شهدت العاصمة الجورجية تبليسي، مظاهرة أمام مقر الحكومة مطالبة إياها بانتهاج سياسة خارجية "أكثر فاعلية" في مواجهة السياسات الروسية. وتجمع أكثر من ألف شخص، تلبية لدعوة منظمات عدة، مرددين شعار "أوقفوا روسيا"، مطالبين حكومة بلادهم بسياسة خارجية أقوى ضد "الاحتلال الروسي". وفي كلمة له، قال الناشط المدافع عن حقوق الانسان، جيورجي توغوشي، أنهم يرغبون العيش في جورجيا "تعد جزءا من أوروبا وتُصان فيها حقوق الانسان". كما طالب المتظاهرون بإلغاء اللقاءات الجارية بين مستشار رئيس الوزراء الجورجي، ونائب وزير الخارجية الروسي، لأنها مجرد "لقاءات شكلية لا طائل منها". ووجهت جورجيا الأربعاء الماضي، مذكرة دبلوماسية إلى روسيا، احتجاجاً على توسيع الجيش الروسي من منطقة انتشاره، في أوسيتيا الجنوبية التي أعلنت استقلالها عن جورجيا من جانب واحد، بما يشمل المنطقة التي يمر منها خط أنابيب النفط باكو - سوبسا. وكانت أوسيتيا الجنوبية خلال الحقبة السوفيتية، تقع ضمن جمهورية جورجيا الاشتراكية، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، أعلنت أوسيتيا الجنوبية استقلالها عن جورجيا عام 1990، وأطلقت على نفسها اسم "جمهورية أوسيتيا الجنوبية". ردت الحكومة الجورجية بإلغاء الحكم الذاتي في المنطقة، وحاولت إعادة ضم المنطقة بالقوة. ما أدى إلى حرب بين أوسيتيا الجنوبية المدعومة من قبل روسيا من جهة، وجورجيا من جهة أخرى ما بين 1991-1992. وفي عام 2008، تمكن الانفصاليون الأوسيت، من انتزاع السيطرة الكاملة على أوسيتيا الجنوبية، بدعمٍ من قبل القوات الروسية، والاستقلال عن جورجيا بحكم الأمر الواقع، فيما لم يعترف بذلك الاستقلال سوى روسيا الاتحادية وفنزويلا ونيكاراجوا.