ورغم مرور أكثر من عام علي كارثة العبارة "السلام 98" التي راح ضحيتها نحو ألف مواطن مصري وتشكيل لجنة تقصي الحقائق بمجلس الشعب إلاأن تقرير هذه اللجنة لم يخرج حتي الآن إلي النور، وكأن المطلوب هو تطبيق أمين للنصيحة المشهورة بأنك إذا أردت أن تقتل موضوعا فأحله إلي لجنة! وحول هذه القضية كانت تلك المواجهة التي أجرتها "الأسبوعي" مع حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات ورئيس لجنة تقصي الحقائق بمجلس الشعب وأكد فيها انه لن يسمح مهما كان الثمن بتعطيل صدور قرار اللجنة.. مشددا علي ان فتحي سرور رئيس المجلس برئ من عرقلة صدور تقريرها مشيرا في نفس الوقت إلي أن لجنة أبو العينين الفرعية لم تفعل شيئا وضلت طريقها وذلك بحسب تعبيره، وكشف الطحان ل"الأسبوعي" ان تقرير اللجنة سوف يصدر قبل نهاية الشهر القادم حتي لو لم يكن مكتملا بردود طلبها من بعض الجهات.. وهكذا كانت المواجهة.. * ما الأسباب الحقيقية لتأخر صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق حتي الآن وهل سيري النور؟ ** قدمت اللجنة تقريرها يوم 6 يوليو الماضي لمجلس الشعب بعدما طلب الدكتور فتحي سرور رئيس المجلس عدم الاعتداد بالتقرير الذي قدمته اللجنة قبل ذلك في 19 ابريل من نفس العام بحيث تكون الجهات المسئولة قد انتهت من عمل تحقيقاتها وهي علي وجه التحديد النائب العام والمدعي العام الاشتراكي واللجنة الدولية الفنية التي شكلتها وزارة النقل وبعدما وردت الي لجنة التقارير الخاصة بتحقيقات تلك الجهات ودراسة مدي تطابق نتائجها مع ما جاء في التقرير الذي أعددناه تقدمنا بتقرير نهائي ذكرنا فيه أن هناك تطابقا فيما جاء في نتائج تحقيقات تلك اللجان وما ورد في تقريرنا المبدئي الذي قدم للمجلس في شهر ابريل الماضي والذي حملنا فيه المسئولية السياسية علي الحكومة في شقين الأول في عمليات البحث والانقاذ والثاني في إدارة الأزمة وسلمنا التقرير لرئيس المجلس الذي طلب الاجتماع بلجنة تقصي الحقائق في يوم 6 يوليو وقرر ان هناك نقاطا فنية تحتاج لايضاح وشكل لجنة فرعية لمناقشتها برئاسة الزميل محمد أبو العينين لاستجلاء النقطة الخاصة بالبحث والانقاذ وموعد استقبال الاشارات ومن تلقاها وإن كان ذلك قد ورد في تقرير لجنة تقصي الحقائق وتم تكليف اللجنة الفرعية بالاتصال بالبحث والانقاذ ووزارة الطيران المدني وتحدد موعد لمواجهة الطرفين مع وجود لجنة فنية مختصة. * وماذا حدث بعد ذلك.. ولماذا كان التأخر في عمل هذه اللجنة؟ ** اجتمعت اللجنة الفرعية وأرسلت خطابا لهيئة البحث والانقاذ ولم ترسل للطيران المدني كما لم تعد المواجهة بين الطرفين ولم تحدد إذا ما كانت تحتاج للجنة فنية أم لا وطلبت في خطابها أن يتم تحقيق بمعرفة النيابة العسكرية دون ان يمر هذا الطلب علي لجنة تقصي الحقائق -رغم انه مخالف للقواعد- وجاء لها رد يوم 23 سبتمبر الماضي من هيئة البحث والانقاذ اشتمل علي تحقيق اجرته النيابة العسكرية وانتهي هذا التحقيق بتحديد مواعيد تلقي الاشارات وانتهوا لاعتبار هذا البلاغ الذي جاء من مجلس الشعب شكوي ادارية ضد هيئة البحث والانقاذ وتم حفظ الامر بالنسبة للشكوي ضد البحث والانقاذ وجاء هذا الرد للجنة الفرعية يوم 23 سبتمبر وبعدها لم تجتمع اللجنة الفرعية. * هل تشعر بأن هناك تقصيرا من اللجنة الفرعية في أداء عملها؟ ** لم تفعل شيئا بل عقدت الأمر بالنسبة لنا وإن كان ذلك بغير قصد.. لكنها لم تقم بتنفيذ المهام الموكلة لها كما ينبغي أن يتم.. ولو كانت قد قامت بمهامها لم نكن لنصل إلي هذه النتيجة.. وقد شرحت امام المجلس في اليوم الخامس من الشهر الحالي ما تم بشأن هذه اللجنة وأنها ارسلت تقريرا بشكل مخالف لتنفيذها ولذلك قرر الدكتور فتحي سرور أن تسلم اللجنة الفرعية ما لديها من مستندات وهو عبارة عن خطابين فقط احدهما مرسل للطيران وآخر للقوات المسلحة وبعدها عقدت اجتماعا للجنة تقصي الحقائق بعدها بأسبوع ونحن في انتظار بعض المكاتبات من الطيران المدني ومن البحث والانقاذ وسواء جاءت أولا سيخرج التقرير قبل نهاية ابريل المقبل. * هل تشعر أن هناك من تسبب في تعطيل خروج التقرير بشكل نهائي وعرضه علي المجلس؟ ** أنا أحب أن أوضح أمرا وهو أن الذي ظلم في هذا الموضوع هو الدكتور فتحي سرور رئيس المجلس ولا يوجد ما يجبرني علي أن أقول هذا الكلام لكن الرجل في الحقيقة وفر لنا كل ما طلبته لجنة تقصي الحقائق لأن هناك من اتهمه بأنه شكل اللجنة الفرعية لتعطيل الأمور وهذا لم يحدث لكنه اختار محمد ابو العينين وهو ادرك الأمر بشكل مختلف وأنا لن أسمح أيا كان الثمن أن يستمر هذا التعطيل وسأذكر الحقائق كاملة.