مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان وطني موجود ومشهر وحاصل على ترخيص    في ختام الأسبوع.. سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 10 مايو 2024    «هتنزل تاني».. تعليق شعبة الدواجن على انخفاض سعرها    تعرف على سعر الخوخ والتفاح والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 10 مايو 2024    اليوم.. قطع المياه لمدة 8 ساعات عن عدد من مناطق الجيزة اليوم    آخر تحديث لسعر جرام الذهب عيار 21 اليوم    السعودية تعلن استعداداتها لموسم الحج 2024    مجزرة مروعة في غزة تستهدف عائلة كاملة.. وتواصل العدوان الوحشى برفح    محمود مسلم: الرهان الآن على أمريكا في الضغط على إسرائيل    رئيس «الجيل الديمقراطي»: المصريون على قلب رجل واحد للدفاع عن القضية الفلسطينية    رسميًا.. كاف يوافق على تعديل موعد مباراة منتخب مصر وبوركينا فاسو    ملخص وأهداف مباراة روما وباير ليفركوزن في الدوري الأوروبي (فيديو)    يوسف حمدي: الزمالك سيواجه نهضة بركان والتحكيم.. وغياب شلبي مؤثر    النائب أحمد أبو هشيمة يتبرع ب2 مليون جنيه لدعم المنتخب الأوليمبي قبل أولمبياد باريس ويعدهم بمكافآت خاصة في حالة الفوز    بشرى للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر للقطاعين العام والخاص    «وداعا الأجواء الباردة» .. تحذير مهم بشأن الطقس اليوم الجمعة 10 مايو 2024    مرادف «قوامين» و«اقترف».. سؤال محير للصف الثاني الثانوي    فحص امتحان علوم 2 إعدادي بالدقهلية بعد تداول شكوى بتسريبه وتطابقه بعام 2021    «باي من غير سلام» و«يلا بينا».. ماذا قال باسم سمرة عن عيسى الوزان وإفيهات العتاولة    بعد غيابها الحضور.. مشيرة خطاب في كلمتها المسجلة بمهرجان إيزيس : دمج المسرح وحقوق الإنسان ينتج عروضا قيمة وأكثر جودة    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 10-5-2024 مهنيا وعاطفيا    هل تعرضت للسحر؟.. كواليس حلقة فريدة سيف النصر مع عمرو الليثي    هيئة الدواء تعلن انتهاء تدريب دراسة الملف الفني للمستلزمات الطبية والكواشف المعمليّة    «الكفتة الكدابة» وجبة اقتصادية خالية من اللحمة.. تعرف على أغرب أطباق أهل دمياط    «أنهى حياة عائلته وانتح ر».. أب يقتل 12 شخصًا في العراق (فيديو)    «حياة كريمة»: تعمير 9 بيوت بمساعدة المتطوعين في غرب أسوان    الدفاع الأمريكية: نريد إزالة حماس من رفح بشكل ملائم.. وقدمنا أفكارنا لإسرائيل    أمريكا توجه رسالة عاجلة إلى مصر بشأن موقفها من عملية رفح    حدث بالفن| فنانة تكشف عودة العوضي وياسمين ووفاة والدة نجمة وانهيار كريم عبد العزيز    فيديو.. ريهام سعيد: "مفيش أي دكتور عنده علاج يرجعني بني آدمه"    سعود أبو سلطان يطرح أغنيته الجديدة الثوب الأبيض    بيرسي تاو يحصد جائزة أفضل لاعب من اتحاد جنوب قارة أفريقيا    اشتباه تسمم 8 أشخاص بعد تناولهم وجبة فسيخ بأسوان    أولمبياكوس يكرر فوزه على أستون فيلا في دوري المؤتمر الأوروبي    القاهرة الإخبارية: مصر تجدد تحذيرها لكل الأطراف