بينهم أبو تريكة.. قبول طعن 121 متهمًا على إدراجهم بقوائم الإرهاب    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    عاشور: دعم مستمر من القيادة السياسية لبنك المعرفة المصري    الصور الأولى لأبطال فيلم "تاني تاني" قبل عرضه    رئيس بعثة صندوق النقد تشيد بالإجراءات المصرية في ملف المناخ    رئيس الوزراء: نسعى لتطوير قطاع الصناعة الفترة المقبلة    مسؤولو التطوير المؤسسي بهيئة المجتمعات العمرانية يزورون مدينة العلمين الجديدة    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    أسعار ومواصفات أودي Q3 موديل 2024 بعد إضافة فئة جديدة    البيئة: 550 مليون يورو استثمارات تمت وجارية بمجال التوافق البيئي في الصناعة    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبوسالم    التحقيق مع وزير الزراعة الصيني للاشتباه في ارتكابه انتهاكات للانضباط الحزبي والقانوني    «الحرية المصري»: مصر لن تتخلى عن مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني    زيلينسكي: الهجوم على خاركيف قد يشكل موجة أولى من خطة روسية أوسع نطاقا    جوارديولا: مويس سيفعل كل ما في وسعه لإفساد تتويج مانشستر سيتي    تحرك عاجل من كاف قبل ساعات من مباراة الأهلي والترجي بسبب «الجزائري».. عاجل    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    الأهلي يحدد موعد عودته إلى القاهرة بعد خوض مباراة الترجي    بعد الخلافات العديدة.. إشبيلية يعلن تجديد عقد نافاس    القوافل التعليمية.. خطوة نحو تخفيف العبء عن الأسر المصرية    في انتظار عيد الأضحى المبارك: التحضير والاستعداد للفرحة القادمة لعام 2024    تعرف على تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي.. في العناية المركزة    ليلة سقوط اللصوص.. القبض على 9 متهمين بارتكاب جرائم سرقات بالقاهرة    ضبط قائد لودر دهس طفلة في المرج    في يومها العالمي، متاحف الإسكندرية تستقبل زوارها بالورود والحلويات (صور)    ثورة غضب عربية على الاحتلال الإسرائيلي بسبب عادل إمام    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    الرعاية الصحية: نمتلك 11 معهدًا فنيًا للتمريض في محافظات المرحلة الأولى بالتأمين الشامل    بعد إصابة المخرج محمد العدل، احذر من أعراض جلطة القلب وهذه أسبابها    الكشف على 1645 مواطنا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» ببني سويف    «المصل واللقاح»: متحور كورونا الجديد سريع الانتشار ويجب اتباع الإجراءات الاحترازية    حزب الله: استهدفنا تجمعا ‏لجنود الاحتلال في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية    الأحجار نقلت من أسوان للجيزة.. اكتشاف مفاجأة عن طريقة بناء الأهرامات    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    «الري»: بحث تعزيز التعاون بين مصر وبيرو في مجال المياه    طلاب الإعدادية الأزهرية يؤدون امتحاني اللغة العربية والهندسة بالمنيا دون شكاوى    ب5.5 مليار دولار.. وثيقة تكشف تكلفة إعادة الحكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة (تفاصيل)    جوري بكر تتصدر «جوجل» بعد طلاقها: «استحملت اللي مفيش جبل يستحمله».. ما السبب؟    معهد القلب: تقديم الخدمة الطبية ل 232 ألف و341 مواطنا خلال عام 2024    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    صحة غزة: استشهاد 35386 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر الماضي    "النواب" يناقش تعديل اتفاقية "الأعمال الزراعية" غدا الأحد    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    موعد مباراة بوروسيا دورتموند أمام دارمشتات في الدوري الألماني والقنوات الناقلة    تشكيل الشباب أمام التعاون في دوري روشن السعودي    أبرزهم رامي جمال وعمرو عبدالعزيز..