتقد أن دوري هنا كفنان أن احذر مما قد نصل اليه اذا لم نع جيدا ما يريده الاخر لنا وللاسف هو ليس كأي آخر ولكنه جارنا اللدود الذي مرر لنا الآن الانتفاضة الثالثة ويعبر عن استيائه من فتح المعبر والمعاهدة الفلسطينية وكأنه متضرر حقيقة ولكن الحقيقي انهم يريدون منا أن نقطع اتفاقية كامب ديفيد بأيدينا ليكون ذلك ذريعة لاحتلال سيناء مرة أخري وهو ما يجب أن تعيه جميع الأحزاب السياسية فما لم أره إلي الآن خريطة طريق سياسية واضحة لأي من الأحزاب إلا انني مهتم حقيقة بحزب المصريين الاحرار لانه يحقق الوحدة الوطنية ولكني أيضا سأظل حراً. حزب خاص هي ذات النقطة التي اتفق عليها المخرج علي بدرخان قائلا : الفنان يجب أن يكون حراً ولا ينتمي لأي تيار بعينه فالفنان الواعي يمكن أن يكون حزبا بحد ذاته لانه مسموع وله فكره الخاص وأسلوب تفكيره وطريقة تناوله للقضايا ويعبر عن وجهة نظره الحرة لا عن وجهة نظر الحزب أو التيار واتعجب من الحركات والائتلافات والأحزاب التي خرجت من رحم الثورة التي تكثف جهودها للوصول للإعلام وتعيب بل وتخشي من وصول التيارات الدينية للسلطة ولا أدري ما السبب وراء تلك الحملة الجائرة البلهاء عليهم بدلا من أن يعملوا مثلهم ويحاولوا الوصول مثلهم إلي الشارع والي المواطن البسيط لا أن يتناحروا فيما بينهم ويحاولون اقصاء الآخرين بل ومايزيد من طرافة الموضوع انهم من يبكون ويطلبون مساعدة المجلس العسكري حتي لا يصعد الإخوان ولم لا يصعدون طالما هم الأكفأ والأكثر وصولا للناس. طالما سيأتون بصورة ديمقراطية فلم لا، فهؤلاء الذين يتشدقون بالديمقراطية والليبرالية هم الاكثر بعدا عنها فلم أر حزباً واحداً أو جماعة واحدة منها تؤيد الثقافة وتدعمها أو حتي تشدد علي قيمة الفنون والسينما وللأسف الوحيدون من قاموا بهذا هم الإخوان الذين اعلنوا عن نيتهم انشاء شركة انتاج سينمائي وبدلا من تشجيعهم أو علي الاقل تقليدهم كيلنا لهم الاتهامات فللأسف ايضا هم الحركة السياسية الوحيدة التي تلعب سياسة من أول يوم ومن 80 سنة وحتي الآن أما محدثو السياسة الظاهرون الآن هم حركات لا تظهر إلا في الفنادق ووسائل الاعلام التي اصبحت هي الاخري مجرد بروباجندا جوفاء لا علاقة لها بالاعلام الحقيقي وكأنها مسرح للتناحر فأي ديمقراطية وأي سياسة وأي أحزاب ونحن لا نعرف كيف نتكلم؟ قوة مصر أما الفنان عمرو عبدالجليل فصرح قائلا: أنا لا أهتم بالسياسة وغير معني بما يحدث في كواليسها سواء قبل سقوط النظام أو بعده إلا انني بعد ما حدث من ثورة عظيمة أصبحت متفائلاً اكثر من السابق لاننا اكتشفنا انفسنا من جديد وعرفنا اننا قوة لا يستهان بها فأصبح لنا الآن إرادة شعبية تقبل وترفض واصبح لنا صوت مسموع بعد أن كنا أغلبية صامتة ولا أخشي علي مصر من التيارات المتطرفة لاننا في كل الاحوال لن نكون أسوأ من السابق فيكفينا اننا لن نسرق بعد اليوم فهذه الكتلة الصامتة التي تحركت اخيرا من حالة السكون لن نعود اليها أبدا ولكن الشيء المقلق أن من يتحدثون عن الثورة الآن في وسائل الاعلام من حركات وائتلافات هم مجموعة قليلة من الشباب لا يعبرون عن الثورة ولا عن غالبية الشعب المصري وكأنهم اصبحوا الوكلاء الحصريين للحديث عنها أو المتحدثين الرسميين عنها والشيء الباعث للتساؤل أين مصابو الثورة فهؤلاء هم الأحق في الظهور والتكريم بل واعطاء المؤهل منهم أدواراً قيادية في هذه المرحلة ورعاية الصالح منهم سياسيا للفترات المقبلة لتولي مناصب ومقاعد سواء علي مستوي المحليات أو في البرلمان القادم لكن أن يتم تجاهلهم بهذه الصورة من قبل تلك المؤتمرات والندوات أو من قبل الحكومة لهو أمر غير صحي بالمرة فإذا كانت الثورة يجب أن تعبر عن نفسها فهؤلاء هم خير من يعبر عنها ولكن لا ادري حقيقة أين هم من هذه الائتلافات والأحزاب؟