من تداعيات التصعيد الحالي في رفح    بعد مطاردة جبلية.. مصرع عنصر إجرامي قتل 4 أشخاص من أسرة واحدة في أسيوط    مصرع طفل صدمه قطار ركاب في السويس    لمناقشة الموازنة العامة ومخصصات "قومي المرأة".. مايا مرسي تشارك فى اجتماع "تضامن النواب"    بحضور رمضان والسقا وحسين فهمي.. نجوم الوسط الفني في عزاء والدة كريم عبدالعزيز (صور)    السياسة بوسائل أخرى.. خبير عسكري يحلل مفهوم الحرب    محدش قادر يشتغل.. مصطفى بكري يطالب بسرعة إجراء التعديل الوزاري وحركة محافظين    بوتين يشكر رئيس لاوس على نقل دبابات تي- 34 إلى روسيا    مذكرة تفاهم بين جامعة عين شمس ونظيرتها الشارقة الإماراتية لتعزيز التعاون    عقوبة التأخر في سداد أقساط شقق الإسكان    خطوات إصدار تصريح دخول مكة للأسرة المقيمة في حج 1445    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُنى على خمس فقط    محظورات الإحرام لحجاج بيت الله الحرام في حج 2024    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس فقط    أمين الفتوى: الزوجة مطالبة برعاية البيت والولد والمال والعرض    أوقاف شمال سيناء تعقد برنامج البناء الثقافي للأئمة والواعظات    وزير الصحة يشهد فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لهيئة المستشفيات التعليمية    محافظ أسوان: تقديم أوجه الدعم لإنجاح فعاليات مشروع القوافل التعليمية لطلاب الثانوية العامة    "الخشت" يستعرض زيادة التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة في المجالات البحثية والتعليمية    محافظ الغربية يوجه بتسريع وتيرة العمل في المشروعات الجارية ومراعاة معايير الجودة    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    فوز تمريض القناة بكأس دوري الكليات (صور)    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادى والمؤرخ الفلسطيني محمد أبو سمرة ل «المصري اليوم»: مصر الداعم الأكبر ل«فلسطين» ولن تسمح بتهجير أهالى غزة
نشر في المصري اليوم يوم 16 - 10 - 2023

أكد اللواء دكتور محمد أبوسمرة، رئيس تيار الاستقلال الفلسطينى، أن عملية طوفان الأقصى معركة مصيرية لفلسطين والعرب والمسلمين.. إما أن ينتصر الفلسطينيون والعرب والمسلمون، وإما أن ينتظر العرب والمسلمون نعيهم كأمة وحضارة وتاريخ، مؤكدا في حواره ل«المصرى اليوم» أن ما تقوم به دولة الكيان الصهيونى ضد قطاع غزة «حرب إبادة ممنهجة ومنظمة» بدعم كامل وضوء أخضر من أمريكا، ولم تكن نتيجة أو ردًا على العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية.
وإلى نص الحوار..
اللواء دكتور محمد أبو سمرة رئيس تيار الاستقلال الفلسطينى
■ ما هو مستقبل الوضع في قطاع غزة؟
- ربما من المبكر طرح هذا السؤال أو الإجابة عنه، لأنَّ القطاع يتعرض للتدمير الكلى، خاصة في ظل ما يصرح به قادة العدو وكشفهم لنواياهم بتدمير قطاع غزة وتسوية جميع مبانيه بالأرض وتحويلها إلى أرض محروقة، وفى ظل تبجح المجرم نتنياهو الذي يقول إنه سوف يحول القطاع إلى منطقة أشباح غير صالحة للحياة.
