شدد الجنرال بن هودجز قائد القوات البرية الأمريكية في أوروبا، يوم الإثنين، على ضرورة "وجود قوة حقيقية لا رمزية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في منطقة وسط وشرق أوروبا كي تردع روسيا". جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به هودجز، عقب لقائه رئيسة ليتونيا، داليا غريباوسكايتي، بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس. وأكد هودجز على ضرورة أن يكون للحلف قوة للرد على أي هجوم محتمل، لافتا إلى "نشر روسيا نحو 7 آلاف جندي في منطقة أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عقب إحتلالها لهما، إضافة إلى نحو 20 ألف جندي روسي في شبه جزيرة القرم". وتجنب هودجز الخوض في القرارات، التي ستتخذها قمة الناتو المقبلة، يومي 8 و9 يوليو/ تموز المقبل في العاصمة البولندية وارسو. وكانت أوسيتيا الجنوبية خلال الحقبة السوفيتية، تقع ضمن جمهورية جورجيا الاشتراكية، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، أعلنت أوسيتيا الجنوبية استقلالها عن جورجيا عام 1990، وأطلقت على نفسها اسم "جمهورية أوسيتيا الجنوبية". وردت الحكومة الجورجية بإلغاء الحكم الذاتي في المنطقة، وحاولت إعادة ضم المنطقة بالقوة. ما أدى إلى حرب بين أوسيتيا الجنوبية المدعومة من قبل روسيا من جهة، وجورجيا من جهة أخرى ما بين 1991-1992. وفي عام 2008، تمكن الانفصاليون الأوسيت، من انتزاع السيطرة الكاملة على أوسيتيا الجنوبية، بدعمٍ من قبل القوات الروسية، والاستقلال عن جورجيا بحكم الأمر الواقع، فيما لم يعترف بذلك الاستقلال سوى روسيا الاتحادية وفنزويلا ونيكاراجوا. تجدر الإشارة أن أبخازيا سعت للاستقلال عن جورجيا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، وقد وصل تدهور العلاقات بين جورجيا وأبخازيا إلى قمته في عام 1990، وأدى إلى نزاعات مسلحة خلفت 20 ألف قتيل. وفي عام 1994 تبنّت أبخازيا دستورها الخاص وأعلنت استقلالها عن جورجيا، ولا تعترف بها سوى بضع دول إلى جانب روسيا.