تقف أسعار الأسهم في البورصة المصرية عند مستويات سعرية حرجة بعد الارتفاعات القياسية التي سجلتها الفترة الماضية رغم تأكيدات المحللين علي استمرار وجود فرص جيدة للارتفاع امام اغلبية الاسهم في ظل الأرباح غير التقليدية التي أعلنت عنها الشركات في مختلف القطاعات. الا أن مخاوف التصحيح العنيف تؤرق العديد من المتعاملين وبدأ السوق يتحدث عن تصحيح حتمي حتي يتمكن من معاودة صعوده القوي والوصول الي مستوياته العادلة في ظل التفاؤل الشديد بأرباح الشركات المقيدة مدعومة بالمناخ الاقتصادي الجيد الذي تتمتع به مصر حاليا. ويدعم تلك المخاوف أن السوق تعيش الأسابيع الأخيرة من 2007 والتي عادة ما تتجه الصناديق والمؤسسات والمحافظ الي تحويل أرباحها الدفترية الي أرباح نقدية لتسوية ميزانياتها فضلا عن استعداد السوق لاستقبال أعياد الكريسماس وموسم اجازات الأجانب.. كل هذا سيجعل فرص الصعود الانتقائي للأسهم هي الأوفر حظا خلال الأسابيع المقبلة . ورغم تلك المخاوف والقلق لدي البعض الا أن هناك فريقاً اخر يري ان فرص استمرار صعود السوق في الفترة المقبلة لا تزال قوية خاصة بعد ضخ سيولة كبيرة عن طريق جذب مزيد من رؤوس الأموال العربية والأجنبية للدخول في الطروحات الحالية مثل طلعت مصطفي . وأكد الخبراء أن فترات التصحيح التي شهدتها الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية كانت قصيرة حيث سرعان ما كانت تظهر قوة شرائية تدفع السوق للصعود من جديد. قوة شرائية يقول عبد الرحمن لبيب مدير قسم التحليل الفني بشركة عكاظ لتداول الأوراق المالية ان قصر مدة التصحيح والتي أصبحت لا تستغرق يوما أو يومين أو حتي خلال الجلسة الواحدة يؤكد مدي قدرة السوق واستعداده للصعود بقوة. وأشار إلي أن هناك قوة شرائية قوية في السوق تظهر بمجرد حدوث اي تراجع في الأسعار مما يجعل الأسهم تعاود الارتفاع مرة أخري ولا تخضع لاستمرار التصحيح واوضح ان استقرار العوامل المؤثرة في السوق مثل السياسة النقدية والوضع السياسي واستمرار انخفاض أسعار الدولار وارتفاع أسعار البترول فإن ذلك سيؤدي لانتعاش المنطقة بالكامل وليس مصر فقط وبالتالي البورصة المصرية وأضاف أن كثيراً من الشركات في العديد من القطاعات حققت نتائج قياسية وتفوق التوقعات مما يزيد من تفاؤل المستثمرين ويقلل من رغبتهم في البيع مشيرا الي أن تعاقب القطاعات في قيادة التعاملات يجعل السوق أكثر حيوية وقدرة علي الاستمرارية والصعود. ذلك بالاضافة الي ان كفاءة البورصة المصرية ارتفعت بشكل ملحوظ خلال العامين الاخيرين بما يشير الي ان ارتفاع اي سهم يكون مبنيا علي ارقام وميزانيات حقيقية تقف وراء كل ارتفاع . ويقول ان السيولة التي ستدخل اكتتاب طلعت مصطفي سيعاد ضخها من جديد في قطاعات البورصة المصرية المختلفة بعد مضي وقت من التداول علي سهم الشركة وهو ما سيساهم في زيادة سيولة السوق. وعن مؤشر CASE30 باتجاه صعودي ونتوقع وصوله للمستهدفات 9850 و10200 بعد انتهاء هذه الحركة العرضية التصحيحية. صعود انتقائي للأسهم واختلف خالد الجندي محلل أسواق المال مع الرأي السابق مؤكدا أن السوق مازال حتي الآن لم يحدد اتجاهه بعد سواء باستمرار الصعود أو القيام بحركة تصحيحية مرة أخري خاصة أن هناك بعض أسهم المضاربة مستحوذة علي جانب كبير من تعاملات الأفراد. وأكد أنه من المتوقع حدوث عمليات جني أرباح مؤقتة خلال الأسابيع الأخيرة من2007 والتي عادة ما تتجه الصناديق والمؤسسات والمحافظ الي تحويل أرباحها الدفترية الي أرباح نقدية لتسوية ميزانيتها فضلا عن خروج الأجانب المؤقت استعدادا لاستقبال أعياد الكريسماس....كل هذا سيجعل فرص الصعود الانتقائي للأسهم هي الأوفر حظا خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف: ان هناك حالة من الخوف تنتاب المتعاملين بالسوق نتيجة تراجع حجم التعاملات بسبب سحب سيولة كبيرة بغرض الاكتتاب في شركة طلعت مصطفي وزيادة رؤوس اموال بعض الشركات مثل الكابلات الكهربائية والبنك الوطني للتنمية علاوة علي تراجع البورصات العالمية خاصة بورصة لندن بسبب قرار الفيدرالي الأمريكي تخفيض الفائدة مرة اخري وهو ما سيؤثر علي جميع الأسواق العالمية ومنها مصر. اكتتابات جديدة وفيما يتعلق بجدوي طرح اكتتابات جديدة في الوقت الحالي في السوق المصري أشار باسم رمزي المحلل المالي بشركة مترو لتداول الأوراق المالية الي أن تلك الطروحات ذات تأثير سلبي نتيجة سحبها سيولة ضخمة من السوق تؤدي الي حدوث تذبذبات حادة في الأسعار