عادت اسعار البترول العالمية امس للارتفاع مع بداية التعاملات قبل صدور بيانات المخزون الامريكي التي يتوقع أن تظهر انخفاض مخزون البنزين للاسبوع الثامن علي التوالي. وظلت السوق تستقي الدعم من المخاوف التي تثيرها الخلاف المتنامي بشأن برنامج ايران النووي مع الغرب والنمو الكبير في الطلب علي النفط من الصين. وارتفع مزيج برنت 26 سنتا في عقود يونيو الي 73.47 دولار للبرميل. وبلغ أعلي مستوي خلال الجلسة 73.63 دولار وأدني مستوي 72.98 دولار للبرميل. وقدر محللون مستوي الدعم عند 72.20 دولار ومستوي المقاومة عند 74.79 دولار للبرميل. وارتفع الخام الامريكي الخفيف 22 سنتا الي 73.08 دولار. وتشير التوقعات الي أن مخزون البنزين الامريكي سينخفض 2.6 مليون برميل عندما تعلن البيانات الحكومية في وقت متأخر امس. وتتراجع المخزونات منذ شهرين مع سعي شركات التكرير لتفريغ صهاريج التخزين لافساح المجال أمام أنواع أنقي من الوقود. وارتفع سعر السولار (زيت الغاز) ثمانية دولارا الي 646.50 دولار للطن في بورصة البترول الدولية وكانت اسعار البترول العالمية قد تراجعت امس الاول اثر قرار الرئيس الامريكي بوش وقف زيادة المخزونات الامريكية في الوقت الذي قررت فيه اوبك المحافظة علي سقف انتاجها واطلقت وعودها بالانتاج عند قرب طاقتها القصوي الا ان تطورات الملف النووي الايراني لازالت تلقي بظلالها علي السوق حيث انتهاء المهلة التي منحها مجلس الامن لها غدا ومن ثم اتخاذ اجراءات ضدها تبدأ بفرض عقوبات اقتصادية يراها المسئولون الايرانيون انها مستبعده وسوف تؤثر علي اسعار البترول العالمية وهو ما جعل هناك تكهنات بان تعاود الاسعار الصعود خلال الايام القامة. وبنهاية تعاملات امس الاول في نايمكس انخفض سعر عقود النفط الخام لتسليم يونيو ن في التسوية 45 سنتا او 0.6 % الي 72.88 دولار للبرميل. وكان قد هوي في وقت سابق من الجلسة الي 71.75 دولار. وهبط العقد لليوم الثاني علي التوالي بعد ان سجل المستوي القياسي 75.35 دولار نهاية الاسبوع الماضي. وفي بورصة البترول الدولية بلندن قفز سعر عقود مزيج النفط الخام برنت لشهر يونيو عند التسوية 21 سنتا او 0.3% الي 73.21 دولار للبرميل. ونزل سعر عقود البنزين لشهر مايو عند التسوية في اغلاق نايمكس 4.48 سنت او2% الي 2.1291 دولار للجالون بينما زاد سعر عقود زيت التدفئة لشهر مايو 2.64 سنت او 1.3% الي الي 2.0581 دولار للجالون. وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد امر امس الاول بإيقاف مؤقت لعملية اضافة كميات الي احتياطي البترول الاستراتيجي للبلاد لزيادة المعروض النفطي في السوق وكبح صعود اسعار البنزين. وفي الوقت نفسه أمر بوش وكالة حماية البيئة الامريكية بإيجاد سبل لتخفيف القواعد الجديدة لبنزين أنظف احتراقا وهي خطوة قد تزيد من حجم البنزين المتاح في السوق. وحافظت منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) التي تصدر اكثر من ثلث الامدادات العالمية علي سقف انتاجها البالغ 28 مليون برميل في اليوم في محادثات اجراها وزراؤها في الدوحة مسلمة بأنها لا تملك اسباب الحد من الاسعار المنفلتة. وقال محمد علي زيني من المركز العالمي لدراسات الطاقة "خطوة اوبك كانت متوقعة ولا جديد فيما يخص ايران تراجع الاسعار يرجع الي جني الارباح اكثر مما يرجع الي اي عامل اخر." وعلي الصعيد الايراني هددت ايران الغرب بان تقوم سرا بتطوير اسلحة ذرية يمكن ان تنتقل الي جماعات ارهابية او تطلق شرارة سباق تسلح في الشرق الاوسط في تحدي صريح للغرب، حيث من المقرر ان تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا الي مجلس الامن الدولي غدا حول ان كانت ايران ملتزمة بمطالب الاممالمتحدة لتنظر الاممالمتحدة في الاجراءات التي من شأنها عزل ايران وهو ما يهدد اسواق البترول بقفزة قوية. وقال وزراء اوبك ان التوترات السياسية فيما يخص ايران ونيجيريا ومنتجين اخرين اضافت ما يصل الي 15 دولارا لسعر برميل النفط.وقال كثير من المحللين انهم لا يرون فرصة لاستمرار التراجع في الاسعار التي قفزت ما يزيد علي 20 % منذ يناير. وقال المركز العالمي لدراسات الطاقة في تقرير "لا احتمال لتراجع اسعار النفط ما لم تتبدد التوترات السياسية او يحدث انهيار للطلب علي لانفط وهما امران لا يبدوان مرجحين في الوقت الراهن."