فرضت ظاهرة انتقال القيادات من البنوك الاجنبية الي البنوك العامة نفسها مؤخرا علي الساحة المصرفية ومن ابرز الامثلة علي ذلك هالة فايق والتي انتقلت من الأهلي سوسيتيه الي بنك مصر وكذلك محمد اوزالب الذي انتقل من سيتي الي مصر ايضا. وهنا يثور التساؤل هل أصبحت البنوك العامة تنافس الاجنبية والخاصة في استقطاب تلك الكفاءات؟ وهل يعني ذلك افتقارها للكوادر والخبرات؟ وهل هذه الظاهرة في طريقها للزيادة أم أنها مجرد حالات فردية؟ من جانبهم اكد مسئولو البنوك أنها ظاهرة محدودة وقالوا ان البنوك العامة لن تنافس الاجنبية في استقطاب تلك الكفاءات بسبب تفوق الثانية في نظام العمل والرواتب في نفس الوقت إلا أنهم في الوقت ذاته اختلفوا حول مستقبل هذه الظاهرة ففي حين يري البعض انها ظاهرة وليدة وستزداد خلال الفترة القادمة نظرا لزيادة حدة المنافسة يري آخرون ان البنوك العامة بعيدة تماما عن المنافسة فيما يتعلق باجتذاب القيادات اليها. حازم عنبر نائب مدير عام ومدير فرع مصر الجديدة بالبنك العربي الافريقي الدولي يقول ان الفترة الحالية تشهد اتجاها معاكسا فيما يتعلق بتنقلات العمالية بين البنوك ففي الماضي كانت الانظار تتجه دائما للانتقال من البنوك العامة الي الاجنبية والخاصة ولكن الفترة الحالية شهدت العكس حيث انتقل عدد من الكفاءات في البنوك الاجنبية للعمل في البنوك العامة. وارجع عنبر ذلك الي ان هذه الكفاءات تكون قطعت شوطا كبيرا في تطوير البنك الاجنبي والنهوض به كل حسب تخصصه فتنتقل للبنوك العامة بهدف استغلال خبراتها وكفاءتها في تطوير البنك العام من ناحية وبهدف الحصول علي عائد مادي أعلي من ناحية اخري لان البنوك العامة تقدر هذه الكفاءات من الناحية المالية حيث تعطيها رواتب أعلي من التي تحصل عليها في البنوك الاجنبية. أسامة سويلم مدير فرع الجيزة بالبنك الأهلي سوسيتيه جنرال كان له رأي مختلف حول انتقال الكفاءات من البنوك الاجنبية للعامة حيث يري ان هذا لا يرجع لكفاءة هؤلاء الافراد وانما لرغبتهم في "الراحة" فالبنوك الاجنبية يكون لها هدف محدد يجب القيام به خلال فترة معينة ومن لم ينجح في الوصول لهذا الهدف يتم الاستغناء عنه لان تقييمه يكون ضعيفا وفرصته في الترقي بعيدة وعادة ما يذهب للبنوك العامة والتي يختلف نظام العمل بها تماما عن البنوك الاجنبية. وذكر انه كان يعمل في البنك الأهلي قبل التحاقه بالأهلي سوسيتيه جنرال وكان يوجد نظام عمل يتميز بالمركزية في التسويق فكل الموظفين ينتظرون دخول عميل يقومون بخدمته دون ان يبحثوا عن عملاء جدد، أما في البنوك الاجنبية فيطلب من المسئولين استقطاب عملاء جدد وعرض المنتجات عليهم واقناعهم بها ويكون مدير الفرع مسئولا عن زيادة عدد العملاء بنسبة معينة خلال فترة محددة ومن يفشل في ذلك يستغني عنه لذا فهو يري ان البنوك العامة لا تستطيع منافسة الاجنبية في استقطاب الكفاءات لان من يتعود علي العمل في بنوك اجنبية لا يستطيع التكيف في نظام العمل في البنوك العامة. حالات محدودة واضاف ان حالات التنقل من البنوك الاجنبية للعامة محدودة ولكل حالة ظروفها ولا يجب التعميم واعتبار هذا ظاهرة في القطاع المصرفي وفي طريقها للانتشار، وضرب مثالا علي أحد هذه التنقلات وهو انتقال هالة فايق من العمل في الأهلي سوسيتيه ومصر الدولي للعمل في بنك مصر وارجع ذلك إلي عدم قدرتها علي التكيف مع سياسات الأهلي سوسيتيه حيث انها اثناء عملها في مصر الدولي والذي كان بنك مصر يمتلك حق الادارة فيه كانت تعتمد علي اعطاء قروض كبيرة للعملاء تصل للمليارات وتقلل في سعر الفائدة. مستندة للقرارات الائتمانية المعمول بها في البنوك العامة، وعندما عملت في الأهلي سوسيتيه جنرال وجدت نظام العمل مختلف حيث ان أي قرض يزيد علي عشرة ملايين جنيه لابد أن يدرس من قبل الإدارة في فرنسا ولا يمتلك أي شخص من قيادات البنك في مصر الموافقة عليه كما ان هناك معدلا معينا لسعر الفائدة لا يجب النزول عنه. أما علي مستوي رؤساء مجلس الادارة فقد جذب بنك مصر علي سبيل المثال خلال العامين الماضيين عددا من القيادات المشهود لها بالكفاءة والتي كانت تعمل في بنوك خاصة واجنبية كبري مثل محمد أوزالب ومحمد كفافي وتعليقا علي هذا يقول سويلم ان تعيين القيادات علي مستوي مجالس الادارة يكون بقرار من رئيس الوزراء مباشرة وليس له علاقة بالكفاءة والخبرة لذا فيجب النظر لكل حالة من حالات التنقل من البنوك الأجنبية للعامة علي حدة.