محمد الباز عن "اعترافات القتلة": جماعة الإخوان "عصابة" حكمت مصر    نشرة «المصرى اليوم» من الإسكندرية: إزالة أجزاء من عقار بالجمرك لخطورته الداهمة وحقيقة ألسنة اللهب على الكورنيش    "القاهرة الإخبارية" تكشف تفاصيل استهداف إسرائيل مواقع عسكرية في سوريا    وفيات وأضرار عقب هجمات روسية في منطقة دنيبرو الأوكرانية    وفاة رئيس أرسنال السابق    تحقيقات موسعة في مصرع وإصابة 5 أشخاص بحادث مروري مروع بالشروق    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    توريد 24 ألف طن قمح ل 56 موقعًا تخزينيًا في الشرقية    وزيرة التعاون الدولي تلتقي نائبة رئيس مجموعة البنك الدولي لبحث الشراكات    شرب وصرف صحي الأقصر تنفى انقطاع المياه .. اليوم    جامعة جنوب الوادي توفر سكن فاخر لمرافقي مصابي الأشقاء الفلسطينيين    سوق السيارات المستعملة ببني سويف يشهد تسجيل أول مركبة في الشهر العقاري (صور)    فريق حاسبات عين شمس الأول عربياً وأفريقياً في المسابقة العالمية 24 ICPC"    إطلاق برنامج "لقاء الجمعة للأطفال" بمسجد الشامخية ببنها    جوائز تصل ل25 ألف جنيه.. جامعة الأزهر تنظم مسابقة القراءة الحرة للطلاب    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    بايدن يدرس صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل بأكثر من مليار دولار    بدء أكبر انتخابات في العالم بالهند.. 10% من سكان الأرض يشاركون    بحضور 400 مشارك .. وكيل أوقاف القليوبية يطلق برنامج لقاء الجمعة للأطفال    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة.. مباريات اليوم السادس    مباشر الدوري المصري - بلدية المحلة (0)-(0) المقاولون.. بداية المباراة    موعد مباراة الزمالك ودريمز في الكونفدرالية وتردد القناة الناقلة    تقارير: ليفربول يرفض رحيل محمد صلاح في الميركاتو الصيفي    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    إصابة 17 شخصا في حادث انقلاب سيارة بالمنيا    شكوى من انقطاع المياه لمدة 3 أيام بقرية «خوالد أبوشوشة» بقنا    «ابدأ» تشارك بعدد من التوصيات لتطوير التعليم الفني والتدريب المهني    وصول وزيرة الثقافة ومحمد إمام وهنا الزاهد وغادة عادل إلى جنازة صلاح السعدني    ابن عم الراحل صلاح السعدنى يروى كواليس من حياة عمدة الدراما بكفر القرنين    انتهاء أعمال المرحلة الخامسة من مشروع «حكاية شارع» في مصر الجديدة    دعاء لأبي المتوفي يوم الجمعة.. من أفضل الصدقات    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    طريقة قلي الباذنجان الصحية.. النتيجة مدهشة جربها دلوقتي    الصحة: المجتمع المصري أصبح يعاني أمراضا نفسية بسبب الظروف التي مرت بالبلاد    لمحبي الشاي بالحليب.. 4 أخطاء يجب تجنبها عند تحضيره    كل ما تريد معرفته عن قانون رعاية حقوق المسنين| إنفوجراف    محافظ أسيوط يعلن ارتفاع معدلات توريد القمح المحلي ل 510 أطنان    الأربعاء.. انطلاق مهرجان الفيلم العربي في برلين بمشاركة 50 فيلما عربيا    الصحة: فحص 432 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    إسعاد يونس تنعى الفنان صلاح السعدني بصورة من كواليس «فوزية البرجوازية»    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    1490 طنا.. وصول القافلة السادسة من مساعدات التحالف الوطني لأهالي غزة (صور)    "رصدته كاميرات المراقبة".. ضبط عاطل سرق مبلغا ماليا من صيدلية بالقليوبية    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    كشف لغز بلاغات سرقة بالقاهرة وضبط مرتكبيها وإعادة المسروقات.. صور    الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين يوم الأحد بنظام ال"أون لاين" من المنزل    رضا عبد العال يعلق على أداء عبد الله السعيد مع الزمالك    إيرادات السينما أمس.. شقو في المقدمة وأسود ملون يتذيل القائمة    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    موعد مباراة الترجي وصن داونز بدوري أبطال أفريقيا    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل الرؤية الشاملة لتفعيل دور الشباب التى قدمها أحمد عبد الهادى فى الحوار الوطنى
نشر في شباب مصر يوم 24 - 02 - 2011

قدم أحمد عبد الهادى رؤية للإصلاح السياسى الشامل ورؤية لتفعيل دور الشباب فى المجتمع المصرى وقد سلمها بالأمس لعمر سليمان نائب رئيس الجمهورية خلال الحوار الوطنى الذى تم بين سليمان والقوى السياسية والحزبية والوطنية وتنشر شباب مصر تفاصيلها اليوم .
(1) رؤية حزب شباب مصر للإصلاح
1 حل مجلس الشعب الذى قام على عملية تزوير واسعه مارسها بعض قيادات الحزب الوطنى ومحاكمة كل المتورطيين فى هذا التزوير الذى يعتبره حزب شباب مصر تعدى وإنتهاك وتزوير لإرادة الأمة .
2 تشكيل حكومة إئتلافية تضم رموز من المعارضة والقوى الوطنية لإدارة شئون البلاد مع إعادة وزارة الشباب مرة أخرى
3 منح الشباب الجديد فرصة كبيرة فى الحكومة الإئتلافية خاصة وأن الشباب تم تهميش دوره فى السنوات الماضية
4 إجراء حوار مستمر مع المعارضة وقواها المختلفة فى مصر وبحث ودراسة كافة مقترحاتها ووضعها بعين الإعتباربصفة مستمرة وليس بصفة عارضة وطارئة .
5 إجراء تعديلات دستورية تضمن إنتخابات برلمانية ورئاسية حقيقية ونزيهة مع ضمان إشراف قضائى شامل على كل الإنتخابات التى تجرى فى مصر وتحييد سلطة الأمن وضمان عدم تدخلها فى هذه الإنتخابات .
6 تخلى رئيس الجمهورية عن رئاسة الحزب الوطنى حيث أن هذا الخلط أعطى مساحة واسعة لعناصر عديدة من الحزب الوطنى لممارسة التكسب غير المشروع وإمتصاص دماء الشعب المصرى
7 إبعاد رجال الاعمال عن أى مناصب سياسية أورسمية فى مصر
8 تأسيس حقيبة وزارية جديدة لشئون الإنترنت تكون مهمتها بحث ودراسة كل مايتواجد على شبكة المعلومات الدولية وتقديمها لشئون الرئاسة للإستفادة منها .
9 زيادة معدلات الدعم الموجة للفقراء بما يضمن لهم حياة كريمة فى مواجهة تغول رأس المال الخاص .
10 منح بدل بطالة لكافة الخريجيين لحين عثورهم على فرصة عمل حقيقية تتفق ودراستهم وميولهم .
(2) رؤية حزب شباب مصر لإصلاح بيئة الشباب وتفعيل دورهم
ثور 25 يناير 2011م التى إنفجرت فى ميدان التحرير ليست وليدة عشية وضحاها بل هى وليدة سنوات تم خلالها إنشاء جيل مشوه المعالم .. جيل أطلق عليه برنامج حزب شباب مصر جيل الصداقات عابرة للقارات .. جيل إستمد معلوماته وأفكاره من ثورة تكنولوجيا المعلومات .. هذه الثورة التى إهتم بها برنامج الحزب وحذر من نتائجها إن لم نتداركها لتسخيرها من أجل صالح الوطن ... وكانت صرخات حزب شباب مصر منذ عدة سنوات تؤكد أن الدولة لم تستوعب تطور الأحداث المعلوماتية والتكنولوجية رغم أن مصر هى أول دولة تهتم بهذا المجال .. فكانت النتيجة ماحدث فى ميدان التحرير بدءا من يوم 25 يناير 2011م
لقد وضع حزب شباب مصر عبر برنامجه رؤية متكاملة لإنشاء جيل جديد غير مشوه المعالم .. جيل حاول حزب شباب مصر أن يضمه بين دفتيه .. ونجح هذا الجيل الذى ضمه حزب شباب مصر رغم قلة الإمكانيات التى نعانى منها فى حزب شباب مصر فى إثبات فاعليته فى الحياة السياسية فى قلب المحافظات المصرية وخاض شباب هذا الجيل إنتخابات مجلس الشعب الأخيرة بقوة وفاعلية ونجحوا فى هذه الإنتخابات لكن كانت النتيجة مخيبة للآمال وصدمتهم عندما تم التزوير علانية فكانت الصدمة حقيقية .... لقد حقق حزب شباب مصر من خلال آلاف الشباب فى شتى محافظات مصر إنقلاب فى التجربة الحزبية .. شباب غض .. آمن بدوره فكان رغم قلة الإمكانيات عضوا فاعلا فى بيئته .. وهو مايدفعنا إلى أن نطرح نصوص كاملة من برنامج حزب شباب مصر التى تتضمن رؤية الحزب لإصلاح دور الشباب ودور الدولة فى العملية الإصلاحية للشباب وتفعيل دورهم . ورؤية حزب شباب مصر لتنشئة الشباب وتفعيل أداؤه ودورة فى عصر الإنترنت وثورة تكنولوجيا المعلومات .
*********
يؤكد حزب شباب مصر على إهتمامه الخاص بالشباب كدعامة رئيسية ينطلق منها المستقبل . ويهتم بشكل خاص بدراسة بيئة هؤلاء الشباب فى عصر العولمة والإنترنت . وعصر التكنولوجيا المتقدمة . والكومبيوتر . ويهتم إهتمام خاص بكافة مايتعلق به من قضايا . وإشكاليات . ويحاول إزالة كل مايتعلق به مشاكل من خلال تسخير كافة جهود الدولة له .
وهو إذا كان يعمل جاهدا على دراسة هذه الإشكاليات فانه على يقين من أن ذلك يعنى إنطلاق المستقبل من بيئه أكثر إستقرارا وإدراكا ووعيا ..
ويتوقف حزب شباب مصر طويلا أمام هذه البيئة باعتبارها نقطة إنطلاقته الأساسية . ويرى أنه لابد من بحث ودراسة كافة الإشكاليات المتعلقة به وباهتماماته . وبسماته الرئيسية . لمحاولة إزالة كل المعوقات التى تحول دون الإستفادة من الشباب وإمكانياتهم . وتسخير طاقاتهم بما يفيد الأمة فى عصر العولمة . والنظام المعلوماتى . وعصر السماوات المفتوحة وإنهيار الحواجز .
الشباب وحركات التمرد
يتسم الشباب دوما برفض القديم . والتمرد عليه . ومحاولة تكسير كل ماله صله بالقديم . والتمرد هو فى الأساس محاولة التحرر من النظام الإجتماعى القائم . وسعيا من جانب المشتركين للإعتراف بذواتهم واستقلاليتهم . ولعل أبرز وأولى حالات أو صور التمرد تتمثل فى محاولة تمرد أو رفض الشباب المراهق لتوجيهات والديه
ويود حزب شباب مصر أن يؤكد على أن المكون الرئيسى لحركات التمرد هم الشباب بالنظر إلى الخصائص السيكولوجية والسلوكية للمرحلة العمرية التى يمرون بها . فالشباب يمثلون طاقة وقوة واندفاع . ومن ثم قد يتسم سلوكه السياسى بالخيال والمثالية مع رفض للواقع والسعى لإيجاد إطار أو نظام حياة جديدا .
ويمكن إعتبار الرفض أو التمرد الذى يمارسه الشباب بمثابة ظاهرة معبرة عن وعيه المتردد بأن هناك أوضاعا أو ظروفا اجتماعية قد تفرض الإعتراض او التمرد .
ويعتبر حزب شباب مصر أن أحد العوامل الدافعة لتمرد الشباب هو تشكيل الشباب لما يسمى بالثقافة الفرعية الخاصة بهم . وهى تلك الثقافة التى تحدث نوعا من الإنفصال والتباعد بين المراهقين والشباب من جهة والكبار من جهة أخرى . وقد يحدث الإنفصال بين الشباب وبين المجتمع بأسره . فثقافة الشباب بهذا المعنى هى ثقافة مضادة تعبر عن تحد سافر للقيم والمعايير التى يعتبرها المجتمع أساس النظام القائم .
وثقافة الشباب الفرعية بهذه الصورة تمثل حلا جمعيا للمشكلات الناجمة عن الطموحات المحيطة بهم . وتأخذ شكل المقاومة لجوانب التنظيم الإجتماعى القائم . ويرى البعض أن أكثر المجتمعات قابلية لبروز ثقافة الشباب الفرعية المضادة للمجتمع أو بعبارة أوسع صراع الأجيال هى تلك المجتمعات التى تمر بمرحلة تغير سريع . وهو التغير الذى لايسمح بتوافر أرضية مشتركة مابين الشباب والأكبر سنا حول القيم والقواعد السائدة فى هذا المجتمع .
لكن لاينبغى التسليم بالأمر السابق على إطلاقه بمعنى أن ثمة اختلافات بين رؤى الشباب لتنمية أو تغير مجتمعهم . فمقولة الثقافة الفرعية بما نفترضه من تجانس واتساق ورؤى الشباب المنتمين لشريحة عمرية واحدة قد لايجد له سندا كبيرا فى الواقع على النحو الذى تذهب إليه هذه المقولة . حيث نجد أن هناك فروقا بل وتباينا فى هذه الرؤى ما بين من يمكن أن نطلق عليهم الشباب التقليدى الذى يقبل الوضع القائم . وذلك الشباب الرافض المتمرد الساعى إلى التغير . وهو مايمكن اعتباره الشريحة الأكبر حيث يشعر هذا الشباب المتردد بأنه بمثابة جماعة اجتماعية حديثة تقاوم القديم .
ومن هنا تحاول بعض القوى غير الشرعية أو قوى خارجية إستغلال هذه النقطة تحديدا . ومحاولة إستقطاب قطاعات الشباب من خلال إقتحام عمليات الفراغ والبطالة التى بدأت تتفشى فى مصر فى السنوات الأخيرة نتيجة مرورها بمراحل إنتقالية تمر بها كل دول العالم . أونتيجة لعمليات الخصخصة التى تقوم بها الحكومة على قدما وساق . أونتيجة أيضا لعمليات الإنهيار الإقتصادى التى تشهدها البلاد جراء ممارسات خاطئة من قبل بعض المسئوليين وتكون النتيجة أن مصر فقدت أغلى طاقاتها على الإطلاق .
وليس من شك فى أن الهدف الأساسى من حركات التمرد التى يقوم بها الشباب هو التغير . ولكن يتراوح هذا التغيير مابين تغيير يخص فئة بعينها أو تغيير عام يستهدف إحلال قواعد ونظام جديد محل السائد . وكثيرة هى الأمثلة التى يمكن أن تساق فى هذا الصدد منها مطالبة شباب الجامعات بتغيير أو تخفيض الرسوم الدراسية . أو نظام المناهج . أو تعديل الساعات الدراسية وماقد يرتبط بذلك من مظاهرات أو أعمال عنف بين المتمردين على قواعد النظام التعليمى وبين السلطات الجامعية أوقوات الشرطة .
كذلك فإن شباب العمال يمارسون احتجاجهم على نظام العمل أو ساعاته من خلال الإضراب أو الإعتصام الذى قد يتطور ليتخذ شكلا عنيفا كالتمرد وخلافه . مرتبطا فى ذلك بطبيعة العناصر المنخرطة فيه وبمدى استجابة الحكومة لهم .
ويمكن تفهم هذه التمردات أو أعمال الإحتجاج من قبل بعض الفئات كالعمال انطلاقا مما قد يمرون به من ظروف اقتصادية سيئة تجعل شعورهم متزايدا بأن خطط الإصلاح الإقتصادى والإجتماعى لم يترتب عليها تحسن ملحوظ فى أحوالهم المعيشية .
كما قد تظهر بعض الحركات المطالبة بالديمقراطية أو العدالة الإجتماعية أو احترام حقوق الإنسان .
