اعتبر اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمني ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بجريدة الجمهورية، أن الأسلوب الذي أدى به رئيس جهاز المخابرات العامة الجديد القسم أمام رئيس الجمهورية، يدل على وجود تيار إسلامي في هرم السلطة المصرية، مبديًا اعتراضه حول حلف اليمين على المصحف متساءلاً: «ماذا لو كان تم اختيار رئيس الجهاز من المسيحيين مثلا؟». وأشار «اليزل»، في تصريحات نشرتها قناة «العربية» على موقعها الإلكتروني، صباح السبت، إلى أن طريقة أداء القسم لرئيس المخابرات العامة ليست جديدة، ولكن الجديد فيها هو وضع المصحف الشريف وقسمه عليه، بالإضافة إلى علانية القسم ونشره في وسائل الإعلام المصرية، فهي سابقة لم تحدث في تاريخ الجمهورية المصرية منذ عام 1952، هذا بالإضافة إلى أن الإعلان عن رئيس الجهاز نفسه يعتبر جديدًا على جهاز المخابرات المصرية منذ نشأته. كما ذكر «اليزل» أن تأدية اللواء محمد رأفت شحاتة اليمين أمام الرئيس محمد مرسي يتنافى مع السرية المفروضة على أداء الجهاز، مشيرًا إلى أنها «المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن قَسم رئيس المخابرات، وبصيغة جديدة مختلفة عن القسم القديم»، مضيفًا: «وإن كان بند الولاء الكامل لرئيس الجمهورية موجودًا في القسم للمحافظين والوزراء وخريجي الكليات العسكرية». واعتبر «اليزل» ظهور اللواء محمد شحاتة، الرئيس الجديد للمخابرات العامة، وهو يقسم على المصحف الشريف مصاحبًا لجملة «أقسم بالله العظيم، وبكتابه هذا»، أنه «ليس أمرًا عاديًا»، معتبرًا أن المقصود من ذلك «هو إضفاء الصبغة الإسلامية على الدولة، وأن هذا الأمر مقصود في حد ذاته، وهو محاولة أن يعلن التيار الإسلامي عن نفسه». وأشار «اليزل»، بحسب «العربية»، إلى أنه سيتم تغيير قسم المحافظين والوزراء في المرحلة المقبلة بما يتماشى مع الصبغة الإسلامية وفق توجهات رئيس الدولة. كان رئيس الجمهورية المصرية أصدر، الأربعاء، قرارًا بتعيين اللواء محمد رأفت شحاتة رئيسًا للمخابرات العامة، بعدما كان يشغل منصب القائم بأعمال رئيس المخابرات، خلفًا للواء مراد موافي، رئيس الجهاز السابق، والذي اُقيل في الثامن من أغسطس الماضي، عقب «أحداث رفح» التي أدت إلى استشهاد 16 مجندًا وضابطًا وإصابة 7 آخرين، بعد هجوم مسلح على نقاط حدودية.