«الحكاية وما فيها أننى فى رحلتى المهنية كان لى بيتان، بيت تعلمت فيه الصحافة هو مؤسسة (الأهرام)، وبيت آخر أخرج كتبى إلى النور هو (دار الشروق للنشر). صحيح أننى شرّقت وغرّبت، إلا أننى ظللت منسوباً إلى هذين البيتين، وهذا الانتساب حين استمر طوال نصف قرن فإنه أرسى صلات ووشائج، حولت علاقة العمل إلى (نسب) مما ينطبق عليه قول القلقشندى صاحب (صبح الأعشى فى صناعة الإنشا) إنه: إذا كنا نحفظ مَنْ متَّ إلينا بالأنساب الجسمانية التى لا تعارف بينها، فأولى أن نحفظ مَنْ متَّ إلينا بالأنساب النفسانية التى يصح منها التعارف. (من مقال فهمى هويدى الأخير فى (الدستور) 31 يناير )2009». قبل نهاية فترة الانتقالات الصحفية الشتوية تحصلت «الشروق» على توقيع فهمى هويدى على صفحتها الأخيرة نظير 25 ألف جنيه شهريًا، فهمى غادر صحيفة «الدستور» بعد عامين من الكتابة اليومية المنتظمة، حتى أيام الجُمَع والأعياد والعطلات الرسمية، بمقال مؤثر أسهب فى شرح ملابسات ذلك «النزوح» إلى «الشروق» وفاء بحق النسب وامتثالاً لأمره (كما يقول على موقع «الدستور» الإلكترونى). لا تثريب على الأستاذ فهمى أن ينسب نفسه إلى عائلة «الشروق» بالروح أو بالجسد، الرياح فى شراعها، مجلة شهرية وجورنال يومى ومجلة أسبوعية وفضائية «تحت التأسيس» يعنى لقمة سخنة على رأى ناشر الشروق عمرو خفاجى فى إحدى مصكوكاته الشفاهية. ولا تثريب على الأستاذ أن يقبل عرضا يعوضه عن فقد «الأهرام»، الكتابة فى «الأهرام» كعسل النحل كلها فوائد، قراء بمئات الألوف مجانا ورواتب وحوافز وأرباح بعشرات الألوف مجانًا، «الأهرام» استغنت عن هويدى فى نهاية الموسم الماضى بلا مقابل بعد استحالة العشرة، فهمى كان يختان «الأهرام» فى المضاجع (فى المقالات). ولا تثريب على الأستاذ فهمى أن يترك «الدستور» خلفه، الأستاذ يفضل الكتابة ذات العوائد السخية، «الأهرام»، «الشرق الأوسط»، مجلة «المجلة»، ومثلها «الشروق»، «الدستور» كانت تدفع للأستاذ فهمى فقط ستة آلاف جنيه شهريًا، يعنى المقال بمائتى جنيه، وكان رئيس التحرير إبراهيم عيسى، يكمل المبلغ للأستاذ بنكات صحفية من قبيل أن ما تدفعه «الدستور» للأستاذ مقابل الفاكس - ياله من فاكس عجيب يكلف - 200 جنيه يوميا. العيب على الأستاذ فهمى «يفتح الله» أن يخدع قراء «الدستور»، يحدثهم عن الأنساب «النفسانية والجسمانية»، التى تدفعه إلى الكتابة فى «الشروق»، ويلجأ للقلقشندى ليبرر فعلته، ويتخفى من أهم الأسباب، فقط 25 ألف جنيه شهريا لا غير، ليست بطحة يتحسس الأستاذ منها رأسه، الأستاذ يأنف من الكتابة فى الصحف الفقيرة، تربى على صحافة الفينو. وفى الختام يقول الأستاذ: «أترك مكانى فى (الدستور)، مطمئناً إلى قدرة وكفاءة شبابها على مواصلة حمل رسالتها».. وبصفتى قارئا مدمنا «للدستور» أقول للأستاذ: إذا كانت «الدستور» صاحبة رسالة، إنا عرضنا الرسالة، الأستاذ فهمى مصنف من أولى العزم صحفيا، يبدو أنه تعب من الحمل، يقول الأستاذ: لست من أنصار استحضار الذات فى الكتابات الصحفية، وأعتبر ذلك نوعاً من ابتزاز القارئ والاستعلاء عليه، أستاذ فهمى.. الاستعلاء على القارئ باستحضار الذات أهون من خداع القارئ بإنكار المبلغ المدفوع. من الدكتور زكريا عزمى: تخلفت عن قافلة الحزب الوطنى إلى رفح لسبب مرافقة الرئيس إلى المملكة العربية السعودية للقاء خادم الحرمين فى ذات يوم القافلة.