التقى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فى واشنطن أمس، وسط توتر بين الحليفين إثر قرار الحكومة الإسرائيلية بناء وحدات سكنية جديدة فى القدسالشرقية بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، دون مؤشرات تذكر على حدوث تقدم بشأن إمكانية استئناف مفاوضات السلام بعد التحدى الذى أبداه نتنياهو قبل اللقاء، بأن القدس مثل تل أبيب وأن البناء الاستيطانى فيها لن يتوقف. وسعى أوباما ونتنياهو إلى تخفيف التوتر بينهما على خلفية الأزمة السابقة، لكن محادثاتهما لم تسفر عن أى مؤشر لتحقيق انفراجة فى عملية السلام، إذ لم يدل الجانبان بأى تصريحات عقب الاجتماع المطول، الذى استغرق ساعتين، وفى دلالة على استمرار التوتر بينهما لم توفر الإدارة الأمريكية لنتنياهو بعض اللافتات المعتادة لكبار المسؤولين الزائرين الإسرائيليين، كما حظرت تغطية الاجتماع إعلاميا، بينما قال نير تشيفيتز، المتحدث باسم نتنياهو، إن الاجتماع عقد فى أجواء إيجابية. وبعد اللقاء الأول الذى استغرق 90 دقيقة طلب نتنياهو عقد اجتماع مطول بحثا فيه الجانبان التهديد النووى الإيرانى وقضايا أخرى، استمر نحو نصف ساعة، فى المقابل رفض مسؤولون فى البيت الأبيض الإدلاء بأى تعليق سواء بشأن جو اللقاء بين أوباما ونتنياهو أو فحواه. كان نتنياهو سبق اجتماعه مع أوباما بقوله إنه يخشى تأجيل المحادثات مع الفلسطينيين لمدة عام آخر، ما لم يسقط الفلسطينيون مطالبهم بالتجميد التام للاستيطان، وإذا أيدت واشنطن تلك المطالب، بينما تلقى نتنياهو دعما قويا من الكونجرس قبل لقائه أوباما، وقالت وكالة «رويترز» للأنباء إن الاستقبال الدافئ لنتنياهو فى الكونجرس أكد الصعوبات التى واجهها أوباما فى الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات بشأن وقف الاستيطان فى القدس، الأمر الذى يظهر اختلافات فى موقف البيت الأبيض والكونجرس حول إسرائيل وهو ما عبر عنه النائب اليهودى المسؤول الثانى لدى الأقلية الجمهورية بمجلس النواب إريك كانتور بأنه على الولاياتالمتحدة أن تتحدث بصورة واحدة تجاه إسرائيل. وفى الوقت نفسه ينتظر الفلسطينيون رد واشنطن اليوم «الخميس» حول موقفها من الاستيطان فى القدسالمحتلة بغية استئناف مفاوضات السلام غير المباشرة مع إسرائيل من عدمه. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الخلافات الأمريكية الإسرائيلية أظهرت ضعف قدرات واشنطن فى الضغط على نتنياهو لاتخاذ قرارات ضرورية لتحريك محادثات السلام، وأضافت أن الأزمة أكدت تغير العلاقات بينهما بشكل لا يرضى أنصار إسرائيل خاصة فى الكونجرس. وقال التقرير إنه يتوقع أن تخطط بلدية القدس لبناء ما لا يقل عن 12000 وحدة سكنيّة جديدة شرق المدينة، موضحة أنه على المستوى الدينى فإن عام 2010 مرشح لكى يشهد محاولاتٍ حقيقية لتقسيم المسجد الأقصى بشكلٍ دائم، بحيث تقطع ساحاته الجنوبية الغربية لتخصص للمصلين اليهود.
