أوجدت حالة التخبط التي سيطرت علي البورصة خلال الفترة الأخيرة وحالة التدهور التي أصابت أسهم شركاته نوعا من الربكة داخل الشركات الكبري المقيدة خاصة بعد أن وصلت أسعار أسهمها إلي دون قيمتها الدفترية وباتت غير قادرة علي مقاومة الهبوطات المتوالية وهو ما دفع بعضها إلي التوجه لشراء أسهم خزينة لانقاذ أسهمها من حالة التدهور وانتشالها من الهبوط المتوالي. ولعل ما فعلته كل من أوراسكوم تيلكوم ومجموعة طلعت مصطفي ومعهما المصرية للمنتجعات السياحية من الإعلان عن شراء أسهم خزينة فتح الباب أمام العديد من الشركات الأخري للتوجه إلي هذا الاتجاه ومحاولة دعم أسهمها من خلال عمليات شراء أسهم الخزينة وهو ما قامت به مدينة نصر ورواد للسياحة وبعض الشركات الأخري. خبراء أسواق المال أجمعوا علي أن التوجه لشراء أسهم خزينة يعتبر حلا مثاليا أمام الشركات خاصة الكبري منها والتي تراجعت أسهمها بشكل ملحوظ وفقدت أكثر من 50% من قيمتها السوقية في الثلاثة أشهر الأخيرة. التوجه لشراء الشركات أسهم خزينة هو اتجاه تحكمه عدة أسباب إما لعدم ايجاد زوايا استثمارية لضخ السيولة بها أو لتدعيم أسهمها داخل السوق هكذا يؤكد خالد الطيب عضو مجلس إدارة بايونيرز القابضة والذي يشير إلي أن عمليات شراء الشركات لأسهم خزينة في الوقت الحالي هو أنسب حل للخروج من حالة الخمول التي أصابت الأسهم خاصة الكبري منها والتي تلعب دورا محوريا في التأثير علي تحركات المؤشر والسوق. وأشاد الطيب بتوجه شركة أوراسكوم تيلكوم إلي الإعلان عن شراء أسهم خزينة علي فترات متوالية خاصة وأن أسهمها ذات وزن نسبي عال وتؤثر بشكل فعال في تحركات المؤشر الرئيسي للسوق ولذا كان هذا حلا جيدا للغاية. وأوضح الطيب أن الشركات في العادة تلجأ إلي شراء أسهم خزينة لعدم وجود جوانب استثمارية تضخ فيها ما تملكه من سيولة ولكن الوقت الحالي يحتم علي الشركات التي تمتلك سيولة شراء أسهم خزينة من السوق لدعم تحركات أسهمها وانقاذها من حالة الهبوط المتوالية. وطالب بضرورة أن يكون هذا التوجه عاما خاصة في الشركات الكبري وعلي رأسها أوراسكوم للإنشاء التي بات سعر سهمها في السوق دون مستويات الإغراء. من جانبه يري محمد ماهر رئيس مجلس إدارة برايم للأدوات المالية أن توجه الشركات المقيدة في البورصة إلي شراء أسهم خزينة هو الحل الوحيد للخروج من أزمة تراجع السوق وتدهور قيم الأسهم دون قيمها الدفترية والاسمية أيضا. وأشار محمد ماهر إلي أن الأفضل للشركات بدلا من توزيع أرباح أو أسهم مجانية في الوقت الحالي هو توجيه السيولة والتدفقات النقدية أو جزء منها لشراء أسهم خزينة في أسهمها لانقاذ تلك الأسهم من حالة الهبوط والتردي الواضحة الناجمة عن انهيار السوق. ولفت رئيس مجلس إدارة برايم للأوراق المالية إلي أهمية التوجه في الوقت الحالي من جانب الشركات الكبري لشراء أسهمها من السوق وقد قادت هذا الاتجاه أوراسكوم تيلكوم القابضة ومعها مجموعة طلعت مصطفي مشيرا إلي أننا ننتظر أوراسكوم للإنشاء هي الأخري للقيام بهذه الخطوة لتحاول انقاذ السوق من حالة الهبوط خاصة وأن سهمها من الأسهم القيادية الثقيلة التي تؤثر في تحركات مؤشر السوق. وأوضح محمد ماهر أن السوق في الوقت الحالي يحتاج إلي مزيد من الآليات والتطويرات لمحاولة انقاذه من مستويات الهبوط وحالة التراجع التي باتت عنوانه طوال الأربعة أشهر الأخيرة مشددا علي ضرورة ايجاد سيولة للخروج من الأزمة. ويتفق مع الرأي السابق وائل عنبة رئيس مجلس إدارة شركة الأوائل لإدارة المحافظ والذي يؤكد أن التوجه لشراء أسهم خزينة من جانب الشركات المقيدة في السوق يعتبر من أفضل الحلول المتاحة في الوقت الحالي للخروج من عنق الزجاجة وايجاد دفعة سوقية للأسهم الراكدة خاصة الكبري منها والتي تؤثر بشكل واضح في تحركات السوق. وينوه وائل عنبة إلي أهمية الدعوة من جانب مجالس إدارة الشركات لايجاد حلول لحالة الهبوط التي تنتاب أسهمها يوما وراء الآخر موضحا أن شراء أسهم خزينة أن لم يكن قادرا علي رفع أسعار الأسهم فهو سيعطي حالة نفسية للمستثمرين والمساهمين في تلك الشركات. وأضاف ضرورة التزام الشركات الكبري واستيعابها للوضع الحالي خاصة وأن الصناديق والمؤسسات هي الأخري باتت متخوفة من أداء السوق ومن ثم فلم يعد أمام الشركات سوي توجيه جزء كبير من سيولتها في شراء ودعم أسهمها داخل السوق. وتوقع أن تشهد الفترة الحالية حالة توجه عام من جانب الشركات الكبري والمتوسطة في عمليات شراء أسهم الخزينة خاصة بعد الخطوة التي قامت بها أوراسكوم تيلكوم ومدينة نصر للإسكان ومجموعة طلعت مصطفي والمصرية للمنتجعات السياحية. وأوضح أن هذه الخطوة ستساعد كثيرا في تحرك أسهم الشركات وايجاد احجام تداول جيدة وممتازة لانتشال السوق من حالة الركود التي باتت تسيطر عليه.