في أخر ظهور إعلامى للشاعر الكبير "عبد الرحمن الأبنودى"، أكد الخال أن مرضه فى الرئة وأنه لم يعد يمتلك رئتين، بل "بلونتين" مكانهما بحسب وصف الأطباء. وأضاف "الأبنودى"، أنه دخل إلى المستشفى بجلطة فى القدم إلى جانب مرضه، وقال ساخرا "أنا بلعب مع المرض، وعلّمونا فى الصعيد أننا لا نمرض، فالرجل يموت فجأة عندما يأتى موعده، ولكنه لا يمرض، عيب ومش قيمة". وكشف عن أول حب في حياته الذي كان لوالدته الحاجة "فاطمة قنديل"، ثم بنت جارتهم وهى صعيدية سمراء، مشيرًا إلى أنه عندما كان ينظر إليها وهي تحمل طبق "فول" كان يقع منها، وأكد أنه لم يستطع أن يتزوج بها أو يصرح بحبه نتيجة للأعراف القبلية بالصعيد. وأشار "الخال" إلى تحضيره أوبريت أسطوري، لافتتاح "قناةالسويس" الجديدة بالتنسيق مع "الكينج" الفنان "محمد منير" ليلية افتتاح "قناةالسويس" الجديدة، حيث كان من المنتظر أن يشارك في الأوبريت عدد من الفرق المعروفة على الساحة الفنية. وتضمنت تصريحاته التلفزيونية الأخيرة، "أن مصر ليست غافلة عما يدور من حولها من مؤامرات مدبرة، خاصة بعدما "تخلصنا من جماعة الإخوان الإرهابية" التي وصفها بقوة الرجعية التي تريد جر البلاد إلى الوراء. وقال "الأبنودى"، إن الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لديه رؤية ثاقبة في تعامله مع القضايا التي تواجه الدولة المنطقة، فضلًا عن أنه الرجل المناسب لهذه الفترة في حكم "مصر"، موضحًا أن "السيسى" لديه معلومات عن أوضاع المنطقة بصفته رجلا استخباراتيًا، وليس رجل مغامرة بل يحسب الأمور بدقة شديدة من أجل تنمية مصر والنهوض بها في الفترة المقبلة. ووجه الشاعر الكبير، رسالة إلى الشعب المصري قائلًا: "أنت هُلكت من كتر المعاناة ولم ينصفك أحد، ونحن نتمنى قبل أن نرحل أن نراك في حال أطيب من هذا الحال، ولكن أهم شيء هو المحافظة على مصر". وتمنى الشاعر الراحل "الأبنودى" الحضور بجانب الشعب المصري وقت الاحتفال بقناةالسويس الجديدة، في شهر أغسطس القادم، قائلا "أنا هنا ما بيني وبينها خطوات لأني مقيم في الإسماعيلية، وأتمنى أننا نعمل حاجة طيبة لقناةالسويس". وكانت رئاسة الجمهورية، قد نعت الشاعر الكبير "عبد الرحمن الأبنودي"، حيث أجرى الرئيس "عبد الفتاح السيسي" اتصالاً هاتفياً بأسرة الشاعر الكبير لتقديم واجب العزاء، وقالت الرئاسة في بيان لها، إن "مصر" والعالم العربي فقدا شاعراً عظيماً وقلماً أميناً ومواطناً غيوراً على وطنه وأمته العربية، أثرى شعر العامية من خلال أشعاره وأزجاله الوطنية التي عكست أصالة المواطن المصري وواقع البيئة المصرية، لاسيما في صعيد مصر، وعبرت عن الوطن في أفراحه وأحزانه، وفى انتصاراته وآلامه، وسيظل الفقيد وعطاؤه الممتد، رمزًا وطنياً وعربياً نفخر بأنه من أبناء مصر الأوفياء الذين أضافوا إلى سجل إبداعها فصلاً ثرياً زاخراً بصدق المعاني وروعة الأسلوب. نعى المهندس "إبراهيم محلب"، رئيس مجلس الوزراء ببالغ الحزن والأسى، "عبدالرحمن الأبنودي"، شاعر "مصر" الكبير، الذي وافته المنية، أمس، وأضاف محلب قائلا: "ستظل الأغاني الوطنية التي ألفها الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودى، علامة بارزة في فن وصناعة الأغاني الوطنية، التي تشحذ همم المجتمع، وتحفزه للدفاع عن وطنه، وصنع إنجازاته. وكلف المهندس "إبراهيم محلب" أحد مسؤولي مجلس الوزراء بحضور جنازة الشاعر الكبير، نظرا لحضور رئيس الوزراء أعمال القمة الأفروآسيوية، نيابة عن الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، بالعاصمة الإندونيسية "جاكرتا". ووجه الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، د. محمد عفيفي، تعازيه للشعب المصري والعربي، في وفاة الشاعر الكبير "عبد الرحمن الأبنودي"، متمنيا لأسرته الصبر والسلوان، وقال "عفيفي"، إن رحيل "الأبنودي" خسارة كبيرة لشعر العامية، والشعر المصري عموما، وستظل كلماتهم حية، لضمائر أبناء أمتهم، وعزاؤنا أن شعره باقي، وحى في دواوينه، وقصائده، مؤكدا أن "الأبنودي" باقي معنا بكل ما قدمه لنا في قصائد وسيخلد في تاريخ مصر. وأشار إلى أن أعمال "الخال" تعد بمثابة توثيق وتأريخ لكافة الأحداث التى مرت بمصر منذ عهد "عبد الناصر" ونكسة يونيو وانتصار أكتوبر وصولا بثورة 30 يونيو