«فترة حكم مبارك كانت الأفضل والأنجح على الإطلاق في السيطرة الأمنية واللي ينكر كدا رجل جبان».. «أتخن شنب في البلد ماكنش يقدر يرفع سلاحه ولا كما نعرف حاجة عن أزمة البنزين وقطع الكهربا أما دلوقتي فالحاجات دي بقت مقررة علينا وقطع الكهربا بيخلي محلاتنا تتسرق». هكذا تحدث عصام، صاحب محل خردوات، عن الوضع الراهن بمحافظة قنا، مؤكدا ل«المصري اليوم» :«ثورة يونيو عزلت حكومة لتقصيرها في الملف الأمني، لكن مازالت الحالة كما كانت عليه قبل يونيو.. يا خوفي من صعوبته أكثر في اللي جاي». يفاجئنا عصام بمطالبته برجوع حبيب العالي لمنصبه كوزير داخلية إيمانا منه بأنه «الوحيد القادر على عودة الأمن والأمان للمواطنين»، ولمن يتهمه بأنه يريد عودة النظام القديم يقول عصام: «هاخدك من إيدك تيجي تقعد نص ساعة في قرية «الصمدة» اللي بأعيش فيها هتشوف الانفلات الأمني على حق، بداية من أوكار البلطجية والإرهابين والهاربين من أحكام لحد عمليات القتل اللي بتحصل كل يوم.. المخدرات بقت سلوك حياة في القرية».. مضيفا: «كل دا كان منعدم في عهد مبارك»، غير أنه لا ينكر أن «النظام القديم كان يستخدم طرق ملتوية في تحقيق ذلك لكنه كان ناجح في حماية المواطن». عصام يؤكد أن حياته معرضة للخطر بشكل يومي: «أملك محلا يبعد عن بيتي ب25 كم، وباخلص شغلي في نص الليل، وبأضطر أسوق عربيتي وأنا مروّح على سرعة 180 وباكل كل المطبات خوفا من البلطجية». واتهم عصام محافظ ومدير أمنها ب«الإهمال والتقصير وعدم قيامهما بدورهما على أكمل وجه لتحقيق الأمن». يرى عصام أن المرأة في المجتمع الصعيدي مظلومة جدا، تعمل أكثر من 8 ساعات في الغيطان مقابل 15 جنيها، وبعضهم لا تعرف حقوقها ولا واجباتها حتى في اختيار زوج المستقبل، بيختارولها العريس وإن سألتها: «قبلتيه؟» يكون الرد أهلي شايفينه كويس، وتابع: «بالتالي تنجب جيل متربي على نهجها في الحياة» مبديا حزنه لعدم إنجابه «بنت»، وأوضح: «لو جبت بنت لكنت فضلتها على إخواتها الصبيان وأهتم بتعليمها وتثقفها لجعلها أفضل من أمها، رغم أن زوجتي حاصلة على معهد فني تجاري ومثقفة بعض الشيء». ويكمل عصام: «طبيعة المجتمع اللي بنعيش فيه المقيدة ببعض الأفكار بأن المرأة تخرج للعمل فقط لاحتياج أهلها لمساعدة مادية، أما المرتاحين ماديا يرفض خروجه للعمل، لذلك رفضت عمل زوجتي واكتفيت بدورها بالاهتمام بالمنزل». ويصف حرية المرأة في قوله: «تكون متعلمة ومثقفة لتخرج جيل متربي يفهم مش يحفظ ولو قصّرت معاها في حاجه تبقى بتشتغل». وعن قضايا الثأر يقول: «أسكن في قرية الصمدة بمركز دشنا، وهي من أكتر القرى اللي فيها تار، وباستغلال البعض للانفلات الأمني قاموا بمراجعه الخلافات القديمة وكل شخص لديه مشكلة مؤجلة قرر فتحها مره أخرى وإعادة تصفية الحسابات، وبوقوع الأمن بدأ القوي يلتهم الضعيف.. كل يوم فيه ضرب نار، والأمن عندنا بقى دوره بس لمّ الجثث». ويوضح: «قبل يناير كان يوجد سيطرة أمنية رهيبة ولا شخص يجرؤ على رفع السلاح على حد»» ونفى أن تكون للسيدات دور في أخذ الثأر، فالسيطرة للرجال، على حد قوله، بل يرى أن «المرأة مظلومة وضحية وممكن تموت بالخطأ في تبادل إطلاق النار بين عائلتين، وحدثت وقعات عديدة آخرها منذ أسابيع، ماتت سيدة بالخطأ، ومن أكثر المشاكل التي تودي إلى الثأر هو المكسب السريع كتجارة المخدرات والسلاح والسرقات».
