المفكر والفقيه الدستوري الدكتور كمال أبو المجد الجريدة – استنكر عضو المجلس الاستشاري المفكر أحمد كمال أبوالمجد ما تردد حول أن المجلس الاستشارى تم تشكيله لتمرير ما جاء فى وثيقة السلمى، قائلاً :"هذا ليس معقولاً". وأكد "أبوالمجد" أن المادتان 9 و10 من وثيقة السلمى (نائب رئيس الوزراء السابق) كانتا خطأ، وتم حذفهما بالكامل، وأن المجلس سيطالب تأكيد حذفهما مجددًا. وأشار عضو "الاستشاري" في حوار مع برنامج "اليوم" الذي تبثه فضائية "التحرير" إلى أنه طلب لقاء النائب العام ليفهم منه كل ما يدور بخصوص التحقيقات فى القضايا المفتوحة لنقل الصورة إلى المجلس الاستشارى، وذلك لتوحيد الجهود والآراء، وإلا "فإن الأمة سيسقط عليها حجارة من سجيل" على حد قوله. وشدد أبوالمجد على أن المجلس الاستشارى لا يخاف من أحد وليس له مطامع، مشيرًا إلى أن المجلس الاستشارى سينقل للمجلس العسكرى غضب الشارع، ونقل بالفعل بعض المطالب وهى: الوقف الفورى لمحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وإلغاء حالة الطوارئ، حيث يكون ذلك ممكنًا، وتسليم السلطة لمؤسسات مدنية بالتفاهم فى 30 يونيو. وهدد أنه في حالة عدم استجابة العسكري للمطالب التى حددها الاستشاري :"سأتقدم باستقالتى من المجلس".وأضاف أبوالمجد: هناك مجموعة من المتطلبات لرأب الصدع فى جدار الثقة بين المجلس والناس، ومن بين ذلك ألا يتأخر رد الفعل عن الفعل بفترة طويلة وأن تكون الرسائل واضحة ولا تحتمل اللبس. وتعليقا على رفض الإخوان للرجوع إلى "الاستشارى" قال أبوالمجد: "الإخوان رفضوا الانضمام للمجلس الاستشارى مخافة أن يتم إهدار مكاسبهم الانتخابية بإجراء التفافى". وتابع أبوالمجد: "المجلس سيحدد تصورًا مبدئيًا لاختصاصاته ومهامه، حيث سيقدم كل عضو نحو صفحة أو نصف صفحة كتصور مبدئى خلال الفترة التى لن تتجاوز السبعة أشهر"، لافتًا إلى أن الجريدة – أبرز مطالبهم ستتمثل فى تفعيل دور الشباب وزيادة تمثيلهم فى مؤسسات الدولة"، مؤكدًا أنه قد يضاف لوزارة الجنزورى أعضاء جدد، وكذلك للمجلس الاستشارى. وحول دور الإسلاميين فى الفترة المقبلة قال أبوالمجد: "ستجدون من الإسلاميين أسلوبا أرق وأدق وأكثر توافقية بعد الانتخابات، وأستبعد أن يكون مرشد الإخوان محمد بديع "يمثل" أى يتظاهر بمواقف معينة، فقد سمعت حواره الأخير ولمست فيه ذلك، وأنا متأكد أن الإخوان المسلمين تعلموا جيدا من دروس الماضى". وعلق أبوالمجد على نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات بقوله: "النتيجة كانت متوقعة لكن الذى كان معلقًا هو درجة ما نتوقعه"، مضيفا: "كان واضحا منذ البداية إن جيل الشباب، وعلى الرغم من أنه كوّن ائتلافات ثورة وتحالفات لكن ليس وراءها رصيد وليس وراءها ممارسة فى التواصل مع الجماهير خارج ميدان التحرير، هذا الجيل لم تتح له فرصة زمنية ولا تجربة ميدانية يتواصل فيها مع الجماهير لينتخبوه". وتابع أبوالمجد: "اللعبة السياسية لها ضوابط وطقوس وممارسات لا يعرفها إلا من مارسها"، واصفًا صعود التيار الإسلامى ب "الطبيعى جدا"، وقال: "كان متوقعا لسببين، فالإخوان المسلمون لديهم تجارب منذ 80 عاما، يدخلون معتقلات ويخرجون منها، فى مرحلة تكون لديهم قلة خبرة فيتعلمون، ويدخلون انتخابات فينجحون مرة ويخسرون مرة، وعندهم حبكة تنظيمية حازمة". واعتبر أبوالمجد أن إشراك الشباب الآن ضرورى لأن التطورات التى حدثت فى العالم أوجدت نوعا من الفجوة بين جيلين من حيث المهارات وسرعة الإيقاع فى الفعل ورد الفعل، وقال: "لو نظرنا للعالم سنرى أن وظائف قيادية كبيرة يتولاها للشباب". وفيما يتعلق بعلاقة المجلس العسكرى بالمجتمع فى مصر قال أبوالمجد: "من حيث الاستماع المجلس استمع كثيرا جدا وحواراته ليست فى اتجاه واحد فهو يقول ويسمع، وعنده صبر طويل، وأنا موقن بأنهم لا يريدون البقاء فى السلطة لسبب بسيط جدا، فمن قراءة الخريطة سنرى أن الاقتصاد المصرى فى أزمة كبيرة". وتساءل أبوالمجد: "من يريد أن يكون مسئول مسئولية كاملة ويأخذ قرارات فى هذا الموضوع؟" واستطرد: "الجيش ليس مؤهلا لهذا"، وعلّق أبوالمجد على مطالبة بعض الشباب بترك المجلس العسكرى للسلطة فورا بقوله "بهدوء.. أين المؤسسة المدنية؟ هل أأتى بمؤسسة غير منتخبة، طب إحنا كده نبقى عملنا إيه؟"، لافتا إلى أن أقرب الأجلين كان البدء بإنشاء المؤسسات المدنية، وهما مجلسا الشعب والشورى. وأكد أبوالمجد أن الاجتماعات الأخيرة مع المجلس العسكرى شهدت توافقا على تاريخ تسليم السلطة بمجرد تمام انتخاب مجلسى الشعب والشورى، وأريد أن أوضح هنا نقطة أن المجلس الأعلى يمارس سلطتين تشريعية وتنفيذية، سيترك نهائيا السلطة عندما تكتمل السلطتان.