منذ شهور قليلة حدثت كارثة بني مزار التي قتل فيها شخص قيل انه مختل عقليا عشرة افراد ومثل بجثثهم في ليلة واحدة.. وحدثت مأساة اخري في الاسكندرية عندما اعتدي شاب واقتحم ثلاث كنائس وقتل كهلا مسيحيا.. وفي الاسبوع الماضي قتل مدرس الرياضيات وعازف الجيتار في كفر الدوار زوجته وابناءه الثلاثة وانتحر تحت عجلات القطار.. وفي كل يوم نقرأ عن جريمة جديدة يقال ان بطلها مختل عقليا.. وفي الشوارع تشاهد الان عشرات الاشخاص الذي غابت عقولهم يمشون بين الناس وتصدر منهم تصرفات غريبة.. سواء كانوا عرايا او يرتدون ملابسهم او تركوا شعرهم الاغبر وملابسهم الممزقة ولا ادري اين المؤسسات الاجتماعية التي ترعي هؤلاء.. ان مستشفي الامراض العقلية في العباسية يعاني زحاما شديداً خاصة بعد ان اقتطعت الدولة جزءاً كبيرا من حديقته واقامت عليها مشروعات حكومية.. والواضح ان الظاهرة تتسع الان وان عدد المجانين في تزايد مستمر وان الزمن الذي نعيش فيه قد افقد الناس عقولهم. ولا ادري اين منظمات ومؤسسات المجتمع المدني من ذلك كله واين دورالايتام والمعاقين والمختلين عقليا.. ان الجزء الاكبر من هذا النشاط يقع علي كاهل المجتمع المدني ويجب ان يشارك رجال الاعمال والاغنياء والقادرون في هذه المجالات.. نتمني ان نجد مجموعة من رجال الاعمال يشتركون في اقامة دار يجتمع فيها المعاقون نفسيا ويعانون من خلل في السلوك حتي لا تحدث مثل هذه الجرائم البشعة.. ان المدرس الذي قتل زوجته وابناءه في كفر الدوار قضي قبل ذلك سبع سنوات في احدي المصحات النفسية ونفذ عقوبة السجن لانه قتل خطيبته من قبل.. ولو ان مثل هذا المدرس خضع لرقابة صحية ونفسية دائمة في احد المستشفيات لما حدثت الكارثة الاكبر وانهي حياته وحياة اسرته في نوبة مرضية وعقليه.. ان في الشارع المصري ظواهر كثيرة غريبة وجديدة علينا وتحتاج منا الي وقفة جادة حتي لا تتحول الظواهر العادية الي كوارث انسانية.. ان المريض العقلي يمكن ان يخضع للعلاج ولا يتحول الي لغم قاتل يدمر كل ما حوله.