ومنذ اليوم الأول للعدوان الصهيونى، تحوَّل القطاع إلى «منطقة منكوبة»، وبالنظر إلى الثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون الأبرياء العُزَّل في قطاع غزة من أرواحهم وحياتهم ومساكنهم ومحالهم وممتلكاتهم، فإنَّ مستقبل القطاع سيبقى غامضًا حتى نهاية الحرب التدميرية، حيث يقوم العدو الصهيونى بتدمير كلى لمربعات سكانية كاملة، وتسوية الكثير من الأبراج والمجمعات السكانية، وتدمير 1400 مبنى في القطاع و6000 وحدة سكنية، وزاد عدد الشهداء والجرحى على عشرة آلاف شهيد وجريح، وتسبب العدوان الاجرامى الوحشى في جعل عدد الشهداء والجرحى يرتفع إلى عشرات الآلاف، ورغم الإجرام والتوحش والعدوان الصهيونى، لن يتمكنوا من كسر إرادة شعبنا وهزيمته، ولن ينجحوا في كسر المقاومة الفلسطينية وإفقادها الحاضنة الشعبية؛ فالشعب الفلسطينى البطل لن يرفع الراية البيضاء ولن يتخلى عن مقاومته ولن يغفر للاحتلال الجرائم التي يرتكبها بحقه، وعند انتهاء العدوان والحرب سيضمد شعبنا جراحه ويلملم أحزانه وأوجاعه وينهض من أجل رفع الأنقاض وإعادة بناء ما دمره العدو المجرم، وسيواصل صموده وصبره ورباطه وتضحياته حتى انتزاع كافة حقوقه المشروعة وتحقيق طموحاته، وفى مقدمتها حقه في الحياة الآمنة وإقامة دولته الوطنية ذات سيادة.
■ ما تعليقك على التهديد باستهداف الطيران الإسرائيلى معبر رفح الفلسطينى وقوافل المساعدات؟
- هذا السلوك متوقع من العدو الصهيونى، ولذلك أقدم على قصف معبر رفح الفلسطينى والطريق الواصل بين الجانب الفلسطينى والمصرى من المعبر، وفى ظل إصرار مصر على البدء بإرسال قوافل المساعدات الطبية لمستشفيات قطاع غزة هدد العدو بقصفها، ورغم ذلك تمكنت مصر من توصيل أولى قوافل المساعدات الطبية للهلال الأحمر الفلسطينى، وإثر ذلك قصف العدو مرتين البوابة الشرقية الخارجية للمعبر والطريق الواصل بين جانبى المعبر، واستطاع أنُ يعطل معبر رفح الفلسطينى، وأعلن متباهيًا بالقول: «تمكنا من إغلاق معبر رفح بالقوة».
■ هل حان الوقت لمصالحة فلسطينية وتوحيد كل الفصائل؟
- بكل تأكيد حان وقت المصالحة الفلسطينية ولم يعد مقبولًا استمرار الانقسام الفلسطينى، ولابد من العمل فورًا على تحقيق المصالحة، ومن المهم تشكيل «حكومة طوارئ تشمل جميع القوى الفلسطينية» لقيادة المرحلة الحالية، وبعد انتهاء العدوان ينبغى تشكيل حكومة وحدة وطنية وتوحيد النظام السياسى الفلسطينى في الضفة والقطاع، من أجل مواجهة آثار العدوان والبدء بعملية إغاثة شاملة لأهلنا في القطاع وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
■ ماذا عن مشاركة إيران ولبنان.. وما هو الوضع إذا تدخلت إيران؟
أبو سمرة مع عرفات
- حتى اللحظة لا توجد مؤشرات حول إمكانية دخول إيران و«حزب الله» على خط المواجهة والتصدى للعدوان، وباعتقادى أنَّ إرسال حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية إلى شرق المتوسط وإعلان بريطانيا وفرنسا وإيطاليا استعدادها لإرسال بوارجها إلى شرق المتوسط، بالإضافة إلى كونها قادمة لدعم ومساندة كيان الاحتلال، هي تهديد ورسالة واضحة لإيران و«حزب الله» حال دخل الحزب الحرب وفتح الجبهة الشمالية على العدو الصهيونى، ولكنَّ المعطيات والأحداث في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة تشير إلى وتيرة تصاعد تدريجية، ونوع من «الاستنزاف والإرباك» يقوم به الحزب ضد العدو الصهيونى، وبالتأكيد في حال تنفيذ جيش العدو تهديداته بالاجتياح البرى لقطاع غزة أو أجزاء منه، فإنَّ الأمور ستتغير، وسيدخل الحزب الحرب وستدخل معه أطراف وقوى أخرى مرتبطة بإيران و«محور المقاومة» في المنطقة، وربما تذهب الأمور نحو حرب إقليمية تشارك فيها كل من إيران ولبنان وسوريا والعراق واليمن، تساندها بطريقةٍ أو بأخرى روسيا وكوريا الشمالية والصين وفنزويلا، وغيرها من القوى الإقليمية والدولية المهمة في العالم.