ولكى تتحول المطالب الشبابية إن جاز التعبير إلى مطالب ذات طبيعة سياسية واجتماعية عامة يورد البعض عددا من الشروط منها . محورية المطالب الشبابية ومعقوليتها بالنظر إلى الشباب أنفسهم وبالنظر إلى الجماهير الخاضعة لهذا النظام السياسى وكذلك استخدام أساليب القهر المادى والمعنوى وذلك لفرض استمرار عدم الإستجابة للمطالب الشبابية مما قد يؤدى إلى تعاطف الجماهير معها . واتساع رقعة المؤيدين لهذه المطالب . وتحولها من كونها مطالب شبابية على نحو مابدأت لتصبح مطالب اجتماعية لها مؤيديها الآخرون من غير الشباب .
لكن المطالب التى تنادى بها حركات التمرد الشبابية قد تتجاوز حدود المحلية لتأخذ اتجاها عالميا يظهر تحت وطأة قواعد النظام العلمى سياسيا أو اقتصاديا وتعزز من بروز التطور المذهل فى وسائل الإتصال التى قضت أو كادت على الإنفصال الزمانى والمكانى بين الشباب فى مختلف المجتمعات مما جعل الصورة تختلف عن الأوضاع السابقة . وتبرز مايسمى بالحركات الإجتماعية الجديدة التى ينضوى تحت لوائها شباب من مختلف الجنسيات . وتستهدف اظهار اعتراضها على السياسات العالمية خاصة فى فترات انعقاد المؤتمرات الدولية التى تناقش أو تضع تلك السياسات.
ومما سبق يرى الحزب أنه لابد من بحث كافة الأسباب التى تحول دون تحول قوى الشباب فى المجتمع إلى قوة مدمرة ومعطلة . ومحاولة الوقوف على مطالبها ووضع الخطط التى يمكنها أن تستوعب هذه القدرات .
كما يؤكد الحزب على أهمية وجود قنوات إتصال حقيقية وليس مجرد قنوات روتينية ورقية فى الأساس لتقف على مطالب الشباب خاصة هؤلاء الموجودين فى الجامعات . وبما يعمل على الوقوف على هذه المطالب أولا بأول حتى لايفقدون الثقة فى المجتمع وفى موقفهم منه . ولايجعلهم يشعرون بأن هذا المجتمع يأخذ منهم موقفا ما ويتعامل معهم باعتبارهم قاصرين عن إتخاذ القرار المناسب أو التفكير بمنطقية وعقلانية مما قد يدفعهم فى النهاية إلى البحث عن ثمة دور فى هذا المجتمع بشكل خاطئ
أسباب تمرد الشباب
ويؤكد حزبنا على أهمية دراسة وبحث الأسباب الدافعة لعمليات التمرد التى دث فى نطاق الشباب بما يؤدى فى النهاية لعلاجها ويحدد الحزب هذه الأسباب فى :
1 غياب قنوات المشاركة السياسية التقليدية من أحزاب وجماعات ضغط وشيوع ظواهر الإنفراد بالسلطة . وضعف القدرة على التكيف مع المتغيرات والمطالب المجتمعية المستجدة . واستيعابها واللجوء إلى فرض المزيد من القيود القانونية وغير القانونية على الأحزاب والنقابات وغيرها من تنظيمات المجتمع المدنى حال السماح بقيامها وهو الأمر الذى يفقدها فاعليتها ويحد من دورها كقنوات وسيطة لتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم من ناحية . ولإدارة الصراعات الإجتماعية من ناحية أخرى . فضلا عن شيوع ظاهرة التلاعب فى الإنتخابات . وغياب القواعد القانونية المنظمة للعلاقة بين الحاكم والمحكوم .
2 التباين فى عملية الحراك الإجتماعى . والتعسف فى عمليات الإرتقاء أو السقوط الإجتماعى لأفراد المجتمع بما ينتجه من اختلالات فى نسيج العلاقات الإجتماعية وفى درجة تماسك بنية المجتمع والمنظومات القيمية والمعيارية وبالتالى رفض صريح للنخب الإجتماعية التى أفرزتها عمليات الحراك السريع والتساؤل عن مشروعية المكانة التى تحتلها والإمتيازات التى تحظى بها .
3 تردى وتدهور الأوضاع الإقتصادية فى المجتمع . ففى الوقت الذى قد تشهد فيه مجتمعات الدول النامية نموا سكانيا وحضريا كبيرا نجدها تعانى غياب النمو الإقتصادى الحقيقى ويفقد الحكومة القدرة على تلبية حاجات مواطنيها من توفير السلع أو الخدمات أو فرص التعليم أو المسكن . وهكذا فان تزايد النمو السكانى مع ثبات نسبة الموارد المتاحة أو سوء استغلالها يعد بمثابة برميل بارود قابل للإنفجار أو الإشتعال تحت وطاة سوء الأحوال سيما إذا تزايدت نسبة الشباب فى التركيب العمرى للسكان مع مايتميز به الشباب من حماس ورغبة فى التغيير مع وعيهم بتردى الأوضاع الإقتصادية . بعبارة أخرى فان الحرمان الإقتصادى إذا ما تفاقمت حدته بحيث يدرك الأفراد أو يعوق سوء أحوالهم بالمقارنة بما تستحوذ عليه أقلية أو جماعة من المقربين قد يؤدى إلى شيوع حالة من الإحباط والإستياء الإجتماعى المولد للعنف .
4 ضعف تلبية الحكومة لتلبية حاجات مواطنيها خاصة الشباب أو تعرضها لهزيمة عسكرية أو جمودهها وعدم تكيفها مع مطالب طبقة وسطى بازغة يسعى افرادها لإعتلاء مراكز وممارسة أدوار اجتماعية لايسمح لهم الواقع القيام بها .
وللإستفادة من عمليات تمرد الشباب وطاقاهتم فى هذا الصدد فان حزب شباب مصر يقترح الآتى :
دراسة بيئة الشباب دراسة وافية والعمل على إستغلال قدرات وثقافات الشباب الخاصة . ومحاولة عقد دورات متخصصة للوالدين من قبل مراكز مهتمة بما يؤدى فى النهاية إلى إقتراب وتواصل كل الأجيال معا .
يركز حزب شباب مصر على أهمية دور وسائل الإعلام فى الثقافة الأسرية عبر وسائل الإعلام الرسمية بما يعمل فى النهاية على إغلاق الفجوة التى تحدث فى العادة بين الشباب وكافة الأجيال السابقة لهم
التأكيد على القدرات الخاصة لدى الشباب خاصة فى مرحلة التكوين والنمو منذ بدء المرحلة الإبتدائية ولمدة ثلاث سنوات حتى يتم فرز المواهب الخاصة بالشباب مع بداية المرحلة الثانوية العامة بما يؤدى فى النهاية إلى توجيه جيد لقدرات الشباب بشكل فعال بما يضمن فى النهاية تنمية هذه القدرات وإمتصاصها لطاقة الشباب . ومنحهم فى النهاية قدرة على تحقيق مايطمحون إليه . وبما يؤدى إلى تفعيل مواهبهم وجعلهم قوة فعالة فى المجتمع .
يؤكد حزب شباب مصر على أن أحد أهم الأسباب وراء بلورة الشباب كجماعة اجتماعية حديثة وتبلورها كجماعة صانعة لثقافة خاصة بها ومعزولة عن بقية فئات المجتمع وبما يجعلها فى النهاية قوى فى مهب الريح بالإمكان إستقطابها بشكل سلبى هو إنحسار دور الأسرة كمحدد لنوع المهنة أو النشاط الإقتصادى لأبنائها وكلما ازداد المجتمع مرونة وانفتاحا زادت فرص حراك الفرد عن الموقع الذى كانت تشغله أسرته . كما فقدت الأسرة كثيرا من مواطن قوتها وسيطرتها على الفرد العضو فيها وهو ما يستتبعه من تغير فى نظرة هذا الفرد للاسرة . وهكذا تضعف الوظيفة الضبطية للأسرة وهى الوظيفة التى كانت تتولى غرس البعد الإجتماعى أو لنقل تأسيس الإنتماء لدى الفرد عبر مراحل تنشئته . وتتحول الروابط الأسرية المستنيرة من وحدة الدم إلى علاقات عابرة تنتهى بعد فترة إثر وصول الأبناء إلى مرحلة النضج الفسيولوجى . ومن ثم يخرج جيل كامل لم يستوعب من مجتمعه شيئا وتصبح روابطه العضوية مع هذا المجتمع ومع قيمة وثقافتة ضعيفة .
ولذلك فان حزب شباب مصر يؤكد على أهمية الدور الذى تلعبه الأسرة فى حياة الشباب وتوجهاتهم ويؤكد على ضرورة إستعادتها لهذا الدور مرة أخرى خاصة فى عصر إنهيار الحواجز والعولمة والعلاقات والصداقات العابرة للقارات وهو مايستتبع تضافر قوى كافة الوزارات المعنية فى هذا الشأن وفى مقدمتها وزارتى الإعلام والأوقاف والمراكز البحثية المتخصصة من أجل وضع آليات حماية لهذا الدور المنوط بالأسرة .
يعتبر حزبنا أن نظام التعليم يمثل العامل الثاني فى تحول الشباب إلى جماعة حديثة صانعة لثقافتها مع اتساع نطاقة من ناحية وما يعانية فى أحيان كثيرة من تباين فى ممارساته عن شعاراته بل وتباين شعاراته وقيمه عن قيم الأسرة فى أحيان أخرى بما يؤثر سلبا على تنشئته الشباب وينحو بهم إلى البحث عن نموذج مثالى يهدف إلى تغيير الوضع القائم والتمرد عليه . وقد تشكل بيئة العمل أحد العوامل الدافعة وراء احباط الشباب وتوجيههم لبناء ثقافتهم الفرعية الرافضة حيث تعانى مصر ومنذ سنوات طويلة حالة من عدم الإتساق بين مخرجات النظام التعليمى واحتياجات سوق العمل ولعل تعدد المهارات المطلوبة للإنضمام إلى سوق العمل فى ظل ما أصابه من تطور مذهل بحكم بروز تعدد وسائل الإتصال الحديثة يمثل سببا جديدا . حيث لم يعد مطلوبا من الفرد انهاء مساره التعليمى فحسب بل يتعين أن يتقن مايمكن تسميته بلغة العصر وهى التعامل بكفاءة مع أجهزة الحاسب الآلى واستجلاب بيانات ومعلومات عن شبكات المعلومات العالمية " الإنترنت " واتقان لغات أجنبية وهو مايضيف المزيد نحو إحباط القطاعات الشبابية غير القادرة على ذلك من ناحية . كما أنه يسمح بمزيد من الإنعزال بين جيل الشباب القادر على استيعاب تلك التكنولوجيا وبين الأكبر سنا الذين لم يستجيبوا لتطور العصر فتزداد قطيعة هذا الجيل الشبابى ويزداد تمرده على واقعة .
ويعزز من تلك القطيعة ذلك التواصل الذى ينتج عن استخدام أجهزة الإنترنت مع شباب فى مجتمعات متقدمة بما يسمح بالإطلاع السريع جدا على عالمهم دون التسليم بان هناك مراحل للنمو تختلف باختلاف المجتمعات وفق درجة تطورها الإقتصادى والإجتماعى والسياسى .
ولكل ذلك فان حزبنا يرى أن مجرد وضع أجهز الكومبيوتر فى المدارس ليس وسيلة حقيقية لتطوير آليات وقدرات الشباب بما يتفق مع تطورات العصر الحديث بل يرى أنه لابد من جعل مادة الحاسب الآلى مادة أساسية فى كل سنوات الدراسة . كما يؤكد على ضرورة وضعها شرطا أساسيا للتعيين فى أى وظيفة أو مهنة . ويرى أيضا أنه قد حان الوقت الذى تضع فيه الدولة خطة حقيقية لمحو أمية شبابنا فى مجال الكومبيوتر جنبا إلى جنب مع محو أمية الكبار الذين لم ينالوا حظا من التعليم العادى
كما يرى الحزب أنه لابد من تنمية الوازع الدينى فى كل سنوات الدراسة لمحاولة التصدى لعمليات الإختراق الجنسى التى تتم عبر الإنترنت واجهزة الكومبيوتر لشبابنا . خاصة وأنه قد ثبت بالدليل القاطع أن هناك أجهزة ومنظمات دولية تقف وراء آلاف الرسائل التى يتم إرسالها عبر البريد الالكترونى عبر الإنترنت لآلاف من الشباب المصرى والتى تحمل مئات الصور الفاضحة والأفلام الجنسية التى تستهدف تدمير أخلاقيات الشباب المصرى وتستهدف النيل منه بما يؤدى فى النهاية إلى تدمير طاقة الأمة . وهذا الأمر لن يأتى من مجرد محاولة زيادة حصص مواد التربية الدينية فحسب وإعتبارها هى الأخرى مادة أساسية بل لابد من التأكيد على تنمية الدور الوطنى الذى يقوم به الشباب منذ بدء المرحلة الإبتدائية . وإعادة مادة التربية القومية . وإعادة روح الوطنية والتركيز عليها فى طوابير الصباح المدرسية . دون الإحساس بعدم جدواها لأن مثل هذه الأشياء الصغيرة و البسيطة لها قيمتها وجدواها وفاعليتها فى عصر الصداقات والعلاقات العابرة للقارات . وإفساح المجال للشباب من أجل المشاركة فى الحياة السياسية والإجتماعية بشكل فعال بما يجعلهم فى النهاية يشعرون أنهم جزء من هذا الوطن وأنهم ليسوا فئة مهمشة .
ويؤكد الحزب على أن أسلوب التنشئة على المشاركة السياسية هو الأكثر حسما كما يؤكد على فاعلية دور الأسرة المركزى فى هذا الصدد .
حركات مناهضة العولمة نموذج لتمرد الشباب
يؤكد حزب شباب مصر على أن الشباب المصرى هو إبن بيئته . البيئة المحلية والبيئة الدولية . ويرى أن الشباب أصبح كثر تأثرا بالبيئة الدولية خاصة بعد التطورات الهائلة التى حدثت فى الأونة الأخيرة على المستوى المعلوماتى والسياسى والتكنولوجى . حيث أن الإنترنت والحاسب عملا على تقريب المسافات وإزالة الحواجز بشكل كبير إلى درحة أن الشباب المصرى أصبح اليوم يملك صداقات عابرة للقارات . من خلال المحادثات والدردرشات التى يمارسها عبر الإنترنت .وقد تطورت هذه الأوضاع بعدما نجحت مصر فى توفير الإنترنت والكومبيوتر لغالبية المواطنين .
ولذلك فان حزب شباب مصر يرى أن أى حركة عالمية تحدث فى الخارج فانها ستجد صداها سريعا لدى الشباب المصرى ..ومن هذا المنطلق فاننا نؤكد على أهمية دراسة البيئة الخارجية المحيطة بالشباب مثلما نؤكد على دراسة البيئة المحلية .
والبيئة العالمية تشير إلى أن المظاهرات قد توالت فى مدن العالم خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين ومطلع الألفية الثالثة للتعبير عن رفض المشاركين فيها لصياغة قواعد النظام الإقتصادى العالمى والمطالبة بقواعد أكثر عدلا.
وتتضمن الحركة العالمية المناهضة للعولمة اتجاهات متباينة وقد تكون متناقضة ايدلوجيا إذ تجمع عمال الصلب إلى المدافعين عن السلاحف البحرية ومنظمات الدفاع عن المرأة ونشطاء حقوق الإنسان مع المزارعين الصغار وممثلى الكنائس . مع المدافعين عن شعوب العالم الثالث ومنظمات الدفاع عن المستهلكين مع منظمة أطباء بلا حدود الحائزة على جائزة نوبل . والتنظيمات الشيوعية مع التنظيمات السياسية اليمينية . والفوضويين مع جماعات اليمين المتطرفة والفاشية . وكل هؤلاء فى مواجهة عدو واحد هو سياسات العولمة .
وتتمثل أحد الأهداف الرئيسية لحركة مناهضة العولمة عبر اجتماعاتها والتى تسبق أى عمل تظاهرى تقوم به هو إنتاج خطاب مواز للخطاب العالمى السائد وإبراز مظاهر توحش العولمة فى شتى المجالات بما يقتضى تدريجيا على هذا الخطاب العالمى . ومن ثم يصبح الهدف العام لها هو نشر الوعى بين المواطنين بشأن العولمة من خلال تنظيم حركات الإحتجاج الكبرى التى تسعى إلى جذب انتباه الجماهير إلى القضية .