نجوم الفن يدعمون الفنان جلال الزكي بعد أزمته الأخيرة    نهائي أبطال إفريقيا.. 3 لاعبين "ملوك الأسيست "في الأهلي والترجي "تعرف عليهم"    مسئولو التطوير المؤسسي ب"المجتمعات العمرانية" يزورون مدينة العلمين الجديدة (صور)    25 صورة ترصد.. النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل 15 مايو    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    خبيرة فلك تبشر الأبراج الترابية والهوائية لهذا السبب    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-5-2024    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    المستشار الأمني للرئيس بايدن يزور السعودية وإسرائيل لإجراء محادثات    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السحر الأسود في "السينما والأدب".. رغبة الإنسان الجامحة فى السيطرة على الكون

تظل رغبة الإنسان الجامحة فى السيطرة على الكون، بكل ما يحمله فى طياته من أسرار محل نظر وتأمل، فهو إن لم يستطع أن يجد ما يطمح إليه، يسعى جاهدا لتحقيقه فى تصوره عبر خيالاته وأوهامه، حتى عندما يواجه عدوًا شرسًا لا يقدر عليه، يحاول أن ينتصر عليه فى أحلامه وحكاياته، لذلك من الطبيعى أن نجد حتى الآن بعض الموروثات القديمة المتعلقة بالانتصار على الآخر والاستحواذ عليه والنيل منه بصورة قاطعة ونهائية، وقد يكون ما يعرف ب «السحر الأسود» أحد أشكال حيل الإنسان فى التربص بالآخر.
وساهم وجود فكر خاص حول ما يعرف ب«السحر» إثارة ذهنية الأدباء فى تأليف عدد من القصص ترتكز بشكل كبير على الخرافة والعجائبية، وأيضا تماشيًا مع رغبة الإنسان فى الكشف عن ذلك السر الخفي، الذى يعرف ب«العالم الماورائي».
وقد أثار عدد من الحملات الشبابية لتنظيف المقابر فى عدد من قرى محافظة الجيزة، جدلا كبيرا بشأن ما تم العثور عليه من أوراق وتمائم وأشياء تستخدم فى أعمال الدجل والشعوذة والسحر الأسود، الأمر الذى استدعى أن يرد عليه بعض خطباء وأئمة الأوقاف بتذكير الناس بموقف الإسلام الرافض لمثل هذه الأعمال؛ حيث عدها الإسلام من «السبع الموبقات» أى الكبائر.
«البوابة نيوز» تفتح ملف السحر الأسود فى عالم الكتابة الأدبية والأعمال الفنية السينمائية، للبحث عن إجابة للسؤال: هل تعالت السلطة المعرفية فى الأدب والسينما عن الترويج لأفكار الخرافة؟ وهل وقفت لاستكمال دورها بشأن تقديم مقاربات جديدة وصادقة حول مثل هذه القضايا؟
«السينما المصرية».. الخرافة والشعوذة من المألوف للمنظور الفلسفى
لطالما كان عالم السحر والشعوذة عنصر جذب لدى جمهور السينما حوال العالم باختلاف لغتهم وثقافتهم وديانتهم، ما شكل مادة غنية لمؤلفيها للدخول إلى هذا العالم الغامض المليء بالأسرار ودمجه مع مجموعة من الأفكار من واقع موروثنا الشعبي.
وعلى الرغم من محاولات السينما المصرية فى هذا الموضوع، إلا أن معظمها انحصر فى استخدام السحر وقوى الطبيعة الخارقة كمادة للسخرية فى أفلامها، إلا أن هناك عددًا من الأعمال الفنية تناولت الظاهرة بشكل جدى بداية من منتصف الثمانينيات حين خرج الزعيم عادل إمام عن أدواره المألوفة وخاض للمرة الأولى هذه التجربة بفيلمه الشهير «الأنس والجن»، الذى يُعد واحدًا من أهم الأفلام التى تناولت الصراع بين العلم وحقيقة قوى ما وراء الطبيعة أو ما يعتقده البعض من خرافات، وفكرة عشق الجن للإنس التى لاقت رواجًا كبيرًا فى تلك الفترة خاصة فى المناطق الريفية.
