حالة من الارتباك الشديد تسيطر على الأحزاب والقوى السياسية، بسبب موقفها من المرشحين للرئاسة, بعد أن ألقت انقسامات حزب الوفد بظلالها على العديد من المواقف السياسية الأخرى, والذى بدا واضحاً فى تأجيل حزب النور لإعلانه عن دعم أحد مرشحى الرئاسة تفاديا لحدوث انقسامات مماثلة, فيما أثر القرار ذاته على موقف الإخوان المسلمين الذين ما زالوا يبحثون حتى الآن عن مرشح يتفق عليه الحزب وشباب الجماعة، خاصةً مع ظهور بوادر انقسام داخلى حول تأييد عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحروم من دعم الجماعة. واعتبر الدكتور وحيد عبد المجيد، الخبير السياسى بمركز الأهرام الاستراتيجى، وعضو مجلس الشعب، أنّ الأفضل الآن هو إتاحة القوى السياسية المختلفة لأعضائها مطلق الحرية فى تأييد من يشاءون دون تدخل منهم, حال عدم وجود مرشح ينتمى للحزب أو الجماعة السياسية, تفاديا لحدوث انقسامات على غرار حزب الوفد. وأشار إلى أن "الإخوان المسلمين" يواجهون موقفاً صعباً مع توجه العديد من أعضائها لتأييد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل للرئاسة, واصفاً قرار حزب النور بترك الحرية لأعضائه ب"الحكيم"، وأنه نوع من الذكاء السياسى الذى تعلم الدرس من حزب الوفد. فيما أكد الدكتور جمال عبد الجواد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الإخوان أمامهم فرصة لضرب مثل وقدوة فى الالتزام الحزبى, خاصةً مع فشل الأحزاب والقوى السياسية الأخرى فى إدارة حوار داخلى يتوافق على دعم مرشح معين فى انتخابات الرئاسة. واعتبر أن الإخوان فى موقف صعب واختبار حقيقى ولا بد أن يحددوا موقفهم بشكل واضح وصريح, مشيرا إلى أنّه فى حال اتخاذهم خطوة ترك الحرية للأعضاء على غرار النور السلفى فسيكون ذلك شيئاً محبطا يدل على أن الأحزاب السياسية غير قادرة على إدارة حوار يفرض الالتزام الداخلى لأعضائها من خلال التوافق العام.