وتركز الحركة على احتجاجات الشوارع التى ينخرط فيها أعداد كبيرة من الشباب الذين وجدوا فى تلك الحركة متنفسا كبيرا للتعبير عن رفضهم وسخطهم على الأوضاع الإقتصادية العالمية التى لاتتسم بالعدالة من وجهة نظرهم . إلى جانب مظاهر التوحش الأخرى التى ولدتها العولمة . ولعل نموذج مظاهرات سياتل التى شارك فيها قرابة خمسين ألف شخص عام 1999 قريب إلى الأذهان . حيث تظاهر الآلاف أثناء انعقاد منظمة التجارة العالمية ومايهمنا فى هذا الصدد أساليب تلك الحركة التى استقطبت الآلاف من الشباب فى شتى دول العالم المتقدم . واتبعت طرقا للتعبير كالمشاركة عبر احد نوافذ المبانى لمحاولة منع المؤتمر من الانعقاد أو تجوب مجموعة أخرى الشوارع بينما تسمى مجموعة ثالثة بالمجموعة الطائرة التى يمكن أن تحل محل أى من المجموعات المتواجدة فى الصفوف الأمامية عند الحاجة .
كما تلجأ تلك الحركة إلى جمع أعضائها عبر شبكة الإنترنت حيث يمكن لأى فرد الإنضمام إليها خاصة عند الإعداد للمظاهرات التى تجتاح العالم .
ولعل إصرار تلك الحركة وانتشارها فى بقاع العالم المتقدم وامتداد بعض منها إلى نطاق الدول النامية يعيد إلى الأذهان تلك الثورة الشبابية التى ميزت أواخر اعوام الستينيات والتى جمع بينها مضمون واحد وإن اختلفوا فى التجليات ووسائل التعبير ودرجة شدتها وهو ماينبئ عن استمرار تمردات الشباب دون أن يعفينا ذلك من القول باختلاف توجهات ومطالب تمردات الستينيات التى كانت تدعو إلى تأكيد مفاهيم الحرية والوطنية عن تمردات الألفية الثالثة التى ترتبط بتظاهرات شباب الجنس الثالث أو نضال للترويج لديانات جديدة يمارسها عبدة الشيطان وهو مادفع البعض إلى التنبؤ بموت الفاعل الثورى وانسحاب روح الشباب وطهارته من المسرح العالمى .
ويرى حزب شباب مصر أنه لابد من بحث هذه التمردات العالمية باعتبار أنها أمر ليست بعيد عن الشباب المصرى . وإنما هى جزء من حركة الشباب المصرى . هذا الشباب الذى يراه حزبنا أنه أصبح قريب جدا وأقرب من أى وقت مضى من حركة التمرد العالمية خاصة مع تطور نظم المعلومات والإتصالات حيث أصبح شبابنا يملك آلياته القوية التى وطدت علاقاته بكل شباب العالم . ويكفى أن نعلم أن غالبية شباب مصر أصبحوا يمتلكون أجهزة كومبيوتر وإن لم يكن يمتلكها فهو يجيدها ويتعامل معها عبر المقاهى والأندية والأصدقاء . وأصبحوا من خلالها يوطدون علاقاتهم مع الآلاف من شباب العالم عبر الإنترنت وأصبح غالبيتهم يمتلك صداقات متنوعة عابر للقارات لاتتوقف عبر الحدود وتتخطى كل القيود السياسية بشكل مذهل وتتطور هذه العلاقات بمعدلات تفوق الوصف والتخيل . ولذلك فان الشباب المصرى لم يعد بعيدا عن هذه الحركات . ويؤمن حزب شباب مصر بأهمية الربط بين مايحدث فى العالم ومايحدث فى مصر . وعدم الحجر على رأى ومظاهرات الشباب لأنه سوف يشعر بوجود فوارق حقيقية بينه وبين شباب العالم الذى يسمح له بحق التظاهر وحق الإضراب فيما يمنع هو من مجرد ممارسة أى نشاط سياسى داخل الجامعات والمدارس وهناك عشرات القيود التى تحول دونه ودون ممارسة هواياته ونشاطاته الطبيعية .
ويرى حزب شباب مصر أنه قد حان الوقت الذى نتعامل فيه مع الشباب باعتبار أنهم كاملى الأهلية وعضو فاعل فى المجتمع بل ومنتج أيضا .
سمات جيل الشباب المصرى الموجود على الساحة
يضم جيل الشباب الحالى الموجود على الساحة حاليا فى مصر هؤلاء الشباب الذين ولدوا بين منتصف الستينيات ومنتصف السبعينيات تقريبا . أبناء هذا الجيل هم الآن بين أواسط العشرينات وأواخر الثلاثينات من عمرهم والذين لم يعانوا منهم من البطالة لفترة غير قليلة عقب تأهلهم ويشغلون المواقع الوسطى فى أعمالهم والتفاوتات فى المهارات والكفايات بين أبناء هذا الجيل هائلة بحكم تأثرهم بالتغيرات الهائلة التى لحقت بنظام التعليم فى مصر .
ويعتبر اغتيال أنور السادات على منصة احتفالات أكتوبر 1981 هو أولى الوقائع الهامة التى شدت انتباه هذا الجيل إلى عالم السياسة . ومصر التى يعرفها هذا الجيل والتى لم يعرف سواها حتى الآن هى مصر الثمانينيات . مصر حسنى مبارك . أى مصر التعدد الحزبى والمشروعات الخاصة . والإنفتاح وحرية الصحافة . والعلاقة الطيبة التى عادت مع العالم العربى .
ويؤكد حزبنا على أن السمة الأساسية لأبناء هذا الجيل هى القلق بفعل ضغوط مطالب الحياة كما ان التفاوتات الإجتماعية والإقتصادية الكبيرة بينهم تجعل منهم " عوالم " مختلفة مشتتة ثقافيا وفكريا . والذكريات التى استمعوا لها عن عهد عبد الناصر والأفكار التى عرضت عليهم عن البدائل السلفية أو الإشتراكية للوضع القائم جعلتهم رصيدا محتملا لاتجاهات سياسية متباينة خاصة فى ظل تنشئتهم منذ اللحظات الأولى على قيم التعددية السياسية وحرية التعبير ولذلك فان رصيد هذا الجيل وطاقته الكامنة هى من نصيب القوى التى تبادر إلى التوجه الواعى والمنظم إليه إذا أرادت أن يكون لها تأثير فى المستقبل السياسى القريب لمصر .
أما الجيل التالى له .. والذى ولد بين منتصف السبعينيات ومنتصف الثمانينات تقريبا أبناء هذا الجيل هم طلاب فى المدارس والجامعات أوشباب حديثوا التخرج أى أنهم عانوا أكثر من الجيل السابق لهم من التحولات الكبيرة فى نظام التعليم والتدهور الذى أصاب التعليم العام كما أنهم الجيل الأكثر خوفا من شبح البطالة أو الأكثر معاناة منها .
والوقائع الكبرى فى حياة هذا الجيل خارجية واقليمية أكثر منها داخلية : فوعيهم السياسى تفتح مع سقوط الإتحاد السوفيتى والنظام الإشتراكى بأكمله وكذلك حرب الخليج وفى حين أن الجيل السابق لهم تزامن نضج وعيه السياسى مع التفاؤل بآفاق السلام فى المنطقة فان هذا الجيل عاد مع أحداث التسعينيات إلى أجواء ماقبل السلام . ولذلك فان أبناءه يشكلون اليوم الكتلة الأساسية للمتظاهرين ضد إسرائيل وتأييد الفلسطينين .
أبناء هذا الجيل مثل سابقهم لايعرفون إلا مصر حسنى مبارك ومعرفتهم بعبدالناصر والسادات تشبه معرفتهم التاريخية بسعد زغلول ومصطفى النحاس .
والجيل الذى يمسك بمقاليد السلطة الآن فى مصر هو بالأساس جيل مابعد الضباط الأحرار وأن أخذ يستعين بالتدريج بعناصر من أبناء الجيلين التاليين له . ولكن تظل الغالبية العظمى من تلك الأجيال التالية موجودة فى الصفوف الثانية أو الثالثة ولم تأخذ بعد فرصتها للقيادة والمبادرة .
ومع أنه يصعب القول بوجود " صراع أجيال " على الساحة السياسية المصرية فى الوقت الراهن . إلا أن عمق التحديات التى تواجهها مصر والطابع المزمن لكثير من مشكلاتها والتعثر فى مواجهة كثير من تلك المشاكل والتحديات يجعل من تجديد الدم فى النخبة السياسية المصرية سواء فى مواقع الحكم أو المعارضة مطلبا حيويا . وإذا كان الجيل التالى للضباط الأحرار الممسك بزمام السلطة يحاول أن يتلافى بالإنفتاح والديمقراطية أخطاء الجيل السابق له فربما كان أفضل مايمكن أن يفعله على طريق تلافى تلك الأخطاء هو أن يفسح المجال بوعى ورحابة صدر للأجيال التالية فى اللحظة المناسبة ولايقصد حزب شباب مصر بالأجيال مجرد عناصر وأفراد من شرائح عمريه أصغر بقدر مايقصد به تعبيرهم عن فكر جديد وروح جديدة ترتبط بجيلهم الذى ينتمون إليه ذلك مطلب أساسى إذا قدر لمصر ان تنتفع بأغلى ماتملكه أى ثروتها البشرية وطاقة أبنائها الخصبة والمتجددة
أزمة الهوية لدى الشباب
يلفت حزب شباب مصر النظر إلى أن الشباب المصرى يعانى كجماعة لها ثقافتها الفرعية من عدم القدرة على تحقيق الذات من الناحية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية بسبب أزمة الهوية الوطنية لدى شريحة لا يستهان بها منهم مما ينعكس ذلك سلبا على المجتمع فى صورة حركات سياسية وإجتماعية تظهر فى صورة الرفض أو التمرد أو الإنسحاب فيما يعرف بالإغتراب السياسى .
وحزب شباب مصر يؤكد على أن أزمة الهوية لدى الشباب المصرى لها أسبابها التى أدت إلى تفاقمها مؤكدا على أهمية دراستها للعمل على إيجاد مخرج وحلول عاجلة لها . ومن هذه الأسباب :
أولا سرعة التغيير
فالعالم بصفة عامة يتغير بسرعة كبيرة . والتغير صار يشمل كل مناحى الحياة ومن ثم فان الشباب مصاب ببلبلة وتشتت وعدم القدرة على التكيف مع المتغيرات المتلاحقة على مستوى العالم . ولذلك يقترح الحزب عقد دورات صيفية للشباب منذ مرحلة الإعدادية تستهدف الإطلاع على كل مايجرى فى العالم من تغيرات . والربط بين حضارته وقيمة وعاداتة وعقيدته بهذه التغيرات ووضع الخطط التى من شأنها الإستفادة من هذه التطورات والتغيرات العالمية .
ثانيا التحديث
لاشك أن الشباب المصرى يعانى من اهتزاز الهوية نتيجة التحديث والتغير الضخم الشامل فى عالم حوله . فلم يعد فى مقدور أى جماعة بأن تكون بمنأى عن هذه التطورات الأمر الذى يتطلب القدرة على التعامل بنجاح فى مجتمع شديد التغير تكنولوجيا واقتصاديا واجتماعيا ولذلك فان حزبنا يؤكد على أهمية مواكبة التحديث على كافة المستويات . ودمج ثقافة الشباب بهذه العملية بما يؤدى فى النهاية إلى دمج فئات الشباب وكافة قطاعات المجتمع
ثالثا الشعارات
بعد ازدهار الصناعة والتطوير التكنولوجى زادت المشكلات الثقافية والنفسية لاسيما فى أشكال التمرد المختلفة التى انتشرت بين المثقفين من الشباب والتى تعبر عن ثورة التطلعات لديهم وكلها جميعا تصطدم على أرض الواقع ويحاولون البحث عن كل ماهو جديد من خلال صيحات وشعارات قد تكون جوفاء وقد تكون جيدة لكنها فى كل الأحوال محاولة للتمرد على الواقع الموجود حولهم . ويؤكد حزبنا على أهمية إستغلال هذه النقطة وتوظيفها بشكل يحقق المرجو من أحلام الشباب . وطموحاتهم .
رابعا التشتت النفسى
لاشك أن الصراع بين الهوية القومية أو الوطنية وبين الحضارة الحديثة وقبول أو عدم قبول تقويم الحضارة الغربية للحضارة الوطنية وقيمها ورموزها وطريقة حياة الشعب قد أدى إلى تنازع الهويات الوطنية والعرقية والطائفية والعالمية لدى الشباب . ويؤكد حزبنا على ضرورة توظيف الإعلام توظيفا جيدا بما يعمل فى النهاية على توضيح كل الهويات والكشف عن ملامحها جيدا من خلال ثقافة إجتماعية يتم حقن الشباب بها .
الهوية الوطنية لدى الشباب
يرى حزب شباب مصر أن الشباب المصرى محاط بأربعة هويات رئيسية وهى :
1 الهوية العربية : وهى تلك التى ترتكز على الحدود السياسية للدولة وتبنى هذه الهوية على الإنتماء والولاء والمواطنة فى الدولة .
2 الهوية الوطنية : وهى تلك التى ترتكز على التماثل فى الحضارة واللغة والثقافة ومن ثم تحقيق الوحدة العربية .
3 الهوية الإسلامية : وترتكز على العقيدة أكثر من الوطنية أو القومية ويميل العديد من الشباب إلى هذا الإتجاه .
4 أما الهوية العالمية فانه فى ظل ظروف التحول نحو العالمية فى كافة مناحى الحياة تزداد المؤثرات الخارجية على القيم السياسية لكافة المواطنين ومن ثم الشباب لاسيما المصرى الذى أصبح فى ظل العولمة مشتتا مابين قيمة الموروثة والقدرة على التوافق مع الحضارة العالمية الجديدة بكافة جوانبها التكنولوجية والثقافية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية .
ويرى حزب شباب مصر أن هذه الأوضاع تحتم على كافة الوزارات التكاتف معا لمواجهة التناقضات الحالية بين ماهو داخلى وبين القادم من العالم الخارجى ومحاولة الإستفادة من أفضل ماهو قادم من الخارج وبما لايتعارض مع القيم الإسلامية وتنمية الرقابة الذاتية لدى الشباب وتدريبهم على أفضل الطرق للتعامل مع التطورات العالمية .
قضية الإغتراب الإجتماعى والنفسى
يرى حزب شباب مصر أن قضية الإغتراب الإجتماعى والنفسى للشباب المصرى تعتبر بمثابة تحدى يواجه مجتمع الشباب المصرى نتيجة لتعقد الحياة وسرعة إيقاعها مما نتج عنه افتقاد الأمن والتواصل مع الآخرين وتضاؤل فرص التعبير وتحقيق الذات . ومايرتبط بذلك من شعور بالوحدة أو الخوف وعدم الإحساس بتكامل الشخصية وشعور الفرد أنه أصبح فردا بلا موقف واضح وضحية ضغوط غامضه متصارعة يعيشها المجتمع ولايجد لدى المجتمع حلا لتلك الحالة التى يعيشها مما يجعله يشعر بدعم القدرة على ضبط الأحداث والتحكم فيها وبالتالى يفقد الثقة فى نفسه وتترسخ لديه قيم السلبية والقلق والرفض .
وغالبا مايحاول التعبير عن أزمته بأى شكل من الأشكال التى قد تكون فى مظاهر العنف والتمرد أو التخريب أو الإنغلاق على الذات والوقوع فريسة لمشاعر الذنب والإنسحاب من الواقع . أوالهجرة إلى الخارج أو إلى الماضى محاولا البحث عن هوية . وهو مايتطلب تنمية الوعى لدى الشباب ومنحهم صلاحيات واسعة تنمى فيهم القدرة على مواجهة أعباء الحياة . ونرى أن هذه القضية وعلاجها لن يكون وليد يوم وليلة بل هى قضية تحتاج منا إلى جهد كبير وتحتاج إلى إفساح المجال لشبابنا منذ نعومة أظافرهم وإبعاد شبح الوساطة والمحسوبية الذى أصبح يهدد كل شئ فى حياتنا الإجتماعية . وإتاحة الفرصة للكفاءات والنماذج الجيدة منهم بما يعمل على التقارب بينهم وبين مجتمعهم وإحساسهم بأنهم جزء من هذا المجتمع .
التنشئة السياسية لدى الشباب
يؤكد حزبنا علىأن التنشئة السياسية عملية لازمة لخلق شعور عام قوى بالهوية الثقافية والتوحد مع الجماعة القومية عبر الإنتماء والولاء والمواطنة .
