الانتماء شعور إيجابى يجعل من المواطن المؤمن به نواة لمجتمع صالح، لكن توافر هذا الشعور يتوقف على التنشئة الصحيحة التى يمر بها كل منا والتى نغرسها فى نفوس أبنائنا.. فكلما عززنا بداخلهم قيمة الانتماء كلما ضمنا حمايتهم لمجتمعهم ودفاعهم عن مكتسباته. يقول الدكتور حسن الخولى، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا: الانتماء يبدأ بالتنشئة الاجتماعية منذ مرحلة الطفولة، فإذا ما زرع الوالدان فى الطفل قيم الانتماء لهما وللأسرة والمنزل كان تلميذا منتميا إلى مدرسته ومن ثم كليته، فمجتمعه الأكبر وبالتبعية إلى وطنه ومن يعيش فيه مهما اختلفوا عنه فى اللون أو الشكل أو الدين.. ولابد أيضا من توافر الوعى لدى الوالدين بأسلوب التربية الصحيح، وأن يكونا على وفاق، وقادرين على التغلب على مشكلاتهما ومشكلات طفلهما، لأن الأسرة التى تعيش فى خلافات وخناقات يومية، هى النبتة الأولى لخروج أطفال فاقدى الأمان، ومن ثم يفقدون الانتماء، سواء إلى المكان الذى يعيشون فيه، أو حتى إلى والديهم. أما دور المدرسة فى تعزيز قيم الانتماء فيتلخص فى مسؤوليتها عن توفير جو من الحب، والمعرفة للتلاميذ، وأن تكون كما تسمى «تربية وتعليم» فيخرج الطالب محبا لمدرسته التى تجمعه مع أصدقائه ومدرسيه إضافة إلى حبه للمكان الذى راعى مواهبه وقدراته، فيظل مرتبطا بها حتى بعد الخروج منها واستكمال مسيرة حياته. إذا تربى الإنسان بهذه الطريقة سيشعر بأن الشارع ملكه، ووسائل المواصلات تخصه، لذا فإنه سيهتم بكل ما حوله ويراعيه. قلت قيمة الانتماء عند شباب هذا العصر بسبب المشكلات الكثيرة التى يواجهونها، وعلى الكبار أن يراعوا الأطفال، ويمنحوهم ما يحتاجون إليه من حب وثقة وقدوة، حتى تنصلح الأحوال، خاصة فى ظل معاناة أغلب الشباب من أزمة الثقة فى المجتمع.