لاتزال الضجة التى أثارتها إسرائيل بإعلان عزمها إنشاء 1600وحدة استيطانية جديدة فى القدسالشرقية بالتزامن مع زيارة جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكى، تلقى بظلالها على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فبعد توبيخ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وتأكيدها أن توقيت الإعلان مع زيارة بايدن إهانة لأمريكا، فإن أوساطاً يهودية فى الولاياتالمتحدة لمست ردة فعل عنيفة من قبل واشنطن وانتقاداتها لإسرائيل بطريقة غير مسبوقة. وفى انتقاد نادر من نوعه لإسرائيل يزيد مستوى التوتر والخلاف الدبلوماسى معها، قالت كلينتون: «إن سلوك إسرائيل أثناء زيارة بايدن كان «مهيناً»، لقد كانت لحظة مؤسفة وصعبة للجميع»، وقالت إن الموافقة الإسرائيلية فى الآونة الأخيرة على البناء الاستيطانى «إشارة سلبية للغاية بشأن نهج إسرائيل تجاه العلاقات الثنائية، وقوضت الثقة فى عملية السلام». وردًا على موقف كلينتون، قال إبراهام فوكسمان، رئيس رابطة مكافحة التشهير اليهودية الأمريكية، إن جماعته «صدمت» من «توبيخ» هيلارى لإسرائيل، وأضاف: «لا نستطيع أن نتذكر مثالاً تم خلاله توجيه هذه اللغة القاسية إلى صديق وحليف للولايات المتحدة». وبدورها، ذكرت مجلة «تايم» الأمريكية أن الموقف الذى واجهه بايدن قد يجعله غير متحمس لزيارة المنطقة مجددا حاليا، وأنه ذهب لإسرائيل لدعمها فى مواجهة إيران ولاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين، لكن إعلان بناء مستوطنات جديدة يكشف فشل إدارة باراك أوباما فى الضغط على إسرائيل لاستئناف المفاوضات فى وقت هدد فيه الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» بعدم استئنافه المفاوضات قبل أن تتراجع إسرائيل عن خططها، وقالت إن جورج ميتشل سيقوم بدفع الطرفين، ولكنها وصفت المحادثات غير المباشرة رغم صعوبة استئنافها لن تكون سوى مسرح سياسى نظرا للخلافات القوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. بدورها، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الموقف الإسرائيلى قوض جهود بايدن لدفع المفاوضات، وأن الأخير انتقد بلهجة غير مسبوقة إعلانها توسيع المستوطنات بما يقضى على رغبتها فى الاحتفاظ بأى مستوطنات غير شرعية فى الضفة، بينما قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن موقف إسرائيل غير مفيد لكنه ألحق ضررا كبيرا بها وأن استئناف المفاوضات بات موضع شك نتيجة التوتر فى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، بينما قال مسؤول أمريكى لم يذكر اسمه إن موقف نتنياهو «محفوف بالمخاطر» بسبب الانقسامات داخل ائتلافه بشأن استئناف المحادثات. وبدورها، أدانت اللجنة الرباعية الدولية قرار بناء 1600وحدة جديدة فى القدسالمحتلة محذرة من أن المجتمع الدولى لن يعترف بالإجراءات أحادية الجانب ودعت جميع الأطراف إلى العمل على استئناف المحادثات، ونقل موقع «عرب 48» الإخبارى عن مصادر فلسطينية قولها إن المبعوث الأمريكى جورج ميتشل سيعود إلى المنطقة الثلاثاء المقبل. وشددت قوات الاحتلال حصارها على القدسالمحتلة ونشرت المئات من قوات حرس الحدود فى ظل الإغلاق الشامل للضفة، كما أغلقت مدرسة الأقصى الثانوية للبنات وأخرجت الطالبات منها، كما أغلقت المدرسة الثانوية الشرعية داخل المسجد، الذى بدا خاليا من المصلين، بينما حذر أهارون فارنوك، قائد لواء القدس فى الشرطة الإسرائيلية، من أن هناك معلومات استخباراتية تؤكد أن القدس قد تشهد أياما عصيبة، قبل يومين فقط من اعتزام إسرائيل افتتاح مواقع يهودية، كما حذرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث فى القدس من مخططات الاحتلال المتصاعدة ضد الأقصى والمدينة المقدسة، موضحة أن تلك المخططات تستمر 3 أيام تشمل افتتاح أكبر كنيس يهودى فى البلدة القديمة قرب الأقصى. وفى الوقت نفسه، تحدثت عناوين بعض الصحف الإسرائيلية أمس عن إمكانية اندلاع انتفاضة الحجارة مجددا، ونشرت صوراً لمقنعين فلسطينيين يحملون الحجارة فى شوارع القدس، وكتبت «يديعوت أحرونوت» تحت عنوان «كلتا اليدين إلى اليمين»: لماذا كلما جاء ضيف كبير من أمريكا إلى إسرائيل تسارع حكومة نتنياهو لوضع أصبعها فى عينه؟ ولماذا يتعمد نتنياهو استفزاز العرب من سكان القدسالشرقية ؟ وإلى أين يريد أن يصل؟ ولماذا هذا التصعيد؟. وأضافت أن الجمود السياسى ووقف المفاوضات يدفعان الفلسطينيين للانفجار، وخلال زيارته لتونس اتهم الرئيس الفلسطينى إيران بتعطيل المصالحة بين فتح وحماس، ودعا إلى التخلص من «الوصاية الإيرانية»، بينما رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست بأن موقف بلاده يدعم وحدة الفصائل الفلسطينية أمام مخططات «الكيان الصهيونى» حتى ينال الشعب الفلسطينى حقوقه.
