حاول الرسام العالمي "لاتوف" إحياء الضمير العالمي برسوماته المناهضة للعنف والظلم والعنصرية حيث قام برسم عدة رسومات يجمعها خط واحد وفكرة واحدة بالرغم من اختلاف المجتمعات التي تعبر عنها، تتمثل هذه الفكرة في التنديد بالظلم والقهر وهي قضية عامة تعم كافة المجتمعات. يطوف بنا لاتوف ما بين اليونان حيث يتصاعد التخوف من فوز حزب "الفجر الجديد" اليميني المتطرف برئاسة نيكوس ميخالولياكوس وتشابهه في شعاراته وسلوكه مع النازي بل إن رئيس الحزب سبق اعتقاله في السبعينيات لحيازته أسلحة وانضمامه إلى الحزب النازي، من هنا تكمن المخاوف التي يعيشها المهاجرون بشكل عام، لاسيما العرب منهم والمسلمون والتي عبر عنها لاتوف. ثم ينتقل إلي البحرين رافضا الإبادة في رسمتين الأولي تحمل اسم "موسم الصيد في البحرين" حيث يظهر الشيخ حمد بن عيسي يطلق الرصاص ويلقي قنابل أمريكية الصنع علي الشباب البحريني الذي يحاول النجاة، بينما الصورة الثانية للشيخ حمد أيضا يحمل فأسا على هيئة علم البحرين وتقطر دما. وعودا إلى القضية الفلسطينية التي شغلت حيزا كبيرا من رسومات لاتوف فقد قدمها في رسمتين أيضا، الأولى تضامنا مع إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام في شكل تكوين لكلمة "لا" بالشوكة والسكين، والثانية تمثل تشابه المجتمع الإيراني الحبيس منذ ثورة 1981 مع المجتمع الفلسطيني 2012. من هنا ننتقل إلى إيران ورفضه للعقوبات التي طالت رسام الكاريكاتير محمود شكري بسبب رسوماته الناقدة للنائب أحمد لطفي اشتاني والتي تسببت في تقديمه للمحاكمة، حيث جاءت الرسمة في صورة أحمد لطفي على صورة جلاد لحرية القلم والتعبير. من هنا فإن لاتوف يمثل حالة نادرة من حالات التضامن العالمي الإنساني مع كل المجتمعات أينما كانت دونما تفريق بين مجتمع وآخر، ليس ذلك فقط بل يجسد الهدف الحقيقي للفن كما ينبغي أن يكون فاعلا، مغيرا، وناقدا لما ولمن حوله في سبيل خدمة الإنسانية.