كتب أسامة صابر مصطفى : في برنامج العاشرة مساء أطل علينا السيد كمال الشاذلي، البرلماني العتيد ورئيس المجالس القومية المتخصصة، وقد حاورته المذيعة وسألته عدة أسئلة أجاب عن بعضها إجابات معتادة، وعن آخر إجابات تعطي انطباعات أنه يخاطب مجموعة من البلهاء وليس شعباً واعياً مثل شعب العظيمة مصر. حين سألته المذيعة عن لماذا تم اختياره للمنصب الذي يشغله الآن، وهو رئاسة المجالس القومية المتخصصة، وهو ليس من حاملي الدكتوراه أو أكاديمي، استند بكل ثقة وافتخار (لا أعلم لماذا) إلى أن القرار الجمهوري ينص على أن يكون حامل هذا المنصب من الشخصيات العامة ولذا هو يرى أنه شخصية جديرة بهذا المنصب (ولا عزاء للكفاءة العلمية)، وهنا أقول له: أنت بالطبع تقصد أن القرار الجمهوري هو صادر من الرئيس مبارك، وكأنك تريد أن تقول للناس إنك تنفذ توجيهات الرئيس، ولكن... هل كل قرار يتخذه الرئيس هو قرار صائب، هل الرئيس معصوم عن الخطأ؟ يا سيد كمال، المجالس القومية التي ترأسها سيادتك، مهمتها هي تقديم استشارات وعمل الدراسات العلمية ليستأنس ويستفيد بها متخذ القرار سواء كان وزيراً أو رئيس حكومة أو حتى رئيس الجمهورية، وعلى هذا الأساس يجب أن يكون عمل هذه المجالس بعيداً عن السياسة تماماً، حتى لا تتأثر النتائج والدراسات التي يقوم بها الاختصاصيون على حسب الهوى السياسي. بل تكون نتائج علمية محايدة، يتحقق منها النفع للبلد. ومما أنقد عليه السيد كمال أنه كان يفتخر بأن رؤساء هذه المجالس المعينين هم إما رئيس جامعة سابق أو عميد كلية، وهنا لا أعرف لم الافتخار، الجميع يعلمون كيف تأتي هذه المناصب لأصحابها، وهل هي تأتي على سبيل الكفاءة أم من باب الولاء للنظام. من حق السيد كمال أن يفتخر بأن تحت يديه رئيس جامعة سابق، ولكن إذا كان منتخباً في ظل مناخ سليم وهو استقلال الجامعات. أمر آخر استوقفني، هو القصة التي أمتعنا بها الشاذلي عندما ذهب إلى الرئيس الراحل أنور السادات، وسأله قائلاً: لماذا سيادتك يا ريس، قبضت على 1800 معتقل بينهم أساتذة جامعة وكبار الكتاب والصحفيين؟"، أتمنى من السيد كمال أن يعيد السؤال على أسماع الرئيس مبارك، ويقول له نفس السؤال، ولكن بزيادة في العدد، وبالإضافة إلى رئيس حزب! [email protected]