وقدم «إمام» خلال الفيلم نظرة جديدة لشخصية «الجن» التى انحصرت طوال الوقت داخل أذهاننا على أنها ذات مظهر بشع وبغيض وحوافر ضخمة، فطل علينا ببدلته الأنيقة وحديثه المنمق وبرودة عينيه، كما اعتمد مخرج الفيلم محمد راضى على عنصر المفاجأة فى بث روح الرعب فى نفوس المشاهدين بدلًا من المشاهد الدموية المقززة.
عقب هذه التجربة الناجحة والجديدة فى عالم أفلام السحر والميتافيزيقا، نشطت هذه النوعية من الأفلام فى السينما المصرية؛ فتم إنتاج فيلمين عام 1987 هما «البيت الملعون» و«التعويذة»، الذى شاركت فى بطولته النجمة يسرا بجانب الفنان القدير محمود ياسين، والذى يعتبر واحدًا من أكثر الأفلام التى تناولت ظاهرة الأعمال السفلية والسحر رعبًا فى تاريخ السينما المصرية، فقد احتوى العمل على العديد من المشاهد المرعبة للاعتماد بشكل كبير على استخدام الدماء وأرجل الماعز والتعويذات المستخدمة فى إيذاء الغير، وهى ما خرجت على الشاشة بشكل متقن كلية.
ومع بداية التسعينيات اختلفت نظرة السينما بشكل ملحوظ تجاه ظاهرة السحر، وأخذت تنظر لهذه القضية من منظور فلسفي، وذلك بفضل المخرج على عبدالخالق والمؤلف محمود أبو زيد، الذى صاغ سيناريو واحدًا من أكثر أفلام السينما المصرية عبقرية وهو فيلم «البيضة والحجر» للراحل أحمد زكي، وتناول الفيلم بحرفة شديدة الإتقان ظاهرة السحر والشعوذة التى باتت تسيطر على عقول العامة فى مجتمع يعانى الفقر والجهل، بل تطور الأمر لدرجة أنها أصبحت تسيطر أيضًا على عقول النخبة من السياسيين ورجال الأعمال التى آمنت بقدرة وقوة السحر فى التلاعب بمصائر الناس، لنكتشف فى نهاية الفيلم أن فكرته تقوم على استغلال جهل الناس وخوفهم من المجهول للسيطرة عليهم فى أشد لحظاتهم حلكة. وحمل الفيلم رسالة أخرى غير مباشرة لتسليط الضوء على النهج الذى تستخدمه الكثير من الأنظمة الحاكمة مع شعوبها لإخضاعها.
فى عام 2014، أخذ المخرج مروان حامد هذه التيمة إلى مستوى أكثر عمقًا وغموضًا من خلال فيلمه «الفيل الأزرق»، والمستند على رواية تحمل نفس الاسم للكاتب أحمد مراد، الذى صاغ سيناريو الفيلم بنفسه، والتى تحكى قصة طبيب نفسى يدعى يحيى، كان قد مر بظروف نفسية صعبة، بعد تعرضه لحادث توفيت على إثره زوجته وابنته، ترك الطبيب العمل لمدة خمس سنوات على إثر تلك الصدمة، وبعد ذلك بدأ يعود إلى حياته الطبيعية، ليتلقى صدمة أخرى حين علم أن صديقه وزميله فى الطب النفسى شريف يعانى انفصاما بالشخصية، وأنه قام بقتل زوجته، يبدأ يحيى بمساعدة صديقه شريف بالتعاون مع لبنى أخت شريف، وقد سبق أن تقدم يحيى للزواج منها، لكنه قوبل بالرفض.
ونجح «مراد» فى بناء حبكة فيلمه فى اللعب على 3 محاور رئيسية هى: «المرض النفسي» و«السحر والشعوذة»، و«اللاوعي» المتمثل فى الحلم الذى عمد يحيى إلى الهروب إليه كثيرًا عن طريق تناول قرص «الفيل الأزرق» المخدر الذى ينقله إلى هذا العالم الملىء بالمتعة واللذة والنشوة، وأحيانًا كثيرة للهروب من واقعه المظلم الذى فقد فيه الزوجة والابنة.