وتناول كافة هذه الأحداث برؤية وطنية لا ينساها أبناء الشعب المصري والعربي. وصف الشاعر الكبير "فاروق جويدة"، وفاة "الأبنودي" بالخسارة للشعر المصري والعربي، مؤكدا أنه صاحب مدرسة خاصة في أسلوبه ولغته وهو من أكثر الشعراء تواصلا مع الجماهير، واستطاع لفترة طويلة أن يكون صوت الشعب. وقال الشاعر الكبير "زين العابدين فؤاد"، إنه لا يشارك في رثاء شاعر كبير في حجم وقيمة "عبدالرحمن الأبنودي" لأن الشعراء والمبدعين لا يموتون، ولكن نحتفل بالأثر العظيم الذي تركوه في حياتنا، وأن أعمال "الأبنودي" ستبقى بين الأجيال لسنوات بعيدة قادمة. وأضاف "فؤاد"، أن 21 أبريل يوم صعب وثقيل على المصريين لأنه يتزامن مع ذكرى رحيل "صلاح جاهين" والفنان "سيد مكاوي"، وقال الأديب الكبير "يوسف القعيد" إن وفاة الشاعر الكبير "عبدالرحمن الأبنودي" خسارة كبيرة ليس لمصر فقط، وإنما للعالم العربي كله، وأن المبدعين من أمثال الشاعر الكبير لا يموتون وإنما يبقون وسط الناس بإبداعهم وأعمالهم. وأضاف "القعيد"، أن الشاعر الراحل طالب بأن يدفن في محافظة" الإسماعيلية" حيث عاش سنواته الأخيرة، مطالبا الهيئة العامة للكتاب بأن تطبع الأعمال الشعرية الكاملة على "سي دي" حتى يعرفها كافة الأجيال إلى جانب طباعة الدواوين التي قدمها طوال تاريخه الإبداعي. وأكد ضرورة أن تقوم وزارة الثقافة بإقامة متحف كبير في بلدته "أبنود" على أن يضم كافة متعلقاته والوثائق التي يمتلكها وجمعها خلال رحلته الإبداعية، وكان الشاعر الكبير "عبدالرحمن الأبنودي"، قد توفى، الثلاثاء 21 أبريل، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز ال76 عاما. ولد "الأبنودي" عام 1939 في قرية "أبنود" بمحافظة "قنا" في صعيد "مصر"، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً وهو الشيخ "محمود الأبنودي"، وانتقل إلى مدينة "قنا" وتحديداً في شارع "بني على" حيث استمع إلى اغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها . والشاعر "عبد الرحمن الأبنودي" متزوج من المذيعة "نهال كمال" وله منها ابنتان "آية" و"نور"، ومن أشهر أعمال "الأبنودي" السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها، ومن أشهر كتبه كتاب "أيامي الحلوة"، والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق "أيامنا الحلوة" بجريدة "الأهرام" تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي "الأبنودي" قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر. ومن أشهر أعماله الشعرية: "الأرض والعيال"، "الزحمة"، "عماليات"، "جوابات حراجي القط"، "الفصول"، "أحمد سماعين"، "أنا والناس"، "بعد التحية والسلام"، "وجوه على الشط"، "صمت الجرس"، "المشروع والممنوع"، "المد والجزر"، "الأحزان العادية". من أبرز الأغاني التي كتبها لعبد الحليم حافظ: "عدى النهار"، "أحلف بسماها وبترابها"، "إبنك يقول لك يا بطل"، "أنا كل ما أقول التوبة"، "أحضان الحبايب"، وصدر مؤخرًا عن دار "المصري" للنشر والتوزيع، كتاب "الخال" للكاتب الصحفي "محمد توفيق"، يتناول فيه سيرة الشاعر "عبد الرحمن الأبنودي". وكتب لمحمد رشدي أغاني: "تحت الشجر يا وهيبة"، "عدوية"، "وسع للنور"، "عرباوي"، وكتب للفنانة نجاة الصغيرة: "عيون القلب"، "قصص الحب الجميلة"، وكتب لشادية: "آه يا اسمراني اللون"، "قالي الوداع"، وأغاني فيلم "شيء من الخوف"، كذلك للفنانة الراحلة صباح أغنية: "ساعات ساعات". وكتب للمطرب "محمد منير" أغاني: "شوكولاتة"، "كل الحاجات بتفكرني"، "من حبك مش بريء"، "بره الشبابيك"، "الليلة ديا"، "يونس"، "عزيزة"، "قلبي مايشبهنيش"، "يا حمام"، "يا رمان". ونعى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ببالغ الأسى الشاعر الكبير "عبدالرحمن الأبنودي"، كما أثار رحيله حالة من الأسى البالغ بين المثقفين المصريين، وحتى على مستوى رجل الشارع سادت حالة من الحزن لوفاة أحد أعظم الشعراء الذين كانوا بحق لسان حال المواطن المصري. حصل "الأبنودي" على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية، كما فاز بجائزة "محمود درويش" للإبداع العربي لعام 2014، وآخر أعمال "الأبنودي" كانت قصيدة "مرسال" ووجهها إلى الرئيس "عبد الفتاح السيسي" بسببب غلاء الأسعار.