على أي أساس يتم إختيار المحافظين في مصر المحروسة ؟ أعلم طبعا الإجابة فأنا إبن هذا البلد....يتم اختيارهم (فقط) على أساس الثقة والولاء للنظام الحاكم... فالولاء للنظام الحاكم هو أساس أي منصب وأن كان تافهاً في هذا البلد فما بالك بمنصب (المحافظ) الذي هو ممثل رئيس الجمهورية في الاقليم . و أعلم يقينا ان هناك بعض الجهات أكثر ولاءا للمؤسسة الرئاسية وأكثرهم ثقة و بالتالي فأبناء هذه الجهات يمثلون الأغلبية الكاسحة من المحافظين و نواب البرلمان...فالولاء و الإنتماء هو الأساس و المعيار ليس إلا!!! و لكن هل الولاء و الإنتماء للنظام و الحزب الحاكم يتعارض مع مهام وظيفة المحافظ التي حددها الدستور و القانون و قبلهما أمام الله سبحانه و تعالى؟!! بمعنى لماذا لا يكون المحافظ عاشقا متيما بالحكومة و حزبها و في نفس الوقت (شايف شغله) بما يرضي الله ....لماذا لا يكون (متغطي) بالحكومة و النظام و بالناس ايضا؟!! المواطن المصري بشكل عام و الريفي محدود الثقافة بشكل خاص لا يطلب شيء من محافظه الا تحقيق متطلباته اليومية من غذاء و شراب و صرف صحي و طرق سليمة مرصوفة و شوارع نظيفة (قدر الإمكان)....لا يهمه اطلاقا ان كان المحافظ داعما و بقوة لمرشحي الحزب الحاكم او متعنتا و متعسفا مع مرشحي المعارضة و الأخوان المسلمين...كل هذا لا يفرق اطلاقا مع المواطن المصري فهو لا يغضب الا عندما تمس احتياجاته الأساسية و اليومية (و إن كان لم يعد يغضب في هذه الحالة ايضا...!!!!). الطامة الكبرى تحدث عندما يكون معالي الوزير المحافظ لا يهمه الا ارضاء الناس (اللي فوق) اما الناس اللي (تحت) اللي هم إحنا فليذهبوا الى الجحيم!! على الرغم انه من المفترض (نظريا) ان إرضاء الناس اللي (تحت) من إرضاء الناس اللي فوق...يعني طول ما المحافظ شايف شغله و الشعب الغلبان مبسوط و راضي طول ما القيادة السياسية راضية عنه تمام الرضا....(نظريا)!!! الا ان التجربة قد علمتني ان هذا ليس الواقع على الإطلاق و أن مدة بقاء المحافظ في منصبه ليست لها علاقة إطلاقا بالخدمات و المجهودات التي يبذلها لتحسين أحوال محافظته و إنما مرتبطا بأسباب نحن (عامة الشعب) لا نعلمها فهي أكبر من قدراتنا و إمكانياتنا, لا يعلمها الا من قام بتعيينه فهو الأقدر بل القادر الوحيد على إقالته من باب (اللي حضر العفريت...هو اللي يقدر يصرفه)!!! و كم من مرة استجاب الله لدعاء المواطنين الغلابة وأرسل اليهم محافظا (شايف شغله) و لسة الراجل بيقول يا هادي و هيبتدي (ينسف) القديم الا و يفاجأ الجميع بتعيينه محافظا للقاهرة او الإسكندرية و كأن المحافظات الأخرى لا تستحق الكفاءات و اهلها لا يستحقون النظام و النظافة بل هي حكر على العاصمة الأولى و الثانية و اهلهم فقط!! الغريب و العجيب في تجربتي مع المحافظين بمحافظتي المنكوبة ان اكثر المحافظين (التصاقا) بكرسي المحافظة هم أقلهم عملا و أكثرهم إهتماما بالأبهة و فخامة المكتب و التشريفة و مواكب سيادتهم المدججة بالموتسيكلات و سيارات الشرطة و رجال المرور, في حين ان اقلهم من حيث مدة بقائه كمحافظ هو من إهتم بالشارع و مشكلاته و نزل من مكتبه الفخم العامر ليلتحم بالجماهير الغلابة الشقيانة ليتعرف على مشكلات محافظته (المسئول عن حلها) بنفسه و ليس من خلال معاونيه أو بالأحرى (مضلليه)!!! محافظ الإقليم الحالي يجلس على كرسيه الوثير بمكتبه الفخم منذ عام 2004 اي منذ 6 سنوات كاملة..و البلد تنهار كل يوم اكثر من الأمس...حالة مزرية تماما....شوارع رصفها لا يصلح الا لسير الدواب و ليس للسيارات....مطبات ليست طبيعية و لا صناعية و إنما نوع جديد تماما من المطبات أرشح خبراء الطرق لدراسته بعناية بإعتباره نوع جديد من المطبات لا يوجد الا هنا...حفر في كل مكان...جدران و حوائط مشوهة تماما...غارقة في القذارة بفعل الملصقات الإنتخابية التي لا تجد من يأمر بإزالتها و غيرها من الملصقات الدعائية و الإعلانية...سيارات سرفيس و ميكروباص تضرب بقواعد المرور و اماكن الإنتظار عرض الحائط و لا تجد من يحاسبها..!!! كل ما سبق كوم و (الزبالة) كوم تاني.....زبالة في كل مكان...اطنان....على كل رصيف و في كل خرابة و بجوار كل حائط تجد زبالة...وسط كل شارع بجانب كل بيت (زبالة)...لم اكن اتخيل ان (الزبالة) و إزالتها تمثل معضلة حقيقية للمسئولين عن المحافظة الا هذه الأيام. الغريب بقى و العجيب جدا ان الناس (متعايشين) تماما مع (زبالتهم) و الأشية معدن...!! الصور دي من (قلب) مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية...و من أحياء يمكن ان تصفها مجازا بأنها أحياء (راقية)...و لك ان تتخيل كيف الحال في عشوائيات و مراكز و قرى المحافظة و ما أكثرها..!!! الأكثر غرابة و (طرافة) انه على الرغم من هذه القذارة المفرطة و واقع المواطنين (التعس) و مرافقهم (المنهارة) فإن جميع (مرشحي) الحزب الوطني الديمقراطي قد نجحوا في الإنتخابات البرلمانية (بقدرة قادر) سبحان الله..!! و هو ما يزيد احتمالات بقاء سيادة المحافظ (الهمام) في منصبه الى ما شاء الله بإعتباره قد نال الرضا (السامي) و الأهم بالطبع من اطنان الزبالة في شوارع محافظة بائسة يقطنها مواطنون تعساء..!!! سيادة الوزير المحافظ: هنيئا لك منصبك و كرسيك الوثير.....و سحقا لهذه الكائنات القذرة المسماة (مواطنين) التي لا تستحق الا كل زبالة و قذارة و اللي هم اساسا مش وش نعمة!!