وبنيت تيمة السحر والشعوذة فى هذا الفيلم على أساس لغة «الأرقام» التى حلت محل الحروف، وذلك لتسخير الجن من أجل التمكين والإيذاء، وهو ما ذكر فى الفيلم تحت اسم «نائل» الذى حاول التحكم بشخصية شريف طوال الوقت.
«الواقعية السحرية».. كيف اشتبك أدباء أمريكا اللاتينية مع العالم الغامض؟
طور أدباء أمريكا اللاتينية كثيرًا من الأفكار الموجودة فى كل الحضارات والثقافات المحلية حول العوالم الغرائبية؛ حيث انتقلت من الموروث الشعبى والدجل إلى ساحة الإبداع الأدبى العالمى، فسلسلة روايات «هارى بوتر» للكاتبة البريطانية ج. ك. رولنج، تعتمد فى الأساس على مجموعة من الطلبة الذين يتعلمون السحر ويواجهون قوى الشر وسيد الظلام.
شكل هذا الجانب الخرافى والسحرى الذى يعتمد على الأسطورة والعجائب اتجاهًا أدبيًا كبيرًا لدى كتاب وأدباء أمريكا اللاتينية، ما يعرف ب«الواقعية السحرية»، كان رائدها الأديب الكولومبى جبريال جارثيا ماركيز، والروائى المكسيكى خوان رولفو، من خلال رائعته «بدرو بارامو»، والأرجنتينى خورخى لويس بورخيس، والكاتب ماريو فرجاس يوسا.
كانت رواية «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه» أول عمل أدبى طويل كتبه ماركيز ونشره فى وقت مبكر من تكوينه الأدبي، تتميز الرواية بطابعها التقريرى الكلاسيكي، ولم تحفل بالغرائب كأعماله اللاحقة، التى تنتمى للواقعية السحرية التى ترتكز على الخرفات والأسطورة، لكنها ضمت فى تكوينها بعض المشاهد التى شكلت بذرة لأعمال بذاتها فى الفترات اللاحقة، ففيها تتحدث بعض الشخصيات عن علاقتها بالأموات وكيفية تواصلها معها.
قال عنها فى مذكراته «عشت لأروي» أنها مستوحاة من حياة جده الضابط المتقاعد، ووضعه -أى ماركيز نفسه- المالى السيئ الذى لازمه فى بداية مشواره الأدبي.
استطاع أن يجمع بين ملامح شخصية جده، ووضعه المالى السيئ، جاعلًا من ذلك الجد، فى صفحات القصة، ضابطًا متقاعدًا عجوزًا يعيش مع زوجته العجوز، ليس لهما من الحياة والعيش سوى الذكرى، لابن وحيد قضى فى أعمال القمع السياسي، وقد ترك لهما، على سبيل الإرث، ديكًا يصطحبه الرجل، ليخوض به مباريات ورياضة صراع الديكة، وذلك فى المرات القليلة التى يخرج فيها من بيته.
ومن ناحية أخرى؛ فإن الكولونيل كان يواظب بشكل منتظم الذهاب إلى دائرة البريد، وذلك منذ فترة طويلة فى انتظار وصول رسالة ما، والحقيقة أن الكولونيل قبل أكثر من عقد ونصف العقد، قد شارك فى تحرك عسكرى سرعان ما انتهى بالفشل وصرف الرجل على أثره من الخدمة، مع وعد بأنه سينال معاشًا تقاعديًا. لكن الرسالة التى تعلن بدء إرسال المعاش إليه، لم تصل.
يدخل فى حالة بائسة وتعيسة للغاية أكثر مما هو عليه الآن، فالإقرار بفقدان الأمل، والإيمان باستقرار الخيبة وحلولها سبب دافع للخلاص من الحياة وعدم الاستمرار فيها، فهو يواجه المصير الذى لاقاه ابنه من قبل ولكن بشكل تدريجي، موت بطيء كما يسمونه.
بينما تعد رواية «مئة عام من العزلة» هى العمل الأضخم الذى وصلت فيه الواقعية السحرية إلى ذروتها مع ماركيز، وقد حققت نجاحًا وانتشارا كبيرين؛ حيث ترجمت لعدد كبير من اللغات الحية.
