وُلد الإمام الأكبر، الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف، فى الثانى عشر من مايو عام 1910، بقرية أبو أحمد، وتُسمَّى الآن باسم (السلام)، التابعة لمركز بلبيس، بمحافظ الشرقية، وحفظ القرآن الكريم قبل التحاقه بالأزهر فى عام 1923. وتدرج فى الأزهر؛ حيث حصل على الشهادة الثانوية عام 1928، ثم نال العَالِمية عام 1932، ثم سافر إلى فرنسا وحصل على درجة الدكتوراه فى الفلسفة الإسلامية، عام 1940، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وقررت الجامعة طبعها باللغة االفرنسية. وعٌين مدرسًا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، فى جامعة الأزهر، ثم عميدًا لكلية أصول الدين، فى عام 1946، وعين وكيلًا للأزهر فى 1970. وفى 27 مارس 1973 صدر قرارٌ بتوليه منصب شيخ الأزهر، وكانت الفترة التى تولى فيها هذا المنصب شديدة الحرج، حيث جُرد المنصب من معظم صلاحياته، بعد صدور قانون الأزهر فى عام 1961. وفى 7 يوليو 1974؛ أصدر رئيس الجمهورية قرارًا أتى على كل الصلاحيات، بعد إعطائها لوزير الأوقاف، وهو ما أغضب الشيخ غضبًا شديدًا، ودفعه لتقديم استقالته، وظل مُصرًا على الاستقالة حتى تراجع الرئيس محمد أنور السادات (وقتها) عن تلك القرارات. وكان الأزهر فى عهد الشيخ عبدالحليم محمود، يقوم بدور مؤثر فى قضايا العالم الإسلامى والعربى، فقد تدخل الشيخ بصفته إمامًا لأكبر مرجع إسلامى فى العالم لحل بعض القضايا. فبعد نشوب النزاع حول الصحراء الغربية، بعث ببرقيتين لرئيس الجزائر وملك المغرب، لحقن دماء البلدين، وأرسل برقية للرئيس أنور السادات، ناشده خلالها التدخل لتخفيف التوتر، وكذلك للملك خالد بن عبدالعزيز، عاهل السعودية، للمسألة نفسها. وكان له موقف مهم من قانون الأحوال الشخصية، الذى أعدته وزيرة الشئون الاجتماعية عائشة راتب، وأصدر بيانًا وزعه على الصحف، لمناهضة القانون، الذى كان يراه الأزهر متناقضًا مع الشريعة الإسلامية. صدر للشيخ أكثر من 60 مؤلفًا، كان أشهرها «القرآن والنبى»، و«أوروبا والإسلام»، و«أسرار العبادات فى الإسلام». شعر الشيخُ بآلام شديدة، بعد عودته من الأراضى المقدسة، أجرى على إثرها عملية جراحية، تُوفى بعدها، فى صبيحة يوم الثلاثاء 17 أكتوبر 1978، عن عمر ناهز 68 عامًا.