■ كيف ترى الموقفين العربى والإسلامى؟
- نأمل من الدول العربية والإسلامية الشقيقة ممارسة كافة الضغوط العربية والإسلامية على الإدارة الأمريكية ولدى أوروبا والغرب، لدفع الاحتلال إلى فتح مسار آمن لإدخال قوافل المساعدات وإجلاء الجرحى للعلاج في المستشفيات الفلسطينية والمصرية والأردنية والعربية، ووقف العدوان والمجازر وإعلان وقف إطلاق النار ووقف عمليات هدم وتدمير القطاع.
■ ما تأثير النزوح من قطاع غزة إلى منطقة الحدود الفلسطينية مع مصر على القضية الفلسطينية؟
- أؤكد لك أنَّه ليس هناك أي نزوح فلسطينى، فردى أو جماعى، من قطاع غزة أو مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع نحو الحدود المصرية، وليس هناك أي نزوح من داخل القطاع، سوى نحو مراكز الإيواء التابعة لوكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة والمدارس والمستشفيات والكنائس، أو نحو منازل الأقارب والمعارف والجيران، وهى عمليات نزوح فردية، رغم أن عدد النازحين من بيوتهم نحو ثلاثمائة ألف فلسطينى.
■ كيف تنظر إلى مطالبة الاحتلال لفلسطينى القطاع بالتوجه نحو مصر؟
- هذا هو أحد الأهداف الرئيسة الخبيثة من وراء الحرب العدوانية الإجرامية البربرية الوحشية التي يشنها العدو الصهيونى ضد شعبنا المظلوم في القطاع المحاصر، وهو أحد الأهداف التي تسعى إليها كافة الحكومات الصهيونية السابقة، خاصة الحكومة الصهيونية الحالية الأكثر يمينية وتشددًا وتطرفًا منذ نشأة الكيان الصهيونى الغاصب عام 1948.
ولم تتوقف أجهزة العدو الصهيونى ومخابراته وجيشه وآلة الدعاية والحرب الصهيونية العالمية منذ عشرات السنين عن العمل المنهجى المُنظم من أجل إرغام الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم والجزء الضئيل المحدود المتبقى لهم من وطنهم ومساحة فلسطين التاريخية في قطاع غزة، لأجل تحقيق هذا الهدف منذ عام 1948 حتى العدوان الحالى، وهو الأشد وحشيةً واجرامًا وضراوة وبشاعة، فقد ارتكب جيش العدو عشرات المجازر ضد أبناء شعبنا الفلسطينى في القطاع، لكى يُرغم شعبنا على النزوح الجماعى من غزة نحو سيناء.
ورغم الحروب والاعتداءات والمجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطينى منذ عام 1948، لم يقم الفلسطينيون بأى حركة نزوح جماعية أو فردية نحو سيناء، ومهما بلغ حجم الأضرار والخسائر المادية والمعنوية، ومهما ارتفع عدد الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين، فلن يكرر شعبنا مطلقًا مأساة ومؤامرة إرغامه على الهجرة من مدنه وقراه وبلداته عام 1948، نتيجة ما تم ارتكابه من مذابح وحشية بربرية على أيدى العصابات الإرهابية الإجرامية والاحتلال البريطانى، وأؤكد أنَّ شعبنا باقٍ مرابط صامد في أرضه، وخياره إما الرباط والمقاومة والنصر، وإما الشهادة، ولا يوجد خيار ثالث أمامه.
