"البطالة، التعليم، البحث العلمي، الصحة، سد النهضة، ميزانية الدولة، تقديم حلول اقتصادية".. قضايا تجاهلها البرلمان منذ تولي مهامه حتى الآن، مكتفيًا بافتعال القضايا المثيرة تحت قبة البرلمان مثل كقضايا الجنس والختان ومشاكل النواب لإلهاء الشعب عن القضايا الأساسية التي تهم المواطن. في هذا الإطار أكد خبراء سياسيون أن المجلس لم يقدم أي شيء إيجابي منذ أن تم انعقاده إلي الآن، معتبرين أنه بعد عن الاهتمام بقضايا المواطنين. ورأي الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، أن وظيفة أي مجلس في العالم مراقبة السلطة التنفيذية ومراجعة الميزانية؛ لكن منذ أن تم انعقاد هذا البرلمان لم نر إلا المشاكل والسب والقذف بين النواب- حسب قوله. وأوضح صادق في تصريح خاص ل"المصريون" أن النواب تناسوا القضايا الأساسية ومشاكل المواطن من ارتفاع الأسعار وصعوبة الحصول علي مأوي مناسب ومستوي تعليمي جيد واهتمام صحي لمحدودي الدخل. وأكد أن أغلبية النواب داخل المجلس يتلقون تعليمات من أجهزه معينة لمناقشتها، حتى لا يضعوا الحكومة في موقف محرج. وأشار أستاذ علم الاجتماع إلي أن معظم النواب داخل المجلس لا يعرف شيء عن الشارع متناسيين الواقع الذي يعيشه المواطن الفقير وهذا ما يثبت أن النائب دخل المجلس للحصول علي الحصانة فقط وهناك من يعمل لمصلحته الشخصية علي حساب الشعب. ولفت إلى أن النواب حتى الآن لم يناقشوا مواضيع ملموسة علي ارض الواقع يشعر بها المواطن سوي المواضيع المثيرة مثل قضايا الجنس والختان ومشاكل النواب فيما بعضهم وأبرزها مقعد العجوزة المتنازع عليه الدكتور عمرو الشوبكي واحمد مرتضي منصور وكل هذا للشهرة والفرقعة الإعلامية والهاء الشعب عن الواقع. ونوه صادق أن هناك إحباط من الشعب من أداء النواب داخل المجلس موضحا أن البرلمانات السابقة في عهد الرئيس المخلوع مبارك لو كانت تراقب الحكومة جيدا علي الفساد الموجود بداخلها ما حدثت ثورة يناير . واستطرد "حتى الان لم تحقق أهداف ثورة يناير التي نادي بها الشعب منذ خمسة أعوام " عيش, حرية , عدالة اجتماعية" مشيرا أن البرلمان لم يقدم شيء حتى الان". وبدوره قال الدكتور مختار غباشي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية: "نحن أمام برلمان يحمل في يديه أختام ولا يملك آليات رقابية صحية حول الفساد الموجود داخل قطاعات الدولة". وأضاف غباشي في تصريح خاص ل"المصريون" أن البرلمان الحالي يتمتع بمميزات وصلاحيات لم يأخذها أي برلمان سابق؛ لكن البرلمان الحالي موجود لسد فراغ لا لمناقشة قضايا تهم المواطن. وتابع: "أن البرلمان الحالي لن يشعر المواطنين بوجوده موضحا، أن المواطن لم يشعر بتغيير ملموس على أرض الواقع ولم يسن قوانين لصالح المواطنين". وأكد غباشي أن البرلمان لم يقدم استجوابات تحرج الحكومة، وكل ما يفعله المجلس الدخول في نقاشات حادة ودخول الأعضاء في مشادات كلامية منذ انعقاد أول جلسة وخلافات وجدل مستمر طول الوقت. ووصف البرلمان بأنه غير مشرف لدولة حضارة 7 آلاف سنة، لذلك تم منع البث المباشر له حتى لا يتم كشف الفضائح التي ستحصل. ونهوه غباشي انه حتى الان لم يخرج البرلمان بنتيجة تمس الشارع الذي انتظر من المجلس ونوابه الكثير مشيرا أن البرلمان لم يكن في صالح المواطن يومًا وفي حالة يرثي لها الجبين.