هذه رسالة عتاب تلقيتها من د.ماجدة شفيق الاستاذة بجامعة الاسكندرية حول استخدامي لكلمة "طحالب" علي أساس أن الطحالب أشياء لا قيمة لها.. وفي هذه الرسالة توضح الدكتورة ماجدة شفيق وهي أستاذة في علم الطحالب أهمية هذه الطحالب في حياتنا والواقع أن هذه الرسالة توضح لنا أشياء كثيرة لأهمية الطحالب ودورها في الحياة بصورة عامة. الصديق الغالي فاروق جويدة أكتب لك اليوم عاتبة عليك، ومعاتبة نفسي.. فأما عتابي إياك فهو من الناحية المهنية بالنسبة لي، فمن خلال متابعتي لكل كلمة تكتبها أجدني مشدودة لحسك، الوطني، ولرسائلك الهادئة التي ترسلها ما بين السطور في اتجاهات عديدة، غير أنني وجدتك تكرر في معرض حديثك عن اللاقيمة، أو العشوائية تشبيهك لتلك الأشياء بالطحالب ونظرا لأنني أستاذة لم الطحالب في جامعة الاسكندرية فقد أيقنت أن هناك لبسا، أو لنقل قلة معلومات عن هذه المجموعة من النباتات، لذا فقد عاتبت نفسي، وأيقنت أنني قد قصرت وزملائي في تعريف الناس بذلك العالم الساحرالمفيد "عالم الطحالب"، وقد يكون مرجع هذا التقصير لواحد من سببين: - إننا كعلماء لا نجيد التسويق لعلمنا لا في أروقة الصحافة، ولا حتي في أروقة الجامعة التي ننتمي إليها. - إن الإنسان بطبيعته يركز علي ما ألفه في الطعام، والحياة، ونحن بدورنا ألفنا نمط حياتنا فلم نحاول التغيير، ولذلك فلم نتعود علي تناول وجبة من الطحالب مثلا بدلا من الاسماك برغم أن البلاد المرفهة هي التي تستخدم هذا النمط الصحي في الأكل "وكلنا سمعنا عن وجبة السوشي الياباني التي هي طحالب، وأرز"، وقد يكون في تناول الطحالب ملجأ من جنون البقر، وأنفلونزا الطيور، والخنازير، وتسمم الاسماك..!! الطحالب لمن لا يعرفها هي مجموعة نباتات معظمها مائي، وقليل منها يسكن اليابسة، ولولا وجود هذه الطحالب لما كانت هناك حياة علي وجه الأرض..!! ولقد اكتشفت حفريات لبعض الطحالب منذ أكثر من ثلاثة ملايين سنة، واستطاع الإنسان القديم الاستفادة منها. كما تعلم أن الحياة علي وجه الأرض هي عبارة عن سلسلة غذائية تبدأ بنبات، وتنتهي أيضا بنبات، فالنبات الأول هو نبات يجري عملية البناء الضوئي "امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وتثبيته، أو تحويله إلي مواد كربوهيدراتية"، يتغذي الحيوان علي تلك النباتات، ويتغذي الإنسان علي النباتات والحيوانات فإذا ماتت الحيوانات، تحللت بفعل النبات الثاني، وهو البكتريا، وعادت إلي الأرض في صورة عناصرها الأولية "كربون هيدروجين أكسجين نتروجين" وتمتصها مرة أخري النباتات الأولي، وتعود مرة أخري السلسلة الغذائية في نقل الطاقة بين حلقاتها إذن فعملية البناء الضوئي هي الاساس في سريان الطاقة بين الكائنات. دور الطحالب في الحياة: تمتص الطحالب حوالي 90% من الطاقة الشمسية الساقطة علي البحار، والمحيطات، وتحولها إلي صورة قابلة للاختزان، ونظرا لأن المساحة التي تغطيها مياه الأنهار، والبحار، والمحيطات، أكثر بكثير من اليابسة، حيث تشغل المياه مساحة 71% من سطح الأرض، وكنتيجة للاعداد الكبيرة للطحالب في المصادر المائية فإنها تنتج ثلاثة اضعاف ما تنتجه نباتات اليابسة من الطاقة، حيث تثبت ما يقرب من 6.3 مليون طن من الكربون - سنويا - في صورة مواد كربوهيدراتية، وتنتقل تلك المواد عبر السلاسل الغذائية للحيوان، والانسان، وهي بذلك - تؤدي دورا كبيرا في توفير الطاقة، وتنتج من تلك العملية كميات مماثلة من الاكسجين توفرها للحياة الحيوانية في نفس البحار والمحيطات ولذلك تكون الطحالب أهم بكثير من نباتات اليابسة التي نتصور ان فيها حياتنا. الأهمية الاقتصادية للطحالب: تستخدم الطحالب في كثير من بلدان شرق آسيا، وأوروبا وأمريكا الشمالية، كغذاء شهي للانسان مثل: السوشي الياباني، حيث إنها غنية بالبروتين، والفيتامينات والعناصر المعدنية. تستخرج من بعض أنواعها - المضادات الحيوية وبعض الفيتامينات، وتنتج الطحالب اليود الذي يستخدم في علاج الغدة الدرقية، والبروم الذي يستخدم في استخدامات طبية كثيرة، كما تستخرج منها مركبات، لعلاج الأمراض الجلدية، والمعدية التي تخفق العقاقير الأخري في علاجها، وأخيراً أمكن التوصل منها إلي علاج بعض أنواع مرض السرطان. تستخدم كغذاء للماشية في كل من: الصين، فرنسا، وأمريكا، ومعظم دول أوروبا، لما لها من فوائد لادرار اللبن لدي الحيوان، أما الاسماك فتنتقي من البيئة المحيطة بها الأنواع الغنية بالبروتين لتتغدي عليها. في الصناعة تستخرج من الطحالب مواد مهمة جدا، منها الآجار - آجار، وحمض يعرف بحمض الألجنيك، ومادة تسمي الكراجنيين، وكلها مواد لا تستخرج إلا من الطحالب، وتستخدم في الصناعات الغذائية، وفي صناعة الأدوية، ومستحضرات التجميل، والمنسوجات، والمطاط والبويات.. وغيرها. هناك نوع من الطحالب الدقيقة يسمي الدياتومات يستخدم - كمادة حاملة - في صناعة الديناميت، والعوازل الحرارية، والورق، والبويات. وللحديث بقية