(مؤشرات) إحياء "العروبة" فكرة يطرحها عمار علي حسن هل تصحو فكرة "العروبة" من جديد، وتدخل حركة صحوة تخرجها من حالة الثٌبات التي عاشتها لسنوات، في ظل المد المعادي لها سواء من الخارج أو الداخل، سؤال يطرح نفسه هلى كل العروبيين، والقوميين العرب، وأنا شخصيا كواحد من المؤمنين بالقومية العربية، يحزنني كثيرا هذا التضاؤل للفكرة مع مرور الزمن. وتوقفت كثيرا أمام دراسة مهمة أعدها الدكتور عمارعلي حسن الباحث والكاتب المعروف في علم الإجتماع السياسي ، بعنوان "إحياء العروبة" – إتجاهات ومستويات إستعادة المسألة "العروبية" ونشرها مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، والتي تناول يها بالبحث قضية. أهمية الدراسة أنها تأتي في وقت أعتقد أننا بحاجة الى إحياء "العروبة" مع تعاظم التحديات التي تواجه العرب، وما جرى خلال السنوات الاخيرة من إنطلاق ثورة 25 يناير، وما تلاه من تحركات شعبية، رأت في بعض مساراتها أن عودة العروية أحد تزجهات ونقاط الإصلاح. الدكتور عمار، إنطلق في دراسته بالآتي ... ليس عنوان "إحياءالعروبة" محضتفكير بالتمني، ولا هومناشدة ملحة بغيةإنقاذ العرب من مصير مخيف ينتظرهم إنلميبدعوا ما يجعلبوسعهم تفاديالتفكك والإنهياروالعنف الدموي، لكنهتعبيرعن رؤى وحركةتتراكم مؤشراتها في الواقع المعيش لتبين أن هناك من يقدرالظرف العصيب الذيتمر به الدول العربيةفيالوقت الراهن،بتوصيفه وتشخيصه،ثم يسعى إلى تلمسسبل الخروج منه. وقال الباحث في دراسته "علينا أن نفرق بين ثلاثةمستويات للمسألة "العروبية"، حتى نشخصالحالة التي نعيشها على نحو سليم، محددا المستويات في، العروبة كأيديولوجيا، والتي جسدتهاالأطروحات التي ذاع صيتها في نهاية القرنالتاسع عشر، وتبلورت ملامحها، وتحدد قوامهافي النصف الأول من القرن العشرين، من خلال الكتاباتوالتصورات والأفكار التي دارت حول "القومية العربية، ومسار العروبة ككيان سياسي، من خلال الطرح الناصريالبعثي حول الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج، والمسار الأخير العروبة كحضارة، ترتكز على لغة. ويرى عمارعلي حسن "أن إحياء مشروع العروبة أو المطالبة بهذا على الأقل لا يزال يواجه تحديا شديدا من مشروع أممي مغاير، تتمسك به الجماعات التيتتخذ من الاسلام أيديولوجية لتحصيل السلطة". ويشدد الباحث المجتهد في دراسته "يبدو أن الوقت قد حان ليفكر العروبيون في رؤية لتجديدمسارهم، إذ من العبث أن يتركوا نضالهم الفكري والحركةالذي امتد قرابة قرن كامل ينتهي إلى فشل ذريع، أو ينسحبإلى الهامش، مكتفياً بمتابعة محايدة باردة لما يجري من تشكلللأفكار والسلوكيات السياسية في العالم العربي، ابتداء من تغييراصطاح "الوطن العربي" إلى "العالم العربي" ثم هبوطه إلىالمنطقة العربية"، وانتهاء بطرح مشروع خارجي يتمثل فيالشرق أوسط الموسع"، الذي تم رسم حدوده، وتعيين أهدافه،لينهي "النظام الإقليمي العربي" سياسياً واقتصادياً وثقافياً،ويجعل من "العروبة" مصطلحاً تاريخياً. وقال "من العبث أيضاً أن يعتقد القوميون أن الحل يتمثل فيإعادة الزمن إلى الوراء، والتمسك بأفكار وأعمال ثبت خطؤها،ومخاصمة السياق الجديد الذي يفرض نفسه على العرب والذين ساهموا هم أنفسهم في صنعه، أو استحضاره، فمن دونذلك سيزداد العروبيون غربة في بلادهم، وتصبح أطروحاتهمعن الأمة الواحدة الممتدة جغرافياً من الخليج إلى المحيط،وتاريخياً من عدنان وقحطان إلى جامعة الدول العربية، وثقافياًواجتماعياً من لغة الضاد إلى أغلبية تدين بالإسام، مجردأضغاث أحلام، لا تلبث أن تذوب أمام شمس حارقة بحقائقمغايرة. ويرى الدكتور عمار" من دون ذلك ستخسر هذه البقعة الجغرافية من العالم،التي تمثل مهبط الرسالات السماوية ومهد الحضاراتالإنسانية، جهد ملايين المخلصين، الذي آمنوا بفكرة شغلتلفيفاً من المفكرين والسياسيين، منذ عبدالرحمن الكواكبي وحتىاللحظة الراهنة، ودفع لأجلها مئات الملايين ثمناً باهظاً، لأنالإخلاص" وحده لا يكفي، بل يجب أن يقترن بالصواب، الذييحوله من طاقة عاطفية هادرة إلى تصورات قابلة للتطبيق،وقادرة على حل المشكلات الطارئة والمزمنة، وتحويل الهزيمةإلى نصر، والتخلف إلى تقدم، والقعود إلى نهوض، والاتجاهالتفكك إلى تماسك، والاقتتال إلى سلام وسكينة". و يرى الباحث "يبدو أن خيار "إحياء العروبة" بات ملحافي ظل التحوالت المصيرية التي تواجههاالدول العربية من المحيط إلى الخليج، جراءالصراع السياسي والطائفي، والأطماع الاقليميةوالدولية، وهذا الالحاح ليس وليد السنوات الأخيرة،لكنه مستمر عند قطاعات من النخبة السياسيةفي مختلف أنحاء العالم العربي، إما تؤمن بالقومية العربية وتضع أمامها الفتة "وطنعربي واحد"، أو ترى أن من الضروري أنينسق العرب فيما بينهم في مجالات عدة،إقتصادية وعسكرية وأمنية وسياسية وثقافية. وأعتقد أن العروبة، ورغم كل من يقف ضدها، ويحاربها، كما حدث في مشروع "القوة العربية المشتركة" التي تقف ضدها قوى خارجية، وإقليمية"، ستظل الحلمالذي حتما سيرى الناس، رغم كل العابثين بأوطاننا. المشهد لاسقف للحرية المشهد لاسقف للحرية