يتغير الحال قليلاً كلما ابتعدنا عن شواطئ الغلابة، ووصلنا إلى مشارف «الشاطئ المميز» فبعد أن تختفى كلمة «الدخول مجانى» كلما ارتفع سعر دخول الشاطئ زادت الخدمات، فهنا وعلى شاطئ سيدى بشر المميز تجد لافتة على كل بوابات الشاطئ محدداً فيها سعر دخول الفرد الذى يبلغ 2 جنيه، أما الشمسية فسعرها 4 جنيهات والكرسى 2 جنيه والترابيزة ب4 جنيهات، وبعد أن تدفع هذه القيمة تحصل على تذاكر مقابل المبلغ الذى دفعته ليتأكد عامل الشاطئ الذى سيتولى تسكينك فى مكان على الشاطئ أنك لست متسللاً، ثم يحضر لك الشمسية والكراسى والترابيزة لتختار المكان الذى تحب أن تجلس فيه، وكلما دفعت «بقشيش» أكثر حصلت على مكان قريب من الشاطئ. يقول أحد عمال الشاطئ، رفض نشر اسمه: «الشط ده لقمة عيش ورزقنا اللى بناكل منه كل يوم، أحيانا زبون بيدفع 10 و20 لحد 50، المهم إنه يقعد قاعدة حلوة على الشط على طول، وفيه كمان غرف ودورات مياه للاستحمام وتغيير الملابس بجنيه واحد للفرد». أما على شواطئ ميامى المميزة فترتفع تلك القيمة قليلاً إذ تصل فسحة الأسرة فى اليوم الواحد على الشط إلى 80 جنيهاً، منها إيجار الشمسية والكراسى والترابيزة وزجاجة مياه باردة واحدة، بالإضافة إلى وجود بعض الألعاب المائية، وبالرغم من نظافة الشواطئ هناك بعض الشىء إلا أن المياه عكرة وأحياناً ما تكثر فيها قناديل البحر بالإضافة لارتفاع الأمواج بعض الشىء، وأحياناً ما يوجد «سحب» يتسبب فى حدوث حالات غرق. الشىء نفسه يحدث فى شواطئ العجمى التى أطلق عليها المصيفون شواطئ الموت بسبب ارتفاع الأمواج وسحب المياه على الشاطئ، حيث أرجع إمام طه قلة عدد المصيفين فيها هذا العام إلى أنهم لم يمر عليهم أسبوع إلا وسمعوا عن حالات غرق شبان أثناء سباحتهم فى البحر. وقال: «لماذا لم تقم المحافظة بعمل صدادات للأمواج والاهتمام بشواطئ العجمى مثلما تفعل الآن فى (سان ستيفانو) وغيرها من مناطق المستثمرين». وأضاف: «أكثر من 10 ملايين فرد يدخلون إسكندرية كل صيف وهذا بالطبع يعود بمبالغ طائلة على المحافظة، لذلك فلابد أن توجه المحافظة هذه الأموال للارتقاء بالشواطئ بدلاً من أن تصبح مدينة طرد للمصيفين». الحياة على الشواطئ القريبة من ميناء الصيادين أكثر خطورة فهنا فى شواطئ بحرى المجانية تجد المصيفين يستحمون فى مياه البحر وقد حفتهم مخلفات المراكب والمطاعم الكائنة بالمنطقة. وفى أبوقير تجد الناس يسبحون بالقرب من مواسير مياه الصرف، وعلى الرغم من تلوث المياه والأضرار الصحية التى يتعرضون لها إلا أن رخص الشواطئ وشعبية الحياة التى تتمتع بها المنطقة لقربها من حلقة السمك ومساكن الصيادين تعطى المكان طبيعة مختلفة. جاء محمد محمود شاكر، مدير عام بالإدارة التعليمية بالقاهرة، هو وزوجته ويقيمان فى منطقة المعمورة السكنية طوال الصيف إلى أحد شواطئ أبوقير العامة للاستمتاع ببحر إسكندرية. تقول زوجته مدام مايسة، أمينة مكتبة فى أحد مراكز الشباب: «بنيجى أبوقير علشان نبعد عن زبالة شواطئ المندرة وسيدى بشر، حيث كان لنا سابقة النزول فى شاطئ المندرة منذ يومين ووجدنا بعض الشوائب والحشائش تلتصق بأجسادنا، بالرغم من ارتفاع أسعار الشواطئ عن منطقة أبوقير. بالإضافة إلى قلة الخدمات، فهنا من الممكن أن نجد مسجداً على بعد دقيقة واحدة من الشاطئ، وكل 10 دقائق أحد مسؤولى الشاطئ يحضرون إلينا المياه الساقعة، كل ده بسعر لا يتعدى 25 جنيهاً تزيد قليلاً إذا كان معنا أطفالنا». وأضافت: «هنا فى أبوقير نشعر بالطبيعة التى اعتدنا عليها فرغيف العيش ب5 قروش والسمك بنجيبه بالشروة بأسعار رخيصة من الصيادين مباشرة». بالرغم من كل هذه المميزات فإن بعض المصيفين أعربوا عن استيائهم من وجود ماسورة صرف تلقى بمياه سوداء كريهة الرائحة يؤكدون أنها ماسورة للصرف الصحى تصرف على البحر. وكلما اقتربت من هذه الماسورة لتصويرها اقترب منك عمال الكافيتريات والشواطئ ليمنعوك من التصوير صارخين: «إنتو عاوزين تقفلوا الشط ولا إيه؟».