■ ماذا عن أهداف الاحتلال بمطالبة أهالى شمال القطاع ومدينة غزة بالنزوح والتوجه جنوبًا؟
أبو سمرة مع عرفات
- لم يكن خافيًا علينا الهدف الإجرامى الوحشى البربرى الصهيونى من وراء مثل هذه المطالبات، الذي سخر لأجله كافة أدواته الإعلامية و«السوشيال ميديا»، على مستوى العالم، فضلًا عن الطائرات الحربية التي تهدد المدنيين الأبرياء العُزَّل بالدمار والقتل والويل إن لم ينزحوا جنوبًا، فاضطرت أعداد محدودة من العائلات والأسر للنزوح تجاه المنطقة الوسطى، وكنا على يقين بأنَّ جيش الإجرام الصهيونى يخطط لارتكاب مجازر بحق النازحين، وهو ما حدث بالفعل، فقد قصفت الطائرات الحربية الصهيونية عدة شاحنات وعشرات السيارات التي تُقِل المدنيين الأبرياء العُزَّل من نساء وأطفال ورُضَّع وشيوخ وفتيات وفتية ورجال ومسنين ومرضى، في حى الزيتون على شارع صلاح الدين الواصل بين جنوب مدينة غزة والمنطقة الوسطى، وارتقى قرابة 100 شهيد وأصيب نحو مائتى جريح بإصابات خطرة، معظمهم من النساء والأطفال والرُضَّع، في مجزرة وحشية على مرأى ومسمع وصمت العالم أجمع، بينما شعبنا يتعرض لحرب إبادة.
وبالتزامن مع كافة الجهود والاتصالات التي تقوم بها الشقيقة الكبرى مصر من أجل مناصرة ودعم مواقف وجهود الرئاسة والقيادة الفلسطينية، فإنَّها تمارس ضغوطها بكل ثقلها على الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وبريطانيا والأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة على العدو الصهيونى من أجل وقف إطلاق النار والعدوان وحرب الإبادة التي يشنها ضد الشعب الفلسطينى.
وللحق وللتاريخ، فإنَّ الشقيقة الكبرى مصر هي الحاضر الأكبر إلى جانب فلسطين وغزة في محنتها الكبرى، ولن تسمح للعدو بتمرير مخططه الشيطانى الذي يستهدف استئصال القضية الفلسطينية، والقضاء على حق عودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإرغام الفلسطينيين على النزوح الجماعى نحو سيناء، وبدأت مصر تنظيم أكبر حملة إغاثة مصرية وعربية شاملة لدعم صمود أهلنا في غزة، وستبقى مصر الحاضر والمؤثر الأكبر في ملف الصراع العربى الإسرائيلى والملف الفلسطينى، وكل التحية والتقدير للموقف المصرى القومى العربى الوطنى، خاصة مواقف القائد العربى القومى الرئيس عبدالفتاح السيسى وللخارجية والدبلوماسية المصرية.
■ ما تعليقكم على إرسال مصر المساعدات لأهالى غزة؟
- لم تتأخر الشقيقة الكبرى مصر لحظة واحدةً عن التحرك منذ بدء العدوان الإجرامى ضد القطاع، وعلى الفور قامت بتسيير قوافل الدعم والإغاثة للقطاع، وأرسلت قوافل إغاثة للهلال الأحمر الفلسطينى، وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى تسيير قوافل إغاثة شاملة لقطاع غزة، وكذا الهلال الأحمر المصرى والأزهر الشريف وصندوق تحيا مصر وبنك الطعام المصرى، وغيرها من المؤسسات الخيرية والإغاثية المصرية، وقد هددت سلطات الاحتلال بقصف هذه القوافل، وطالبت مصر بإغلاق معبر رفح البرى، وقصف الطيران الصهيونى مرات البوابة الفاصلة والطريق الموصل بين معبرى رفح الفلسطينى والمصرى، وأعلنت سلطات الاحتلال بمنتهى الغرور والعنجهية أنَّها تمكنت من إغلاق معبر رفح البرى بالقوة.. ومازالت تنتظر قوافل الإغاثة والدعم والمساعدات المصرية للشعب الفلسطينى على أبواب معبر رفح المصرى بانتظار إعادة تشغيله لإدخالها في سياق تسيير جسر إغاثة مصرى برى من القاهرة حتى غزة.