والتنشئة السياسية من وجهة نظر حزبنا هى عملية مستمرة لتلقين القيم السياسية . وتشرب الإتجاهات الإجتماعات تجاه السلطة والنظام السياسى منذ الطفولة وحتى الشيخوخة بهدف تأهيلهم كى يلعبوا أدوار متعددة فى الحياة أى أن التنشئة السياسية تهدف إلى نقل الثقافة السياسية داخل المجتمع من جيل إلى جيل وتساهم فى تكوين الثقافة السياسية وتعييرها .
وهى عملية اكتساب المرء لهوية شخصية تسمح له بالتعبير عن ذاته وقضاء مطالبه وفقا لما يراه صوابا . أى أنها بمثابة عملية محدودة لسلوك الفرد السياسى سواء بقبول أو رفض النظام السياسى أو المجتمع ككل أو إحدى مؤسساته .
التوجهات السياسية للشباب
يؤكد حزب شباب مصر على أن هناك ثقافة سياسية راسخة لدى الجيل الأكبر فى المجتمع المصرى تتجنب السياسة . وترفض مشاركة الشباب فى العملية السياسية . وفى المقابل هناك توجه سياسى إيجابى لدى غالبية الشباب الجامعى يؤكد ضرورة المشاركة . وتوجه أقل إيجابية نحو العمل السياسى بين شباب العمال ويمكن القول أن الشباب المصرى لديه توجه إيجابى نحو قيمة المشاركة يقابلها عدم توفر الأساليب والآليات التى تستوعب هذه الرغبة إلى جانب عدم ثقة الأطراف والمؤسسات القائمة . وتشير دراسة حديثة أجريت على طلبة جامعة القاهرة إلى أن 61 % من الشباب يرون أن الأسلوب الأمثل الذى يساعد الشباب على القيام بدور فعال فى المجتمع هو إتاحة الفرصة للمشاركة الفعالة . يليه عضوية الأندية السياسية والثقافية بنسبة 16% ثم الإنضمام للأحزاب السياسية بنسبة 14% . كما أنهم يفضلون الإهتمام بالشأن العام وشغل المناصب السياسية وأماكن النفوذ وأدوار الرياسة وعضوية الأحزاب وعضوية المجالس النيابية والخطابة السياسية .
ويفسر حزبنا ذلك بأن هناك رغبة فى المشاركة ولكن عدم الثقة يحول دون ذلك . فالمشكلة ليست فى نقص الوعى السياسى وإنما اللامبالاة وعدم الثقة وحالة الإغتراب السياسى والنظرة السوداء المتشائمة وافتقاد القدوة .
ويرى حزب شباب مصر أن الإنتماء طاقة نفسية ضرورية وعلاقة وجدانية تمكن الإنسان من التعامل مع وضع يرفضه . فقوة الإنتماء بمثابة الشرط الضرورى والمبدئى لدخول الشباب بقوة فى الحياة السياسية للمجتمع . ويؤكد حزب شباب مصر على أن التحدى الأساسى للشباب المصرى فى الوقت الراهن يتمثل فى التفاعل مع الوضع الذى يرفضه وفى نفس الوقت يحتفظ بالقدرة على الرفض فتظل له إمكانيتا الإستمرار فى الرفض والتعايش مع الواقع الذى يرفضه . ويمكن القول أن السائد بين الشباب المصرى ليس حالة اللانتماء كما يرى البعض . وانما حالة وهن الإنتماء بل إن التمرد والعنف السياسى بين الشباب الإسلامى إنما يجسد انتماءا مريضا لأنه يعبر عن رغبة فى تغيير الأوضاع العامة وأى رغبة فى التغيير تعبر عن الإنتماء حيث يكون الشباب قد خرج من ذاته الفردية واصبح أكثر اهتماما بالشان العام .
ولعل وسائل الإعلام من أبرز مكونات الوعى السياسى للشباب المصرى والذى يعتمد إلى حد كبير على وسائل الإعلام الرسمية فى تكوين وعيه السياسى . ولكن بعض الشباب يشير إلى عدم مصداقية وسائل الإعلام فى بعض الأزمات فقد كان 64 % من طلاب جامعة قناة السويس يثقون فى إذاعتى مونت كارلو ولندن أثناء حرب الخليج بينما لايثق فى إذاعة البرنامج العام سوى 2 % تقريبا
ويؤكد حزب شباب مصر على أنه قد حدث تحول إيجابى لدى الشباب المصرى بسبب الإنفتاح الإعلامى المصرى فى ظل التنافس بين القنوات الفضائية ويؤكد الحزب على أن هناك اعتماد كبيرا بين الشباب على ماتقدمه وسائل الإعلام المصرية وإن كان من العوامل التى تؤدى لذلك عدم توافر وسائل بديلة أو الإعتياد على التعرض لوسائل معينة . ويؤكد 72 % من الشباب أنهم يحرصون على مشاهدة البرامج السياسية فى التلفزيون .
الشباب وصور المشاركة السياسية
يرى حزب شباب مصر أن ثقافة الشباب تميل بطبيعتها باعتبارها ثقافة فرعية إلى تجميع الشباب فى تجمعات غير رسمية خاصة بهم . مثل جماعات الأقران وشلل الأصدقاء . وقد تأخذ شكلا رسميا معترفا به كالمعسكرات الكشفية والجوالة ونوادى الشباب . وقد تميل ثقافة الشباب فى بعض الأحيان إلى تنظيم الشباب فى منظمات سرية أو معادية للنظام المجتمعى .
وبينما ترى الغالبية العظمى من الشباب ضرورة تكوين جماعات شبابية منظمة ومعترف بها للإفصاح عن مشكلاتهم واحتياجاتهم ومواقفهم واتجاهاتهم . فان غالبية الكبار لاترى ضرورة لتكوين مثل هذه الجماعات الشبابية . وعلى الرغم من الفكرة المبدئية عن رغبة الشباب فى المشاركة فقد تجلت ظواهر عزوف الشباب عن المشاركة السياسية فى العديد من الصور والمؤشرات . وإذا كان الطلاب عازفين عن المشاركة فى الإنتخابات الطلابية فان الشباب بصفة عامة أكثر عزوفا عن أنماط المشاركة المتعلقة بالأحزاب السياسية والجمعيات الاهلية . مع مشاركة محدودة فى التنظيمات الإسلامية وتؤدى هذه الظواهر إلى أزمة شبابية عامة تلقى بظلالها الكئيبة على مشاركة الشباب فى الحياة السياسية .
وإذا كان الشباب عازفا عن المشاركة فى الإنتخابات فان القضايا المتعلقة بالشأن العام الوطنية والمحلية لاتنال حظها المشروع من اهتماماته . ويمكن أن نلاحظ على مشاركة الشباب وإطلالاتهم العامة أما أنها شديدة الجماهيرية والعفوية كمشهدهم فى مباريات كرة القدم أو فى الحفلات الغنائية وإما أنها شديدة النخبوية تعتمد على التفوق والموهبة فى مجال ما . وبين هذين الحدين نجد الشباب جمهرة غير منظمة فى الجامعات أو شللا فى الأحياء . وفى حين ينصرف الشباب عن الأحزاب السياسية متمردين على الأطر النظامية فان لديهم اهتماما محدودا بالعمل فى الجمعيات الأهلية واهتماما أكبر بالمخيمات والبرلمانات الشبابية التى يجدون فيها الفرصة للإنطلاق والتعبير عن أنفسهم مما يعكس رغبة جامحة فى التفلت وعدم الإنتظام . يغذيه صراع الأجيال واحتكار الجيل القديم مواقع القوة والنفوذ فى جميع الهيئات والمؤسسات والجمعيات والتى يقتصر حضور الشباب فيها على مساحات محددة ومحكومة وبصورة أقرب إلى السلبية وعدم الفعل وبالتالى يغيب الشباب عن السياسة وعن القضايا العامة محل الإهتمام المشترك ويظهرون كأفراد منعزلين أو معزولين تنفعهم حريتهم فى حياتهم ومشاريعهم الخاصة ويتعاونون أو يتعاركون فى إطار شلة الأصدقاء .
ولكى يتم الإستفادة من قدرات وإمكانيات وطاقات الشباب فان حزب شباب مصر يضع شكل وصور وأبعاد مشاركة الشباب سواء فى التصويت الإنتخابى أو عضوية الأحزاب والإتحادات الطلابية أو الترشيح للمناصب العامة.
أولا المشاركة فى الإتحادات الطلابية :
يؤكد حزبنا أن حوالى 66 % من الطلاب فى الجامعات لم يشاركوا فى الإنتخابات الطلابية مطلقا . وقد أظهرت كافة الدراسات المعنية أن حوالى 46.8 % من الطلاب لايؤيدون ممارسة النشاط السياسى من خلال الإتحادات الطلابية . ويرى الخبراء والمهتمين أن هناك ضعفا شديدا فى إقبال الطلبة على ممارسة الأنشطة فى الإتحاد . فهناك عشرة آلاف طالب فقط يمارسون الأنشطة من خلال الإتحاد من أكثر من 120 ألف طالب .
وتشير الأبحاث المهتمة إلى أن 91 % من الطلاب لايشاركون فى المنتديات الفكرية أو الثقافية أو السياسية . ويعتبرون أن أسباب عدم مشاركتهم فى انتخابات الإتحاد تتمثل فى الإنشغال بالدراسة وضيق الوقت بسبب نظام التيرم وعدم الإهتمام بالعمل العام . وعدم تعبير الإتحاد عن مطالب واهتمامات الطلاب وتركيزه على الأنشطة التافهة كالحفلات والرحلات . كما أنه لاتوجد جدوى حقيقية للإتحاد واستخدامه كأداة للصراع الحزبى والسياسى.
كما تقلصت أعداد المرشحين بسبب الشطب التى تطول الطلاب الذين يمارسوا النشاط الطلابى أو الذين تم توقيع عقوبات تأديبية عليهم كما يجرى شطب طلاب من المنتمين إلى إتجاهات سياسية معينة .
ويلاحظ التباين الواضح بين المشاركة الشبابية الواسعة فى المظاهرات المؤيدة للإنتفاضة الفلسطينية . وبين ضعف المشاركة فى التصويت الإنتخابى نظرا لعدم الثقة فى العملية الإنتخابية والمؤسسات المعبرة عن الشباب . فالإتحادات الطلابية صارت مجرد ديكور شكلى لاتمارس وظائفها ولاتؤدى أدوارها . أما المظاهرات فهى مؤقتة بطبيعتها ولكنها تعكس مشاعر وطنية جارفة تبدو بقوة فى لحظات معينة أكثر ارتباطا بموضوع الصراع الإسرائيلى .
وفى الحقيقة فان التطور الأكثر أهمية فى الصورة الجديدة للعمل الطلابى هو تفجر المظاهرات التلقائية بخصوص قضايا طلابية . وانتشار العنف والبلطجة بين الشباب . ولقد تراجعت السياسة لصالح الخدمات وتراجع دور التنظيمات لصالح الدور النقابى والخدماتى ثم تراجع الدور النقابى لصالح الترفيه والرحلات .
ومن هذا المنطلق يرى حزبنا أنه لابد من إعادة الروح مرة أخرى فى الإتحادات الطلابية وإلغاء آلية الرقابة الداخلية للإتحادات وإطلاق العنان لتحرك الطلاب على كافة المستويات بما فيها المستوى السياسى بحيث تتحول الإتحادات الطلابية إلى مدرسة يتعلم فيها الطلاب كافة فنون العمل العام . والتدريب على أن يضطلعوا بمهام المستقبل . وهو أمر سوف يفيدنا مستقبلا بدلا من ترك الطلاب نهبا لتيارات سياسية قد تتبنى العنف سبيلا لتحقيق أهدافها مستغلة فى ذلك الفراغ السياسى الموجود على الساحة . كما يؤكد حزب شباب مصر على ضرورة ألغاء نظام التيرم فى الإمتحانات بما يتيح للطلاب مرة أخرى العمل العام . ورفع كافة القيود المفروضة على العمل الطلابى . وعدم السماح لإدارة الجامعة أو الأمن بالتدخل فى أى نشاط طلابى . أو أى إنتخابات طلابية داخل الجامعات أو داخل المدارس .
ثانيا الإشتراك فى التصويت السياسى :
تشير الإحصاءات والأرقام الرسمية بأن 87 % من الشباب لايملكون بطاقة إنتخابية . كما أن حوالى 79.8 % من الشباب لم يشاركوا فى الإنتخابات البرلمانية لعام 1990 . وقد بلغت نسبة الذين شاركوا فى الإنتخابات البرلمانية لعام 1995 من الشباب ( أقل من 30 سنة ) 20.5 % من إجمالى الناخبين .
وتشير البيانات الصادرة عن مراكز بحثية مهتمه أن 5 % فقط من طلاب كلية الإقتصادية والعلوم السياسية يصوتون فى الإنتخابات العامة و23 % منهم لديه بطاقة إنتخابية . ونسبة الشباب الذين لايثقون فى إشراف الشرطة على الإنتخابات تتعدى 86 % .
وتعد مشاركة الشباب فى بعض النقابات المهنية ضعيفة . فشباب المعلمين أقل مشاركة من نظرائهم من الكبار . و37 % منهم يندرجون بالفئة الدنيا من المشاركة و36 % فى الفئة المتوسطة و27 % فى الفئة العليا .
ويرى حزبنا أنه من المهم إعادة الثقة المفقودة بين الشباب وبين مؤسسات الدولة المعنيه . بما يجعلهم فى النهاية عنصر إيجابى فى كافة الإنتخابات التي تجرى بالدولة على أى مستوى وفى أى مؤسسة سواء كانت إنتخابات عامة أو إنتخابات خاصة باتحادات الطلاب . لأن سلبيتهم تنعكس على كل ملامح المستقبل . ويحصد الجميع ثمار هذه السلبية .
ثالثا الشباب والأحزاب :
يؤكد حزب شباب مصر أن نسبة المشاركين فى الأحزاب السياسية من الشباب لا تتعدى 9 % مما يوضح عزوف الشباب عن الإنضمام للأحزاب السياسية . و 80 % من المشاركين فى الأحزاب يرفضون الترشيح عن الحزب . مما يدل على أن مشاركتهم صورية قد تجبرهم عليها أوضاع إجتماعية معينة ورغم هذه الأرقام إلا أن 80 % من الشباب يفضلون وجود أحزاب سياسية . و58 % منهم يفضلون أحزاب المعارضة على الرغم من رفضهم الإنتماء إليها . ويرى الشباب أنه ليس لهم مكان فى الأحزاب ويشيرون إلى سيطرة الشيوخ ومن هم فوق سن الستين على المناصب القيادية وعدم تواجد لجان شبابية للأحزاب داخل الجامعة . وفشل الأحزاب فى تعريف الشباب بها . ويشير الشباب إلى بعض إيجابيات الأحزاب مثل الكشف عن الفساد وإثراء الديمقراطية .
ويؤكد حزبنا على أن الأجواء داخل الأحزاب المصرية تدعو للإحباط وتشبه إلى حد كبير حالة " موات " . ومنذ فترة طويلة يحجم الشباب عن المشاركة فى العمل الحزبى . على خلاف النجاح الذى أحرزته التيارات الإسلامية خلال العقدين الماضيين فى استقطاب قطاعات معينة من الشباب .
وتخلو البنية الداخلية للأحزاب من التجديد والحيوية اللذين يدفعانهما فى جسد أى عمل سياسى أو إجتماعى . وتسيطر كوادر كبيرة فى السن وقديمة فى طرحها السياسى والعمل التنفيذى على مجريات العمل فى الأحزاب المصرية التى غاب عنها الشباب الذى يمثل القوة الدافعة لأى عمل سياسى فأضيفت مفردات جديدة إلى قاموس السياسة المصرية . مثل صراع الأجيال وتغييب الشباب وعصر الشيوخ .
وإذا كانت الأحزاب لم تنجح فى الوصول لقطاعات شبابية واسعة فان للمسألة أسبابا تتعلق بالأحزاب وبالشباب أنفسهم . وبالعملية السياسية فى مصر برمتها . فبالنسبة للأحزاب لايمكن إدعاء أن الأحزاب فعلت كل ماهو مطلوب منها موضوعيا فى نطاق الشباب ولابد أن هناك تقصيرا ربما يكون موجودا بحكم ظروف نشأة الأحزاب نفسها . أو نموذج العمل الحزبى فى مصر حديثا لأن العمل الشبابى ظل لفترة طويلة فى إطار التنظيم السياسى الواحد وفى إطار مجموعة من الشعارات والأهداف القومية العامة التى كان الشباب كلهم يحتشدون من أجلها . ولم تأخذ تجربة دخول الشباب الأحزاب باختياراته الشخصية ووفقا لقناعاته الفكرية والسياسية الحيز الزمنى أو المدى الزمنى المناسب لها .
