في معرض باريس للطيران الذي ينعقد مرة كل سنتين ظهرت شركة ايرباص مرتدية قناع الشجاعة وأعلن رئيسها الجديد لويس جولوي الذي يعد ثالث رئيس تنفيذي للشركة في غضون الاثني عشر شهرا الأخيرة ان الايرباص بدأت تعود تماما إلي الطريق الصحيح وتقول مجلة "الايكونوميست" إن هذه الصيحة المتفائلة التي اطلقها جولوي منذ أيام يدعمها تزايد في عدد الطلبيات علي طائرة الايرباص والتي بلغت حتي الآن 600 طائرة بفضل جهود مدير التسويق البارع جون ليهي. وتتضمن هذه الطلبيات 13 طائرة اضافية من طراز 380 A ذات الطابقين (احدها للاستخدام الخاص) ليصبح إجمالي المطلوب من هذا الطراز 200 طائرة إلي جانب 172 طائرة من طراز A350XWB وهي المنافس المنتظر لطائرة بوينج المعجزة دريملاينر ،787 وعلي جانب آخر فإن حجم الطلبيات علي الطائرة A320 بمختلف طرزها قد وصل إلي 5 آلاف طائرة منذ اطلاقها لأول مرة قبل 20 عاما وحتي الآن. ومن الواضح أن بيان النوايا الذي اعلنته الايرباص يؤكد عزمها علي أن تتقاسم السوق مع بوينج وان يبلغ مجموع ما باعته من طائرات وما ستبيعه في العشرين سنة القادمة 29 ألف طائرة قيمتها الإجمالية 2.8 تريليون دولار وبهذا الشكل لا يكون هناك مجال للحديث عن أزمة في شركة الايرباص بعد الآن. وعلي الرغم من ذلك فمن المتوقع أن تحقق الايرباص خسائر هذا العام ايضا كما حققت خسائر في العام الماضي بلغت 572 مليون يورو (718 مليون دولار) ومع ذلك فإن شركة الايرباص قد اصبحت افضل مما كانت عليه قبل 12 شهرا عندما أدت المشاكل إلي تأجيل موعد اطلاق الطائرة A380 واسهم ضعف الدولار في التأثير سلبيا علي قدرتها التنافسية أمام بوينج. لقد بدأت الايرباص تنفيذ خطة التعافي باور - 8 بخفض التكاليف ملياري يورو سنويا عن طريق الاستغناء عن 10 آلاف عامل وبيع 6 من مصانعها في المزاد لمن يريد من الشركاء وقد أعلنت شركة الطيران الصينية أفيك - 1 وهي شركة حكومية عزمها علي شراء المصانع الستة وبجانب ذلك فإن الطائرة A380 ستدخل الخدمة التجارية مع الشركة السنغافورية في الخريف القادم علي الرغم من أن ذلك يأتي متأخرا عامين عن الموعد الذي كان مقررا اطلاقها فيه من الأصل. وليس معروفا حتي الآن علي اية حال ما إذا كانت الطائرة A380 ستصبح موضع طلب كبير من شركات الطيران التي تعمل علي الخطوط الطويلة المزدحمة أم انها ستتحول إلي فيل أبيض لا يحقق القدر المنوط به من الأرباح والايرادات وسوف يتضح هذا الأمر مع نهاية العام الحالي عندما تقرر شركة الطيران البريطانية بريتيش اير وايز الاختيار بين الطائرة A380 وطائرة بوينج المعدلة 8 - 747 ومعروف ان بريتش اير وايز هي أكبر مستخدم للطائرة بوينج 400 - 747 حيث يوجد في اسطولها 57 طائرة من هذا الطراز ولذلك فإن الايرباص تعتبرها منحازة إلي بوينج ولكن جولوي أعلن أخيرا أن مطار هيثرو قاعدة بريتش اير وايز هو أكثر مطارات العالم حاجة إلي الطائرة A380 وان الطائرة بوينج 8-747 رغم كونها احدث طبعة من هذا الطراز إلا أن الطائرة A380 هي الاطول عمرا. وفي السباق بين الطائرة بوينج 787 والطائرة A350 -xwb ذات الجسم العريض يحاول جولوي ان يبدو ايجابيا فطائرة بوينج تعد ظاهرة من حيث حجم الطلبيات التي بلغت 630 طائرة حتي قبل اطلاق الطائرة في الشهر القادم فشركات الطيران مبهورة باستخدام بوينج مادة البلاستيك المقوي بالكربون في صنع جسم الطائرة التي ستكون خفيفة جدا وقليلة التكاليف في عمليات الصيانة كما انها ستكون مريحة للمسافرين أكثر من غيرها بسبب ارتفاع الضغط الجوي في الكابينة واعتدال نسبة الرطوية إلي جانب نوافذها الواسعة. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان الطائرة A350 تأتي متأخرة خمس سنوات عن الطائرة بوينج 787 التي ستدخل الخدمة العام القادم ولكن A350 فيها نسبة من المواد المركبة لا تقل عن 50% وان كان تصميم هيكلها اقل تقدما من الطائرة البوينج المنافسة وتعرف بوينج ان طائرة الايرباص ستكون خفيفة مثل طائرتها ولكنها تعتبر طائرة الايرباص اقل امتاعا للركاب واصعب من حيث الصيانة. ورغم ان الاقبال يتزايد علي الطائرة بوينج 787 إلا أن ذلك لا يعني أن طائرة الايرباص A350 ستكون طائرة فاشلة لسبب بسيط هو انها أكبر قليلا من الطائرة البوينج المنافسة وتعتبرها بوينج المنافس الحقيقي لطائرتها 777 التي ستتحول إلي طائرة قديمة الطراز مع حلول عام 2013 وهو تاريخ طرح A350 في الاسواق ولذلك فإن طائرة الايرباص الجديدة ستكون أمامها فرصة جيدة للتسويق. ويبقي أن نقول ان ثمة معركة اخري مهمة بين بوينج والايرباص لاتزال قائمة في شأن طائرات المسافات القصيرة أي بين الايرباص 320 وبوينج 737 وهي معركة تعمل الشركتان علي تأجيلها لأطول فترة ممكنة خصوصا وان الطلب علي كل من الطائرتين لا يزال كبيرا.