وأعلنت مصر عن فتح مطار العريش الدولى بشمال سيناء لاستقبال طائرات الإغاثة من الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية، وبالفعل هبطت في مطار العريش طائرات إغاثة أردنية وتركية وكويتية بانتظار وصول المزيد من الطائرات، على أمل أن تتمكن مصر من انتزاع الموافقة على توفير ممر آمن لتسيير قوافل المساعدات للقطاع.
■ ما الأهداف الحقيقية من العدوان الصهيونى ضد غزة؟
- يستهدف العدو الصهيونى من وراء سياسة الأرض المحروقة التي يستعملها في حرب الإبادة التي يشنها ضد قطاع غزة، وفى طريقة وأسلوب القصف التدميرى الكبير والواسع وتركيزه على مناطق ومربعات سكنية بعينها، إلى تحقيق هدفين:
الأول: التركيز في القصف على مناطق محافظتى غزة والشمال لدفع السكان للنزوح جنوبًا نحو مدينة رفح، وهى المدينة الأقرب إلى الحدود مع مصر، مع ملاحظة أن رفح، حتى اللحظة، من أقل المحافظات التي تم استهدافها، وهذا ليس أمرًا عبثيًا، والهدف الواضح والمكشوف من وراء ذلك هو إشعار السكان بأن الأمان يتوفر في رفح بشكلٍ أكبر، ومن المتوقع أن يفتعل العدو الصهيونى أي حدث على الحدود الفلسطينية المصرية لقصف وتدمير الجدار الحدودى الفاصل بين مصر وجنوب القطاع، لكى يدفع الناس للنزوح الجماعى نحو مصر، من أجل صناعة نكبة هجرة جديدة للفلسطينيين كنكبة عام 1948، وليتحول النازحون الجدد من قطاع غزة، وغالبيتهم لاجئون وذوو لاجئين ممن تم تهجيرهم من أراضيهم المحتلة عام 1948، وإرغامهم على النزوح إلى سيناء تحت تهديد كثافة النار والقتل والحرق، سيتحولون هذه المرة إلى لاجئين دائمين خارج وطنهم، ينضمون إلى ملايين اللاجئين في مصر وبلاد الشتات، وهذا ما يجب أن يتم العمل على منع حدوثه مهما كلف الفلسطينيين من ثمن، لأن ذلك لو تحقق يعنى تصفية القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين وحق العودة.
الهدف الثانى: يكثف جيش العدو من ضرباته وقصفه وتدميره مناطق القطاع، عبر سياسة الأرض المحروقة والأحزمة النارية، تمهيدًا لفتح ممر برى لآلياته العسكرية لتتقدم من الشمال الغربى والغرب عبر البحر نحو منطقة مرتفعة، مثل «حى الكرامة السكنى»، شمال غرب مدينة غزة، ليتمركز بها حال الاستعداد للدخول البرى.
ويخطط العدو فعليًا لإرغام أهل القطاع على النزوح، ودفعهم بشكل تدريجى نحو الحدود المصرية، دون أن يشعروا، وهذا ما باتت تعرفه جيدًا القيادتان المصرية والفلسطينية وأهالى القطاع، والقيادتان المصرية والفلسطينية ترفضان هذا المخطط ولن تسمحا بتنفيذه، وهناك اجماع لدى أهلنا في القطاع برفض هذا المخطط الشيطانى ويصرون على التصدى له وإفشال كل ما يؤدى إلى تنفيذه، وشعار أهلنا في القطاع: «نموت ونستشهد ولن نرحل عن وطننا».