تعيش عائلة بوينديا على مدى ستة أجيال فى قرية خيالية تسمى «ماكوندو»، وقد بدأ نسل العائلة مع قدوم الجد الأول «خوسيه أركاديو بوينديا» مع زوجته «أورسولا» والجدة «بيلار تيريزا» التى تقرأ مستقبل الناس من خلال ورق اللعب، وتعيش الأسرة وسط مجموعة من المهاجرين.
مارس الغجر داخل القرية العديد من ألعابهم السحرية، وتلونت الحياة بطابع خرافى، بينما كانت الشخصية الغريبة «ملكياديس» يترك مجموعة من الأوراق التى لا تفتح أسرارها إلا بعد مائة عام، وأرسولا الجدة صاحبة التعويذات والتنبؤات والتحذيرات العجيبة من عاصفة وطوفان يضرب بالقرية.
يتنوع نسل عائلة بوينديا إلى مجموعة من الأبناء والأحفاد مصنفين لنوعين؛ الأول يمتلك صفات جسدية خارقة للعادة، والآخر يحمل صفات العزلة والتمرد.
تدور أحداث الرواية وسط صراعات سياسية عرفت فيما بعد ب«الحرب الأهلية الإسبانية»، فتقع اضطرابات وجرائم عدة، وتقوم كتائب مسلحة بتنفيذ إعدامات مباشرة لشخصيات الخصوم، كما تنشغل شخصيات الرواية بعدم مخالفة وصايا الجدة والخوف من وقوع لعنة تعصف بالجميع إثر مخالفة قانون الآباء.
مني أبو سديرة
منى أبو سديرة تحذر من خطورة الأعمال الفنية التى تروج للخرافة
حذرت المخرجة المسرحية منى أبو سديرة من خطورة تلقى أعمال فنية تدور حول موضوعات السحر والشعوذة، لأن الأمر وقتئذ يتعلق بمدى انخداع المتلقى فى ذكاء الكاتب وإيهامه.
وقالت «منى» فى تصريحات خاصة ل«البوابة نيوز»، إن الأدب الشعبى- فى حقيقته- يزخر بالخرافات التى لجأ إليها المبدع، سواء أكان كاتبًا أم رسامًا أم حكاء؛ ليتخذ منه مطية لسرد ما يهمه من أفكار أو رؤية فى إطار فنى مُسلٍ، ورغم ذكاء المبدع إلا أننا نرصد بعض النتائج السلبية التى تلتبس على المتلقي، وربما ينخدع ويصدق سخرية الكاتب منها، فيعتنقها بدلا من رفضها والتسلى بها كنوادر ونكت، الأمر هنا جد خطير، خصوصًا عندما يكون المتلقى قليل المعرفة أو أمى.
وتابعت الفنانة والمخرجة المسرحية، أن الأمر لا يتوقف عند نص مكتوب أو مسرحية معروضة، بل أصبح هناك أكثر من مسلسل يدخل بيوتنا ويقتحم حواسنا ويرسخ لأفكار الشعوذة والجن والعفاريت على سبيل الجد لا الهزار أو السخرية، إنه أمر جد خطير فعلا، ونذكر فيلم «البيضة والحجر» للنجم أحمد زكى، هذا العالم الأستاذ بالجامعة الذى اضطر أن يسكن سطوحا فى حجرة كان يسكنها مشعوذ، ومغلقة منذ سنين، إلا أن سكان السطح وعلى رأسهم جارته، التى كانت تلعب دورها النجمة معالى زايد، أصابها ذعر شديد من فكرة فتح الغرفة لأنها تعتقد أن الجن والعفاريت يسكنون هذه الحجرة. هذا الأستاذ بالجامعة وجد بيئة خصبة لترويج فكرة الجن والأعمال والأحجبة، ووصل صيته إلى كبار رجال الدولة، حتى إن أحد الوزراء أتى به ليعمل له عملا أو حجابا يسترد به مكانته الوظيفية وخسائره المادية.