وتقتصر مشاركة الشباب على مجموعات نخبوية من الشباب فلا نستطيع القول أن شباب الفلاحين أو شباب العمال لديهم الإستعداد للممارسة السياسية من خلال الأحزاب بنفس درجة الإستعداد لدى طلاب الجامعة أو الشباب المنتمى للنقابات المهنية أو الخريجيين . فهذه الشريحة هى الأكثر فاعلية ولو رصدنا هذه الشريحة سنجد معوقات كثيرة تمنعها من التواصل مع الأحزاب منها على سبيل المثال قرار سياسى بمنع ممارسة الأحزاب لنشاطها داخل الجامعات أو بين صفوف الطلاب مما يحرم الأحزاب من العمل وسط قطاع عريض من الشباب فى سن حساسة جدا من 18 إلى 22 سنة هى المرحلة التى يمكن فيها تشكيل وعى ووجدان الشباب والتأثير فيه فيما عدا بعض المحاولات الفردية بين الحين والآخر التى تتم مع العناصر الشبابية التى تتجه وحدها وباختيارها إلى الأحزاب والعمل السياسى من خلالها .
ويجب أن نعترف بأن السبب فى عدم التواصل بين الأحزاب والشباب يكمن فى خطاب الأحزاب نفسه . فالأحزاب لاتملك خطابا قادرا على التواصل مع الشارع المصرى لأنه خطاب تقليدى وقديم أصابته الشيخوخة منذ فترة بعيدة فالأحزاب سلفية وتطرح قضايا سلفية وينعكس ذلك بوضوح على علاقتها بالشباب الذين يريدون خطابا جديدا يتعامل مع مشكلاتهم الجديدة ومع العصر ومع المستقبل .
ويؤمن حزب شباب مصر بضرورة إطلاق العنان لتأسيس الأحزاب بشكل أكثر مرونة ويتفق مع متطلبات وروح العصر . من خلال تأسيس الأحزاب باخطار لجنة شئون الأحزاب فقط . على أن يترك للشارع المصرى عملية تقييم كل حزب بنفسه . وهو ماسوف يؤدى إلى وفاة الأحزاب الهامشية تلقائيا دون الحاجة إلى تدخل من قبل المؤسسات المعنية .
رابعا الشباب وتجديد النخبة :
كانت فى مصر مؤسسات سياسية مسئوليتها التنشئة السياسية وتنمية الولاء الوطنى والقومى وتربية الشباب على دافع الخدمة العامة . وكان من أهم هذه المؤسسات منظمة الشباب بصرف النظر عن مدى ديمقراطيتها والإتحادات الطلابية . وكانت منظمة الشباب تابعة لأمانة الشباب فى الإتحاد الإشتراكى فى تسلسل قيادى وشبكة تنظيمية مكنت من الربط بين كل فئات شباب مصر من الطلاب وشباب العمال والحرفيين وشباب الفلاحين . وقد تم التخلص منها فى منتصف السبعينيات وبعد إلغاء الإتحاد الإشتراكى وتأسيس الأحزاب لم يعد فى مصر مؤسسة وطنية تتولى مسئولية التنشئة السياسية والثقافية لشباب مصر . فجاء الدور على الإتحادات الطلابية التى أثبتت جدارة عالية من الوعى الوطنى فى الحركتين الطلابيتين عامى 1968 و 1972 . وأثبت الطلاب من خلال تنظيمهم الطلابى أنهم أهل للمسئولية وانهم على درجة عالية من الوعى والإنتماء الوطنى . وكانت للطلاب قيادة طلابية عليا ممثلة فى الإتحاد العام لطلاب الجمهورية الذى كان يضم خمسة أفراد من اتحاد طلاب كل جامعة فى مصر يتم انتخابهم فى المؤتمر العام السنوى لإتحاد طلاب الجمهورية . الذى كان يربط كل الإتحادات الطلابية فى الجامعات المصرية . ولدوافع أمنية تم تصفية العمل الطلابى وبالذات العمل السياسى فى الجامعات وتحويل الإتحادات الطلابية إلى مجرد منتديات للأنشطة بصدور لائحة عام 1979 .
ويؤكد حزبنا أنه لابد من وجود مؤسسة عليا تضطلع بالإشراف على عملية التنشئة السياسية للشباب . تكون مهمتها وضع البرامج السياسية والإجتماعية والإقتصادية التى تعمل على دعم هذا التوجه . ويكون أعضاء هذا المؤسسة مختارين بالإنتخاب من قبل الأحزاب والنقابات والمدارس والجامعات بحيث يكون كل قطاع ممثل بها .
خامسا عنف الشباب :
يمثل الشباب العنصر الهام لأعمال الإحتجاج الجماعى والعنف السياسى وإذا كان السلوك التظاهرى هو الغالب على النشاط الطلابى فان فئات من الطلبة مارست إلى جانب المظاهرات المحدودة بعض أعمال الشغب والإضرابات والإعتصامات . ويوضح حزب شباب مصر سمات النشاط الطلابى الإحتجاجى أهمها :
بروز دور الطلبة فى جامعات العاصمة بخاصة القاهرة وعين شمس والأزهر .
العفوية والإستقلالية بخاصة فى أعمال الإحتجاج والمظاهرات الكبرى نسبيا مثل مظاهرات حرب الخليج الثانية 1991 والحرم الإبراهيمى 1994 وجامعة الأزهر 2000 والإنتفاضة الفلسطينية عام 2002 . أما الأعمال الجزئية والمحدودة فقد مارستها فئات من الطلبة تحت لافتات وشعارات سياسية وفكرية مختلفة .
يتزايد حجم المشاركة الطلابية فى القضايا ذات الدلالات الوطنية والقومية والإسلامية .
تراجع الإهتمام بقضايا الحريات والديمقراطية .
أغلب القوى التى مارست الإحتجاج والعنف غير مستوعبة فى إطار المؤسسات والتنظيمات السياسية والنقابية والطلابية الرسمية القائمة .
يمكن أن تزداد فعالية وخطورة الحركة الطلابية إذا التحمت وتفاعلت مع قوى وفئات إجتماعية أخرى كالعمال ولذلك تحرص أجهزة الأمن على محاصرة المظاهرات داخل أسوار الجامعات . وعلى الرغم من أن الطلبة يمتلكون القدرة على رفع راية الرفض والإحتجاج فى وجه المجتمع . وقد يشكلون فى بعض الفترات تحديا خطيرا إلا أنهم لايستطيعون طرح بديل بحكم صغر السن والمثالية وعذرية الخبرة . فضلا عن أن عملية طرح بديل للأوضاع التى يرفضونها تتطلب حركة سياسية منظمة لها تصورها الفكرى وكوادرها القيادية وأطرها التنظيمية وبرامجها السياسية . وعندها يمكن للحركة الطلابية أن تنخرط فى إطارها .
ولذلك فان حزبنا يؤكد على ضرورة إستيعاب قدرات الشباب فى قنوات شرعية أفضل من تركهم نهبا لكافة القوى غير الشرعية . خاصة مع ترصد قوى خارجية لجبهة مصر الداخلية ومحاولة إستقطاب فئات الشباب تحديدا كما لاحظنا من خلال تكشف شبكات التجسس التى كان معظم أفرادها من شباب حاول ممارسة دوره فلم يجد ثمة قناة شرعية لها مطلق الحرية فى التحرك .وهذا لن يحدث هو الآخر إلا مع إطلاق العنان لكافة الحريات ورفع كافة القيود التي تحاصر الأحزاب وكافة التيارات والقوى السياسية الموجودة على الساحة .
سادسا مراكز الشباب :
لعل الوحدة الأساسية للإعداد للشباب هى تلك الشبكة الهائلة من مراكز الشباب المنتشرة بطول مصر وعرضها التى يبلغ عددها أربعة آلاف مركز ربما تكون هى الشبكة الإجتماعية الثانية من ناحية الكثافة بعد شبكة المساجد . ولكن هذه الكثرة العددية تعانى من مشاكل مادية وإهمال . ويمكن أن تكون مراكز الشباب مكانا للإعداد السليم فى المجالات الرياضية والإجتماعية والعلمية والمعرفية والسياسية . وفى الواقع فان التربية السياسية التى يمكن أن تسهم فيها مراكز الشباب يمكن أن تنبت شبابا متسامحا وقادرا على الممارسة الديمقراطية من خلال الحوار الحر والمتاح لكل الأحزاب والقوى السياسية الشرعية فى المجمتع . ويمكن أن يحدث ذلك من خلال ضمان نزاهة انتخابات مراكز الشباب وإقامة برلمانات شبابية لمناقشة مشاكل وهموم الشباب . وتمكينهم من ممارسة حقهم فى الإختيار وصنع القرار وتنفيذه .
ولكن مراكز الشباب تعانى من عدة مشاكل تعوق عملية المشاركة منها بروز دور العصبيات واقتصار العضوية على من هم فوق سن الواحد والعشرين عاما وعدم تواجد أعضاء المجلس بشكل فعال بمراكز الشباب . والأزمات المالية المستمرة . ولذلك فان حزب شباب مصر يؤكد على ضرورة بحث هذه المشاكل والعمل على سرعة تلافيها . وتحويل مراكز الشباب من مجرد مقار تحتوى على بعض الملابس وصالات البولينج والتنس إلى مقار فاعلة . ومدارس حقيقية لتخريج شباب قادر على ممارسة دور فاعل فى المجتمع . ومقار تواصل بين شباب الجمهورية من خلال تنظيم المسابقات الرياضية والثقافية والحفلات والمنتديات . مع العلم بأن المسؤليين لايتوانون عن إطلاق التصريحات التى تؤكد على أن مراكز الشباب تقوم بهذه الأدوار التى يشير إليها حزبنا . لكن حزب شباب مصر يؤكد على أن هذه الأنشطة هى فى الأساس أنشطة ورقية أكثر منها أنشطة فعلية . وأن مايحدث من أنشطة لايتجاوز الورق . نظرا لإنعدام الرقابة على أنشطة هذه المراكز . وهو مايتطلب رقابة فعالة على هذه المراكز .
وينتهى حزب شباب مصر بعدما طرحه السابق على أن مشكلة عزوف الشباب عن السياسة تعود إلى أسباب عديدة ومتشابكة . وقد صار الهم الأساسى له بعد التخرج من الجامعة البحث عن عمل والطالب الجامعى مهموم فى فترة الإجازة بالبحث عن أى عمل يوفر له بعض المطالب المادية أثناء فترة الدراسة . وبالتالى فان العمل السياسى بالنسبة له يعتبر نوعا من الرفاهية التى لايستطيع القيام بها فيدخر وقته وجهده لشئ آخر أهم بالنسبة له . من ناحية أخرى حدث تغير فى الشباب المصرى بالمقارنة بجيل السبعينيات وبداية الثمانينيات حيث انحدر معدل الإهتمام بالحياة السياسية والعمل السياسى نتيجة لتزايد التنافس على القيم المادية والمظاهر كتوجه عام فى المجتمع . مع ازدياد الصراع بين التيارات السياسية والفكرية خصوصا الإسلامية والعلمانية كما أصبحت حرية الفكر والإعتقاد محل شكوك عديدة كما أن التعليم يساهم باشكالياته المختلفة فى عرقلة إمكانيات تحقيق المشاركة . وقد صار من الخطورة بمكان استمرار حظر العمل السياسى والحزبى داخل الجامعة وهو الموقف الذى يستند إلى تبرير مؤداه ضرورة الفصل بين التعليم والسياسة وبين التعليم والأحزاب حتى يمكن لمؤسسات التعليم أن تنهض بوظيفتها الرئيسية فى نشر العلم . وهناك اتجاه رسمى يؤيد تشجيع العمل السياسى للطلبة بمعناه الثقافى ويرفض العمل الحزبى . وذلك من خلال دعم الثقافة السياسة للطلاب ورفع مستوى وعيهم بالأحداث والتيارات السياسية وتخشى إدارة الجامعة من الصراعات السياسية والحزبية وإمكانية التأثير على صغار الطلاب . كما تبغى هذه الرؤية عزل النشاط الطلابى عن الأحزاب كى لاتصبح الجامعة مسرحا للتنافس والصراع الحزبى من أجل السيطرة على النشاط الطلابى .
وإذا كان هذا التوجه مع السماح بالنشاط الثقافى السياسى النظرى فان الخبرة الواقعية تؤكد تدنى الثقافة السياسية لدى طلبة الجامعة . كما أن الإتحادات الطلابية قد أصابها الجمود واصبحت مجرد شكل أو هيكل من دون مضمون حقيقى فانصرف عنها الطلاب مما يؤدى فى النهاية إلى بروز تنظيمات وقوى سياسية تعمل من خارجها .
ويؤكد حزب شباب مصر على رفضه الفصل بين التعليم والسياسة . لان ذلك معناه مصادرة حق الطلاب فى الإهتمام بالشؤن العامة ويضعف إنتماءهم الوطنى .
وفى ظل هذا الوضع تصبح السياسة فى خطر فان امتنع الشباب عن المشاركة فى صياغة تصوراتهم وأحلامهم العامة . وأمسك عن إبداع وتطوير أشكال تترجم هذه التصورات إلى واقع غدت السياسة مهددة : لأنها تبقى بين أيد قديمة لم تتجدد وتبقى رهينة عقلية وأطر لم تستوعب روح العصر . كما يتولد عن هذا الغياب بروز الفئات الرافضة التى تنحو نحو السلبية والإنعزال وتقف موقف المتفرج من قضايا الأمة ومشاريع النهضة والتنمية أو الفئات التى تنحو نحو أساليب الإرهاب والعنف والقتل . مما يعنى أن هناك حاجة ماسة لجذب هذه الفئات على اختلافها إلى مربع الإصلاح وإعطائها حق التعبير عن رايها من خلال القنوات الشرعية .
ولعل الكثير من الظواهر السلبية فى المجتمع يمكن تفسيرها فى ظل هذا الإطار فهجرة الكفاءات إلى الخارج تكون بسبب الفساد السياسى واسلوب التجنيد للمناصب الذى يقوم على الولاء الشخصى . ومشكلة غياب الصف الثانى من الشباب الذين يصلحون لتولى المناصب الهامة بسبب غياب السياسة . وعدم وجود اتحادات طلابية يمارس فيها الشباب الأنشطة السياسية .
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن وبعد كل ماسبق :
هل إنتهت علاقة شباب مصر بالسياسة نتيجة كل ماسبق؟
يؤكد حزب شباب مصر على أنه من الصعب النظر إلى أحوال الشباب وأحوال السياسة فى مصر فى الألفية الثالثة مثلما كنا ننظر إليها طوال القرن الماضى . فاذا قلنا أن شباب اليوم ليس هو شباب الأمس . وأن اهتمامات من يعيش ثورة المعلومات وثقافة البريد الالكترونى ليست هى اهتمامات وثقافة من عاش عصر " الإستقلال التام أو الموت الزؤام " . فإنه من المؤكد أن السياسة فى نفس هذا العصر تختلف أيضا عن السياسة فى العصر الماضى .
وإذا كانت السياسة ومفاهيم العمل السياسى قد تغيرت فى عصر العولمة . فان بقاء العمل السياسى فى بلادنا حكرا على الجيل والمفاهيم القديمة أضر ليس فقط بالسياسة إنما أيضا بتفاعل الشباب معها .
وإذا عدنا إلى بدايات هذا القرن ونظرنا تحديدا إلى علاقات الشباب بالسياسة منذ ثورة 1919 وحتى بداية العقد الماضى سنكتشف أن هناك خيطا رفيعا ممتدا ربط بين هذا الشباب والعمل السياسى رغم الإختلاف الشديد فى الظروف التاريخية وفى نظم الحكم .