ونظرًا لأنَّ معركة العبور البطولية (طوفان الأقصى) التي أذلت فيها المقاومة الفلسطينية جيش العدو وأجهزة أمنه ومخابراته وكسرت نظريته التي كان يزعم بها التفوق النوعى العسكرى والأمنى والاستراتيجى، فقد أظهرت هذه المعركة البطولية تقلصاً وتراجعاً كبيراً في ميزان الكفاءة القتالية للضباط والجنود الصهاينة، مقابل كفاءة وجرأة عالية للمقاومين الفلسطينيين الأبطال، ولذا لم يعد أمام جيش العدو من مجالٍ سوى «الضرب من بعيد» عبر القصف الجوى والصاروخى والمدفعى، ونحن على يقين بأنَّ الالتحام على الأرض وفى الميدان هو الذي يحسم المعركة، وإن جيش العدو لن يكون قادرا عليه، خاصة أنَّ ما يدور في قطاع غزة لم يعرفه ويواجهه العدو الصهيونى منذ عام 1948، وكان حينها كيان العدو يهاجم لتأسيس الدولة العبرية، أما حاليًا فإنَّ الكيان الصهيونى بات يدافع عن البقاء، وقد أثبتت عملية «طوفان الأقصى» والعبور الفلسطينية البطولية يوم السابع من أكتوبر الإمكانية الواقعية والعملية لإزالة وزوال الكيان الصهيونى، وهناك فرق كبير بين أن تهاجم وبين أن تدافع، وهذا هو التطور الاستراتيجى الأهم لصالح المقاومة ضد العدو الصهيونى، وبدء التصاعد في «انقلاب موازين القوى» لصالح المقاومة الفلسطينية، التي انتقلت من الدفاع إلى المبادرة بالهجوم واقتحام المستوطنات والمعسكرات والمواقع العسكرية والأمنية الصهيونية، ما يعنى حدوث تحول نوعى في موازين القوى، وقد ترسخت في أذهان الناس المشاهد والصور نتيجة عملية «طوفان الأقصى» البطولية، التي تؤكد القدرة على اقتحام المستوطنات والقواعد والمواقع العسكرية الصهيونية وأسر كبار الجنرالات والضباط والقادة والمسؤولين والجنود الصهاينة، ولهذا فإنَّ كل ما يفعله جيش العدو، عبارة عن حرب إبادة وانتقام تدميرية، في محاولة يائسة لترميم صورة الهزيمة والإهانة البالغة التي رسمتها له المقاومة الفلسطينية، ومحاولة استعادة ميزان الردع وميزان التفوق النوعى، وهذا لن يتم أبدًا، بل لن يتمكن من إقناع المستوطنين بالعودة إلى مستوطناتهم بعدما فروا منها ولمسوا ترهل وهشاشة الجيش الصهيونى، وقد ضربت المقاومة الفلسطينية العدو في الصميم، وكل ما يقوم به من جرائم وإبادة وتدمير للقطاع، لن يجعله ينجح في إعادة ترميم صورته ولا استعادة هيبته، ومن أجل ذلك جاءت حاملات الطائرات الأمريكية لدعمه، علها تنجح في جعله يتمكن من استعادة زمام المبادرة واستعادة موازين الردع، وهذا ما لا يمكن أن تنجح به ولن ينجح به جيش العدو، لأن المعادلة والوقائع اختلفت على الأرض.
■ هل تتوقع أن يتوغل الجيش الإسرائيلى في قطاع غزة برًا؟
- كل شىء متوقع، لكن جيش العدو الذي هزمه المقاومون الأبطال في عبورهم العظيم صباح السابع من أكتوبر إلى داخل المستوطنات والمواقع العسكرية الصهيونية، ومرَّغوا أنفه في التراب، يتردد في التوغل البرى داخل القطاع، وبات يخشى من المواجهة البرية، ونتيجة المخاوف الأمريكية والإسرائيلية من نتائج التوغل البرى على الجيش الصهيونى، طالبت أمريكا الكيان الصهيونى بتأجيل تنفيذ التوغل البرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.