سجلت البورصة المصرية الأسبوع الماضي مستويات قياسية جديدة لمؤشر كاس 30 مع زيادة كبيرة في احجام التعاملات وارتفعت أسعار معظم الأسهم خاصة أسهم المضاربات.. ولكن عمليات جني الأرباح دفعت المؤشر للتراجع عن المستويات التي وصل إليها.. واختلف المحللون حول اتجاه السوق الفترة القادمة.. فمن وجهة نظر التحليل المالي ارتفعت أسعار عدد كبير من الأسهم بنسب كبيرة ووصلت مضاعفات الربحية إلي مستويات لم يكن من المفروض أن تصل إليها وبها قدر كبير من المبالغة وبالتالي ستحدث عمليات جني ارباح تدفع المؤشر للتراجع عن مستوياته القياسية.. أما التحليل الفني فيتوقع أن يصل المؤشر إلي مستوي 12000 نقطة وعلي المدي المتوسط من المتوقع أن يصل إلي 13600-13800 نقطة. مشوار الصعود من جانبه أكد محمد صالح محلل فني أن السوق مازال يؤدي بشكل قوي ومتزن للغاية مشيرا إلي أن المستويات الحالية للأسهم غير مبالغ فيها وإنما هي ترجمة حقيقية لما يشهده الاقتصاد المصري من نمو. وارجع الطفرة التي شهدتها البورصة المصرية خلال الفترة الماضية إلي وجود العديد من الأخبار بالسوق بالإضافة إلي حالة النشاط المسيطرة علي عديد من القطاعات. وأضاف أن السوق يسير في قناة صعودية متباطئة تحكمها نقاط مقاومة عند 11500 لأعلي و11800 أسفل بين هاتين النقطتين يقف مؤشر السوق غير أن توقعات الصعود باتت هي الأكثر ترجيحا في المرحلة المقبلة. وأكد أنه من المتوقع أن يصل المؤشر إلي مستوي 12000 نقطة وعلي المدي المتوسط من المتوقع أن يصل إلي 13600-13800 نقطة. وأشار إلي أن أسهم السوق الصغيرة تعد هي المسيطرة والأكثر ارتفاعا خلال الوقت الحالي في ظل غياب الأسهم ذات الوزن النسبي الثقيل والتي تحكم تحركات المؤشر وبالتالي فإن هبوطه أصبح أمرا مستبعدا. مضاعفات الربحية واختلف محمد عسران العضو المنتدب بشركة بريمير مع الرأي السابق مؤكدا أن الأسعار الحالية لكثيرمن الأسهم تعد غير منطقية ومبالغ فيها فهناك الكثير من أسهم المضاربة التي ارتفعت أسعارها بنسبة كبيرة ومبالغ فيها علي الرغم من أنها شركات خاسرة بدعم من المضاربة وتسريب الأخبار مشيرا إلي أن صغار المستثمرين هم الضحية في المقام الأول. ونوه إلي أن مضاعفات الربحية وصلت إلي مستويات لم تكن من المفروض أن تصل إليها متوقعا حدوث عمليات جني أرباح خلال الفترة القادمة وذلك بعد ارتفاع الكثير من الأسهم وتحقيقها لمستويات سعرية عالية تفوق تقييماتها العادلة. أكد عسران أن كثيراً من المحافظ الاستثمارية في السوق تشهد حاليا عملية إعادة هيكلة للمحافظ الاستثمارية بين قطاعات السوق المختلفة وهو ما انعكس علي أداء البورصة خلال الأسبوع الماضي.. مشيرا إلي أن من ضمن القطاعات التي بدأت تتواري وتضعف سيولتها خلال الفترة الماضية قطاع البنوك علي الرغم من رغبة المؤسسات الاقليمية والعربية والعالمية الاستحواذ علي حصص في السوق المصرفي. وأضاف أن في مثل هذه الفترات تبحث السيولة المتواجدة في السوق عن قطاعات أخري تحقق فيها أرباحا، وبالتالي يكون التوجه إلي الأسهم الصغيرة كأسهم مضاربات، حيث ترتفع بمجرد اتجاه السيولة إليها نظرا لقلة عدد الأسهم المتداولة منها في السوق. أشار عسران إلي أن من ضمن العيوب التي تشوب البورصة المصرية في الوقت الحالي الاعتماد بشكل أساسي علي التحليل الفني في اتخاذ قرارات الشراء والبيع دون الوضع في الاعتبار الأداء المالي للشركات. وأضاف أن من ضمن الميزات التي يتمتع بها السوق في الوقت الحالي هي زيادة السيولة بنسبة كبيرة فقد اقتربت التعاملات من 5 مليارات جنيه يوميا. ويتفق حسام أبو شملة -مدير تسويق بشركة بايونيرز القابضة- مع الرأي السابق حيث يري أن الأسعار في البورصة المصرية ارتفعت بصورة كبيرة ولا بد من حدوث عمليات جني ارباح يمكن أن تمتد لفترة وذلك حتي يمكن أن يواصل السوق ارتفاعه بشكل صحي بعد ذلك. وأكد أن كثيراً من الأسهم حققت مستويات سعرية جديدة الفترة الماضية ولا بد من حدوث عمليات جني ارباح حتي يمكنها أن تواصل الموجة الصعودية لتحقيق مستويات سعرية جديدة. اتجاه صعودي ومن جانبه أشار إيهاب فتحي محلل مالي بشركة أمان لتداول الأوراق المالية إلي أنه من المتوقع استكمال المؤشر لاتجاهه الصعودي علي المدي القصير المتوسط والطويل الأجل مؤكدا أن السوق لا ينقصه الحوافز في الفترة الحالية لاستعادة اتجاهه الصعودي مع إعلان العديد من الشركات عن أنباء ايجابية خاصة فيما يتعلق بالارباح أو التوزيعات النقدية أو المجانية أو حتي الأحداث الجوهرية. ولفت إلي أن السوق صحي بدليل تأثره بالأخبار والأحداث المتعلقة بالأسهم واستجابته لها بصورة كبيرة وهو ما لم يكن موجودا من قبل إلي جانب أن المؤشر الرئيسي للبورصة بدأ يستجيب لنقاط فنية معينة. وأضاف أن السبب الرئيسي لاتجاه الأسهم الكبيرة للاتجاه العرضي أو الهبوطي هو انخافض البورصات الدولية والأسواق الناشئة كذلك مشكلات أخري خاصة ببعض هذه الشركات مثل الاتصالات وقطاع الأسمنت. ونوه إلي أن استمرار المضاربات علي الأسهم الصغيرة أدي إلي تراجع هذه الأسهم ومن المتوقع أن تشهد هذه الأسهم حركة تصحيحية قريبة خاصة بعدما ارتفعت بنسب عالية في وقت زمني قصير للغاية لتقود الأسهم القيادية موجة الصعود مرة أخري. واعتبر أن هذه الظاهرة غير صحية وتقلل من كفاءة السوق وقوته خاصة في ظل عزوف المستثمرين عن الأسهم القيادية ذات المراكز المالية الجيدة وتهافتهم علي الأسهم الصغيرة خاصة أسهم التجزئة وزيادة رأس المال.