وفى الحقيقة أنه يمكن القول أن هذا الجيل عاش عصر الأيدلوجيات والأحلام الكبرى على مدار مايزيد عن نصف قرن . فكان يكفى الشاب أن يكون " وطنيا " حتى يكون منغمسا حتى النخاع فى العمل السياسى . وكان يكفى أن يكون معاديا للإحتلال البريطانى حتى يجد عشرات التنظيمات العلنية والسرية القادرة على توظيف طاقته الوطنية فى النضال السياسى . وقد كان منطقيا ومشروعا فى ظل الإحتلال البريطانى المباشر لمصر أن تكون قيمة الإستقلال والتحرر قادرة فى حد ذاتها على التعبئة وعلى الحشد السياسى بصرف النظر عن واقع تلك التنظيمات السياسية الحاملة لراية الإستقلال حيث مثل فى حد ذاته قيمة كبرى . وأيضا حلما كبيرا غابت معه تفاصيل كثيرة وبدا وكأنه يحمل الحلول السحرية لكل مشكلات مصر وأزماتها .
وعندما جاءت ثورة يوليو 1952 وأعلنت النظام الجمهورى فى مصر وخاضت معركة الإستقلال والتحرر بنجاح ملحوظ أقامت مثلها مثل الغالبية الساحقة فى بلدان العالم الثالث الخارجة من تحت نير الإستعمار نظاما سياسيا قائما على الحزب الواحد . حيث رفضت نظريا وعمليا فكرة التعددية الحزبية . وقد تفاعل الشباب معها تفاعلا إيجابيا ومثلت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر التاريخية عنصر جذب للغالبية العظمى من أبناء الشعب المصرى وعلى رأسهم الشباب .
وقد حرص الشباب القومى والناصرى طوال ذلك الوقت على التأكيد بأنه ينتمى إلى أيدلوجية ملتصقة بالواقع وتؤمن بالرسالات السماوية وليست " مستوردة " من الخارج .
وقد اتضح الدور السياسى للشباب الذى تربى فى عصر الثورة وتنظيماتها فى أعقاب هزيمة 1967 حين تمرد جيل كامل من طلاب الجامعات على كثير من مثالب النظام القائم . وقام بمظاهرات عارمة اجتاحت الجامعات المصرية وبصورة لم تشهدها منذ إنطلاق الثورة بالإحتجاج فى البداية على ضعف الأحكام الصادرة بحق كثير من القادة العسكريين المسئوليين عن الهزيمة وانتهت إلى المطالبة باجراء إصلاحات ديمقراطية وسياسية داخل النظام تمحورت حول المطالبة بالتعددية الحزبية وإستقلالية العمل النقابى واحترام حرية الرأى والتعبير إضافة إلى حرية الصحافة .
ولعل المفارقة تبدو هائلة حين نجد أن بعض رموز هذا الجيل التى بدأت فى أقصى اليسار عادت فى عصر العولمة ووقفت فى أقصى حدود اليمين فى تحول هائل بدا أن القاسم الوحيد فيه هو التطرف يسارا أو يمينا والعداء للثورة إما بالمزايدة عليها يسارا فى الستينيات أو بالتنصل من إنجازاتها فى التسعينيات .
ومع ذلك فقد نجحت قطاعات يعتد بها من هذا الجيل فى إعادة صياغة أفكارها " الثورية " الأولى بشكل عصرى جديد تجاوزت فيها تقسيماتها الأيدلوجية الضيقة وثناياتها المطلقة ودون أن تفقد فى نفس الوقت جوهر المعانى وقيمة الخبرات التى اكتسبتها .
وعلى الرغم من أن هذا الجيل إجمالا كان من أكثر أجيال مصر خبرة سياسية إلا أنه فى نفس الوقت تعرض لاستبعاد واضح من الحياة السياسية ومن التأثير السياسى داخل النخبة الحاكمة وظل ينظر إليه باعتباره معارضا .
وقد إستمرت حالة الإستقطاب السياسى والأيدلوجى فى مصر طوال عقدى الثمانينيات والتسعينيات وفق ثنائيات النصوص الأيدلوجية والعقائدية الكبرى التى فصلت بين التقدميين والرجعيين . والشيوعيين والناصريين . والإسلاميين والليبراليين .
وقد ظهرت على الساحة الطلابية المصرية عقب حرب 1973 وبدء الرئيس الراحل أنور السادات سياسة الإنفتاح الإقتصادى أندية اليسار فى الجامعات المصرية فكان نادى الفكر الناصرى الذى تاسس عام 1974 تعبيرا عن التيار الناصرى وكان نادى التقدم الإشتراكى الذى تأسس بعده بقليل تعبيرا عن القطاع الأكبر من التيار الماركسى . واخيرا كانت الجماعات الإسلامية التى تنامى دورها بعد أحداث 18 و 19 يناير 1977 تعبيرا عن التيار الإسلامى فى مجمله .
وقد استمرت تيارات النصوص الأيدلوجية فى لعب دور رئيسى فى تعبئة طلاب الجامعات المصرية وشبابها طوال عقدى السبعينيات والثمانينيات وكان المدخل إلى الفعل السياسى يتم عبر الإنتماء إلى أحد التنظيمات السياسية ذات الخطاب الأيدلوجى الناصرى أو الماركسى أو الإسلامى وبقى اليمين الليبرالى فى مصر غير قادر على إحداث نفس تلك التعبئة الأيدلوجية فى صفوف طلاب الجامعات .
معوقات المشاركة السياسية للشباب
يرى حزبنا أنه لابد من الإعتراف صراحة بوجود أزمة عميقة يمر بها المجتمع المصرى ومركبة أيضا وحادة . ويرى أن استمرارها لايمكن أن يؤدى إلا إلى الإنفجار بشكل يهدد الأوضاع برمتها . ويؤكد حزب شباب مصر على أن أزمة المجتمع المصرى تتكون من عدة أزمات فرعية :
1 أزمة إقتصادية : ( المديونية والتبعية الإقتصادية وتدهور مستوى المعيشة .. الخ ) .
2 أزمة إجتماعية : ( مشكلة الإسكان والإزدواجية بين الريف والمدينة وتزايد الهوة بين الطبقات . وتخلخل نظام القيم . وغياب القدوة وتفشى الفساد السياسى والأدارى .. الخ ) .
3 أزمة سياسية : ( عدم تمكن بعض القوى الإجتماعية الفاعلة من التعبير عن نفسها بشكل رسمى . وتذبذب العلاقة بين الحكومة والمعارضة . وعدم الإكتراث السياسى . ووجود ترسانة من القيود والقوانين المقيدة للحريات .. الخ ) .
4 أزمة ثقافية وسلوكية : بالإضافة إلى تدهور الأداء فيما يتعلق بالمشكلات اليومية للمواطن مثل المواصلات والمرافق والصرف الصحى والأسعار .. الخ ).
ويرى حزب شباب مصر أن هناك نوعين من المعوقات التي تحول دون مشاركة المصريين فى العملية السياسية وفى المقدمة منهم الشباب وهى معوقات عامة وأخرى خاصة .
أولا : المعوقات العامة :
1 عند استقرائنا للدستور وخاصة البنود الرئيسية التى تمس المشاركة السياسية يمكن ملاحظة أن الدستور تبنى عملية المشاركة السياسية الشعبية من خلال إقرار المساواة بين المواطنين فى الفرص السياسية أولا . وإعطاء حرية العمل الجماعى على مستوى الأحزاب والمنظمات والجمعيات ثانيا . وأخيرا جعل السيادة ملكا للشعب . ولكن عند تحليل الأمر الواقع نرى ان عملية اتخاذ القرار وتركيز السلطة السياسية ترتبط بيد حاكم وجماعة صغيرة من المريدين والتابعين . والتى تقرر بدورها الشكل الذى تراه مناسبا لمشاركة المواطنين فى الحياة السياسية وليس أمام الشعب سوى قبول القيادة السياسية والإمتثال لتوجيهاتها ويعكس شكل المشاركة السياسية النموذج البطريركى حيث يتجه القرار من أعلى إلى أسفل ولايسمح بالرأى المخالف إلا فى حدود ضيقة . لأن القيم الثقافية التى تتحكم فى عملية اتخاذ القرار هى نوع من القيم العمودية التى تبارك التأييد وتحث على التضامن .
ولذا يمكن القول إن المواطنين لايملكون إمكانات الضغط والإستحواذ على وسائل السلطة الأمر الذى أدى إلى تهميش دورهم وتحويلهم إلى تابعين للسلطة وليس محركين لها . وهذا أول معضلة وأزمة فى المشاركة السياسية إذ لايمكن أن يبدأ ويستمر عطاؤهم إلا عندما يصبح فى قدرة الإدارة الشعبية توجيه الإرادة السياسية .
2 تتصف البنية السياسية بغياب أو ضعف مؤسسات المشاركة السياسية كالمجالس النيابية والاحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية . فالبرلمانات شكلية لاتكاد تزاول دورها التشريعى والرقابى واعضاؤها " نواب خدمات " تشغلهم المصالح الذاتية والفئوية . وسلوكهم التصويتى مع ماتريده الحكومة وإذا تصادف وجود مجلس نشط يغلب أن يكون مصيره الحل . وعلى الرغم من التعددية الحزبية فى النظام السياسى المصرى إلا أنها تنظيمات تنقصها الديناميكية السياسية والوظيفية فى الربط الحقيقى بين النخبة والجماهير . فهى محاصرة بقيود قانونية وعملية تجعلها أقرب إلى نظام الحزب الواحد . كما أنها تفتقد الممارسات الديمقراطية على صعيدها الداخلى وفى علاقاتها ببعضها البعض وبالجماهير . وفيما يتعلق بالمنظمات الجماهيرية يلاحظ أنها لاتتواجد فى الأساس وفى حالة تواجدها يغلب أن تفقد حرياتها الأساسية وتعانى من ضعف التأثير بسبب دورانها فى فلك الحكومة أو الحزب الحاكم وضيق قاعدة العضوية أحيانا .
وتؤكد الخبرة العملية أن هذه المنظمات فى معظمها ليست مدرسة للديمقراطية بل هى مؤسسات وظيفتها تقديم خدمات للأعضاء .
ويرى حزب شباب مصر أنه لابد من تفعيل الدور الرقابى والتشريعى الذى تمارسه المجالس النيابية بشكل يتفق والتغيرات الحادثة فى العالم المحيط بنا . ورفع كافة القيود التى تحد من حركة كافة منظمات العمل الأهلى والسياسى.
3 الأمية : تعتبر مشكلة الأمية مشكلة ترتبط بالبنية الإجتماعية / السياسية للدولة فهى من أخطر المشكلات التى تعانى منها مصر . خاصة وهى تعمل جاهدة بقدر إمكانياتها وطاقاتها وإمكانياتها للتخلص من دائرة التخلف لكى تلحق بركب المجتمعات المتقدمة .
ويؤكد حزب شباب مصر إلى أنه لاسبيل أمام مصر لتنمية مواردها البشرية ومن ثم تحقيق معدلات عالية من التنمية إلا من خلال المواجهة الشاملة لمشكلة الأمية . والتى تعد من أعقد المشكلات التى تواجه خطط التنمية لمالها من ابعاد ومحاور متشابكة اجتماعية واقتصادية وسياسية .
وطبقا لإحصاء اليونسكو لعام 1990 فان نسبة 49 % من إجمالى عدد البالغين من 15 سنة فما فوق أميون وكذلك أشار منتدى الفكر العربى الذى عقد ندوة فى مايو 1990 بعمان إلى أن نسبة الأمية لم تنخفض عن 50% وهى ترتفع بين الإناث لتصل إلى 70 % وقد اعتبرت القيادة السياسية فى مصر العقد التسعين عقد المواجهة للأمية فى مصر . وعلى الرغم من كثرة الجهود التى بذلت فى مكافحة الأمية . إلا أنه مايزال هناك معاناة من هذه المعضلة .
ويؤمن حزبنا بأن الأمى مواطن فقد حقا من حقوقه الأساسية المكفولة له دوليا فى حقوق الإنسان بحرمانه من التعليم ثم هو يفقد تبعا لذلك كثيرا من حقوقه الإجتماعية والسياسية . فيحرم من الإسهام فى الحياة العامة سواء فى المشاركة الفعالة فى مجال الإنتاج أو فى المجال السياسى وفى تكوين الرأى العام وصنع القرارات .
ويعرب حزبنا عن أسفه فى نفس التوقيت لكل الخطط التى تم وضعها من قبل لعلاج هذه المشكلة الخطيرة بعد أن أثبتت الوقائع فشلها وتأكد للمسئولين ولكافة الجهات المعنية أنه تم إنفاق ملايين الجنيهات والكثير من الجهود دون طائل وبلا أى فائدة . ويقترح فى هذا الصدد إشتراط تعليم ومحو أمية عشرين مواطن لكل شاب يتم إختياره لوظيفة ما سواء فى القطاع العام أو الحكومى . كما يشترط على القطاع الخاص فى ذات الوقت أن يقوم بمحو أمية كل العاملين لديه على ان يتم منحه عام لتسوية أوضاعه فى هذا الشأن وكل من لايلتزم بذلك يتم تحصيل رسوم محو أمية العاملين لديه ليتم محو أميتهم بواسطة الأجهزة التابعة للدولة على أن يتم عقد دورات تدريبة لمن تم محو أميتهم لتثقيفهم ثقافة بها الحد الأدنى المطلوب .
4 البطالة : تعد مشكلة البطالة من المشكلات الحادة التى يعانى منها المجتمع وهو الأمر الذى تؤكده دوما البيانات والإحصاءات المتعاقبة . وعلى الرغم من أن بطالة الشباب جزء من مشكلة أشمل هى مشكلة البطالة عموما . إلا أنها لها خصوصيتها عندما تتعلق بالشباب فهى تحمل معها توترات اجتماعية وسياسية كثيرة وخاصة عندما تكون بين المتعلمين منهم .
ومن دون الدخول فى دوامة تقديرات معدل البطالة فى مصر فالمؤكد أنها تمثل مشكلة حقيقية سواء من حيث حجمها أو طبيعتها . وهكذا فليس من المعقول أن نتوقع من الشباب المتعطل أن يكون مشاركا فاعلا فى قضايا مجتمعه . وقد ثبت بالدليل القاطع أن نسبة يعتد بها من أعضاء التنظيمات المتطرفة هى من العاطلين
ثانيا : المعوقات الخاصة :
تهتم وسائل التنشئة السياسية بغرس القيم السياسية وبث الوعى السياسى فى نفوس الأفراد لكى تدفع بهم إلى المشاركة فى الحياة السياسية بفاعلية . ولكن ربما تكون هذه الآليات هى التى قد تعوق عملية التنشئة السياسية وبالتالى المشاركة السياسية للأفراد . ومن هذه المعوقات :
1 عدم قدرة الأسرة المصرية على التوجيه السليم لتشكيل التكوين القيمى والأخلاقى لأفرادها لانشغال الآباء فى أعباء الحياة ومتطلباتها . فضلا عن ذلك فإن الطفل فى الاسرة المصرية يتكرس لديه شعور بأن مسئوليته الأساسية هى تجاه العائلة وليس المجتمع . ولأن الطفل لايتاح له سوى مجال ضيق لتحقيق استقلاله الذاتى نجده يشعر بالعجز عن اتخاذ قراراته بنفسه كما أن القيم التى تسود العائلة من سلطة وتسلسل وتبعية هى التى تسود العلاقات الإجتماعية والسياسيسة بوجه عام .
2 وفيما يتعلق بالمدرسة فمن الملاحظ ضعف قدرة المدرسة على أداء واجبها التربوى نتيجة لإرتفاع كثافة الفصول والتوسع فى الأبنية على حساب مرافق الأنشطة المكملة للمناهج التعليمية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من التلاميذ سنويا وطبقا لدراسة علمية اعتمدت على تحليل مضمون كتب التاريخ والتربية الوطنية فى مصر وسوريا والأردن ولبنان اتضح تركيزها الشديد على دور الحكومة " مرادفة للسلطة التنفيذية " باعتبارها مصدر القرارات فى كل مايتعلق بحياة الأفراد بينما لايتناول دور المواطن إلا لماما وبشكل عارض ولايقتصر الامر على محتوى المقررات الدراسية بل يتعداه إلى الأساليب التربوية من تلقين وتخجيل وربما عقاب بدنى وهذه ولاشك أبعد ماتكون عن تنمية الإستعداد لإبداء الرأى والمقدرة على التفكير المستقل والشعور بالثقة فى النفس .
ويقترح حزب شباب مصر إدخال مناهج الممارسة الديمقراطية بطريقة جذابة للمساعدة فى دفع الشباب للمشاركة السياسية . وعمل توازن بين التوسع فى التعليم كما ونوعا . ومحاولة تقليل كثافة الفصول بما لايؤدى إلى هضم حقوق الطلاب التربوية .