وتساءلت «منى»: ألهذا الحد هناك خطورة فى تناول هذه التيمة؟ الإجابة نعم.. وبكل ثقة نعم.. فالمجتمع الفنى وعلى رأسه الفنانون والفنانات، تنتشر فيه أفكار من هذه وتقام حفلات لقراءة الكف والتحصين، وهناك أمور أكثر خطورة، فبعضهم يرى فى شيوخ بعينها بركة واختراقا للقدرات، فيقدرونهم على نحو مبالغ فيه يصل إلى تقبيل الأيدى والأرجل أو ما شابه.
سليم شوشة
سليم شوشة: قصص «الجن والسحر» استهلاكية ولا تحتاج لجهد تأويلى
اعتبر الناقد الأدبى الدكتور محمد سليم شوشة، أن الأعمال الأدبية التى تستمد شخصيتها وخصوصيتها السردية من قصص الجن والخرافات أعمالا استهلاكية، بالإضافة إلى كونها مقصورة على جمهور بعينه.
وأضاف «سليم شوشة» فى تصريحات خاصة ل «البوابة نيوز»، أننى أتصور أن لجوء بعض كتاب الرواية لهذا النوع من السرد القائم على استلهام بعض الأفكار عن الجن وما يرتبط به من التصورات أو الخرافات هو فى الأساس بدافع الرغبة فى إنتاج أدب رعب يمثلنا أو يكون ابنًا للثقافة العربية، والحقيقة أن كثيرا منهم يعمد إلى هذه الفكرة من التشويق والاقتراب من شكل سينما الرعب فى الكتابة الروائية، ويكون ذلك بتفاوت أو اختلاف من كاتب لآخر.
وتابع الناقد الأدبى والروائي، أن العيب الأبرز فى هذا اللون أنه يبدو مصطنعًا وغير قابل للاستمرار طويلا ولا يتماس مع جوهر الإنسان المصرى أو العربى ومشاكله، ويرغب فى مطلق التشويق والإثارة، وأحسب أن كثيرا منه يظل مقصورا على جمهور بعينه، ولا يقرأه إلا غالبية من المراهقين، ولا تعيش نصوص هذا اللون طويلا أو تبقى لزمن طويل قابلة للقراءة، فالرواية التى تستمد شخصيتها وخصوصيتها السردية من قصص الجن والرغبة فى الرعب والتشويق رواية استهلاكية غير قابلة لقراءة متعددة، ولا تحتاج إلى جهد تأويلي، ولا تنشغل كثيرا إلا بما هو سطحى من مشاعر الإنسان.
عمرو المنوفي
عمرو المنوفى: كتابة قصص «الجن والخرافة» مغازلة للرعب الغريزى للقراء
قال الروائى عمرو المنوفى، إن السحر والجن جزء من الدين والتراث، ومن أول حكايات ألف ليلة وليلة لحكايات الجدات بالقرب من النار فى ليالى الشتاء، الحكاية ومغازلة الرعب الغريزى بداخل القراء أو المستمعين هو الهدف الذى يصل بالجميع إلى المتعة وقضاء وقت مثير.
وأضاف مؤلف رواية «شمس المعارف» فى تصريحات ل«البوابة نيوز»، أننى تناولت هذه الموضوعات فى أعمالي، مررت عليها عدة مرات، وهو نوع صعب من الكتابات نظرا لتماسها مع الدين والمعتقدات الشعبية، نكتب فيها بحذر، لا لترويج الخرافة؛ ولكن لفتح بوابة هذا العالم السحرى الغامض، وكدعوة للتفكر فى مخلوقات الله، والصراع الأبدى بين الخير والشر، وبين الإنسان والشيطان، وغيرها.
وتابع المنوفى، أن الهدف من كتابة هذا النوع بالنسبة لى هو المتعة، وهذا بالإضافة إلى ترسيخ بعض القيم والمفاهيم البناءة فى ذهن القارئ، عبر الحكايات الممتعة، برغم أنى أرى أن قضاء وقت جيد بين صفحات الكتاب هو هدف فى حد ذاته.
وتدور رواية «شمس المعارف» للكاتب عمرو المنوفى، حول مصير كاتب رعب يستعين بعلوم «السحر الأسود» ليتمكن من الكتابة بعد عجزه عنها، فيقع تحت تأثير تلك الأمور، وتتحول حياته لجحيم ومعاناة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.