ليست المرة الأولي التي يطلق فيها أحدهم تصريحا غريبا مستفزا لجميع المصريين بهدف صرف أنظارهم عن مشكلاتهم الحياتية التي تحاصرهم من ارتفاع أسعار السلع وفواتير الكهرباء الأكثر اشتعالا من لهيب الصيف ومع أزمات اختفاء ألبان الأطفال وزيادة أسعار السكر فاكهة المصريين الرخيصة وفساد القمح وغيرها.. ليتجاهلوا مشكلاتهم ويركزوا علي الأكثر إثارة فيتهم أحد النواب معظم الرجال المصريين بالعجز الجنسي مستندا إلي استبيان أجرته إحدي الجامعات يقول إن أكثر من 60٪ مصابون بهذا العجز ودلل عليه باستيراد كميات كبيرة من المنشطات وتصنيعها بالداخل بالإضافة إلي تهريبها وخلع برقع الحياء في برنامج تليفزيوني ليضرب مثالا بنفسه ويعلن أنه يتناول المنشطات ويقول اسألوا زوجتي! والأغرب أنه يطرح علاج هذه المشكلة بختان البنات حتي يقتل فيهن الرغبة بعد أيام من تغليظ العقوبات علي من يجري عملية الختان اللا إنسانية التي تهدر كرامة البنت وتشوهها عضويا ونفسيا وقد تتسبب في موتها.. وفجأة يدعو نائب المفروض أنه يمثل الشعب إلي العودة لعادة متخلفة امضينا سنوات ندعو إلي تركها ولا يجد ضيرا في إلحاق مزيد من الظلم بالنساء لكن هذا الزمن مضي إلي غير رجعة.. ولو سرنا بهذا المنطق لوجدنا من يطالب بتعقيم الزوجات للحد من الإنجاب لمواجهة المشكلة السكانية ! ورغم أني لست من أنصار قضايا الحسبة لكني وجدت أن البلاغ الذي قدمه أحد المحامين إلي المحامي العام يتهم النائب فيه بإهانة الشعب المصري مطالبا بإرسال مذكرة إلي مجلس النواب لرفع الحصانة عن النائب المستفز وبدء تحقيق فوري وعاجل معه.. وهنا أتساءل ما الذي يدفع أحد النواب فجأة وفي هذا التوقيت لهذا التصريح الذي يهدد مستقبله السياسي؟ وكيف يجرؤ علي اتهام أهله وناسه بهذا الاتهام الذي يمس كرامة ورجولة كل رجل مصري؟ وتصور أن وضع نفسه في هذا السياق المحرج سيجعله أكثر مصداقية ؟ وأري أن هناك احتمالين الأول: أن يكون من طلاب الشهرة عن طريق الفرقعة الإعلامية والإثارة والثاني: أن يكون هدفه افتعال معركة يسرع الجميع للخوض فيها ما بين مؤيد ومعارض لإلهاء الناس عن مشكلاتهم الحقيقية.. وغالبا قد جمع بين الاحتمالين وكم رأينا في السنوات القليلة السابقة من نكرات حاولوا أن يصلوا للشهرة بطرح آراء غريبة وصادمة وانتهي مصير بعضهم إلي السجن بتطبيق قانون ازدراء الأديان رغم أني من أنصار حرية الرأي ولكن من يتهجم علي الشعب لابد أن نلفظه جميعا.