3 أما عن الأحزاب السياسية فإن ضعفها وعدم قدرتها وفاعليتها لاستيعاب الشباب والمواطنين بصفة عامة والتعبير عن مطالبهم واحتياجاتهم أدى إلى تهميش دور هذه الأحزاب . فضلا عن أن هذه الأحزاب تفتقد الديناميكية السياسية والوظيفية فى الربط الحقيقى بين النخبة والجماهير لأنها محاصرة بقيود قانونية وعملية تكبل من حركتها كما انها تفتقد أيضا الديمقراطية على صعيدها الداخلى .
4 بينما تخضع وسائل الإعلام لرقابة صارمة من جانب الدولة . وتملك الحكومة الصحف . وتتولى إدارتها ويستتبع ذلك غياب حرية الصحافة وحتى إذا توافرت هذه الحرية تظل هناك دوائر يحظر الإقتراب منها وحدود لما يكتب ومالايكتب . وبقدر ما تسهم أدوات ووسائل الإعلام فى إنضاج الوعى السياسى إذا أتيح له قدر معقول من الحرية يمكن أن تؤدى هذه الوسائل إلى تزييف الوعى إذا فهمت وظيفتها فى حدود تبرير سياسات الدولة وصرف الناس عن الإهتمام بالمشاكل الهامة للمجتمع .
وعموما فان وسائل الإعلام لاتثير نقاشات جادة حول القضايا العامة . وهى أبعد ماتكون عن بث القيم أو طرح النماذج السلوكية التى تغذى الممارسة الديمقراطية إذ تنقل وسائل الإعلام من القمة إلى القاعدة دون القيام بالتغذية العكسية بمعنى نقل ردود أفعال القاعدة إلى القمة ..مما حتم معها إعادة تقييم الدور المنوط بهذه الوسائل من جديد .
5 تزايد حدة بعض المشكلات الإجتماعية والإقتصادية والثقافية وعدم كفاية الحلول التى تطرحها الحكومة لمواجهتها أو حتى التخفيف من حدتها .
فعلى الصعيد الإقتصادى : هناك مشكلات عديدة منها تباطؤ معدل النمو الإقتصادى والتزايد المستمر فى مشكلات عديدة منها تباطؤ معدل النمو الإقتصادى والتزايد المستمر فى أعداد العاطلين عن العمل وخصوصا بين الشباب المتعلم . والإرتفاع المتواصل فى الأسعار وتدهور مستويات المعيشة ونوعية الحياة بالنسبة إلى قطاع عريض من المواطنين .
وعلى الصعيد الإجتماعى : يتمثل أبرز المشكلات فى التفاوتات الحادة فى توزيع الدخول والثروات فى المجتمع وتآكل الطبقة الوسطى نظرا إلى تدهور أوضاعها الإقتصادية وتفاقم مشكلات الإسكان والمواصلات والرعاية الصحية وانتشار المخدرات والجريمة أما المشكلات المرتبطة بالجوانب الثقافية فتتمثل أهمها فى اختلال نظام القيم فى المجتمع حيث طغت على السطح قيم دخيلة ومبتذلة جوهرها الإنتهازية والبراغماتية والكسب السريع وعدم احترام القانون.
6 تعدد قضايا الفساد : من المؤكد أن مظاهر الفساد قد انتشرت على مستويات مختلفة وفى قطاعات عديدة . ومن هذه المظاهر على سبيل المثال الرشوة والعمولات والاتجار فى الوظيفة العامة والوساطة والمحسوبية والتحايل على القوانين واللوائح .. الخ . وعلى الرغم من الجهود التى تبذلها أجهزة المراقبة والمحاسبة للحد من هذه الظواهر . فإن الواقع يؤكد أنها فى تزايد مستمر خصوصا أن بعض التحولات الإقتصادية والإجتماعية التى يشهدها المجتمع وكذلك الثغرات فى القوانين واللوائح تعتبر من العوامل المساعدة على انتشار الفساد .
ويؤكد حزبنا على اهمية التصدى لهذا الملف تحديدا باعتباره هو الاساس الذى يتوقف عليه مدى قوة البناء المجتمعى . حيث يصبح هذا البناء أكثر إقترابا من الإنهيار فى حالة تفشى عمليات الفساد السياسى والإدارى .. ويفقد الأفراد الثقة فى المنظومة كلها . وتسود حالة من الإحباط والياس كما يحدث منذ سنوات . ولذلك يقترح حزبنا التمسك بمبدأ الشفافية والضرب بشدة على يد كل من يحاول إستغلال منصبه بطريقة غير مشروعة وعدم التستر على أى فساد . والإعلان عن اسباب إقالة المسئوليين والتى تصاحب بحالة من الغموض والتكتم مما يعطى فرصة للإشاعات وإستغلال هذا الأمر لزعزعة الثقة فى النظام كله من قبل بعض وسائل الإعلام الخارجية .
7 ضعف القيم والتقاليد الديمقراطية فى بنية الثقافة السياسية : ويرى حزب شباب مصر أن الديمقراطية ليست مجرد أحزاب وانتخابات فحسب ولكنها إلى جانب ذلك منظومة من القيم التى ينتشر بها أفراد المجتمع عبر مختلف مؤسسات التنشئة والتوجيه . وأهم هذه القيم تتمثل فى الإيمان بالتعددية والقبول بالآخر . والتسامح السياسى والفكرى والإيمان بالحوار كأداة للإقناع والإقتناع . ولكن يمكننا القول إن المبادئ الديمقراطية لاتشكل مكونا رئيسيا فى بنية الثقافة السياسية .
وقد ظهرت نتائج ذلك بشكل واضح خلال الإنتخابات البرلمانية السابقة فنصف اجمالى عدد الناخبين المقيدين فى الجداول الإنتخابية أى نحو عشرة ملايين ناخب لم يشاركوا فى الإنتخابات لاعتبارات تتعلق بعدم الثقة فى العملية الإنتخابية او لأسباب تتعلق بشيوع قيم القدرية والتواكل .
8 عدم وجود تشريعات صارمة وجادة تضمن وتؤكد وتحمس عملية المشاركة السياسية للشباب . وكذلك الوسائل والأساليب المتنوعة لتقديم وعرض الآراء والأفكار والإقتراحات بوضوح تام وحرية كاملة .
9 غياب دور المثقفين الذين يعدون العامل الأساسى فى الحراك الإجتماعى والمفروض أن يلعبوا دوار أساسيا من أجل ملء الفراغ فى المجتمع خدمة لرسم السياسة الخاصة بالمشاركة السياسية للشباب أو بحقوق الإنسان وحرياته وتجدهم لايعطون فى غالبيتهم المثل للتعاون الديمقراطى والحوار الديمقراطى بينهم وليس لديهم التسامح الكافى فى علاقاتهم بعضهم ببعض .
وهكذا نتبين وجود عدد كبير من المعوقات التى تحول دون مشاركة المواطنين المصريين فى الحياة السياسية . ويرى حزب شباب مصر إن تلك المعوقات من الممكن التعامل معها بما يفضى إلى دعم تلك المشاركة . ويرى حزبنا أنه لابد من إعادة النظر فى كافة المعوقات التى تحول دون مشاركة الأفراد فى الحياة السياسية .
ويؤكد حزب شباب مصر على أنه وفى ظل الأزمات الإقتصادية لابد من التأكيد على إستمرار دعم السلع الأساسية حتى لاتحدث ثورة بين أبناء الطبقات المتوسطة والكادحة . وإعادة النظر فى نظام البطاقات التموينية . وتفعيل هذا النظام مرة أخرى باعتباره الضمان الوحيد لتأمين الحاجات الدنيا للطبقات الدنيا من المجتمع المصرى . وبما يعمل على إحساس الأفراد بأنه وفى عصر العولمة لم تتخل الدولة عن دورها الحقيقى نحو الأفراد . وبما يعطى للأفراد إحساس بالأمان . والإنتماء قبل مجتمعهم . ونظامهم المجتمعى . وبما يعمل على المساهمة فى مشاركة الأفراد فى النظام السياسى كله . مع ضرورة الإهتمام بالقطاعات المهمشة فى الدولة مثل فئات الحرفيين والعمال والفنيين . وتثقيفهم .
ويؤمن حزب شباب مصر بأهمية التنشئة السياسية الصحيحة بما يؤدى فى النهاية إلى مشاركة حقيقية للأفراد وهذه التنشئة تتم من خلال التعاون والتنسيق بين عدة مؤسسات أهمها :
1 الأسرة : تعتبر الأسرة أول إطار اجتماعى يعيش من خلاله الفرد ويتم ترشيح القيم داخل الفرد منذ صغره وفقا لخبراته فى التعامل مع أفراد الأسرة والتى تنعكس على اتجاهاته وقيما عندما يكبر .
ويرى حزبنا أهمية وضرورة الإهتمام بالإسرة ودعم قدرات الوالدين بما يؤدى فى النهاية إلى تشكيل وعى سياسى حقيقى لهما عبر دورات تدريبة تعقد فى العمل وفى وسائل الإعلام .
2 المدرسة : فالمقررات المدرسية تلعب دورا محوريا فى ترشيح القيم داخل نفوس التلاميذ مما يحتم عمل تقييم دورى لكافة المناهج التى يتم تدريسها للطلاب كل فترة قليلة لاتتجاوز عامين دراسيين نظرا لتسارع التراكم المعرفى بمعدلات كبيرة جدا . واصبحت أكثر تطورا . ويحذر حزبنا فى ذات الوقت أيضا من إهمال عملية التطوير المنهجى تلك نظرا لأنها تؤدى إلى عملية عزلة كاملة للطلاب وعقلياتهم عن التطورات العالمية المتسارعة .
3 دور العبادة : ان السلوك السياسى للأفراد ليس بمعزل عن المؤثرات الدينية التى تؤثر عليه من خلال الكنيسة أو المسجد ويلعب هذا المكان دور مهم جدا فى عملية التنشئة السياسية . ويجب أن نعترف جميعا أن دور العبادة كان لها دور بارز فى توجيه فكر وتنشئة الشباب فى لحظة ضعف الدور المنوط بالأسرة والمدرسة . ويؤكد حزبنا على ضرورة تغذية دور العبادة بأشخاص مؤهلين تأهيل تربوى وعقائدى قوى ذوى فكر غير منتمى إلى أيدلوجية معينة وإنما ينتمى إلى إسلام صحيح بعيدا عن أى توجهات قد تحيد عن الطريق الصحيح .
4 الرفاق : إن الأصدقاء يمكنهم أن يعززوا قيما معينة لدى الشباب أو أن يخلقوا مع بعضهم أشكالا جديدة فى التفكير والسلوك والإتجاهات . ومن هنا يتأكد أهمية الدور المنوط بالأسرة ورقابتها على الإبن من خلال دراسات ودورات تربوية يتم تخطيطها من خلال برامج التلفزيون والصحف .. والتخطيط لحملات فعالة تتبناها بعض المؤسسات المتخصة فى هذا الشأن . والمؤتمرات والحملات الإنتخابية الخاصة بها والبرامج التى تقدمها والأعضاء الذين تقوم بتجنيدهم . ويرى حزبنا أن عدم إعطاء الأحزاب ماتنشده من حريات وقدرة على التحرك السليم وسط الجماهير يدفع الشباب إلى البحث عن وسائل أكثر تأثيرا فى المجتمع وبالتالى يبتعد عن الأحزاب الشرعية ويبحث عن هيئات ومنظمات تحت الأرض تمارس دورها بشكل يرى شبابنا فيها أنها تمارس دور ذو فاعلية .. مما يهدد الجميع بالسقوط فى دائرة القنوات غير الشرعية التى تستقطب الشباب والتى توجههم بما يخدم مصالحها هى .. ولذلك يؤكد حزبنا على أن الوقت قد حان لإفساح الفرصة أمام الأحزاب للنزول للشارع وتوسيع الهامش الديمقراطى المتاح على كافة المستويات .
ويرى حزب شباب مصر أن هناك أدوارا منتظرة من قبل بعض الجهات والمؤسسات فى مصر وذلك من أجل تنشئة سياسية آمنه للشباب وأهمها :
5 وزارة الشباب : يؤمن حزب شباب مصر بأنه لابد من إعادة وزارة الشباب مجددا على أن يقع أنه يجب أن نضع فى الحسبان أن يقع على عاتقها تنشيط الحياة الثقافية السياسية داخل المجتمع المصرى وبالذات بالنسبة للشباب . وغربلة القيم الثقافية السياسية بحثا عن الوسيلة الحقيقية لجعل الشباب يشارك فى بناء وطنه . ومن ثم يصبح قادرا على أن يعرف نفسه ويحقق ذاته .
ولابد أ ن يكون لدى وزارة الشباب القدرة على استيعاب طاقات الشباب بالإضافة إلى قيامها بمهمة التثقيف السياسى للشباب . لأنها من المهام الرئيسية لكل من وزارة الشباب بجانب الإعلام والتربية والتعليم والثقافة فلا توجد هيئة بذاتها منوطة بتثقيف الشباب من النواحى السياسية وإنما تتكاتف جهود كافة هذه الهيئات بالتثقيف السياسى للشباب .
ويؤكد الحزب على أهمية الثقافة السياسية للشباب لتعريفهم حقوقهم وواجباتهم . ويرى أنه لابد من تربية الشباب على المشاركة فى صنع القرار واحترام الرأى والرأى الآخر . ويؤمن بأن الثقافة العامة هى اللبنة الأولى فى تنمية الوعى الثقافى والإقتصادى والسياسى للشباب . وهنا يجب ألا ننسى الدور الفعال الذى يجب أن تقوم به مراكز الشباب فى جميع أنحاء مصر المحروسة .
و وزارة التعليم : ويرى حزبنا ضرورة قيام وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر فى برامج التربية والتعليم لمحو الأمية السياسية وذلك بخلق مفاهيم تنمى فكرة المشاركة السياسية . بالإضافة إلى ضرورة الإهتمام بتدريس المعارف السياسية كمادة اساسية فى كل من المدارس والجامعات مع التركيز على المشاركة . وبطاقات الإنتخاب . والنظام الدستورى . والمواطنة وحقوق الإنسان وغيرها من موضوعات التربية المدنية
6 المؤسسات العاملة فى مجال الشباب
يؤكد حزب شباب مصر على أن هناك العديد من المؤسسات التى يجب أن تلعب دورا هاما فى تشكيل الثقافة السياسية لدى الشباب وأهمها
المدرسة
الجامعة
العمل
ويرى أنه ينبغى تشجيع الشباب ولفت أنظارهم إلى أن المشاركة متاحة ومتعددة بتعدد المؤسسات التى يتاح المرور من خلالها .
ويرى حزبنا أن لكل هذه المؤسسات دور فى تدعيم مشاعر الإنتماء والولاء لدى الشباب . ومن ثم لابد أن يكون لدى قيادتها إيمان بدور الشباب فى التنمية والعمل على تهيئتهم للمشاركة فى قضايا مجتمعهم . فالشباب بحاجة إلى من يشعرهم بالامن والإنتماء والتقدير والإحترام وإلى من يعطيه الفرصة ويمتدح النجاحات والإنجازات التى يقوم بها . وكذلك الشباب بحاجة إلى حل مشكلاته وتلبيه احتياجاته بما ينعكس بصورة إيجابية على مشاركته الفاعلة فى كل قضايا المجتمع مما يشجع الشباب على نبذ اللامبالاه والإنخراط فى العمل الوطنى .
ويرى حزبنا أنه وقبل إتخاذ التحركات والخطوات العملية من أجل تنشئة سياسية قوية وفاعلة للشباب أن يتم إتخاذ الخطوات التالية :
1 إعداد قاعدة بيانات أولية عن الشباب : تتضمن هذه القاعدة تعداد الشباب فى المجتمع المصرى . والمستويات التعليمية لهم وتوزيعهم إلى فئات عمرية . وتوزيعهم الجغرافى بين الريف والحضر . وتوزيعهم من حيث الجنس وأوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية . والإنتماءات العقائدية وعلاقتهم بالإعلام على أن تكون هذه القاعدة متاحة أمام كل المؤسسات والأجهزة والمراكز البحثية المهتمة .
2 دراسة المنظمات العاملة فى مجال خدمة الشباب : مثل المدارس والأندية الرياضية والجامعات والمؤسسات الثقافية والإعلامية ودور العبادة من المؤسسات التى تعمل فى مجال الشباب وتنشئته وإعداده للخدمة العامة حيث تقع عليها مسئولية كبيرة فى تفعيل دور الشباب مما يتطلب تعظيم الإستفادة من إمكانيات هذه المؤسسات .
