أين يذهب المستثمر بأمواله في ظل حالة اللايقين الحالية؟ هذا سؤال يشغل بال أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة ممن لا تتجاوز خبراتهم استثمار مدخراتهم من خلال سوق الأسهم والأوعية الادخارية في البنوك وصناديق الاستثمار وبعض المشروعات الخاصة الصغيرة. طرحنا السؤال علي عدد من المحللين والاقتصاديين، فاختلفوا في إيضاح التفاصيل، لكنهم اتفقوا علي أن الفترة القادمة تحتاج إلي مزيد من الوقت للتفكير وبرغم انفاقهم علي ذلك إلا أن القنوات الاستثمارية المتاحة والتي تبدوا أكثر أماناً هي الودائع الادخارية في البنوك وصناديق الاستثمار في البورصة أما من يفضل الاستثمار في الاسهم مباشرة في البورصة فعليه بالأسهم القيادية أما الذهب فقد غاب عن الأضواء من ترشيحات الخبراء نظراً لارتفاع الاسعار الشديد الذي عصف بأسعاره وجعلها في مستويات قياسية غير متاحة لشرائح أخري من المجتمع : يؤكد محمد سلامة المحلل المالي أنه نظرا لحالة الركود الاقتصادي في العالم والمنطقة ، والتوقعات بالمزيد منه، فأعتقد أن أفضل وعاء آمن للأموال في الفترة الحالية هو الاحتفاظ بها بأي صورة سواء كوديعة في البنوك أو في الخزائن الخاصة. وأكد سلامة أن الاستثمار في أي وعاء خلال الفترة القادمة معرض للخسارة، خاصة في الأسهم أو الشركات أو العقارات. وفسر وجهة نظره بأن الشهرين القادمين سيكونان عنق الزجاجة للمستقبل الاستثماري، وبصفة خاصة في الأسهم والشركات علي اعتبار أنهما فترة إعداد الميزانيات ربع السنوية وإعلان القوائم المالية. وقال إن الأمر مشابه في مجال الاستثمار العقاري، بالرغم من أن كثيراً من المستثمرين يعتبرونه "الابن البار"، إلا أنه لم يسلم من حالة الركود التي طالت كثيراً من الأنشطة الاقتصادية، متوقعًا أن تزداد هذه الحالة في الفترة القادمة. وأضاف أن العديد من المستثمرين ورجال المال باتوا الآن يعيدون النظر إلي الذهب والذي يواجه العديد من الاسئلة عن مدي مناسبته كقناة استثمارية للخروج من الأزمة الاقتصادية وتحقيق نوع من الاستقرار لأصحاب رؤوس الاموال وكذلك عن مدي ملاءمته لتحقيق عوائد مناسبة مقارنة بالقنوات الاستثمارية الاخري مدي ملاءمته. ويقول كريم عبد العزيز الرئيس التنفيذي لشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار التابعة للبنك الاهلي إن اكتناز الأموال لا ينم عن فكر استثماري إلا لصغار المستثمرين أو المضاربين في السوق، لكن كبار المستثمرين يعتبرون الوقت الحالي فرصة مواتية لزيادة استثماراتهم في ظل ارتفاع المخاوف التي تجعل كثيراً من المستثمرين يعزفون عن الدخول في استثمارات جديدة. إلا أنه في الوقت ذاته حذر من الاستثمارات غير المدروسة التي تعتمد علي المضاربة باعتبار أن المضاربة في الوقت الحالي محفوفة بمخاطر أعلي بكثير من أي وقت مضي. وقال إنه رغم المخاوف الكبيرة التي تكتنف عمليات الاستثمار في الوقت الحالي، إلا أن هناك بعض القنوات الاستثمارية ضئيلة المخاطر يمكن الاستثمار فيها دون مخاوف. واعتبر أن أفضل الأوعية الاستثمارية في الوقت الحاضر هي صناديق الاستثمار قصيرة الأجل وهي ما تسمي بالصناديق المأمونة، وذلك لسببين أنها صناديق ذات مخاطر ضئيلة ومحافظة علي رأس المال ليس ذلك فقط بل لأن العائد علي الاستثمار فيها أفضل من العائد علي الاستثمار من الودائع، حيث تحقق هذه الصناديق عائداً يتراوح بين 2 و3% وهو عائد أعلي من عائد الودائع .