أعربت جورجيا عن استيائها من المناورات العسكرية التي أطلقتها روسيا الاتحادية، في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وشمال القوقاز في 17 أغسطس/آب الحالي. ووصفت الخارجية الجورجية في بيان، المناورات الجارية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتان أعلنتا استقلاهما عن جورجيا من جانب واحد، ب"المستفزة، والتي تهدد الأمن وتحقيق الاستقرار" في المنطقة. وشدد البيان على ضرورة انسحاب الجنود الروس من الأراضي الجورجية، داعيا المجتمع الدولي إلى إبداء رد فعل حيال الممارسات الروسية. كما نوه البيان إلى استمرار انتهاكات سلاح الجو الروسي للمجال الجوي الجورجي. من ناحية أخرى قدمت تركيا، معدات تقنية بقيمة 700 ألف دولار إلى وزارتي الدفاع والداخلية في جورجيا. وأفادت وزارة الدفاع الجورجية في بيان أن مراسم رسمية أقيمت في العاصمة تبليسي، بمناسبة المساعدات، حضرها الملحق العسكري في السفارة التركية، جودت يشار، ونائب رئيس الأركان الجورجي، "أومار بيغويدزه"، وعدد من مسؤولي وزارتي الدفاع والداخلية. وقال بيغويدزه في كلمة، إن " تركيا تساهم في تطوير قدراتنا الدفاعية، من خلال تزويدنا بمعدات متلائمة مع معايير حلف شمال الأطلسي "الناتو"، تمثل أفضل المعدات والتكنولوجيا المستخدمة بنجاح في القوات المسلحة ". وكانت أوسيتيا الجنوبية خلال الحقبة السوفيتية، تقع ضمن جمهورية جورجيا الاشتراكية، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، أعلنت أوسيتيا الجنوبية استقلالها عن جورجيا عام 1990، وأطلقت على نفسها اسم "جمهورية أوسيتيا الجنوبية". وردت الحكومة الجورجية بإلغاء الحكم الذاتي في المنطقة، وحاولت إعادة ضم المنطقة بالقوة. ما أدى إلى حرب بين أوسيتيا الجنوبية المدعومة من قبل روسيا من جهة، وجورجيا من جهة أخرى ما بين 1991-1992. وفي عام 2008، تمكن الانفصاليون الأوسيت، من انتزاع السيطرة الكاملة على أوسيتيا الجنوبية، بدعمٍ من قبل القوات الروسية، والاستقلال عن جورجيا بحكم الأمر الواقع، فيما لم يعترف بذلك الاستقلال سوى روسيا الاتحادية وفنزويلا ونيكاراجوا. تجدر الإشارة أن أبخازيا سعت للاستقلال عن جورجيا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، وقد وصل تدهور العلاقات بين جورجيا وأبخازيا إلى قمته في عام 1990، وأدى إلى نزاعات مسلحة خلفت وراءها 20 ألف قتيل. وفي عام 1994 تبنّت أبخازيا دستورها الخاص وأعلنت استقلالها عن جورجيا، ولا تعترف بها سوى بضع دول إلى جانب روسيا.