ولابد من قياس مدى نجاح هذه المؤسسات فى تلبية احتياجات الشباب ومدى إقبالهم على التعامل معها ولاسيما إذا كانت تتسم بالديمقراطية فى تكوينها وتنظيمها ونشاطها .
جيل عصر العولمة
يؤكد حزب شباب مصر أن هناك أجندة عالمية جديدة فرضت نفسها على شباب الألفية الثالثة فى مصر . حيث لم يعد الدخول إلى حقل السياسة حكرا فقط على التنظيمات والأيدلوجيات الوطنية إنما نافسها على الساحة تنظيمات وأفكار عابرة للقوميات .
ويرى أن عصر العولمة يتسم بتراجع النمط التعبوى التقليدى وغياب الآلاف عن التظاهر فى الشوارع . وعلى اختفاء الحشود عن المشاركة فى المؤتمرات السياسية والحزبية . ويؤكد أن هذا النمط من التعبئة السياسية صار من الصعب تكراره مع كل التعقيدات التى يشهدها العالم . وبات دوره يقتصر على الإحتفالات . والإحتجاجات الكبرى أو الاحداث التاريخية الهامة . وليس كوسيلة نضال يومى كما كان فى بعض الفترات التاريخية السابقة . وهكذا فاذا كان من الوارد القول أن اهتمام شباب الألفية الثالثة بالعمل السياسى قد تراجع نسبيا . فان الصورة بلاشك لن تكون بمثل هذه القتامة حين ننظر إلى تجربة هذا الجيل من خلال المفاهيم والصور الجديدة التى يقدمها للعمل السياسى والتى تختلف كثيرا عن الصورة التى قدمتها الأجيال السابقة .
ويدعو حزب شباب مصر إلى قراءة أفكار وأساليب هذا الجيل من خلال العصر والسياق الذى يعيش فيه . فكما قرأنا تجارب الأجيال السابقة على ضوء ظروفها التاريخية فانه من الإنصاف قراءة تجارب هذا الجيل وفق ظروف عصره . والمناخ الذى تربى فيه . ولابد من دراسة كافة الأمور المحيطة بتشكيل وعى هذا الجيل بما يساعد فى النهاية على رسم الصورة الكلية له فى محاولة للوصول إلى رؤية محددة الملامح من أجل تشكيل وعيه الذى يتناسب مع تطورات العصر وظروفه .
ويرىحزب شباب مصر أننا أصبحنا أمام صورة جديدة للعمل السياسى واشكال جديدة للتعبئة . وصور مختلفة للضغط والإحتجاج يجب فهمها جميعا وإدراكها والتواكب معها . لأنها فى الأساس تحمل فرصا هائلة للتطور والتواصل مع مايجرى فى العالم الديمقراطى . وفى صياغة صورة جديدة للعمل السياسى وهى صورة لاتعنى بأى حال من الأحوال اختفاء السياسة أو تغييبها كما يروج البعض
توظيف الشباب فى عصر العولمة
تقوم رؤية حزب شباب مصر بخصوص عملية التوظيف على رفع يد الدولة تماما عن عملية التوظيف . ووقف هذه العملية لمدة عشرة سنوات كاملة خاصة وأن كل الأرقام والإحصائيات الرسمية الصادرة عن مؤسسات بحثية أورسمية تكشف عن أرقام تصدم أى محلل لها
وخلال العشر سنوات التى تقوم فيها الدولة برفع يديها عن عملية التعيين . يتم إعادة تقييم كافة القوى العاملة الموجودة فى مكاتب القطاع العام والحكومى . ويتم التخلص من كل القوى الزائدة عن الحد الفعلى المطلوب بما يؤدى إلى إحداث نوع من التوازن داخل كافة القطاعات بعدها على أن يتم التأكيد من خلال المناهج الدراسية فى مراحل التعليم المختلفة أن الدراسة ليست وسيلة لعملية التوظيف بقدر ماهى وسيلة لإعداد الإنسان الجيد القادر على العطاء فى وسط مجتمع بناء ومنتج . وهذا لن يأتى إلا من خلال مرحلة زمنية يتم خلالها تنفيذ مخطط قومى يزيح ويمحو وجهة النظر التى تراكمت عبر السنوات الماضية ان الدولة هى المسئول الأول عن عملية التوظيف .
والحزب يرى أن عصر العولمة والنظام العالمى الجديد لايمكنه أن يقبل التعامل مع المناهج الدراسية والتعليم بشكل عام . باعتبار أنهما الوسيلة الأساسية للتوظيف . وإنما إعداد الفرد القادر على مواجهة العصر بوسائل متطورة تجعله فرد نافع ومنتج فى المجتمع وليس فى حاجة إلى تلك الفرصة التى توفرها له الدوله بمبالغ زهيده . تعتبر فى الأساس خصما من أموال وميزانية الدولة المطلوبة للحاجات الأساسية وإنما يجب أن يتأكد للجميع أنه قد حان الوقت الذى يعتمد فيه الخريجيين على أنفسهم من خلال الإعداد الجيد لقدراتهم وتوظيفها توظيفا صحيحا .
والحزب على قناعة أن مثل هذه الخطوة قد تمثل نقلة نوعية كبرى فى التعامل مع عمليات التوظيف وقد تسبب صدمة للكثيريين لكنه على قناعة أيضا بأن مثل هذه الخطوة ستوفر الكثير من قدرات شبابنا حيث أن هذه القدرات مستهلكه فى الأساس فى وظائف روتينية لاتضيف لقدرات ودور الشباب المصرى أى دور . وإنما هى فى الأساس خصم من رصيده وحياته وقدراته وعطاءه المتوقع منه . ولذلك فان الحزب يرى أن هذه الخطوة مهمة جدا بما يعود بالنفع على الشباب وعلى وطنه . ووضع خطة قومية تؤدى إلى تحقيق هذا المطلب كفيله بمحو كافة الآثار المترتبة عليها .
على ان تبدا الدولة بعدها فى إختيار حاجاتها الحقيقية والأساسية من القوى العاملة من خلال لجان قومية يتم تشكيل أعضائها من قيادات فى القطاع الخاص والعام .
على أن يتم عقد دورات تدريبية وإختبارات للموظفين بالقطاع العام والحكومى كل فترة وكل من يفشل فى إجتياز هذا الإختبار يتم تنحيته من موقعه ووضع بديل له أكثر كفاءه . بعد إعطاءه مستحقاته القانونية . ويشترط أن يشرف على هذه الإختبارات لجنة يتم تشكيلها من المصلحة الحكومية نفسها والتى تجرى فيها الإختبارات بما لايؤدى فى النهاية إلى تحول هذه الإختبارات إلى سيف مسلط على رقاب العاملين بالدولة وأجهزتها .
يؤكد حزب شباب مصر على أنه ولكى يتم تطوير جهاز الدولة وقطاعها العام لابد من شرط أساسى للتعيين لديها وهو إجادة إحدى اللغات الأجنبية والحاسب الآلى .
عقد دورات تدريبة لكافة الموظفين كل عام بحيث تجعلهم هذه الدورات مواكبين لحركة التطور العالمية أولا بأول وكل من لايتجاوز هذه الدورات يتم تسريحة بعد منحه كافة مستحقاته .
تسهيل عمليات منح قروض للشباب لمنحهم بديل لوظائفهم . دون الدخول فى عمليات تعقيد روتينية على أن يتم رد أصل المبلغ دون أى فوائد تتراكم عليهم . على أن يمنح المتميزين فى مشروعاتهم حوافز تشجيعية كأن يتم التنازل عن جزء من هذه القروض . ومنح المشروعات الناجحة الكثير من الإعفاءات الضريبية .
توفير بيوت خبرة ومكاتب إسشارية مجانية تابعة للدولة لمساعدة الشباب فى تقديم الخبرة المطلوبة لهم فى كافة المشروعات التى يقبلون عليها .
تشكيل صف ثانى وثالث من القيادات الجديدة
بعد تشكيل حقيقى لوعى الشباب المصرى . وبناء مواطن قادر على التعامل باجابية مع متغيرات العصر .. وبعد دعم الإقتصاد المصرى يرى حزبنا أنه قد حان الوقت الذى يتولى فيه الشباب المصرى مقاليد الأمور بعيدا عن البيروقراطية التى وصلت بالأمور إلى درجة المد لقيادات ومسئوليين بعد سن الستين حيث تشير المعلومات إلى أن متوسط عمر المسئولين إرتفع فى السنوات الأخيرة بمعدلات خطيرة عملت على تنحية الشباب جانبا وعدم قدرتهم على تولى المسئولية وإعطائهم الفرصة فى التعبير عن قدراتهم وحماسهم والإستفادة من طاقاتهم المهدرة مما أدى إلى جذب بعض الجماعات والتجمعات غير القانونية للشباب المصرى وهو مانجم عنه حالة من الصدام والعنف الذى شهده المجتمع فى فترة من الفترات .
ويؤكد حزب شباب مصر أن عمر المسئولين فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وصل إلى 36 عاما فقط بينما إرتفع فى عهد الرئيس أنور السادات إلى 46 عاما فيما إرتفع حاليا إلى 66 عاما .
وإذا كان هذا المؤشر يدل على أن الدولة تحاول الإستفادة من خبرات الشيوخ فان ذلك ينم أيضا على تنحية قدرات الشباب المصرى جانبا وتعطيلها مما يهدد باستفادة قوى غير شرعية بهم . ولذلك فان حزب شباب مصر يرى أهمية تنحى كبار السن عن مواقعهم فى سن الخمسين وليس الستين على أن يظلوا مستشارين حتى الستين من أجل إفساح الفرصة لجيل الشباب من خلال إختيار قيادات للصف الثانى والثالث بجوار هؤلاء الكبار بحيث يتم عمل دورات تدريبية للشباب على تحمل المسئولية القيادية تحت قيادة وتوجيه الكبار . وكل من ينجح فى هذه الدورات يتولى المسئولية بشكل كامل . على ان لايتم المد لأى مسئول مهما إن كان عمره . على أن يتم توفير الخبرات للشباب بشكل كامل منذ المراحل الأولى فى عملية التعيين .
وزارة خاصة للإنترنت
فى عصر أصبح يوصف بأنه عصر الإنترنت والمعلوماتية .. والتراكم المعرفى يؤكد حزب شباب مصر على ضرورة التعامل مع هذه المستجدات بطريقة عملية جدا حتى لانفاجئ بوجود جيل مشوه المعالم والهوية القومية .
حيث تشير الإحصائيات إلى أن التراكم فى مجال العلوم والمعارف أصبح سريع جدا بدرجة خطيرة ومن الممكن أن يتحول هذا الأمر إلى سلاح خطير جدا فى مواجهة شبابنا وقد يدمرهم تماما فى حالة عدم إستغلاله بالشكل الصحيح .. فالإنترنت أصبح ينقل إلينا كافة المعلومات الموجودة فى شتى أنحاء العالم فى لحظات قليلة جدا .. ويتم تداول كميات هائلة من المعلومات دون رقابة مباشرة ودون التحكم فى هذه المعلومات . أو قدرة على إستيعابها بالمرة وهو مايفرض علينا ضرورة التفكير جديا فى سبل إستغلال هذه المعلومات بما يفيد شبابنا حيث يقترح الحزب فى هذه الحالة إستحداث وزارة مستقلة للإنترنت تكون مهمتها التخطيط فى سبل إستغلال هذا العالم . وسبل مواجهة كافة ماينشر ويعرض خلاله من معلومات .. والتخطيط عبر الوسائل الناجحة للتصدى لما يمكن أن يسفر عنه من عمليات غسيل مخ للشباب المصرى بالمعلومات المغلوطة .
على أن الحزب يؤكد فى ذات الوقت على ضرورة وجود تنسيق بين هذه الوزارة وبين وزارات التعليم والإتصالات فى ذات الوقت من أجل وضع المناهج التى تعطى للشباب معلومات كافية للطريق الصحيح للتعامل مع هذا العالم بما يطور من قدراتهم وإمكانياتهم . وبما ينقذهم من براثن المخططات المدمرة لعقلية الشباب المصرى خاصة مع وجود منظمات مشبوهة ودول تستهدف شبابنا للنيل من القدرات المستقبلية لمصر حيث تقف الكثير من هذه المنظمات وراء خطط تستهدف النيل منهم بالفعل عبر ملايين الرسائل الالكترونية المحملة بالصور والأفلام الجنسية الفاضحة ..
ولذلك فان حزب شباب مصر يؤكد أيضا على ضرورة تعاون وزارة الأوقاف والأزهر فى هذه القضية مع وزارات الإنترنت والتعليم والإتصالات .
تطوير منظومة التعليم دعما لدور الشباب
الذى ينظر للمناهج التى يتم تدريسها لطلابنا اليوم يكتشف أنها نفس المناهج التى كان يتم تدريسها لهم منذ أكثر من ربع قرن من الزمان وتتم بنفس الطريقة التى كانت تتم أيضا منذ أكثر من نصف قرن من الزمان والتى تعتمد بشكل أساسى على عملية الحفظ والتلقين . وهى طريقة لايمكنها أن تتناسب بأى حال من الأحوال مع التطورات الدولية والاوضاع العالمية وعصر المعلوماتية الراهن . ومن هذا المنطلق يؤكد حزبنا على :
ضرورة إنشاء لجنة قومية من خبراء التعليم تضم فى عضويتها أعضاء من كافة مؤسسات مصر البحثية والسياسية والإقتصادية لمراجعة كافة المناهج التربوية بشكل شامل وإعداد توصيات كاملة حول طرق تطوير المناهج التربوية والإبتعاد تماما عن المؤسسات البيروقراطية التى تعتمد عليها وزارة التربية والتعليم . وإشراك كافة المراكز المهتمة فى عضوية اللجنة بما يؤدى إلى الإستفادة من خبراتها وبحوثها فى هذا الشأن على أن يتم عقد إجتماعات مستمرة لهذه اللجنة لضمان نوع من التطوير المستمر للمناهج .
عدم الإعتداد بنظام التدريس القديم والبحث عن طرق جديدة للتدريس تعتمد فى المقام الأول على الإستعانة بمراجع وأبحاث تشجع على تدريب الطلاب على التفكير الحر المستقل .
تدعيم نظام التعلم عن بعد كنوع من التوافق مع تطورات الأوضاع العالمية ودعم شبابنا بكل مايحتاجونه من مراجع وكتب وأبحاث ومنحهم هذه الكتب كهدايا أو كتب مدعومه من قبل الدولة .
ربط المناهج الدراسية بالحياة العملية بما لايؤدى إلى إنفصالها عن الواقع حيث يشكو الطلاب من نسيانهم المواد الدراسية فور الإنتهاء من السنة الدراسية بما يعمل على عدم الإستفادة من المناهج بالشكل المنتظر منها .
إلغاء نظم القبول والتنسيق القديمة التى كانت تتم لتوزيع الطلاب على الجامعات . والإستعانة بنظام المهارات والمواهب بشكل أساسى . على أن يتم مساعدة الطلاب فى مرحلة الثانوية العامة فى تنمية قدراتهم بحيث تضاف مادة كاملة عن تنمية هذه القدرات . بما يؤدى فى نهاية المرحلة إلى بلورة موهبة كل طالب مما يساعده فى إتخاذ قراره بالكلية التى يرغب فى التوجه إليها .
التأكيد منذ بداية الدراسة على أن التعليم ليس وسيلة لعملية التوظيف وإنما هو أداة مساعدة للإتجاه نحو الطريق المراد للشباب . مما يساعد فى توجيههم التوجيه الصحيح نحو الطريق والكلية التى يرغبونها دون أن يكون مكتب التنسيق ذات صلة بهذه القضية . ولايمكن أن يكون هناك نظام قديم فى عملية القبول بالكليات سارى المفعول منذ أكثر من نصف قرن من الزمان دون أن يواكبه ثمة تطوير بالمرة .
الإهتمام بالمعلم كحجر زاوية أساسى بشكل عملى ودون رفع شعارات لايتم تنفيذها بالمرة .. وتحسين مستوى دخله بما يقضى فى النهاية على كافة الدروس الخصوصية التى يلجأ إليها البعض لتحسين مستوى دخولهم .
تشديد العقوبات الرادعة لكل المعلمين الذين يتعاملوا فى الدروس الخصوصية وحرمان الطالب الذى يتعامل فى هذا المجال من جزء من درجاته . من خلال تشكيل لجان مراقبة لكل أطراف العملية التعليمية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.